Masr ya tayeba ya samra

•February 22, 2010 • 1 Comment

كانت الحالة محيرة.. فتاة تعاني تجمعًا صديديًا في الحوض استغلقت معرفة سببه على الجراحين، وقد خطر لنا ونحن نقف هنالك في العنبر أن السبب قد يكون متعلقًا بالتهاب المبيضين أو داء ما من أدواء النساء العديدة التي نجهلها نحن الأطباء الباطنيين، هنا قال ثلاثة منا في ذكاء وبصوت واحد: “نسأل ياسر الجندي !”ـ

ثم تذكرنا ونظرنا للأرض، وغلبتنا ابتسامة تجمع بين الخجل والحرج والمرارة ولوعة الفراق، فقد نسينا جميعًا أن د. ياسر الجندي مدرس أمراض النساء قد توفي منذ ستة أشهر. لكن الموقف كان معدًا بعناية ليكون هو بيننا وكي يتهمنا بالإهمال والحمق، وكي يداعب المريضة، ويأتينا بالخبر اليقين

عندما أتذكر ياسر الجندي فإنني أتذكر ذلك الوجه الشاحب المرهق، ولفافات التبغ التي لا تنتهي، والسهر في عنبر النساء البارد، وأكواب القهوة والحلبة الحصى، والممرضات الساهرات بالقوة يلعبن (الآل) بزجاجات الدواء الفارغة بانتظار الولادة التالية .. أتذكر القفازات الملوثة بالدم والقساطر، وياسر الذي يركض في طرقات المستشفى في الظلام بحثًا عن فصيلة (أو سالب) من أجل عطيات أو إنصاف التي تنزف في عنبر الولادة بينما اختفى أهلها وهجرها زوجها. لو قابلته وقتها وكنت من ذات الفصيلة فلن ينقذك من براثنه شيء.. مهما قلت أو فعلت

ياسر الجندي .. ما زلت أتذكره كلما تحدث أحدهم عن إهمال الأطباء وجهلهم. الأطباء الذين هم دائمًا غير موجودين في المستشفيات، فإذا تواجدوا كانت هذه نهايتك لأنهم يرتكبون الأغلاط القاتلة بالجملة. المشكلة أن الأمثلة الإيجابية كثيرة جدًا لكنها غير مسلية ولا تروق للصحافة ولا المرضى. لا أحد يكتب مقالاً عن طبيب تبرع بدمه من أجل مريضة، لكن الجميع يكتب للصحف عن طبيب سرق كلية .. هذه هي طبائع الأشياء

أتذكر فاطمة … الأم شبه الطفلة التي انحشرت رأس الجنين في مهبلها أثناء الولادة، مما أدى إلى تكوين ناصور بين المثانة والمهبل. النتيجة هي إنها كانت تبول بلا أي تحكم إرادي، وبالطبع طلقها زوجها على سبيل الامتنان والمودة، ثم اكتشف أطباء قسم النساء أنها مصابة بالاستسقاء وأنه من المستحيل إصلاح هذا الناصور الآن. دخلت فاطمة قسم أمراض الكبد لعلاج هذه الاستسقاء وسط عاصفة من ولولة أمها العجوز ولطمها. أسأل فاطمة عن لون بولها فتنفجر في البكاء وتقول: “وأنا حشوفه إزاي ؟.. هو أنا بأعمل زي باقي البنات؟”ـ

اعتاد ياسر الجندي أن يزورها في العنبر عندي يوميًا، وأتذكر السيرك الذي أقامه ليسليها ويضحكها. كيف كان يتكلم بطريقته (الريفية الأنثوية) التي كان يحسن اصطناعها كأنه امرأة ريفية عجوز، والتي اكتسبها من تعامله مع المريضات، وكانت تضحكهن دائمًا: “يا بت يا بطاطة يخرب مطنك .. ينيلك .. دانتي دراعك راح قد صباعي.. ” . ثم يداعب أنفها بسلسلة المفاتيح: “حاتخفي يا بطاطة وتيجي القسم عندنا، ونعمل لك العملية .. لكن أمك .. أمك !!” .. ويتقلص وجهه في توحش يجعل فاطمة تنفجر ضاحكة دامعة العينين كالأطفال: “أمك الولية الحيزبونة .. الولية القرشانة دي لو عتبت القسم عندي قسمًا عظمًا لأخلي العمال يرموها في الترعة”ـ

كنت أعرف جيدًا أن الاستسقاء لن يزول وأن الجراحة مستحيلة، لكني أخفيت الحقيقة عن بطاطة وعن ياسر الجندي معًا. بالذات أخفيتها عنه

كنا نتهمه بالمبالغة كثيرًا، وبأنه يعاني خليطًا من لذة الاستشهاد والوسواس القهري. بعد انتهاء أعوام الطبيب المقيم صار من حقه أن يستريح وأن تكون نوبتجياته أقل، لكنه ظل يعيش بذات التوتر وذات الإرهاق كما كان وهو طبيب مقيم. نوبتجية قد تمتد لثلاثة أيام لكنه لا يغمض عينه فيها لحظة. من الطبيعي جدًا أن يضع بيده الشبشب في قدمي مريضة، أو تراه هو والعامل يحملان اسطوانة أكسجين لأنه لا وقت لترف انتظار العامل الآخر

التبرع بالدم كان هوايته لدرجة أنه تبرع بدمه خمس عشرة مرة في عام واحد وهذا رقم قاتل، لكنه كان يعرف أن تخصصه هو تخصص النزف حيث ثمن الدم أغلى من الذهب، حتى صار ضيفًا غير مرغوب فيه في بنك الدم، وحتى تلقى الفنيون هناك أمرًا غير مكتوب من المدير يقضي بمنع د. ياسر الجندي من التبرع بأي شكل. بالطبع سرق هو بعض أكياس التبرع الفارغة لتكون متاحة تحت يده في الظروف القصوى

يعبر الطريق أمام المستشفى فتسقط منه آشعات مريضة كان يحملها.. ينسى واجب الحذر ويعود ليلتقط الآشعات قبل أن تدهمها السيارات، فيضربه ميكروباص مجنون . غارقًا في الدم يحملونه إلى قسم العظام بينما مشكلته الوحيدة هي تبرئة سائق الميكروباص الذي لا ذنب له، ثم البكاء لأن غيابه عن القسم يعني توقف عشرات الأمور التي لن يقوم بها واحد آخر. إنه بحاجة إلى مائة ياسر جندي آخر ليفعلوا بالضبط ما يريده كما يريده

هل يبدو كلامي مبالغة كأنني أتحدث عن كرامات واحد من الأولياء ؟ .. يمكنك أن تسأل أي شخص من مستشفى طنطا الجامعي عن د.ياسر الجندي ليخبرك بأن ما أقوله يبخس الرجل حقه

لم يكن يؤمن بأي شكل أنه يستحق راتبه، وهكذا أنفقه كله على المريضات وجعل عنبره المجاني في قسم أمراض النساء أقرب إلى فنادق الخمسة النجوم: ستائر .. ثلاجة .. أزهار .. بالطبع لم يتزوج وقد ساعده هذا على أن يحتفظ بتعاليه على المال وهذه الرهبنة التي اختارها

ظل يرفض أن يدخل امتحان الدكتوراة – برغم أنه تلقى وعدًا بالنجاح – لأنه يؤمن بأنه لم يحقق المستوى العلمي الذي يريده بعد، وقام بتسجيل كل ما يقابله في علم أمراض النساء على شرائط كاسيت يسمعها في الظلام في أي مكان يكون فيه وحده.. كان يريد أن يتحول العلم إلى طبيعة ثانية له. وفي النهاية دخل الامتحان ونجح لكنه لم يفتتح عيادة قط

جاءت النهاية سريعًا في نهار رمضان منذ أعوام عندما تأخر في الاستيقاظ من النوم ، وقد اعتبر ذووه هذا تصرفًا معتادًا في شهر الصيام.. فتحوا غرفته أخيرًا ليجدوه ساقطًا على الأرض وفي غيبوبة عميقة. لقد قتله الإنهاك والجهد والسهر وارتفاع ضغط دم لم يعالجه قط، فأصيب بنزف مخي . أسبوع كامل مر والجميع يصلي من أجله لكن الموت ذواقة يجيد الانتقاء كما تعرفون.. عروس فاتنة لا تختار سوى الفرسان. وبعد وفاته جمعت مريضاته الريفيات الفقيرات المال من بعضهن وصنعن له صورة عملاقة علقنها في عنبره

أين ذهبت بطاطة وماذا كان مصيرها وسط هذا كله ؟.. لا أعرف طبعًا

ياسر الجندي كان بيننا .. أوافق تمامًا على أنه مثال نادر لا يُقاس عليه، لكني أدعوك إلى أن تتذكره وأنت تزور عيادة هذا الطبيب أو ذاك من أباطرة الطب الذين لا تختفي صورهم من الفضائيات وبرامج التلفزيون والصحف والمجلات.. تذكره وأنت تكتشف أن موعد الكشف في الثالثة صباحًا وقيمته مائتا جنيه .. وعندما يطالبك الطبيب العظيم بأن تعيد الأبحاث كلها في مختبر (المدام)، وعندما يكتب لك في النهاية علاجًا لا جدوى منه جربته ألف مرة من قبل، وعندما تكتشف أن التحليل باهظ الثمن الذي طلبه منك لا قيمة له إلا استكمال ورقة علمية يريد أن يقدمها (على حسابك) في مؤتمر كوبنهاجن القادم

عندما تتعامل مع هذا الطبيب أو ذاك من آلهة الأوليمب تذكر أن هناك من يدعى ياسر الجندي ومثله مئات من الأطباء الذين يختلفون بالتأكيد عن تلك الصورة التي تهوى وسائل الإعلام رسمها. من الحرام أن تخلط بين هذا وذاك، ومن القسوة أن تعامل هذا بميزان ذاك .. تذكره عندما ترى شرطي المرور الفقير الذي يساعد الأطفال على عبور الطريق، ومدرس الابتدائي الذي ما زال يصر على أن يبح صوته في الشرح مقابل ملاليم، وموظف السجل المدني الذي يرفض الرشوة وهو أحوج ما يكون لها.. تذكر مصر الطيبة السمراء التي لم تمت وتصر على الحياة بإصرار غريب برغم كل ما يحدث لها

عيونك شوكة في القلب

•January 9, 2010 • Leave a Comment

عيونك شوكة في القلب

توجعني ..و أعبدها

و أحميها من الريح

و أغمدها وراء الليل و الأوجاع.. أغمدها

فيشعل جرحها ضوء المصابيح

و يجعل حاضري غدها

أعزّ عليّ من روحي

و أنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين

بأنّا مرة كنّا وراء، الباب ،إثنين!

كلامك كان أغنية

و كنت أحاول الإنشاد

و لكن الشقاء أحاط بالشفقة الربيعيّة

كلامك ..كالسنونو طار من بيتي

فهاجر باب منزلنا ،و عتبتنا الخريفيّة

وراءك، حيث شاء الشوق..

و انكسرت مرايانا

فصار الحزن ألفين

و لملمنا شظايا الصوت!

لم نتقن سوى مرثية الوطن

سننزعها معا في صدر جيتار

وفق سطوح نكبتنا، سنعزفها

لأقمار مشوهّة ..و أحجار

و لكنيّ نسيت.. نسيت يا مجهولة الصوت:

رحيلك أصدأ الجيتار.. أم صمتي؟!

رأيتك أمس في الميناء

مسافرة بلا أهل .. بلا زاد

ركضت إليك كالأيتام،

أسأل حكمة الأجداد :

لماذا تسحب البيّارة الخضراء

إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناء

و تبقى رغم رحلتها

و رغم روائح الأملاح و الأشواق ،

تبقى دائما خضراء؟

و أكتب في مفكرتي:

أحبّ البرتقال. و أكره الميناء

و أردف في مفكرتي :

على الميناء

وقفت .و كانت الدنيا عيون الشتاء

و قشرةالبرتقال لنا. و خلفي كانت الصحراء !

رأيتك في جبال الشوك

راعية بلا أغنام

مطاردة، و في الأطلال..

و كنت حديقتي، و أنا غريب الدّار

أدقّ الباب يا قلبي

على قلبي..

يقوم الباب و الشبّاك و الإسمنت و الأحجار !

رأيتك في خوابي الماء و القمح

محطّمة .رأيتك في مقاهي الليل خادمة

رأيتك في شعاع الدمع و الجرح.

و أنت الرئة الأخرى بصدري ..

أنت أنت الصوت في شفتي ..

و أنت الماء، أنت النار!

رأيتك عند باب الكهف.. عند الدار

معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك

رأيتك في المواقد.. في الشوارع..

في الزرائب.. في دم الشمس

رأيتك في أغاني اليتم و البؤس !

رأيتك ملء ملح البحر و الرمل

و كنت جميلة كالأرض.. كالأطفال.. كالفلّ

و أقسم:

من رموش العين سوف أخيط منديلا

و أنقش فوقه لعينيك

و إسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا ..

يمدّ عرائش الأيك ..

سأكتب جملة أغلى من الشهداء و القبّل:

“فلسطينية كانت.. و لم تزل!”

فتحت الباب و الشباك في ليل الأعاصير

على قمر تصلّب في ليالينا

وقلت لليلتي: دوري!

وراء الليل و السور..

فلي وعد مع الكلمات و النور..

و أنت حديقتي العذراء..

ما دامت أغانينا

سيوفا حين نشرعها

و أنت وفية كالقمح ..

ما دامت أغانينا

سمادا حين نزرعها

و أنت كنخلة في البال،

ما انكسرت لعاصفة و حطّاب

وما جزّت ضفائرها

وحوش البيد و الغاب..

و لكني أنا المنفيّ خلف السور و الباب

خذني تحت عينيك

خذيني، أينما كنت

خذيني ،كيفما كنت

أردّ إلي لون الوجه و البدن

وضوء القلب و العين

و ملح الخبز و اللحن

و طعم الأرض و الوطن!

خذيني تحت عينيك

خذيني لوحة زيتّية في كوخ حسرات

خذيني آية من سفر مأساتي

خذيني لعبة.. حجرا من البيت

ليذكر جيلنا الآتي

مساربه إلى البيت!

فلسطينية العينين و الوشم

فلسطينية الإسم

فلسطينية الأحلام و الهم

فلسطينية المنديل و القدمين و الجسم

فلسطينية الكلمات و الصمت

فلسطينية الصوت

فلسطينية الميلاد و الموت

حملتك في دفاتري القديمة

نار أشعاري

حملتك زاد أسفاري

و باسمك صحت في الوديان:

خيول الروم! أعرفها

و إن يتبدل الميدان!

خذوا حذّرا..

من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان

أنا زين الشباب ،و فارس الفرسان

أنا. و محطّم الأوثان.

حدود الشام أزرعها

قصائد تطلق العقبان!

و باسمك، صحت بالأعداء:

كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان

فبيض النمل لا يلد النسور..

و بيضة الأفعى ..

يخبىء قشرها ثعبان!

خيول الروم.. أعرفها

و أعرف قبلها أني

أنا زين الشباب، و فارس الفرسان

محمود درويش

More bots

•November 27, 2009 • Leave a Comment

Add this dude to your ims: el3arabi@bot.im
so far I’ve tested him on gtalk and yahoo, would truly appreciate your comments and feedback.

all sparked by this lovely bot from dorar.net:
hadith@bot.im

it performs 7adeeth search; I am trying to do one that integrates more sources and can accept transliterated input (thus the current bot), the output is very verbose till now though so any suggestions are appreciated.

الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ

•September 28, 2009 • Leave a Comment

الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَه

صنع الله الذي أتقن كل شيء

الإحسان صفة ربانية …
مش عارف إمتى بالظبط اتغير مفهوم الإحسان عندنا … إمتى بقى المحسن ده هو إللي بيتصدق و يعمل أعمال خير و بس… ظاهرة التدين البديل الملعونة … ليه الناس مابتحسش إنها عملت حاجة غلط لما بتكروت …

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

و بس … الايه خلصت بعدها و الموضوع بيتغير … هو ده “السبب” إللي الموت و الحياه اتخلقوا عشانه … أكيد العمل هنا كلمة شاملة للعمل الديني و الدنيوي.

قال تعالى:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان
و أحسنوا إن الله يحب المحسنين
إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا

قال الرسول صلى الله عليه و سلم:
إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه
رحم الله إمرئ عمل عملا فأتقنه

كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته

أوامر الإحسان كتير … احسن لوالديك و لجارك و لأهلك و لضيفك و حتى للناس إللي بتجهل عليك:”و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”

مش عارف إيه الوكسه إللي إحنا فيها دي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! إحنا ليه وحشين كدة و ديننا بالرقي ده !!!!!!!!
يا رب اهدينا يا رب … يا رب إجعلنا من المحسنين … يا رب مصر تخش كاس العالم.

Fixing the virtual roof – struggling with Spring-TestContext leaks

•August 25, 2009 • 1 Comment

For those of you who don’t know, Spring is the best thing that ever happened in the life of any J2EE developer, it forces the weak and hungry to follow best practices and basically gets you around some really (don’t wanna call it stupid) pointless design decisions in J2EE. Spring at its core is a dependency injection framework it builds up from there providing AOP facilities, resource resolution capabilities, and many many template classes that enforces the best practice in 90% of the tasks that you will ever encounter, for the remaining 10% the framework is opensource and is highly customizable! The framework has a group of child projects called the portfolio projects; stuff like security, ldap access, integration with various web frameworks, their very own web framework, stuff like that. The framework project contains test support. mainly test fixture setup, running each test case in a transaction and so as not to dirty your database, stuff like that.. very handy stuff specially in integration testing. It comes in three flavors, legacy junit (3.8), junit (4.5) and TestNG, I’ll be talking about the junit 4.5 support.

The main idea for the text context support is:
1- you annotate your class with the @ContextConfiguration annotation.
2- you either add the locations attribute pointing to bean configuration files that you need to include or leave your annotation empty defaulting to the location -context.xml which is mostly what you do.
3- you run your tests.
4- framework searches your class hierarchy if the inheritLocations attribute is true (default) till it reaches the highest class with inheritLocations set in the class hierarchy, it then starts by creating this very first ApplicationContext and proceeds by creating child contexts and setting their parents accordingly.
5- dependencies are injected into your tests [fields marked as @Autowired or @Resource].
6- normal junit life cycle continues.

well thats perfect! and would work beautifully in most cases, and it did … until one day …
-MAHDETOOOOOOOOOOOOOOOOO, EL TEAM CITY MNAWAR A7MAR …
-its an out of memory exception !!!
with a stupid look on my face:
*But the default settings for a server jvm is 1/4 max memory to the max of 1 GB, the tests needs 10 MBs at max at any given instance in the tests.
-m3rfsh ba2a howa elee by2ol.
*profile it we shoof gayya mnen.
-ana?
*omal khalty? chop chop
-ezay?
*team city by run el ant script elee fe el lib project el release target i think, check team city 3ashan tet2aked, you can profile ant by adding the profiler options fe el ant_opts parameter.
-la2 asdi ezay a profile?
*stfw
-bas..
* *leaves the room for a meeting*
*comes back 1 hour 30 minutes later*
*ha la2et el leak?
-3mlt profiling
*la2et el leak ya3ni !
-la2 3mlt profiling
*farragni keda..
strangely! there were many session factory instances present! I thought these were properly disposed after all tests in a given class is run.. according to this issue they don’t nor does any other context singleton. a quick look in the code and I find out the cache.. I add a quick and dirty @AfterClass hook to the parent test class and move the parent test class to “org.springframework.test.context” yes the context cache is package private so …


private static ContextCache contextCache = TestContextManager.contextCache;
private static Map<Class, MyParentTestClass> testInstances = new HashMap<Class, MyParentTestClass>();

MyParentTestClass(){
..
..
me.put(this.getClass(), this);
..
..
}

@AfterClass
public static void tearDown() {
for (Map.Entry<Class, MyParentTestClass> entry : testInstances.entrySet()) {
Class clazz = entry.getKey();
me.remove(clazz);
String context = new StringBuilder().append("{classpath:/org/springframework/test/context/MyParentTestClass-context.xml, classpath:/").append(clazz.getName().replace('.', '/')).append("-context.xml}").toString(); /*lookup can be changed to incorporate more levels - for now its hardcoded*/
ApplicationContext ctx = contextCache.remove(context);
((ConfigurableApplicationContext) ctx).close();
}
}

we do the profiling again but still .. 300 session factory instances lurking in the memory !!!!
*wait why doesn’t this happen if we run the tests using eclipse … it only happens with ant.. the ant junit plugin.
another quick look at source for the ant junit plugin reveals the fact that strong references to the test instances are held by the plugin (prolly for report generation) and the instances hold strong references to all the beans in all the contexts so even if close methods are called by the container references that are not nulled out are still there!!!
another modification to the tearDown method:


MyParentTestClass test = entry.getValue();
Field[] fields = clazz.getDeclaredFields();
for (Field field : fields) {
if(!Modifier.isFinal(field.getModifiers())){/*running with assertions enabled or with clover and most coverage tools adds final fields to tests*/
ReflectionUtils.makeAccessible(field);
ReflectionUtils.setField(field, test, null);
}
}

another run and voila! max memory usage is 14 MBs the soothing saw wave memory graph signals the end of our struggle.

Morale of the story: Only blindly trust stuff that you can (fix/see through)! viva opensource!

Next Post

•August 18, 2009 • 3 Comments

البنت المصرية جميلة، سمرة، عيون حنونة، و حضن أحن، و أجمل حاجة انها قلبها قلب خساية…و لكن أنا مبحبش الخس :) (matkhafsh ya hesham mesh ha2ol esmak 3ashan lobna mat3rafsh ennak 2olt keda =P)

Next Post

•July 29, 2009 • 1 Comment

The minaret of a mosque in Yinchuan, Ningxia Hui in China

marwa…

•July 6, 2009 • 6 Comments

متهمون نحن بالإرهاب

إن نحن دافعنا عن بكل جرأة عن شعر بلقيس …

وعن شفاة ميسون …

وعن هند … وعن وعد …

وعن لبنى … وعن رباب …

عن مطر الكحل الذي ينزل كالوحي من الأهداب !!

لن تجدوا في حوزتي

قصيدة سرية …

أو لغة سرية …

أو كتبا سرية

أسجنها في داخل الأبواب

عندي أبدا قصيدة واحدة

تسير في الشارع

ترتدي الحجاب

متهمون نحن بالأرهاب

أذا كتبنا عن بقايا وطن … مخلع …

مفكك مهترئ أشلاؤه تناثرت أشلاء

عن وطن يبحث عن عنوانه …

وأمة ليس لها سماء !!

عن وطن ..

لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى …

سوى قصائد الخنساء !!

عن وطن لم يبق في حرية حمراء ..

أو زرقاء …

صفراء …

عن وطن …

يمنعنا ان نشتري الجريدة أو نسمع الأنباء …

عن وطن …

كل العصافير به ممنوعة دوما من الغناء …

عن وطن …

كتابه تعودوا أن يكتبوا من شدة الرعب …

على الهواء !!

عن وطن يشبه حال الشعر في بلادنا

فهو كلام سائب …

مرتجل … مستورد…

وأعجمي الوجه واللسان …

فما له بداية … ولا له نهاية …

ولا له علاقة بالناس …

أو بالأرض … أو بمأزق الإنسان !!

عن وطن …

يمشي إلى مفاوضات السلم دونما كرامة …

ودونما حذاء !!

عن وطن رجاله بالوا على أنفسهم خوفا …

ولم يبق سوى النساء !!

الملح … في عيوننا

والملح في شفاهنا..

والملح … في كلامنا

فهل يكون القحط في نفوسنا

إرثا أتانا من بني قحطان ؟؟

لم يبق في أمتنا معاوية …

ولا أبو سفيان …

لم يبق من يقول (لا) …

في وجه من تنازلوا عن بيتنا ..

وخبزنا .. وزيتنا …

وحولوا تاريخنا الزاهي… إلى دكان !!

لم يبق في حياتنا قصيدة …

ما فقدت عفافها … في مضجع السلطان…

لقد تعودنا على هواننا ..

ماذا من الإنسان يبقى … حين يعتاد الهوان؟؟

عن أسامة بن منقذ

وعقبة بن نافع …

عن عمر … عن حمزة …

عن خالد يزحف نحو الشام …

ابحث عن معتصم بالله …

حتى ينقذ النساء من وحشية السبي …

ومن ألسنة النيران !!

ابحث عن رجال آخر الزمان

فلا أرى في الليل إلا قططا مذعورة …

تخشى علي أرواحها … من سلطة الفئران !!

هل العمي القومي …قد أصابنا وهو أبكم ؟

أم نحن نشكو من الألوان

متهمون نحن بالإرهاب …

أذا رفضنا موتنا …

بجرافات إسرائيل … تنكش في ترابنا …

تنكش في تاريخنا ……..

تنكش في إنجيلنا … تنكش في قرآننا …

تنكش في تراب أنبيائنا …

إن كان هذا ذنبنا ما أجمل الإرهاب ….

متهمون نحن بالإرهاب …

إذا رفضنا محونا ….

على يد المغول … واليهود … والبرابرة …

إذا رمينا حجرا …

على زجاج مجلس الأمن الذي استولى عليه القياصرة !!

متهمون نحن بالإرهاب …

إذارفضنا أن نفاوض الذئب

وأن نمد كفنا لعاهرة !!

أمريكا … ضد ثقافات البشر…

وهي بلا ثقافة

ضد حضارات الحضر

وهي بلا حضارة

أمريكا … بناية عملاقة ليس لها حيطان !!

متهمون نحن بالإرهاب …

إذا رفضنا زمنا صارت به أمريكا المغرورة … الغنية …

مترجما محلفا … للغة العبرية !!

متهمون نحن بالإرهاب …

إذا رمينا وردة …

للقدس … للخليل … أو لغزة … والناصرة

إذا حملنا الخبز والماء … إلى طروادة المحاصرة …

متهمون نحن بالإرهاب …

إذا رفعنا صوتنا ضد كل الشعوبيين من قادتنا …

وكل من قد غيروا سروجهم

وانتقلوا من وحدويين …

إلىسماسره!!

إذا اقترفنا مهنة الثقافة …

إذا تمردنا على أوامر الخليفة العظيم .. والخلافة …

إذا قرأنا كتبا في الفقه … والسياسة …

إذا ذكرنا ربنا تعالى…

إذا تلونا (سورة الفتح) ..

وأصغينا إلى خطبة يوم الجمعة

فنحن ضالعون في الإرهاب !!

متهمون نحن بالإرهاب …

إن نحن دافعنا عن الأرض

وعن كرامة التراب

إذا تمردنا على اغتصاب الشعب واغتصابنا …

إذاحمينا آخر النخيل في صحرائنا …

وآخر النجوم في سمائنا …

وآخرالحروف في أسمائنا …

وآخر الحليب في أمهاتنا

إن كان هذا ذنبنا …

ما أروع الإرهاب !!

أنا مع الإرهاب …

إن كان يستطيع أن ينقذني من المهاجرين من روسيا …

ورومانيا، وهنقاريا، وبولونيا

وحطوا في فلسطين على أكتافنا ليسرقوا …

مآذن القدس … وباب المسجد الأقصى …

ويسرقوا النقوش … والقباب …

أنا مع الإرهاب …

إن كان يستطيع أن يحرر المسيح …

ومريم العذراء …

والمدينة المقدسة …

من سفراء الموت والخراب !!

بالأمس …

كان الشارع القومي في بلادنا يصهل كالحصان …

وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان …

وبعد أوسلو … لم يعد في فمنا أسنان …

فهل تحولنا إلى شعب من العميان .. والخرسان ؟؟

متهمون نحن بالإرهاب …

إن نحن دافعنا بكل قوة

عن إرثنا الشعري

حائطنا القومي ..

عن حضارة الوردة ..

ثقافة النايات

في جبالنا وعن مرايا الأعين السوداء

متهمون نحن بالإرهاب …

إن نحن دافعنا بما نكتبه …

عن زرقة البحر …

وعن رائحة الحبر وعن حرية الحرف …

وعن قدسية الكتاب !!

أنا مع الإرهاب …

إن كان يستطيع أن يحرر الشعب من الطغاة .. والطغيان

… وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان

ويرجع الليمون والزيتون والحسون للجنوب من لبنان …

ويرجع البسمة للجولان ….

أنا مع الإرهاب …

إن كان يستطيع أن ينقذني من قيصر اليهود …

أو من قيصر الرومان !!

أنا مع الإرهاب …

ما دام هذا العالم الجديد …

مقتسما ما بين امريكا .. وإسرائيل بالمناصفة !!

أنا مع الإرهاب …

بكل ما أملك من شعر ومن نثر …

ومن أنياب …

ما دام هذا العالم الجديد … بين يدي قصاب !!

أنا مع الأرهاب

ما دام هذا العالم الجديد

قد صنفنا من فئة الذباب !!

أنا مع الإرهاب …

إن كان مجلس الشيوخ في أمريكا

هو الذي في يده الحساب

وهو الذي يقرر الثواب … والعقاب !!

أنا مع الإرهاب …

ما دام هذا العالم الجديد …

يكره في أعماقه رائحة الأعراب !!

انا مع الإرهاب …

ما دام هذا العالم الجديد …

يريد أن يذبح أطفالي … ويرميهم إلى الكلاب !!

من أجل هذا كله … أرفع صوتي عاليا :

أنا مع الإرهاب !! أنا مع الإرهاب !! أنا مع الإرهاب !!…

اللغة العربية تنعى حظها

•July 5, 2009 • Leave a Comment
رَجَعتُ   لِنَفسي   فَاتَّهَمتُ   iiحَصاتي
وَنادَيتُ   قَومي   فَاحتَسَبتُ   iiحَياتي
رَمَوني   بِعُقمٍ   في   الشَبابِ   iiوَلَيتَني
عَقِمتُ   فَلَم   أَجزَع   لِقَولِ  iiعُداتي
وَلَدتُ   وَلَمّا   لَم   أَجِد   iiلِعَرائِسي
رِجالاً     وَأَكفاءً     وَأَدْتُ     بَناتي
وَسِعْتُ   كِتابَ   اللَهِ   لَفظاً  iiوَغايَةً
وَما   ضِقْتُ   عَن  آيٍ  بِهِ  وَعِظاتِ
فَكَيفَ  أَضيقُ  اليَومَ  عَن وَصفِ iiآلَةٍ
وَتَنسيقِ       أَسْماءٍ       iiلِمُختَرَعاتِ
أَنا   البَحرُ  في  أَحشائِهِ  الدُرُّ  iiكامِنٌ
فَهَل   سَأَلوا   الغَوّاصَ  عَن  صَدَفاتي
فَيا   وَيحَكُم   أَبلى  وَتَبلى  iiمَحاسِني
وَمِنكُم    وَإِن   عَزَّ   الدَواءُ   iiأَساتي
فَلا      تَكِلوني      لِلزَمانِ     iiفَإِنَّني
أَخافُ   عَلَيكُم   أَن   تَحِينَ   iiوَفاتي
أَرى   لِرِجالِ   الغَرْبِ   عِزّاً   وَمَنعَةً
وَكَم     عَزَّ    أَقوامٌ    بِعِزِّ    iiلُغاتِ
أَتَوا     أَهلَهُم     بِالمُعجِزاتِ    iiتَفَنُّناً
فَيا     لَيتَكُم     تَأتونَ    iiبِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم  مِن  جانِبِ  الغَرْبِ  iiناعِبٌ
يُنادي    بِوَأْدِي    في   رَبيعِ   iiحَياتي
وَلَو   تَزجُرونَ   الطَيرَ   يَوماً  عَلِمتُمُ
بِما    تَحتَهُ    مِن    عَثْرَةٍ   iiوَشَتاتِ
سَقى  اللَهُ  في  بَطنِ  الجَزيرَةِ  iiأَعظُماً
يَعِزُّ     عَلَيها     أَن     تَلينَ    iiقَناتي
حَفِظنَ   وِدادي  في  البِلى  iiوَحَفِظتُهُ
لَهُنَّ     بِقَلبٍ     دائِمِ     iiالحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَرْبِ وَالشَرْقُ مُطرِقٌ
حَياءً    بِتِلكَ    الأَعظُمِ    النَخِراتِ
أَرى    كُلَّ    يَومٍ   بِالجَرائِدِ   iiمَزلَقاً
مِنَ     القَبرِ     يُدنيني    بِغَيرِ    iiأَناةِ
وَأَسْمَعُ   لِلكُتّابِ   في   مِصْرَ   ضَجَّةً
فَأَعلَمُ      أَنَّ     الصائِحينَ     iiنُعاتي
أَيَهجُرُني    قَومي   عَفا   اللَهُ   عَنهُمُ
إِلى     لُغَةٍ     لَم     تَتَّصِلِ     بِرُواةِ
سَرَت  لوثَةُ  الإِفرِنجِ فيها كَما iiسَرى
لُعَابُ   الأَفاعي   في   مَسيلِ  iiفُراتِ
فَجاءَت  كَثَوبٍ  ضَمَّ  سَبعينَ  iiرُقعَةً
مُشَكَّلَةَ       الأَلوانِ       iiمُختَلِفاتِ
إِلى   مَعشَرِ  الكُتّابِ  وَالجَمعُ  iiحافِلٌ
بَسَطتُ   رَجائي  بَعدَ  بَسطِ  iiشَكاتي
فَإِمّا   حَياةٌ   تَبعَثُ  المَيْتَ  في  iiالبِلَى
وَتُنبِتُ   في   تِلكَ   الرُموسِ   iiرُفاتي
وَإِمّا     مَماتٌ    لا    قِيامَةَ    بَعدَهُ
مَماتٌ   لَعَمري   لَم   يُقَس  iiبِمَماتِ

عش ولا تقل للموت لا مرتين غدًا

•July 2, 2009 • Leave a Comment

أعتذر عن هذا العنوان الطويل السخيف، لكن هذه قصة من قصص (جيمس بوند) كما تعرفون، فلابد من هذه العناوين المتحذلقة المتظاهرة بالعمق والرومانسية.. يقول مؤلفا آخر فيلم لـ (جيمس بوند) إنهما صارا خبيرين بهذه العناوين وألفا الكثير منها.. مثلاً العنوان Always is not forever again عنوان مناسب جدًا لهذه الأفلام ومعناه العميق هو (دائمًا ليست للأبد ثانية).. وعنوان Ice never melts ومعناه (الثلج لا يذوب أبدًا).. ومن ضمن العناوين القوية التي فكرا فيها
عنوان الفيلم التالي:
Sadam Hussein’s robot alien monkey dinosaurs (قردة صدام حسين الديناصورات الآلية القادمة من الفضاء)… طبعًا لن يفلت مشاهد واحد من فيلم كهذا…

القصة التي أقصها عليكم من قصص (جيمس بوند)، ولهذا لابد من مشهد افتتاحي ضخم ربما يفوق الفيلم ذاته.. هوذا بوند يركب سيارته الصاروخية ويحاول الفرار من جيش كامل لدولة عربية .. في الماضي كان هؤلاء الأشرار من السوفييت أو الكوبيين عملاء السوفييت، ثم تلاشى الاتحاد السوفييتي فجأة في التسعينات.. مسكين بوند.. لا يوجد أعداء الآن. لابد من إيجاد عدو بأية طريقة.. هنا ظهرت نظريات (هنتنجتون) عن صراع الحضارة ونظريات (إسبوزيتو) عن الخطر الإسلامي .. كان هذا مناسبًا جدًا لأنه ألهم مؤلفي هذه الأفلام بالعدو الجديد .. العرب .. العرب الأشرار القساة الذين ملئوا هذه الأفلام حتى قبل أحداث سبتمبر ..

الآن بوند يندفع بسيارته بسرعة 500 كلم في الساعة، بينما تطارده جيوش تلك الدولة العربية بنفاثاتها الصاروخية وصواريخها ذات الرءوس النووية، مع الكثير من القنابل البيولوجية والكيميائية .. هناك بركان يوشك على الانفجار فيندفع بوند داخلاً في فوهته وسط الحمم .. السيارة طبعًا تقاوم هذه الحرارة المرتفعة وكل الماجما التي بدأت تتحول إلى لافا .. يصيح أحد المطاردين العرب الملتحين ذوي النظرات النارية:
ـ “يبالا للح يبتج ضص ..!!”
معنى هذا الكلام ؟.. طبعًا لا معنى له.. فقط يوحي بأنه كلام بالعربية .. راجع مشهد الليبيين الذين يطاردون البروفسور في فيلم (العودة للمستقبل) وسوف تجدهم يقولون شيئًا لا معنى له لكن المشاهد الغربي سيفترض أنها كلمات عربية ..

تندفع المقاتلات العربية الحديثة نحو البركان.. إن العرب في هذه الأفلام يملكون التكنولوجيا والشراسة لكنهم لا يملكون براعة بوند.. في اللحظة التالية ينفجر البركان وتتناثر الحمم مرتفعة لأعلى لتذيب المقاتلات.. وتتناثر الشرارات المشتعلة في كل مكان ..
وبوند ؟.. بوند يهبط إلى قاع البركان حيث ينتظره قطار أنيق مكيف .. في مقصورته الخاصة توجد شقراء رائعة وزجاجة شمبانيا وطبق من السلاطعين .. ما هي السلاطعين ؟.. الكابوريا طبعًا يا أخي لكن أغلب هذه القصص يترجمها شوام، حيث السلاطعين والبندورة هما اسم اللعبة ..
تبدأ أغنية بلوز جميلة ويتوسط الشاشة اسم (كابي بروكولي).. ليس البروكولي الذي تطبخه السيدة (منى عامر) ولكنه منتج أفلام بوند.. الآن نرى بمرشح أزرق مونتاجًا لراقصة تقوم بأمور غريبة.. ترفع كفها ليهبط فوقه اسم الفيلم (عش ولا تقل للموت لا مرتين غدًا).. ثم تتمطى كالحمار فيهبط اسم البطل على ظهرها.. ثم تمد ساقها كالخنزير البري ليظهر اسم المصور.. لا بأس من حيل تروكاج تجعل الشاشة منقسمة وفي كل ركن جزء من الراقصة..

وبعد؟.. كل هذا لا علاقة له بالقصة الأصلية التي تبدأ ببوند يدخل مركز القيادة.. يغازل السكرتيرة التي لم تزل تتمنى أن تتزوجه منذ عام 1961..
يدخل إلى القائد الذي يهنئه بنجاح مهمة (شيخ الصحراء) ثم يكلفه بمهمة جديدة ..
لقد عاد الجنرال (فيودوروف).. إنه جنرال سوفييتي عتيق من الحرس القديم لكنه يحاول أن يبيع صاروخًا نوويًا إلى العرب.. تتساءل أنت في حيرة: ألم يكن العرب في بداية القصة مدججين بالسلاح النووي فما أهمية صاروخ واحد لهم ؟.. لكن لا بأس .. المهم أن يكون هناك McGuffin على رأي هتشكوك.. الدافع السردي الذي يحرك القصة للأمام ..
الجنرال (فيودوروف) له قاعدة في غابات الأمازون يخبئ فيها ذلك الصاروخ.. على بوند أن يذهب لتدميره..
يوافق بوند على المهمة .. يسافر إلى البرازيل مارًا من تحت أنف دستة من العملاء والمتلصصين الذين يبلغون كل حركة من حركاته إلى الجنرال ..
ثم تظهر العميلة الحسناء (ماريا) وهي فتاة سمراء برازيلية تتوقف بسيارتها الرياضية جوار بوند وهو خارج من المطار، وتقول له:
ـ” السماء لم تعد تمطر في (بوينس إيرس)”
هذه هي كلمة السر.. هكذا يركب معها منطلقين إلى الفندق الفاخر الذي تقيم فيه.. جناح فاخر طبعًا .. وكما تقتل أنت بعض البعوض قبل أن تنام يقتل بوند ثلاثة من الخناقين الهنود المتوارين خلف ستار والحبال في أيديهم، ثم يلقي بمصارع سومو ياباني من النافذة، ويهزم خبير (كيك بوكس) كان يختبئ في الحمام، ويذبح قاتلاً مكسيكيًا يجيد قذف الخناجر.. هكذا صار الجناح نظيفًا صالحًا للنوم ..
تأتي العميلة الحسناء وتوشك على الكلام، لكن بوند يقاطعها وهو يخرج مسدسًا صغيرًا من جيبه:
ـ”لا تبحثي عن المسدس فقد نشلته منك ..”
تصاب بذعر وتتحول إلى نمر متوحش … فيواصل بوند الكلام في ثقة:
ـ”قلت لي إن السماء لا تمطر في بوينس إيرس.. هذا لأنك حمقاء.. نحن لسنا في الأرجنتين بل البرازيل.. معنى كلامك أنك لا تعرفين أي شيء عن أمريكا الجنوبية.. أنت عميلة مزدوجة”
في هذه اللحظة ينبعث غاز من المسدس الذي يحمله (بوند).. فسسسسسس !
تقول العميلة وهي ترفع حاجبًا مترًا عن مستوى الحاجب الآخر:
ـ”ومعنى كلامك أنك لا تعرف أي شيء عن الجنرال (فيودوروف).. هذا ليس مسدسًا بل قنبلة غاز، وكنت أعرف أنك ستسرقه !”
ينتشر الغاز ويسقط بوند فاقدًا وعيه .. أما هي فتفتح النافذة ليدخل الهواء ثم تنزع مرشح الغاز المثبت في أنفها وتشير لسبعة عشر رجلاً كي يدخلوا الجناح ويحملوا بوند ..
نحن الآن في قاعدة الجنرال فيودوروف وسط الأحراش ..

يفتح بوند عينيه ليجد أنه مقيد بالسلاسل وحوالي مائة حسناء يلعبن دور الحرس الخاص للجنرال .. هناك ممرات واسعة جدًا من الفينيل وهناك مصاعد وأبواب أوتوماتيكية وأجهزة حاسب آلي وقطار كامل والسقف عبارة عن (كاموفلاج) للأدغال لابد أنه يخدع أية طائرة استطلاع.. باختصار تشييد هذا المكان اقتضى جهدًا ومالاً يفوق ما اقتضاه بناء مطار (هيثرو) في لندن.. هنا يأتي السؤال المهم: ماذا يريده الجنرال إذن؟.. بالتأكيد هو ملياردير بالفعل كي يشيد هذا كله فماذا يمكن أن يضاف له؟.. ولماذا لا يتقاعد ؟
قال الجنرال:
ـ”بوند دائمًا في طريقي .. لكنك وقعت في الشرك هذه المرة..”
قال بوند في ثقة:
ـ”كلهم يقول هذا يا جنرال ..”
قال الجنرال ذو اليد الحديدية التي تعمل بكلابات، وهو يمضغ سيجارًا غليظًا:
ـ”هل تعرف السبب في فشلهم معك؟.. السبب هو طريقتهم الاستعراضية السخيفة في القتل.. يربطونك إلى حبل معلق فوق بركان.. هذا الحبل يقرضه فأر مسعور.. والفأر موصل بسلك كهربي إلى دائرة زمنية، والدائرة الزمنية موصلة بزجاجة حمض يتفاعل مع النحاس.. والحمض موضوع في قنينة مائلة بسلك زنبركي موصول بفأر آخر.. وعلى الفأر الأخير أن يموت من الشيخوخة كي يسقط الحمض على السلك، من ثم تغلق الدائرة فتسري الكهرباء في جسد الفأر الأول فيجن.. من ثم يقرض الحبل وتسقط في البركان.. يراقب هذا كله حارس متخلف عقليًا.. هكذا لا تمر دقيقة إلا وتكون قد قهرت الحارس وقطعت الحبل وفررت.. أما أنا فأذكى من كل هؤلاء ..”
قالها وهو يخرج مسدسًا ويصوبه نحو بوند:
ـ”وداعًا يا مستر بوند !!”
صاح (بوند) في ذعر:
ـ”لكن هذه طريقة بدائية خالية من الفن، ثم أن القصة ستنتهي بهذه الطريقة ونحن لم ننه الفصل الأول !”
قال الجنرال في ثقة:
ـ”لأنني قوي الشخصية وعملي جدًا.. ليس ما أريد هو الفن.. ما أريده هو الخلاص منك..”
فتح بوند فمه ليتكلم لكن أخرسته الطلقة الأولى.. فالثانية.. فالثالثة..
وسرعان ما تدلى رأسه على صدره بعد أن فارق الحياة، وبرغم هذا فضل الجنرال أن يذيبه في الحمض على سبيل التأكيد..
آسف جدًا لهذه النهاية السريعة.. من سوء حظكم أن بوند وقع للمرة الأولى في يد خصم يفكر بشكل منطقي عقلاني، وبهذا انتهت القصة قبل أن تبدأ.!

د. أحمد خالد توفيق