Mozilla Firefox استمتع بأفضل تصفح للبلوج مع
لن تجد ههنا أشعارًا.. لن تجد قصصًا.. هذه ليست مدونة أدبية، ولن تكون..
فقط تجد المحتوى الداخلي لشخص ما.. بالصدفة هذا الشخص هو أنا.

sms

كتبها أحمد يحيى on 12:22 م مين رد؟ (1)


تتحول حياتك كلها وتتمحور وتدور حول حدث واحد؛ أنت في انتظار الرسالة القصيرة!
sms
مجرد رسالة "كلمني.. شكرًا" أو -على وجه الدقة- "Please call me. Thank you." لأن المرسل يضبط لغة خدمة الـ #100# خاصته على الإنجليزية.

أنت في انتظار الرسالة دائمًا. تنتظرها بعدما تستيقظ في السادسة صباحًا. تنتظرها في طريقك للعمل. تنتظرها أثناء العمل. تنتظرها أثناء استماعك للشرق الأوسط. يوسوس لك شيطانك الـ (ملاكي) أثناء صلاتك بأنك لازلت تنتظرها. تنغمس في الحسابات لكنك تنتظرها. توشك على العراك مع أحد البلطجية هناك لأن شكلك لا يعجبه فيما يبدو، لكنك منصت بكيانك كله لهاتفك المحمول.
تضعه في مكان بارز لتسمعه. تضبطه على الهزاز vibration في جيبك لئلا يفوتك الصوت في الزحام. تعيده مرة أخرى للرنين في المنزل ليصلك الصوت من غرفتك.
ينشغل شيطانك بمحاولة تقليد صوت رنين الرسالة القصيرة على هاتفك. يقلده في أذنك. تتفحص الهاتف فلا تجد رسائل. تلعن شيطانك في سرك، ثم تسبه جهارًا فينهرك أبوك.
تلصق التهمة بشركة المحمول الأولى في مصر لاعنًا إياها هي الأخرى. تتملص من غطائك أثناء النوم شاعرًا بالحر، فتصطدم بالهاتف الذي وضعته بالضبط بجانب قلبك. تتفحصه -رغم تأكدك من عدم وصول شيء- مفتشًا عن الرسالة فلا تجدها.

تتكالب الدنيا عليك في هذه الآونة. يتذكرك الأبعدون من الأصدقاء، مقنعين أنفسهم بأن رسالة سخيفة من طراز "ممكن أكون سهيت، بس عمري ما نسيت، أغلى وأعز ناس معاهم جلست وحكيت" ستكون مفاجئة جميلة لك. تتذكرك الشبكة الأولى في مصر مذكرة إياك بأن الرقم ".........." قد اتصل بك ".." مرة بينما كان هاتفك مغلقًا، لكنك لا تتذكر أنك أغلقته أصلًا. يتذكرك برنامج دعائي عشوائي ما من دولة ما، خليجية في الأغلب، يبدأ كودها بالعدد 00359، برسالة عنوانها winner تحاول عبثًا إقناعك بأنك "اربحت -بالألف، ولا أخطاء مطبعية هناك- شيك رقم 586454، فقط لو اتصلت على هاتفهم 003598815400138 حالًا. يتذكرك شاب أو فتاة ما، في سنترال ما، بأن يخلط بين رقم العميل الذي يطلب شحن رصيده ورقمك، فتصلك الرسالة الخالدة من 7683 تعلنك أنه "رصيدك بعد الشحن 2.04 قروش".
تلعن في سرك. تلعن أصدقاءك الأبعدين، وتلعن الخاطر السخيف الذي مر بهم وقتها. تلعن الشبكة الأولى في مصر، متذكرًا سقطاتها الشنيعة. تلعن البرامج العشوائية والدول الخليجية والكود 00359 والشيكات وكل هذا الهراء الغبي. تلعن الشاب أو الفتاة الذي خدمك بالجنيهين فعلًا، لكنه أسقط قلبك مع رنين نغمة الرسالة. تلعن هاتفك الذي يأبى استقبال الرسالة الوحيدة التي تمنيتها طوال عمرك. تلعن شيطانك ثانيًا وثالثًا وعاشرًا. تلعن الغبي الذي أحب أن يخدمك فقام بعمل format للجهاز دون إذنك، فحذف المكالمات الصوتية التي كنت تحتفظ بها لتهدئة روعك في لحظات كهذه، كنت تعرف أنها آتية لا ريب.
تلعن الظروف وغباء الآخرين وأمريكا ونتنياهو والبلطجي الذي لا يعجبه شكلك.

تلعن بصوت أعلى وأعلى وأعلى.
تلعن!!



08-03-09

Delete

كتبها أحمد يحيى on 10:33 ص مين رد؟ (3)




فضلت أكتب وأمسح وأكتب وأمسح وأكتب وأمسح..

وفي النهاية بعد ما مليت، اخترت إني أكتب إني "بكتب وأمسح"..
بس جيت لحد هنا وما مسحتش!









02-03-09

حدث ذات مرة في السنترال..

كتبها أحمد يحيى on 02:31 م مين رد؟ (4)




أنا خلف الكاونتر منهمكًا في محادثة هاتفية، بينما يدلف شاب أصلع قليلًا، يحلق رأسه كلها بالموس، ليبدو كـ "وليد" تمامًا.. لكن نظرة عينيه غير مشجعة بالمرة على إطالة التحديق فيهما..

أنا: أية خدمة يافندم؟
الشاب يتجاهلني تمامًا -ربما ظن أنني أتحدث في الهاتف، الشيء الذي يحدث كثيرًا- ويتجه إلى المقعد الوحيد الملاصق للكاونتر في المحل ليجلس عليه، ثم يرفع عيناه إليّ بثبات.
فكرت "عينان.. هذا الشخص لا يملك إلا عينين.. ما أقبحهما". ثم عقبت: ؤؤمر حضرتك..
أخيرًا انفكت عقدة لسانه، إذ همس: لا شيء..
حسن. أقابل مثل هذه الأشياء كثيرًا خلال عملي.. لكن لابد من الابتسامة حتى تستطيع التغلب على الشعور بالقيء داخلك..

"ابتسامة عريضة" ثم..
أنا: يعني إيه مش فاهم؟
هو: .........

"تبًا لها من نظرة..
لا أكاد أستطيع تثبيت عيني في عينيه لثانيتين". الحقيقة أنني كنت أرتعش..
شكل الشاب وملامحه -بغض النظر عن عينيه- وطريقة اختياره لملبسه تشي بشاب جيد وذي أصل.. لكن العينان..
تبًا لهما..

استمر الشاب يحملق فيّ، ثم أدار عينيه يتفحص السنترال..
دقيقة..
اثنتان..
لم أجرؤ خلالهما على توجيه أي سؤال أخر له..
ثم استجمعت ماتبقى من شجاعتي ورددت السؤال على مسامعه مرة ثانية..
هنا نهض..
نهض واتجه إليّ وطلب: آه عايز رقم..

"هوووووووووووووف..
مزاولة يعني؟؟".. هذا ما دار بخُلدي..
أتفهم شعور بعض الناس رائقي المزاج ومحاولاتهم للمزاح مع أي شخص.. بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى..

حسنًا: موبايل أم أرضي؟
هو: لا.. محلي هنا..
تبًا مرة أخرى.. سأضطر لوضع الطرف الآخر معي على الـ HOLD ريثما أطلب له رقمه..
فليكن!!
ثم: كام الرقم؟
ببطء شديد جدًا: زيرو اتناشر...
أنا (بدأ شعوري يتبدل للغضب): إنتا مش قلت محلي؟
ثم أغلق الخط وأهم بالتقاط هاتف محمول لأطلب له الرقم، لكنه يفهمني أنه يريد الرقم من على الخط الأرضي..
أيضًا أتفهم ذلك. بعض الناس تحب طمأنة ذويهم بالاتصال من رقم أرضي حتى يظهر كود المحافظة أو المنطقة على الهاتف..
حسنًا.. لكن يجب إفهامه أولًا أن: على فكرة الدقيقة حتبقى بخمسة وسبعين قرش خد بالك.
دعوني أقول هنا أن الشاب كان عمليًا جدًا.. إذ -بينما يفهمني أنه لا يمتلك سوى ربع جنيه- يُخرج من جيبه بريزتين صدئتين ليلقيهما على الكاونتر.. ربما على سبيل الـ (Tips) ليس أكثر!!!
أخبره أن ما معه لا يكفي حتى لثانيتين..
يحدق فيّ بنظرة عينه الوقحة..
لا أتمالك أعصابي.. يا عم إنتا!!!!!
يستمر في التحديق..
يحرق..!!
ثم،
يتجه بخطى وئيدة لكرسي آخر..
هنا كان قلبي قد قفز للخارج بالفعل، وصار يتقافز فوق الكاونتر وعدة الهاتف.. ربما ركله الشاب، لكني لم ألحظ!
النقطة الفاصلة كانت عندما قررت الاتصال بـ (أ. حسام) صاحب السنترال ليتصرف (كيف؟؟ لا أدري في الواقع!!)، وهددت الشاب بذلك، فتحرك من مكانه ليظهر نصفه السفلي في مجال الرؤية لأول مرة، فقط لأرى قدمه السوداء من غير حذاء، تعبث هنا وهناك، بينما يحدق هو في السقف شاردًا..
قارنت في سرعة بين جزئيه العلوي والسفلي!
من غير شبشب حتى؟
لون القدمين وشكلهما يشي بأنه سار لأميال.. وظل لعدة أيام بدون ما يستر قدميه.
تشجعت وخرجت من وراء الكاونتر، واقتربت منه. وضعت يدي على كتفه بينما أسأل: انتا منين؟
رد بسرعة -يا للغرابة- : من البحيرة..
لأتشجع أكثر: اسمك إيه؟
فيرد بسرعة أكبر: بسّام.. ثم يصمت عن الكلام المباح..
عبثًا حاولت فهم أي شيء يتعلق به.. هل هو تائه؟ هل يريد نقودًا؟
كانت هذه هي الكلمة السحرية فيما يبدو، إذ نظر في عينيّ بتبجح وقال: عايز سجاير..
"ما بشربهاش ولا حشربها، واتفضل امشي بره بأه عشان أنا زهقت".
دفعته بخوف، فاندفع -لدهشتي- كطفل صغير، لم يفكر في تثبيت نفسه حتى كرد على دفعتي.. على الأقل كرد فعل طبيعي تفرضه كبرياء الرجولة.
خرج..
رأيته يدلف للمحل بجانبي. زفرت. عاودت الجلوس خلف الكاونتر. استعدت سماعة الهاتف. دخل مرة أخرى!!
لم أدر لِمَ كنتُ هذه المرة على استعداد للتفاوض..
"بص يا عم بسّام.. أنا في جيبي اتنين جنيه وخمسة وسبعين قرشًا.. خد جنيه انتا وأنا الباقي".
الحق أن القسمة لم تكن عادلة.. من وجهة نظره طبعًا. إذ نظر لي بقسوة وعلق: هات الجنيه التاني كمان..
لم يكن مفر من التعليق الاسكندراني الوحيد الذي يفرضه الموقف، لكنه لم يبدُ على استعداد للشعور بأنه أُهين..
دفعته مرة أخرى. خرج. سمعت جلبة. اثنان من العابرين يدفعانه لخارج الطريق. هو -كدمية أطفال- لا يكترث للأيادي تعابثه. يتدحرج للشارع..

أنا أدخل السنترال. أتناول سماعة الهاتف. أحاول السيطرة على خفقات قلبي. أنصت لثانيتين لصوت الصافرة المميز لغلق الخط من الجانب الآخر.
أضع السماعة.




24-02-09

أنا مش بحبها!!

كتبها أحمد يحيى on 01:11 م مين رد؟ (4)




مين بيحب مصر؟؟

أنا عندي استفسار بسيط.. مصر اللي بتحبها دي، هل هي مصر ذاتها التي لا أحبها؟
أصل مصر دي مصرين..

مين بيحب مصر؟؟
طب صف لي مصر اللي بتحبها كده؟
حتقوللي وشوش سمرا كالحة كادحة.. وشوارع متربة.. وأتوبيسات مزدحمة.. زخم، وكل ذلك الكلام؟
أقول لك: إنتا كده مش بتحب مصر.. إنتا بتحب "تتفرج" على مصر!! لكنك مش عايش فيها..
إنتا عايش مستريح..

اسمحوا لي.. القليل من الحسد والحقد الطبقي، لأن الواحد زهق بأه..
إنتا طالب في كلية بتاخد مصروفك اللي يكفيك وزيادة..
بعد الكلية الشغل مستنيك..
الشغل مش لازم يكون مريح -وإلا ميبقاش شغل- لكنه سيكون مجزيًا من ناحية الراتب..
الحمد لله بتاكل أكل كويس، وترتاد الكافيهات والرستورانتس الشهيرة التي أسمع عنها فقط، أو -في أحسن الأحوال- أمر عليها متحسرًا..
رصيد والدك في المصرف -أو على الأقل عمله المربح- يكفل لك زواجًا مضمونًا بمن تحب، في ظرف سنتين تقريبًا أو ثلاثة من تخرجك..
إذا كنت شابًا في مثل ظروفي ولا زلت تدرس، فبالله عليك لا تعقِّب.. كانت الحياة معي وردية بما يكفي عندما كنت في سنك!!

لكن -يا عزيزي يا من تحب مصر- هل جربت أن تحيا حياتي؟ هل جربت أن تحيا كبعض من عرفت؟؟
دعني أذكر لك أمثلة..

هل اضطررت -مثلًا- للاقتراض لتبتاع بنطلونًا أو قميصًا؟
هل عملت -و أنت شاب في سني- مقابل راتب 300 جنيه؟
هل فكرت فيما يمكن عمله بذلك المبلغ، خاصة وأنت مقبل على زواج؟
طيب.. ماذا لو -بعد الشر عليك- كان الراتب 220 جنيه؟؟
ماذا لو كان.. 170؟؟
الأرقام كلها حقيقة وليست ملفقة!!!
طيب.. هل جربت أن تقتطع من مرتبك "جنيهين" فقط لليوم الواحد، بما في ذلك مواصلاتك من وإلى العمل، واحتمال احتياجك لتناول الطعام في الخارج، وشحن الرصيد لموبايلك؟
هل ابتعدت -رغمًا عنك- عن كل ما كنت تعشقه قبلًا، من مياه غازية وحلويات؟
هل أصبحت مقلًا في زيارة أصدقائك.. السبب هو أن النقود لن تكفي للمواصلات بالطبع!!
هل جربت أن تضع لنفسك حدًا لاستهلاك الرصيد في الموبايل بمعدل جنيه واحد لكل أسبوع؟؟

أنا جربت..
أنا لا زلت أجرب.. وسأستمر في التجريب!

هيّ دي مصر اللي أنا شايفها..
مصر اللي خيرها مغرقني والحمد لله..
مغرقني بالمعنى الحرفي للكلمة.. مش عارف أتنفس منه!!

محدش يقوللي مصر ادتنا ايه..
مصر عطتني إيه؟
تعليم مجاني؟
فعلًا مجاني -فقط- حتى الثانوية العامة.. لكن مصر لا تعترف بالدروس الخصوصية!!
طب والتعليم المجاني ده وداني فين؟
كنت علمي وداني كلية تخصصها لغة عربية..
اتخرجت قعدني في البيت..
أنا حاليًا أفرق ايه عن أي ابن "^&$$$*&=+@" معهووش ابتدائية؟
مثقف؟
شكرًا!!
عملت ايه بالثقافة؟
اشتغلت بيها؟
شكرًا!!
اللي معهومش تعليم مجاني شغالين ميكانيكية وسمكرية وبتوع زيت عربيات.. ويومياتهم -والله العظيم تلاتة- أربعين وخمسين جنيه..
مصر عطتني إيه تاني؟

مين بيحب مصر؟ قوللي أحبها ليه؟
شوف مصر بتاعتك ومصر بتاعتي..
أنا بحب مصر بتاعتك..
لكن بتاعتي.. أنا بكرهها..
بكرهها..

مريض ياصاحبي..

كتبها أحمد يحيى on 04:39 م مين رد؟ (2)


إن الفائدة العظمى والأهم -من وجهة نظري- من الحب هي أنك تعرف يقينًا أن هنالك من سيجزع لرحيلك..!
لذة غريبة هي أن تتخيل يوم مماتك.. والخبر ينتشر تدريجيًا هنا وهناك حتى يصل إليها..
لذة عجيبة تجدها في كونك تتخيل الجزع على وجهها.. تتخيلها تنهار باكية..
كل هذا من أجلك.. ومن أجلك فقط!! إنك لمحظوظ يا صديقي..
محظوظ و متخلف عقليًا أيضًا..
مريض ياصاحبي!!

بجاحتهم

كتبها أحمد يحيى on 12:44 م مين رد؟ (2)



من فترة كده كنت بتمشى مع اتنين صحابي على البحر.. الجو جميل بالنسبة لدخلة الشتا، ومفيش حد تقريبًا في المنطقة الواقعة قبل اسكندر إبراهيم.. يوم حلو يعني..
لقينا تجمع من الرجال ذوي الهيئة المريبة.. مريبة أوي فعلًا.. بعد ما قرّبنا اتضح إنهم مخبرين.. شكلهم بيبان انتوا عارفين.. قربنا أكتر فلقينا إن فيه اتنين ضباط معاهم، كل واحد منهم بنسر و نجمتين.. عرفت إنهم ُعقداء من الصفحة دي.. وبعدين لقينا عربية بتبيع شيء ما لا أدري كنهه لكنه مشهور على البحر في اسكندرية.. اسمه (حلبسّة).. الراجل شكله متشرد.. بجد.. مش بهزر شكله متشرد.. لكن الناس دي في العادة بتبقى سرّيحة.. على باب الله يعني.. يعني الواحد منهم يوم ما يطلعله بعشرة ولا خمستاشر جنيه في اليوم يقول رضا.. ويوم آه ويومين لأ.. محدش عارف رزقه فين.
قوم بأه الشخص اللي شفناه ده -اللي شكله متشرد وينفع بلطجي في أي فيلم درجة عاشرة- الشخص ده بدل ما يتجه لمساره الطبيعي اللي حكومتنا راسماهوله، ينحرف يعني.. قرر يعمل عمل شريف.. شغله ده مش بيبوظ شكل الشارع، ولا هوّ نفسه بيغتت على الناس على البحر عشان يشتروا منه.. لكن على حظه (اللي مش ينفع أوصفه لأنه مش مناسب للجو العام اللي أنا عايز أعمله للمدونة) إن الشغلانة اللي هوّ اختارها مش جايّه على هوى الحكومة.. إشغال طريق يا عم.. يلا يابا..
تقوم الجماعة المريبة من المخبرين تتولى مهمتها المعتادة.. مهمتها اللي شفتها كتييييير قبل كده في عدة شوارع في اسكندرية، لكن أول مرة أشوفها من منظور تاني.. من منظور الشخص ده نفسه..
شفت حياته اللي مش حلوة خالص.. ولبست بنطلونه المقطع، وقميصه اللي مش على الموضه.. قميصه اللي بشوفه كتير في "خالد بن الوليد" بعشرة جنيه.. لبست جزمته المقطعة أم عشرين جنيه من "الساعة".. وسمعت اخواته الصغيرين ولا ولاده.. أمه وأبوه.. اتوجعت لأخوه التعبان اللي مستنيه يرجع بدوا..
وكنت معاه في رد فعله لما المخبر الغبي جه (يزُق) العربية الخشب المكونة من قطعتين: قاعدة و جسم، فإذا بالجزء العلوي (الجسم) والمحتوي على كل البضاعة اللي معاه، لما جه يزُقّها راحت انفصلت ووقعت على جانبها، وكل شيء في العربية اتبعتر ووقع.. والضابط بيوزع شتايمه طول الوقت بإفراط غريب ،لأنه مش بيتحاسب من حد..
ساعتها لما الشخص ده اتنفض و فلت من الاتنين مخبرين اللي ماسكينه و جرى.. ساعتها محدش كان عارف حيروح على فين ولا حيعمل ايه.. ساعتها كان ممكن تتوقع أي شيء..
لكن فوجئت بيه بيجري على العربية ويعيّط ويقول للضابط "سيبني أكسرها بإيدي يا باشا.. أنا حكسرها يا باشا بس بإيدي.. دي أكل عيشي يا باشا"..
ساعتها دوّرت وشي عشان ميبانش في عيني الدمع أمام أصحابي.

وهذا هو الموقف كما حدث..

كتبها أحمد يحيى on 03:23 ص مين رد؟ (4)






سور مدرسة..

وفُسحة..

وأنا في الدور الثاني أرقب من شرفتي..

وطفل وراء السور، وآخر بالخارج..

وثغرةٌ في السور يتناظر منها الطفلان..

وكيس منتفخ بالماء يقذفه الذي في الخارج قاصدًا صاحبه في الداخل..

يخطؤه الكيس.. فيعيد المصوَّب عليه ملأه..

يعيده للخارج ثانية ظنًا منه أنه يصيب صاحبه..

وسيدة وقور مارة - قدرًا - بجانب الثغرة..

وكيس منتفخ بالماء يهوي عليها..

وأنا..

من شرفتي بالدور الثاني..

أرقب..

ولا أضحك.