تتحول حياتك كلها وتتمحور وتدور حول حدث واحد؛ أنت في انتظار الرسالة القصيرة!
sms
مجرد رسالة "كلمني.. شكرًا" أو -على وجه الدقة- "Please call me. Thank you." لأن المرسل يضبط لغة خدمة الـ #100# خاصته على الإنجليزية.
أنت في انتظار الرسالة دائمًا. تنتظرها بعدما تستيقظ في السادسة صباحًا. تنتظرها في طريقك للعمل. تنتظرها أثناء العمل. تنتظرها أثناء استماعك للشرق الأوسط. يوسوس لك شيطانك الـ (ملاكي) أثناء صلاتك بأنك لازلت تنتظرها. تنغمس في الحسابات لكنك تنتظرها. توشك على العراك مع أحد البلطجية هناك لأن شكلك لا يعجبه فيما يبدو، لكنك منصت بكيانك كله لهاتفك المحمول.
تضعه في مكان بارز لتسمعه. تضبطه على الهزاز vibration في جيبك لئلا يفوتك الصوت في الزحام. تعيده مرة أخرى للرنين في المنزل ليصلك الصوت من غرفتك.
ينشغل شيطانك بمحاولة تقليد صوت رنين الرسالة القصيرة على هاتفك. يقلده في أذنك. تتفحص الهاتف فلا تجد رسائل. تلعن شيطانك في سرك، ثم تسبه جهارًا فينهرك أبوك.
تلصق التهمة بشركة المحمول الأولى في مصر لاعنًا إياها هي الأخرى. تتملص من غطائك أثناء النوم شاعرًا بالحر، فتصطدم بالهاتف الذي وضعته بالضبط بجانب قلبك. تتفحصه -رغم تأكدك من عدم وصول شيء- مفتشًا عن الرسالة فلا تجدها.
تتكالب الدنيا عليك في هذه الآونة. يتذكرك الأبعدون من الأصدقاء، مقنعين أنفسهم بأن رسالة سخيفة من طراز "ممكن أكون سهيت، بس عمري ما نسيت، أغلى وأعز ناس معاهم جلست وحكيت" ستكون مفاجئة جميلة لك. تتذكرك الشبكة الأولى في مصر مذكرة إياك بأن الرقم ".........." قد اتصل بك ".." مرة بينما كان هاتفك مغلقًا، لكنك لا تتذكر أنك أغلقته أصلًا. يتذكرك برنامج دعائي عشوائي ما من دولة ما، خليجية في الأغلب، يبدأ كودها بالعدد 00359، برسالة عنوانها winner تحاول عبثًا إقناعك بأنك "اربحت -بالألف، ولا أخطاء مطبعية هناك- شيك رقم 586454، فقط لو اتصلت على هاتفهم 003598815400138 حالًا. يتذكرك شاب أو فتاة ما، في سنترال ما، بأن يخلط بين رقم العميل الذي يطلب شحن رصيده ورقمك، فتصلك الرسالة الخالدة من 7683 تعلنك أنه "رصيدك بعد الشحن 2.04 قروش".
تلعن في سرك. تلعن أصدقاءك الأبعدين، وتلعن الخاطر السخيف الذي مر بهم وقتها. تلعن الشبكة الأولى في مصر، متذكرًا سقطاتها الشنيعة. تلعن البرامج العشوائية والدول الخليجية والكود 00359 والشيكات وكل هذا الهراء الغبي. تلعن الشاب أو الفتاة الذي خدمك بالجنيهين فعلًا، لكنه أسقط قلبك مع رنين نغمة الرسالة. تلعن هاتفك الذي يأبى استقبال الرسالة الوحيدة التي تمنيتها طوال عمرك. تلعن شيطانك ثانيًا وثالثًا وعاشرًا. تلعن الغبي الذي أحب أن يخدمك فقام بعمل format للجهاز دون إذنك، فحذف المكالمات الصوتية التي كنت تحتفظ بها لتهدئة روعك في لحظات كهذه، كنت تعرف أنها آتية لا ريب.
تلعن الظروف وغباء الآخرين وأمريكا ونتنياهو والبلطجي الذي لا يعجبه شكلك.
تلعن بصوت أعلى وأعلى وأعلى.
تلعن!!
sms
مجرد رسالة "كلمني.. شكرًا" أو -على وجه الدقة- "Please call me. Thank you." لأن المرسل يضبط لغة خدمة الـ #100# خاصته على الإنجليزية.
أنت في انتظار الرسالة دائمًا. تنتظرها بعدما تستيقظ في السادسة صباحًا. تنتظرها في طريقك للعمل. تنتظرها أثناء العمل. تنتظرها أثناء استماعك للشرق الأوسط. يوسوس لك شيطانك الـ (ملاكي) أثناء صلاتك بأنك لازلت تنتظرها. تنغمس في الحسابات لكنك تنتظرها. توشك على العراك مع أحد البلطجية هناك لأن شكلك لا يعجبه فيما يبدو، لكنك منصت بكيانك كله لهاتفك المحمول.
تضعه في مكان بارز لتسمعه. تضبطه على الهزاز vibration في جيبك لئلا يفوتك الصوت في الزحام. تعيده مرة أخرى للرنين في المنزل ليصلك الصوت من غرفتك.
ينشغل شيطانك بمحاولة تقليد صوت رنين الرسالة القصيرة على هاتفك. يقلده في أذنك. تتفحص الهاتف فلا تجد رسائل. تلعن شيطانك في سرك، ثم تسبه جهارًا فينهرك أبوك.
تلصق التهمة بشركة المحمول الأولى في مصر لاعنًا إياها هي الأخرى. تتملص من غطائك أثناء النوم شاعرًا بالحر، فتصطدم بالهاتف الذي وضعته بالضبط بجانب قلبك. تتفحصه -رغم تأكدك من عدم وصول شيء- مفتشًا عن الرسالة فلا تجدها.
تتكالب الدنيا عليك في هذه الآونة. يتذكرك الأبعدون من الأصدقاء، مقنعين أنفسهم بأن رسالة سخيفة من طراز "ممكن أكون سهيت، بس عمري ما نسيت، أغلى وأعز ناس معاهم جلست وحكيت" ستكون مفاجئة جميلة لك. تتذكرك الشبكة الأولى في مصر مذكرة إياك بأن الرقم ".........." قد اتصل بك ".." مرة بينما كان هاتفك مغلقًا، لكنك لا تتذكر أنك أغلقته أصلًا. يتذكرك برنامج دعائي عشوائي ما من دولة ما، خليجية في الأغلب، يبدأ كودها بالعدد 00359، برسالة عنوانها winner تحاول عبثًا إقناعك بأنك "اربحت -بالألف، ولا أخطاء مطبعية هناك- شيك رقم 586454، فقط لو اتصلت على هاتفهم 003598815400138 حالًا. يتذكرك شاب أو فتاة ما، في سنترال ما، بأن يخلط بين رقم العميل الذي يطلب شحن رصيده ورقمك، فتصلك الرسالة الخالدة من 7683 تعلنك أنه "رصيدك بعد الشحن 2.04 قروش".
تلعن في سرك. تلعن أصدقاءك الأبعدين، وتلعن الخاطر السخيف الذي مر بهم وقتها. تلعن الشبكة الأولى في مصر، متذكرًا سقطاتها الشنيعة. تلعن البرامج العشوائية والدول الخليجية والكود 00359 والشيكات وكل هذا الهراء الغبي. تلعن الشاب أو الفتاة الذي خدمك بالجنيهين فعلًا، لكنه أسقط قلبك مع رنين نغمة الرسالة. تلعن هاتفك الذي يأبى استقبال الرسالة الوحيدة التي تمنيتها طوال عمرك. تلعن شيطانك ثانيًا وثالثًا وعاشرًا. تلعن الغبي الذي أحب أن يخدمك فقام بعمل format للجهاز دون إذنك، فحذف المكالمات الصوتية التي كنت تحتفظ بها لتهدئة روعك في لحظات كهذه، كنت تعرف أنها آتية لا ريب.
تلعن الظروف وغباء الآخرين وأمريكا ونتنياهو والبلطجي الذي لا يعجبه شكلك.
تلعن بصوت أعلى وأعلى وأعلى.
تلعن!!
08-03-09