شريط اخبار شخبطة ملوكى

الجمعة، فبراير 13، 2009

من أقوالهم - كسرى أنوشروان

من أقوالهم
كسرى انو شروان
****

يقول بعض الناس أن التدين يكون أكثر إنتشارا بين الفقراء من الناس أكثر بكثير من أعاظم الناس ، و هذا يفسره إختفاء حكام المسلمين بعيدا عن مشاكل شعوبهم، فيأخذون من القرارات من هو ضد رغبات شعوبهم ، و يستصدرون من القوانين من هو ضد مصالح الشعوب ، و كثيرا من قراراتهم يكون فيها زيادة فى تجويع البشر ، وزيادة فى متاعب حياتهم ، و تعويق مقدراتهم المعيشية ، وزيادة فى الفقر و الظلم و الذل و المهانة.
استغرب دائما من بيده الحكم وينسى انه يحكم بإرادة الله فى ملكه، فالمُلك الذى كله لله عز و جل يؤتيه لمن يشاء ، فكل من يَحْكُمُ فى ملك الله يَحْكُمُ بمراد الله ، فكيف يخالف من يحكم فى ملك الله إرادة الله ، و كيف يكفر بها وهو بيد اعلى سلطة بيد بشر ، فهو أقدر الناس على فهم قصور إرادة البشر مهما اوتى من قوة ، وهو أكثر يعلم ضعف البشر و قته مهما تملك من الكنوز و الاموال ، يعلم انها لا تنفع و لا تجلب سعادة اكثر من غيره من البشر.
استغرب حكامنا و اولى أمر المسلمين ، ينسون الخالق ، و ينسون التفكر ، و ينسون القدرة الالهيه فيظن الفرد منهم انه مخلد فى النعيم فلا موت و لا حساب ولا بعث ، ينسى الحياة الابدية و يتذكر الفانية ، يتذكر ملكه و ينسى ملك الملوك و ملكوته الاذى لا يعرف حدوده الا هو.
وعندما اتفكر فى كل هذا يحضرنى ما كتبه الشيخ محمد الغزالى فى كتابه " هذا ديننا " ، فإنه ذكر انه قيل أن كسرى انو شروان ملك الفرس اضطجع ذات ليلة ، ثم سرح طرفه فى الآفاق البعيدة ، و أرسل هذه الكلمات النابضة:

أيها الفلك ، إن بناءاً أنت سقفه ، وإن بيتا أنت غطاؤه لعظيم ، وإن شيئاً أنت تظله لكبير ، وإن فيك لعجباً للمتعجبين ..
فليت شعرى ، أعلى عُمُدٍ من تحتك تستمسك؟ أم بمعاليق من فوقك؟
و لعمرى إن ملكاً أمسكتك قدرته لملك عظيم قدير ؛ وإنه – فى استدارتك بتقديره – لحكيم خبير ، وإن من غفل عن التفكير فى هذه العظمة لغِرٌّ صغير.
وليت شعرى أيتها الأفلاك : بم طلوعك حين تطلعين ؟ وبم مسيرك حين تسيرين ؟ وأفولك حين تأفلين ؟ و علام سقوطك حين تغيبين ؟
ليت شعرى : أساكنة أنت ، أم تتحركين ؟ أم كيف صفتك التى بها تتصفين ؟ و لونك الذى به تتسمين ؟ و من سماك بأسمائك التى بها تعرفين ؟
فسبحان من لأمره تنادين ، و بمشيئته تجرين ، و بصنعته استقامتك حين تستقيمين ، و رجوعك حين ترجعين.

سبحان الله الذى وجه عين هذا الكافر عابد النار الى تفكّر قد نسيه كثير من المسلمين واغلب اولى أمرهم ، كلمات قد لا ينطق بها مسلم طوال حياته.
اخوانى الاعزاء لتفكر فى خلق الله و ملكوته عبادة كانت اول عبادة من رسولنا صلى الله عليه و سلم ، فى غار حراء ، عبادة تجعل الانسان روحا مرفرفه فى ملكوت الله تسمو فى رحاب ملكه و رحمته ، روحا نفخها الله سبحانه و تعالى فينا فتستريح كلما تقربت الى طاعته و التفكر بعظمته فسبحانه جل شأنه فرض لنا ما يعيننا، فهو الخالق و نحن مخلوقاته وهو اعلم من يخط لنا سبيل النجاة و طريق السمو و الراحة الخالدة.
****
طارق المملوك
13-2-2009

الجمعة، يناير 09، 2009

قصيدة / هايبر خيبر


..هايبر خيبر..
*****

هايبر خيبر .. فتحت فرع جديد ف السوق ..
فرع ف بحرى .. وفرع ف قبلى .. وباب اللوق..
فرع ف كل بلاد اوطانى .. فرع بتفتح لينا بيبانه بقوة وعافيه ..
ومرة بذوق..
فرع ف كل امارة .. و حاره.. وعطفة و شارع ..فاتح بوق ..
"خش اتفرج .. واوعى تهرج .. واسكت .. واسمع .. كله هدوء"
*****

ركن العزة.. مش متوفر اى بضاعة ..
واسمع منى ..ومش شعوذة و لا حب اذاعة ..
اوعى تفكر انك يمكن يوم هاتعوزها و تحتاج ليها ..
كماليات ومظاهر فارغة .. مش محتاجها وعينك فيها..
اسال نفسك قبل جيوبك .. لو هاتجيبها .. هاتستعملها وهاتعيش بيها؟
*****

ركن كرامتك .. مش متبقى من المعروض .
الا الاعلان عن ركنها .. وده كان مفروض ..
بقى ده كلام تشتروا بفلوسكم موضه قديمة و مش مطلوبه
نفعت ايه العنطزة غيركم .. شوفوا قدامكم كوريا و كوبا ..
لو نفعتهم .. يوم كرامتهم .. يبقى يا ويلكم لما بلادكم ييجى اليوم و تكون منكوبه..
*****

ركن الامة .. هنا للاسرة بكل ما فيها ..
كله بيهتف م الصبيحة .. تسقط .. تسقط .. مش عايزينها .. كله كارهها .. ومستغبيها ..
هنا فانتازيا .. كوميديا.. يا هو .. ابيض و اسود زى ماقالوا و بيحبوه ..
فيلم قديم انتاج هوليود .. شغل صهاينه و فعل يهود .. بس الناس كلها حبوه ..
تاخد فيلم .. التانى هدية ..انتاج سنه فى القرن الماضى .. شوف الصلاحية ..واوعى تقولى هاتكتشفوه ..
*****

ركن رجالى .. ده اخر نقطه .. قرب و اسمع اخر نكتة ..
خدلك ساتر .. حرص و اوعى يجيلك ساكته ..
مرة ف يوم كان واحد راجل زى جنابكم حب يبمبك ..
يبقاله كلمه .. و قال لاسياده خدونا ف ريحكم .. زى ما تقعد هاقعد جنبك ..
حتتك باتتك .. بقت الرحمة تجوز ما تجوزشى .. ماتستعجبشى .. لما انقرض النوع من ارضك ..
*****

ونسيت اقولك قبل ماتدخل ..
ان الهايبر .. مليان بيكم..
كله بضاعة مغشوشة و فاسده .. وضحكوا عليكم ..
المعروض هو انت و هو .. وقطعوا ايديكم ..
ربطوا لسانكم .. وجمعوا ما بينكم.. ويا خيبتكم .. هايوريكم ..
اصحوا و شوفوا .. العار قدامنا .. شمالنا يمينا ..وفوق تحتينا ..
ذل و ضعف .. بيطلع منهم كلمة و حرف .. ومن حوالينا ..
قولوا لاخوانكم اهل العزة .. جوا ف غزة .. جراح تكوينا ..
زى ما فيكم .. قتل وبرد .. و قسمة و ضرب.. وقصف و رعد ..
زى ما فيكم .. هدم و طرد.. وحزن و كرب .. وسرقة ارض ..
زى ما فيه احضان ف بلادنا مدت ايدها ف ايد الغرب .. وساندوا ف بعض ..
فينا كتير بيصحوا ضميرنا .. ماشيين بينا ف شرق و غرب ..
مادين ايدهم .. صدقوا الوعد..
عينا بصيرة ..
قلوبنا حصيرة..
وايدنا جامدة ومالكة الارض..
تنسف كل جبال الذل .. وبينا تعود ..
جيش حطين يتجمع تانى و كله اسود ..
هايبر خيبر.. فعل يهود ..
إنتظرونا ..
"جيش محمد سوف يعود"
****

طارق المملوك
8/1/2009

الأحد، ديسمبر 07، 2008

هدية يوم الميلاد

هدية يوم الميلاد

*****
عندما تضل الطريق بصحراء شاسعة،لا تجد الا سرابا ور مالا، او عندما يغلفك الضباب وتشعر بالاختناق، فلا رؤية ولا حدود ولا كائنات، كذلك عندما يضيق العالم من حولك، وتكثر من حولك المشكلات فلا حلول ولا بصيص امل للحيلولة دون وقوع قضاء الله و قدره، تجد هناك ثلاثة انواع من البشر يتعاطون مع الموقف من جهات و اساليب مختلفة।

اولهما من يسبب الاسباب الدنيوية ويمنطق و يحلل المشكله الكبرى بالحسابات و الاولويات، فلولا كذا ما كان حدث كذا ، و لولا تدخل كذا لكان كذا و كذا ، ولو ان فلان قد فعل هذا لكانا فى غنى الان عن تلك الورطة، فهو يجنب الاقدار و المشيئة الربانية و ينظر الى ماديات الامور بالعين المجردة، فلا يجنى الا هما و غما ولا يزيده التناجى و الشياطين الا كدرا و ندما و نكدا، و تاخذه الحياة يعاندها و تعانده ، و يكيد لها فتكيد له।

وثانيهما من يكل امره الى خالقه ويرضى بقضاء الله و قدره، فيرضى نفسا و يقر عينا، فيستطيع بعد وهلة ان يواجه مصيره فى الحياة، يرضاها فترضى به، ويعيشها كضيف عابر فتكرمه।

و ثالثهما من يؤول الحقائق و يدرس اللاوضاع، و ياخذ بالتحليل و المنطق فى ظل ان الله مدبر الكون، وان كل شئ بقضاءه و قدره، ولكنه يحاول التفكر و التعلم من مقدرات الامور، و اسس تحريك الكون وقواعد الامور الدنيوية ، و لا ينسى ان فوقها و يتحكم فيه و فيها مشيئة الرب الخالق المسبب للاسباب ، من يجعل لك فى ظلمة الدنيا نورا ، و فى عمى العيون بصيره.

هذا الثالث هو الفائز، تجده فى عز الليل البهيم، وسط تلاطم الامواج من حوله، و هطول امطار الشتاء الغزية فى وسط البحر الهادر يهاتفه اقرب الناس اليه، من اللامكان ، بلا موعد ولا توقعات، يناجيه و يواسيه و يحتضن قلبه و روحه، فيقوم من غفوته فيرى الدنيا كما يحبها، حدائق و زهور و تغريد طيور، رفاهية و رغد و سعاده।

ياخذه الصوت الى عالم اخر، فيهيم فى عالم رحب، ويكون يوم ميلاد، فينسى الهموم و الظنون و القلق। ويسجد لله شاكرا حامدا ان رسم فوق العيون الحزينة بسمة احيا بها مقلة الامل، فاخرجه من ضيق الماديات الى رحابة الروحانيات، فحلق فى فضاء الرضا و السعادة

*****

بقلم / طارق المملوك

4-12-2008

الأربعاء، أغسطس 13، 2008

قصيدة / فاكر

هافضل فاكر
*****

طول ما فصول السنة بتدور .. و بترجع تانى تخضر بينا .. هاتفتكرينى ..
طول ما الشتا لساه بيجينا .. ولسه البرد بيحضن جوفنا .. هاتفتكرينى ..
طول ما الشمس بتشرق لينا .. و ترجع فجاة تغيب من تانى .. هاتفتكرينى ..
طول ما الدنيا بتدى و تاخد .. طول ما قمرنا هايفضل واحد ..
لازم دايما تفتكرينى ..
افتكرينى .. وافتكريلى ..
كل الوقت اللى انا حليته .. باغلى امان ..
والايام اللى ماليتهالك .. احلى حنان ..
وانتى هناك و الدنيا معاكى ..
هاتفتكرينى .. واوعك تنسى ..
واوعى الزعل اللى دخل بينا يخليكى تقسى ..
وابقى ادعيلى بعدد الدمع اللى ملى عنيا ..
وقد الالم اللى بيقتلنى و ساكن فيا ..
وقت وعدى ده بالنسبة لك ..
بس ده عندى العمر بحاله .. ونور لياليا ..
كنت الغالية ..
كنتى الدنيا و كل ما فيها .. وكل ما فيا ..
افتكرينى .. وابقى افتكرى ..
كنت بخاف لو تبعدى خطوة .. بعيد عن عينى ..
كنت بموت و الضحكة الغايبة دى سر الدنيا اللى بيحيينى ..
اياكى تنسى ازاى وانا جنبك .. قلمى اتعلم بس عشانك احلى كلام ..
وازاى يبقى كلامنا العادى .. سحر و مغنى .. وهو آلام ..
وازاى تصبح دنيا الواقع كون مسحور ..
وازاى يبقى القلب العاشق .. مش مكسور ..
وازاى عمر الحب الجارف .. يصبح شايف .. ارض الهنا والعشق الخايف ..
مارد يقتل ف الاوهام ..
تمر ايام .. وتمر شهور .. و سنين قدام ..
اقصدك قدامك ..
عيشى زمانك .. عيشى مكانك ..
عيشى العمر الى انا ماقدرتش اوهبهولك ..
يمكن يوم يجمعنا و يمكن اسرقهولك ..
لو من عمرى ومن ايامى .. راح اوهبهولك ..
بس ادعيلى انى افضل فاكر ..
ثانية بثانية .. وكلمة بكلمة ..
نظرة بنظرة شافيتها عنيا ..
هافضل فاكر .. ده انتى العمر اللى بيحينى ..
قلبى العاشق مابينكرشى .. وانا مش ناكر ..
هافضل فاكر عمرى معاكى ..
وانتى انسينى ..
*****
طارق المملوك
28-7-2008

الخميس، يوليو 03، 2008

قصيدة / زعلتى ..؟

.. زعلتى ..؟
*****

ايه .. زعلتى؟.. طب وماله؟..
مانتى ياما كسرتى قلبى ..
وسيبتى حبي .. يبكى حاله ..
ايه زعلتى؟ ..
رعشة الايام فى كفك .. دمع عينك ..
زعلوا منى .. وصرخوا .. قالوا ..
م النهارده كل واحد راح لحاله ..
كلمتين كتبوا النهاية ..
كلمتين .. منك لقيتنى بره قلبك ..
بره جنه عشت فيها من البدايه ..
احلى عشق و احلى حب ..
و النهاية .. هى هى ..
حوا عارفها الحكاية ..
يوم تحن .. ويوم قسية ..
كل مرة تكتب الاحداث بدقه .. وبمهاره ..
و الشطاره طبع فيها .. م البداية للنهاية ..
ايه زعلتى..؟
طب و ماله ..؟
مانتى ياما حرمتى قلبى انه يزعل ..
حتى حبي .. كرهتى يوم يجيه و يكمل ..
دول يومين لو حتى طالوا ..
الزمان هيطفى نارى ..
و البعاد هايجيب رجوع ..
ايوة راجع يوم .. واعيش ..
فاكره قلبى ..؟ مايتنسيش ..
زى حبي .. ماتلاقيش ..
كنت بنسى نفسى بيكى .. وافتكر اسمك و بس ..
بنسى روحى .. وبنسى قلبى .. وافتكر عشقك و بس ..
بس عارفه .. اشكرك .. استاذتى حوا ..
اصل منك ..
خدت اقسى .. واقوى درس ..
*****

طارق المملوك
1/7/2008

الاثنين، مايو 26، 2008

قصيدة / قلب و عاش

قلب و عاش
*****

دقة جديدة .. بتحيي القلب اللى خلاص مات ..
بعد الهجر.. وبعد العمر ماعدى وفات ..
جاي تقولى: " القلب اتعلق .. وخلاص داب "..
كنت سايبنى العمر بحاله .. وبعد غياب..
قلبى ومات ..
والعمر بيجرى .. وعدى وفات ..
عشته ف بعدك .. يوم ف عذاب وسنين بآهات ..
جاي تقولى: " بيوتنا قريبة ..
والشباك اللى زمان كان بيطل عليا ..
ومابيشوف الا الجدران ..
بقى قدامه خلاص شباك ..من شوق و حنان ..
اسمعى منى .. مافتش الوقت ..
مادام القلب بينبض عشق ..مادمت لحقت ..
اخر نبضه ف قلب الحب ..
واخر دقه ..
ايوة لحقتك قبل الموت ..
كلمة أحبك .. كانت جوا ف قلبى تابوت ..
ولا يوم سكتت .. ولا يوم عرفت معنى الموت " ..

ايوة لمحت الحب ف عينك .. لما قابلتك..
وسط كلامك .. وسط حروفك ..
قمت جريتلك ..
من جدران حبسانى بعيده ..
افتح قلبى مع الشبابيك ..
المس حبك .. والمح عشقك ..
ويا الهوا والفرح هأجيك ..
أنقش اسمك جوا شوارع عرفت حبك ..
بتغيب تحزن ..واما بترجع ..
تفرح بيك ..وتنادى عليك ..
وسط كلامى كتبتك حلم .. ياخدنى لحدك ..
واكون ليك ..
رغم الصعب ..
ورغم الرعب .. اللى انا حسيته ف بعد سنين ..
رغم جروح سيبانى ف حالى بقالها كتير ..
كسب الحب .. وهابقى انا ليك ..
*****
طارق المملوك
25-5-2008

السبت، مايو 24، 2008

معركة العشق

معركة العشق
*****

كان ضابطا فى الجيش، فبعد ان انهى دراسته كان لزاما عليه ان يلبى نداء الوطن و خاصة فى محنته، فكان جد مميز بين اقرانه، عنيدا مقاتلا فدائيا و عاشق لوطنه، عكس الكثيرين من زملائه لا يستطيع رؤية اعداء وطنه يعبثون بارضه و بمقدرات شعبه، كان حريصا ان يفصح عن غضبه و ان يفصح عن مشاعره الثائرة تجاه قضية وطنه و حنقه من تعامل قياداته مع قضية الوطن، كان يحب وطنه و يشعره و يعيشه و يحسه، ولكنه ناقم على ما صار عليه حاله، ناقم على من يحرك قضاياه و يفرض عليه معاهدات واتفاقات تقلل من شانه واحترام العالم له.
وليس غريبا على طه الضابط الثائر و الفدائى ان يقرع باب العشق و الحب ليدفع باحاسيسه التى لا يستطيع مقاومة اظهارها و اعطائها، كان لا يستطيع ان يعيش بلا حب و عطاء، فما لبث ان راها حتى احبها، كانت رمزا للوطن بوجهها و طباعها، بغضبها و فرحتها، بهدؤها و ثورتها، بطيبتها و شراستها، كانت تشبه الوطن الذى احبه و لكنه لفظه بسبب تعنت اولى امره، كانت نرجس زهرة يانعة و لكن حزينة كما الوطن، فاجتذبت طه الذى شاركها حزنا بحزن و لكنه يختلف عنها فهو يريد ان يخرج من دائرة الحزن الى براح السعادة و الاحلام، كان حالما و كانت واقعية، كانت هادئة وهو كثير الحركة ، كانت ترابا و كان نارا، فكان ذلك الاختلاف مغذيا لعامل انجذابه لها يذكره باختلافه عن حال الوطن المستكين، فكان بحبه و عطائه عاملا كبيرا لاخراج نرجس من حالة انطوائها مع عالمها الخاص، كانت تتحاور و تتعامل مع الجميع و لكن من منظورها الخاص، عالمها لها وحدها وكانه قدس اقداس لا يدخله الا كبير الكهنة، فهى تعرف قدر نفسها و قيمتها، مغرورة احيانا و متواضعة كثيرا، عنيدة احيانا ولينة كثيرا، كانت متضاداتها تجذبه فهى تتلاقى معه ثم تتنافر احيانا، تذوب معه فى احلامه ثم تفيق الى عالمها الواقعى.
كانت نرجس جارة طه، كانا يلعبان معا فى طفولتهما على سلم منزلهما حتى جاء الوقت الذى يفصل الزمان بين الاطفال فى التعليم و اللعب و الحوار، كان كل منهما يعيش ويحلم بحبه ولا يعرف ان الحب قد تكون منذ الصغر و عاش و نما دون ان يفصح عن هويته ،حتى جاء يوم راها اثناء مظاهرة خرج لها مع اصدقائه، التقت عيونهما فانجذبتا، ولم تستطع ان تقاوم هتافاته و سارت مع الفتيات تهتف معهم و تردد، يومها ذاب عشقا فيها، ويومها التصقت صورته بمخيلتها الى الابد.
وكان طه فى اجازاته يحرص على الصعود الى سطح منره ليقابل نرجس و يتجاذبا اطراف الحديث حتى يصمت كل منهما فجاة و تستكمل عيونهما الحوار، ازدادا قربا و حبا وعشقا، حتى صار كل منهما يتلهف لموعد الاجازة التالية، وكانت خطاباته التى يرسلها لاخته هى وسيلة الاتصال الوحيدة بينهما، يخبرها عن حاله و شوقه و حنينه.
طالت اعوام الجندية و سادت حالة من الاحباط لسكون قواتنا و استسلامها الذى اضحى مثيرا للغضب و الثورة، حتى جاء يوم استدعاه قائده بمفرده، يومها عرف انه كان محط نظر قادته يتاكدون من حبه و عشقه و فدائيته، و افصح له قائده ان هناك عملية خاصة لفرد واحد عليه ان يستعد لها ان وافق فى معسكر تدريب بالقاهرة يشبه المنطقة التى ستكون عليها مهمته، وان نسبة رجوعه سالما لن تتجاوز باى حال من الاحوال عشرة بالمائة، وله ان يوافق او يرفض.
بعد تفكير عميق لم يستغرق عدة ساعات وافق طه على المهمة رغم ما قد علم من خطورتها، تذكر الوطن و الثأر و الكثير الذى سيفيد وطنه من المعلومات التى سوف يجلبها من مهمته، كانت ساعات قاتله فاى حب يتغلب على الاخر، حب نرجس الذى هو من حب الوطن، ام حب الوطن باكمله، فرجحت كفة حب الوطن بناسه و اهله و اخوته ولم ينسى ان حب نرجس وضع ايضا فى كفة حب الوطن فرجحت كفة حب الوطن على كفة حب نرجس.
عاد طه الى القاهرة فى اجازة لمدة يومين يتبعها اسبوع فى معسكره ثم اجازة اسبوع بعدها قبل الذهاب الى مهمته، ولم يستطع كعادته الا ان يبوح لنرجس بما قد هم به، رغم انه لم يخبر احدا من اسرته حتى امه التى كانت اغلى انسان عنده، شجعته نرجس و الهبت حماسه كعادتها، ولم تتفوه بما يرجعه عما اعتزم فازداد قوة و حبا لها.
مر اليومان كلمح البصر و بدا طه فى تجهيز حقيبته للذهاب الى المعسكر، ودع اهله وترك حقيبته على باب شقته و انطلق الى سطح بيته مودعا نرجس، سلمت عليه و اخبرته ان تلك اللحظات التى تجمعهما ستكون الاخيرة حتى يعود من مهمته على الجبهة، لن تستطيع ان تراه قبل سفره، لن تستطيع ان تبثه من حبها و قوتها بعد الان، وعليه ان يتحمل و يقدر، ذهل طه من هول ما يسمع ولم يسعفه الوقت ولا المكان ولا الموقف ان يقنعها انه قد يعود ثانية، وانه مجبر على فعل ذلك باختياره من اجل الوطن ومن اجلها حتى لا تشعر بالذنب ان اثنته عما قد يفيد به الوطن، لم تسمعه و اصمت اذنيها عنه حتى لم يجد سبيلا لاقناعها.
هبط طه درجات السلم باكيا، حمل حقيبته و كانه يحمل نعشا به جثته، لم يستطع ان يفهم او يدرك سببا واحدا يجعل الفراق او القطيعة نتيجة لمهمته، ظل فى معسكره وحيدا يتدرب وحيدا و ياكل وحيدا و ينام فى غرفته وحيدا بعيدا عن اعين الجميع، لا يتكلم ولا يفصح ولا يبكى، فقد جفت دموعه فى حدقتيه حتى تحجرتا، وكان ذلك الحال مثار اعجاب من قواده الذين يقومون على تدريبه، فتركيزه كان منصبا على النجاح و العودة لمهمته الثانية فوق سطح بيته، حاملا اكاليل الغار و فرحة الانتصار، فقد كانت المهمة شاقة و قاسية الى ابعد الحدود.
عاد طه الى بيته بعد اسبوع التدريب صامتا، لا يخرج من باب غرفته الا الى سطح البيت، لا يحادث احدا من اسرته، لا يضحك ولا يقابل احدا من اصدقائه او اقربائه، كان فقط يعيش مع ذكرياته و نرجس، و يحاول ان يجد لها مبررا للقطيعة، و لكنه لم يجد.
وجاء يوم المهمة فاقلته سيارة من سيارات الجيش من تحت بيته الى الجبهة فوصلها ليلا كما هو مخطط للمهمة، حماملا فى حقيبة مهماته جهازا خطيرا تسلمه من قائده فى السيارة اثناء سفرهما الى الجبهة، وكان عليه ان يحمى ذلك الجهاز اكثر من حياته وان يحرص عليه اكثر من نفسه، عبر فى ظلام الليل و توغل اكثر من عشرة كيلو مترات خطوط العدو كما تدرب تماما، حتى وجد ضالته فى وحدة الاتصال الخاصة باكبر موقع للعدو، وكما تدرب زحف و كتم انفاسه و تحسس طريقه بمنتهى الحرص مرتديا زى العدو العسكرى حتى وصل الى موقع الهوائى الخاص بوحدة الاتصال، وبجوارها كما تدرب تماما زرع جهازه بحرص، ثم عاد ادراجه من جديد و توقف فى مكان امن ليرسل الاشارة الى قياداته مبشرا بنجاحه فة مهمته رغم تواجد العشرات من جنود العدو، ارسل اشارته من جهاز الارسال الذى زودته به القياده، وانتظر حتى ياتيه التاكيد بنجاحه، طال انتظاره فلم ترد القياده مباشرة، احس انه قد يكون قد نسى شيئا من خطوات زرع الجهاز، راجعها تماما كما تعلمها، اذا لماذا لم يات الرد بنجاح المهمة؟، ظل منتظرا حتى جاء الرد بعد طول انتظار تمت المهمة بنجاح، لمعت عيناه فرحا و تجلت امامه نرجس فرحه فى ثوب عرسها و الفرحة تسكن مقلتيها.
صاح : كنت بحبك يا نرجـــــــــــــــــــــــس
ووقف كالاسد يحصد جنود العدو برشاشه حتى جاءته دفعة رشاش كاملة بجوار قلبه
واستشهد طه
*****

طارق المملوك
24-5-2008

الثلاثاء، مايو 20، 2008

الأرض البور

الأرض البور
*****

كانت قطعة من الارض البور مع انها كانت اقرب ارض الى مصدر الرى فى القرية، كان عم نجيب الذى ترك الزراعة و تفرغ لمحل البقالة خاصته يعتبرقطعة ارضه تلك هى اسؤ مساحة ارض على ظهر الكرة الارضية رغم استنكار الاخرين له دائما عندما يذكر ذلك امامهم، كان كله قناعة فيما يذكر من داخله يوقن انها فعلا الاسؤ على الاطلاق، فتركها ولم يحاول ولو لمرة واحدة ان يقلب تربتها و يحرثها و يسطرها لينثر بذور الحياة بها، تركها هكذا لم يعرضها للبيع ولم يؤجرها ولم يزرعها حتى صارت مشاعا للقرية كلها، هذا ياخذ منها بضعة اسهم لتخزين الاسمدة، وذاك يترك بها جراره، والاخر يصنع بها غرفه من البوص يستريح بها من حرارة الشمس فى وسط النهار بعد يوم طويل من العمل.
سافر عم نجيب منذ اعوام الى بلاد الغربة تاركا ارضه بحثا عن الرزق فى بلاد النفط، كان يعمل هناك فى استصلاح الارض الزراعية الصحراوية هناك، ولم ياتى على باله يوم ان هناك بقعة من الارض يمتلكها تستحق نصف ذلك العناء الذى يبذله لارض غير ارضه فى بلد غير بلده ، وفى نفس الوقت الذى ترك فيه ارضه كان هناك رجل فقير من اهل قريته يدعى احسان، موارده قليله ويسعى من اجل لقمة العيش ليل نهار، ظن احسان ان بامكانه ان يستصلح تلك الارض البور و اكيد سيعطى من رعيها لعم نجيب حين يعود و تكون اجمل مفاجاة له عند عودته.
بدا احسان يستصلح تلك الارض البور بكل ما اوتى من قوة و خبرة فى استصلاح اراضى الغير و زراعتها حت صارت بعد شهور كثيرة جنة خضرا، بدات بشائر ثمارها تظهر فوق الارض و تكسوها خضارا يسر الناظرين، وعلى عكس كل توقع كانت المحصول من اجود الانواع و اوفرها انتاجا، فقد كانت الارض فى الاصل من اخصب و اجود الاراضى فى القرية كلها قبل ان يهملها عم نجيب منذ زمن، و بدا احسان يحلم و يحلم بالاستقرار و الرغد و سعة الرزق.
علم عم نجيب من بعض جيرانه فى القرية بما فعله إحسان وظل يعد باقى الشهور على اجازته التى تحل بعد عام ليعود الى قريته و يرى ما صنعه احسان بارضه البور، مرت الايام ثقيلة على احسان و على نجيب هذا ينتظر وقت الحصاد و هذا ينتظر رؤية ارضه التى صارت خضراء خصبة.
وجاء وقت الحصاد متزامنا مع عودة عم نجيب وفى نفس الصباح الذى تهيأ فيه احسان لحصاد ثمار عمله و كده، وحلمه بالعائد و المال الذى انتوى قسمته مع عم نجيب جاءت سيارة اجرة من مسناء سفاجا تجمل اخبار عودة عم نجيب الذى ابى ان يدخل داره وذهب بحقيبة سفره المتهالكة راسا الى ارضه، نظر عم نجيب الى ارضه الخضراء و تلاقت عيناه مع عينى احسان التى تملؤها الفرحة و البشر.
وفى مننتصف المسافة بينهما تلاقت الفرحة و الشرر ، فرحة احسان و غيظ نجيب فانفجرت الفرحة صارخة من قلب احسان، ادرك ان نجيب ينوى شرا وان ما فعله لم يسكن هوى عم نجيب الذى احس ان ما فعله احسان ينتقص من قدره و يقلل من قيمته، فقد نجح احسان فيما فشل فيه نجيب، و ادرك احسان ذلك على الفور.
ذهبت عينا احسان الى يمينه فى نفس اللحظة التى ذهبت فبها عينا نجيب الى يساره و التقتا على نقطة واحده ، كم من القش يحرقه بعض المزارعين جذبهما بنيرانه التى تاججت فى صمت رهيب، جرى كل منهما نحو النار وتناول حزمة من القش اشعلها، وجرى كل منهما الى قطعة الارض فى اتجاه مختلف ينشر النار فى الثمار قبل حصادها فتاججت الارض مشتعله صارخة متالمة، وحتى الان ومنذ تلك اللحظة التى مر عليها سنوات و سنوات ظلت الارض بورا وما استطاعت يد ان تمتد اليها لتبثها الحياة.
*****

طارق المملوك
20-5-2008

الأحد، مايو 18، 2008

قصيدة / خد بإيدى

خد بإيدى
*****

مد ايدك .. خد بايدى ..
دفى قلبى .. قوى عينى ..
نفسي اشوفك اقوى منى ..
نفسي اجيلك .. غصب عنى ..
نفسي اقرب ..
نفسي اهرب ..
نفسي اقول .. ومافيش كلام ..
نفسي اصحى .. الكون ينام ..
والقى قلبك جنب منى ومش خيال ..
نفسي احكى .. ونفسي اقولك ..
بس مش قادرة التفتلك ..
عينى تغرق بين دموعها ..
والكلام .. مافيهوش حروف ..
قلبى ينبض .. نبضه خوف ..
خايفه اقولك ..
خايفه اجرح قلبك انت ..
خايفه اقتل حلم عشته جوا منك ..
نفسي اشوفك زى مانت..
قلب عاشق ..
يملى حبك .. نبض قلبك ..
يملى كل الكون اغانى ..
عارفه انك كون لوحدك ..
مالى قلبك بالامانى ..
قلب طيب .. قلب ابيض ..
زى قلب الطفل جانى ..
خلى كل الكون بيضحك جوا منى ..
وعشت تانى ..
عارفه انه غصب عنى ..
ومش بخاطرك ..
واللى جاى مكنش ذنبى ..
ولا ذنبك ..
كنت جنبي .. وكنت جنبك ..
بس حاول تنسى قلبى ..
وسيبنى امشي ..
مد ايدك .. خد بايدى ..
ويالا سلم ..
اوعى تبكى ..
اوعى قلبك .. اللى حبه دفى قلبى ..
ينسى يحكى ..
قصة الحب اللى كانت ..
بين قصايده .. وبين كلامه ..
قصة تحييها المشاعر ..
قول يا شاعر ..
وانسى جرحك .. وانسى خوفك ..
واكتب القصة بحروفك ..
واوعى تنسى .. اوعى تقسى ..
وافتكرنى لما تلقى ..
صورتى ساكنة .. بين حروفك ..
بين سطور قصة كتابك ..
صورة حلوة ..
ذكرى احلى ..
وابقى مد الايد .. وسلم ..
وابقى عارف انى لازم لما هاقرى ..
راح اسلم ..
*****

طارق المملوك
18-5-2008

الأربعاء، أبريل 23، 2008

قصيدة / عارفه انك

..عارفه انك ..
*****

عارفه انك ..
من زمان .. من يوم ما شوفتك ..
حته منى ..
عارفه انك ..
وانتى جنبي .. ومهما غيبتى ..
هاتبقى ليا .. وجوا منى ..
عارفه انك .. زى ما كنتى ..
هاتبقى دايما .. عايشه فيا ..
احلى حلم حلمته ليله ..
احلى لمه .. و احلى عليه ..
احلى فكرة وجات فى بالى ..
فكرة صعبه ..
مش هاقولك مستحيلة ..
عارفه انك ..
طفل باسم .. يجيى دايما ف المواسم ..
وبياخدنى من ايديا ..
لدنيا تانية .. وابقى راسم ..
بكرة اجمل من اللى فاتنى ..
وجاى ليا ..
كنت عارف انى جايلك ..
فى الكتاب شوفتك و شايلك ..
بين كلام زى الطلاسم ..
لسه شايف بين رموزه .. شط تانى ..
شط باسم ..
لسه حاسس من كلامه ..
طعم تانى ..
عارفه انك ..
احلى صحبة ورد نادى ..
تحتوينى فى ليلة بارده ..
وابقى راضى ..
احلى لون و العطر هادى ..
احلى لحن بصوته شادى ..
ده انتى غنوة عمرى كله ..
وانتى زهر العمر .. فله ..
والكلام بينادى قلبى ..
ويا نبض القلب قاله ..
وانتى مين زيك حبيبتى ..
وانتى مين؟؟ ..
سكنى .. ومدينتى ..
ده انتى عينى ..
وانتى قلبى ..
وانتى روحى .. وكل حبى ..
عارفه انى .. ولا اقولك ..
مش هاقولك ..
مانتى عارفه اكيد بحالى ..
وانتى شايفه لو بايدى ..
اجريى ليكى .. ويجرى دمى ..
يبقى مهرى ..
وانتى مهرك عندى غالى ..
*****

طارق المملوك
13-4-2008