Monday, March 2, 2009

أيها السادة الكبار


أيها السادة الكبار
بقلم د / ممدوح المنير

أصحاب الفخامة و السعادة و السمو ، بداية أرحب بكم على أرض سيناء المصرية التى عانت من نير الإحتلال الإسرائيلى فى الماضى القريب ، حتى إستطاعت القوات المصرية بعون الله أولاَ و سواعد أبنائها ثانياَ أن تنتصر على الجيش الإسرائيلى و تُجلى الإحتلال عن أرض مصر فى معركة العاشر من رمضان ، معركة الكرامة .

كان لابد أيها السادة من هذه المقدمة ، حتى يتضح للجميع أن الأرض التى يجلس عليها فخامتكم الآن حررتها المقاومة الشريفة بالسلاح لا بالمفاوضات العبثية بقطرة الدم لا بالتنسيق الأمنى ، هذا هو فقط أيها السادة الأفاضل ما يحرر الأرض و يحفظ العرض و يصون الكرامة .

أصحاب السعادة و الفخامة و السمو ، أصارحكم أننى أتوجس َ من إجتماعكم هذا ، هل تجتمع بضع و سبعين دولة من مشارق الأرض و مغاربها من أجل إعمار غزة المكلومة ؟ ما كل هذا النبل و الوفاء ؟ و لكن مبعث قلقى أيها الكبار أنه ألم يكن من الأجدى أن يكون إجتماعكم الموقر هذا أثناء العدوان ؟ ليقف وقفة حازمة يرفض فيها الحرب النكراء التى شنّها الإحتلال على الأطفال و النساء و المرضى ؟ ، لماذا الآن فقط أيها السادة الكبار ؟.

هل يستطيع مؤتمركم هذا أن يعيد لجميلة بنت العشر سنين ساقيها ؟! ، هل يستطيع مؤتمركم هذا أن يحيى الموتى و يشفى المرضى ؟ ! ، آسف أيها السادة على تعكير مزاجكم و لكن الحقيقة دائماَ قاسية و التاريخ لا يرحم ، لقد قتل الإحتلال أكثر من 1500 شهيد و جرح أكثر من خمسة آلاف جريح ، و ترك جراح لا تندمل فى قلب و عقل كل فلسطينى و عربى و مسلم و حر ، فهل تستطيعون سيادتكم أن تداووا هذه الجراح الغائرة ؟ .

أريد أن أكون واضحاَ معكم غاية الوضوح لأن هذا هو وقت الحقيقة ، عليكم أن تدركوا جيداَ أن أموال العالم كله لن تستطيع أن أن تطبب جراح و آلام النفوس و القلوب ، فقط الوقوف بجوار الحق و التصدى للظلم بلا خداع هو من يشفى الجراح و يعيد البسمة للوجوه .

أمر آخر أيها السادة الكبار هل من الحكمة و العقل أن تهدم إسرائيل و أنتم تعيدون البناء ؟ ، أليس من منطق العقل أن من تسبب فى هذه الكارثة هو المطالب بحلها ؟ أم أنه فى بؤرة الشعور لديكم تشعرون بأنكم مسئولين مسئولية مباشرة عن هذه الكارثة ؟! بسكوتكم تارة و دعمكم تارة أخرى ، ألا يحق للفلسطينيين أن يطالبوا الإحتلال بتعويضات عادلة عن الدمار و الخراب الذى حدث ؟ أليست اليهود إلى يومنا هذا يجعلون من الهولكوست بقرتهم الحلوب التى تدر عليهم المليارات سنويا َ ؟ أليس من حقنا أن تكون لنا حتى و لو عنزة صغيرة ؟! ، آسف أيها السادة عن سخريتى هذه و لكنه العلقم الذى يملاْ فمى.

أيها السادة الكبار ، عليكم أن تفرقوا جيداَ - حين تضعون أموالكم - بين اليد النظيفة و اليد الملوثة بالفساد و الإستبداد ، أنتم تعلمون جيدا فى قرارة أنفسكم من هو الشريف و من هو المجرم ؟ من يدخل الأموال إلى غزة و من يهربها إلى بنوككم أنتم ؟ كل هذا معلوم لديكم ، فلا تضحكوا على أنفسكم أو علينا ، إلا إذا كنتم قد أتيتم بنوايا أخرى ظاهرها الرحمة و باطنها من قبلكم العذاب .

أيها السادة الكبار ، عذرا للإطالة فوقتكم سمين غالى و لكن أعذرونى ، فأنا أكتب بحجم المأساة التى تتسع لها موسوعات لا بضعة سطور ، مأساة أكبر من أعماركم جميعاَ ، و لكنها بصمود أهلها و ثباتهم و رعاية الله لهم ستظل أبد الدهر ملحمة الفخار التى تفجر أروع آيات البطولة و أسمى آيات الفداء ، و السلام ختام .

أين الله ؟!


أين الله ؟؟!!

بقلم د / ممدوح المنير

نشر فى : نافذة مصر

ليس المقصود بداية من التساؤل المعنى العقدى ، فليس محل المقال هنا الإجابة عن هذا التساؤل ، كما أن إجابته معروفه للجميع على حسب ما أعتقد .

لكن ما أبحث عن إجابة له هنا ، هو وجود الله فى كتابات النخب و المثقفين عندنا ، تعترى المرأ الدهشة البالغة ، حين يجد الكثير من الكتاب يتعمد و بشكل واضح أن يتجنب أىّ ذكر للفظ الجلاله فى طرحه لقضية ما ، بل إنّ هناك دوريات عربية ثقافية أو علمية تتعمد ألا يذكر لفظة الجلاله نهائيا فى أىّ من مواضيعها ، رغم أن كتّاب الدورية العلمية من العرب و المسلمين. حقيقة يتعجب المرأ و يتألم كثيراَ من هذا الموقف الغريب .

لاحظ معى كذلك أنى لا أتحدث عن الإستشهاد بآية قرآنية أو حديث نبوى أو موقف من السيرة فى تناول الموضوع ، فقط ما أتحدث عنه هو مجرد ذكر لفظ الجلاله فى المقال و نحوه أو مطبوعة دورية علمية ، و الأعجب أنك قد تجد كتّاب يوصف الواحد منهم بالكاتب ( الإسلامى ) و يدافع فى طرحه عن إشكاليات ( إسلامية ) و لكنك لا تجد أبداَ أى ذكر لله فى ثنايا ما يكتب !! .

لا أتحدث كذلك عن مواضيع مترجمة تخلو تماما من ذكر الله قد يتخذها البعض تكأه بحجة الأمانة العلمية فى الترجمة ، كما أنّى لا أتحدث بطبيعة الحال عن إقحام لفظ الجلالة إقحاماَ فى النص المكتوب بلا معنى ، كما أنّى لا أطالب كل من هبّ و دبّ أن يتحول إلى شيخ أو كاتب إسلامى فى تناوله لقضية ما .

لكن ما يعتقده المرأ و يؤمن به أن الله جلّ و علا ، حاضر فى العقل و الضمير و الشعور لكل منّا ، لا اتحدث هنا أيضاَ عن الوجود الإيمانى الذى يتمايز به فرد عن آخر ولكن ما أتحدث عنه هو الوجود الفطرى لله فى حياتنا و الذى لا يشترط إيمان متيقّظ أو حتى مرجعية إسلامية لتشعر به ، فقد هو إحساسك بأنّ لهذا الكون إله يفزع إليه البشر جميعاَ صالحهم وطالحهم عندما تغلق أبواب الأرض و يتلفت المرأ حوله فلا يجد أحداَ يُنجيه من كبوته سوى الله .

من الواضح أن منطق التبعية للعقل الغربى فى التفكير و السلوك ، قد أوجد حالة من النفى أو الإستبعاد لله من
( كتابات ) مثقفينا و مفكرينا - إلاّ من رحم ربى - و هذه الحالة هى تراكم لعصور النهضة فى الغرب و التى تخاصمت مع الدين بالكلية و من ثم وجدت لها أرضاَ خصبة فى عصور الإنحطاط لدينا ، فعلمانية الغرب لا تستبعد الدين فقط من حياتها و لكن تستبعد الله – سبحانه – من حياتها كذلك ، فمقبول فى الغرب أن يكون هناك شخص يؤمن بالله و جوداَ و لكنه لا دينى !! ، لذلك أستقر فى العقل الباطن لدى الكثيرين ، أن قيمة ما يكتب تزداد حين يكون الله خارج الموضوع !!.

أعلم أنه بطبيعة الحال أن الذى يكتب و الله حاضر فيما يكتب نادرا ما يجد مطبوعة تنشر له موضوعه ، بعد أن أصبحت الأغلبية الساحقة من وسائل النشر علمانية التوجه ، و إذا ذكرت الله - المطبوعة - فى كلماتها فعلى إستحياء ، من باب ذرّ الرماد فى العيون أو لإحياء مناسبة دينية لزيادة التوزيع ، حين يصبح الله – سبحانه - موضوع إقتصادى لدى البعض فلا تتوقع لهذه الأمة أن تقوم لها قائمة .

و حين يصبح الله هو الغائب الوحيد فيما نكتب فلا تبحث عن نهضة أو تقدم . إن هذه الأمة قد صممت جينات أهلها أن يكون الله حاضراَ فى كافة تفاصيل حياتها و حين يغيب ، تنهار و تنحل عراها ، إننى أدعوا الجميع أن يصبح الله هو الحاضر الأوّل فيما نكتب ، إذا أردنا حقاَ العزة فى الدنيا و النجاة فى الآخرة .

Saturday, February 28, 2009

إمسك حرامى

إمسك حرامى !!
حسبى الله و نعم الوكيل فى
د صلاح عبدالكريم
نائب رئيس جمعية مصر للثقافة و الحوار
الأستاذ المحترم إرتضى لنفسه أن يسرق مقال كتبته منذ نحو عام بعنوان ( عجائب غزة السبع ) و نشر فى أكثر من موقع
مثل محيط ، نافذة مصر ، الشعب ، الجزيرة توك و تستطيع التأكد بالعوده إلى إرشيف هذه المواقع ، لقد نسب هذالمحترم المقال لنفسه ونشره فى موقع المركز الفلسطينى للإعلام مؤخراَ و الذى إتصلت بهم و قاموا بالإعتذار و تصحيح الخطأ ثم وجدته ينشره مرة أخرى فى إسلام أون لاين بإسمه

لن اسكت حتى آخذ حقى من هذا المدعى - د صلاح عبدالكريم - الذى إرتضى لنفسه أن يكون سارقا بعد هذا العمر و هذه المكانة التى وضعه الناس فيها.
ادخلوا على هذه الروابط و لا حظوا تاريخ النشر ثم أقرأ المقال الذى نسبه لنفسه على إسلام أون لاين و لا أعرف
أين نشره كذلك ؟

د ممدوح المنير

Tuesday, February 17, 2009

تامر حسنى عنوان المرحلة !


تامر حسنى عنوان المرحلة !


بقلم د / ممدوح المنير


كشف الحادث الذى وقع فى جامعة المنصورة بدلتا مصر عن حجم العوار الذى أصابنا حكاماَ و محكومين بحيث تجلّ للجميع أن الأمة التى تعلو فيها رايات للعبث و المجون و تحطم فيها رايات الحق و العدل و الفضيلة مآلها حتماَ إلى زوال ، فما عاشت أمة بغير أخلاق و ما صمدت أمة تفشى فيها الإنحلال . المشهد فى جامعة المنصوره كان فاضحاَ للجميع فإدارة الجامعة الموقرة بدل من أن تقيم إحتفالية لإنتهاء العدوان على غزة و إنتصار المقاومة ، أو حتى إحتفالية لأى مناسبة قومية ، لتربى فى أبناءها قيم الحب و الوفاء للوطن و للأمة جمعاء ، بدلاَ من ذلك جندت طاقتها وحشدت الآلاف المؤلفة بالمجان !! لإقامة حفل غنائى راقص لمطرب مصرى ، متهرب من الجندية و أحيل للمحاكمة و لكن المحكمة أطلقت سراحه و جاء فى حيثيات حكمها أنها تدرك أن المطرب إرتكب خطأ جسيماَ بتهربه من الجندية و لكنها ( مراعاة لمشاعر المعجبات !! ) قررت إطلاق سراحه !! ، لإكمال رسالته النبيلة و الفاضلة فى إذكاء مشاعر الشباب بأغانى الحب و الغرام ، فى وقت يعانى فيه أكثر من نحو 9 ملايين شاب و فتاة فى مصر من العنوسه ، و لا يجد متنفساَ فى الحلال لرغباته المشروعة ، فتحولت إحتفالية المنصورة بفضل إدارة الجامعة و المطرب المغرور إلى حفلة للتحرش الجماعى بالطالبات بعد أن أصرّ المطرب على أن يختلط الجنسين حتى يبدو المشهد أثناء تصوير الإحتفالية ضخماَ ، فكانت المهزلة التى شاهدها الجميع . حين تضع هذا المشهد بجوار مشاهد أخرى حال فيها النظام المصرى بين الآلاف المحتشدة و بين التعبير عن غضبهم للعدوان الغاشم على غزة فاعتقل المئات و أعتدى على العشرات ، بل حول البعض إلى محاكم عسكرية – أبرزهم أ. مجدى حسين - لدخولهم غزة ، سرعان ما تكتشف ماذا يراد لهذا الشعب من حاكميه ؟ ، حين يصبح الرقص و الغناء محلّ ترحيب واحتفاء ، بينما النضال و الفداء محلّ إذراء و امتهان ، فعليك أن تدرك أن المراد لهذه الأمة أن تعيش غافلة لاهية عابثة ، عندها يسهل سوّقها كالنعاج ، فالنفوس المظلمة و الإرادات الخائرة و العزائم الفاترة لا تقوى على أن تقيم حقاَ أو تدفع عدواناَ ، فقط تعيش تجرى لاهثة خلف ملذاتها و شهواتها لذلك يحرص حكامنا على إستمرار المسيرة فتسهل كل قبيح و تفتح له ألف باب و تغلق كل باب يدعو إلى الفضيلة ، اللهم إلاّ النذر اليسير لذر الرماد فى العيون و إسكات كل جاحد مثلنا لدورهم المحمود . هنا قد ترتفع بعض الأصوات قائلة ، أيها الرجعيون أتحرمون علينا اللهو البرىء ، و أقول لهؤلاء ، أنه لا مشكلة لدى فى اللهو بشرط أن تتحق له شروط البراءة !! لا كما يدّعون و لسن هنا فى معرض إبداء رأى فقهىّ فلست أهلا لذلك و لكن التحرش ليس فى حاجة إلى فقيه ! ، كما أن اللهو فى ساعة الجد لا يحتاج أيضاَ إلى خبير ، فنحن أمة أبتليت بحكامها قبل أعداءها يتناهشها اللئام صباح مساء ، إن أمة هذا حالها عليها أن تكون جادة فى كل شئونها ، مترفعة عن سفاسها ، ضارعة إلى ربها ، ساجده فى محرابها ، ساهرة فى معملها ، تبنى بسواعد شبابها مواطن للمجد و آيات للعزة و ملاحم للصمد .

Monday, February 16, 2009

السحر و الساحر

السحر و الساحر

نشر فى المركز الفلسطينى للإعلام ، نافذة مصر

د. ممدوح المنير

عدة مشاهد في الوطن العربي أثارت حفيظة المرء و جعلته يدرك أنه أمام جولة جديدة في الصراع، تستدعي أقصى درجات الانتباه و اليقظة حتى لا نقع في الفخ الذي ينصب لنا

هذه المشاهد تدلل على أن الصراع القادم لن تكون الأولوية فيه للسلاح بعد ما ثبت فشله ، إنما هي حرب نفسية ، إعلامية ، سياسية ، ميدانها الأول الرأي العام العربي و العالمي و أقول و بكل ثقة إنّها نتاج اللقاءات المكوكية التي دارت بعد و أثناء العدوان على غزة في القاهرة و شرم الشيخ و الكويت و أبوظبي و باريس و واشنطن و تل أبيب و رام الله وحتى تتضح الصورة أكثر، تأمل معي بعضاً من هذه المشاهد التي نطّوف بها في عجالة:

في غزة

المشهد الأول : منظمة الأنروا تتهم حماس بالاستيلاء على جزء من المساعدات الإنسانية في سابقة فريدة وغريبة، و حماس تنفي بشدة هذه التهمة و تطالب الأنروا بعدم تسييس عملها في القطاع لصالح أجندات أخرى.

المشهد الثاني : منظمة العفو الدولية تتهم حماس – و ليس إسرائيل - بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة !! .

في مصر

المشهد الثالث : الحكم على الأستاذ مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل الإسلامي المصري بالسجن سنتين ( لتسلله ) إلى قطاع غزة بشكل ( غير قانوني ) و في محاكمة ( عسكرية ) عاجلة - أسبوعين!! - و صورية لم يتوفر لها أبسط قواعد العدالة.

المشهد الرابع : دار الإفتاء المصرية تصدر فتوى بتوقيع مفتى الجمهورية ، ملخصها ( تحريم الانضمام للجماعات الإسلامية كافة و خاصة السياسية منها حتى و لو كانت تتبنى النهج السلمي، لأنها تجعل الولاء للجماعة و ليس لولي الأمر !! ، كما أن هناك ( احتمالا ! ) أن تنقلب للعمل المسلح في يوم ما !! و المقصود طبعا َ هنا جماعة الإخوان المسلمين في مصر!!.

لست في معرض إيضاح أو الرد على المشاهد التي عرضتها الآن ، كما أدرك أن هناك مشاهد أخرى كثيرة حدثت و لا زالت تحدث ، و لكن ما عرضته يدلل على أن نطاق الحرب بعد العدوان على غزة قد اتسع ، بحيث أصبحنا أمام حرب مباشرة و معلنة على الحركة الإسلامية بكاملها و في مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين الحاضنة و الداعمة لحركة حماس، وهي حرب هدفها الرئيسي هو تشويه الصورة و تحويل المقاومة الإسلامية من صورة البطولة التي تكونت لدى الرأى العام العالمى إلى صورة أخرى قبيحة تعادي المقاومة وتلفظها، و يبدو أن أسلحة هذه الحرب القادمة هى استخدام المؤسسات التي تحظى بالاحترام من الشعوب في تشويه الحركة الإسلامية المقاومة حتى تتزعزع ثقة الرأي العام حول نهج المقاومة، و حتى تجف الينابيع التي تغذي المقاومة والتي تعتبر الشعوب الرافد الأساسى لها.

الأخطر في الموضوع ليس ما يحدث فقط ولكن هل تقف الحرب عند هذا الحد – تشويه الصورة – أم أنّ ما يحدث هو مقدمة لحرب أكثر شراسة و قذارة تعدّ الآن وراء الكواليس ويتم التمهيد لها بما يحدث، وعندها يصبح الطريق ممهداَ أمام خفافيش الظلام والغرابيب السود للانقضاض على المقاومة بكل الوسائل.

ما يريح المرء أن الله دائما ما يغيب عن حسابات أعداء الأمة وهو وحده كفيل بأن يقلب السحر على الساحر

( كلما أوقدوا ناراَ للحرب أطفأها الله ) ، فقط علينا أن نبذل غاية الجهد لصد الهجمة الشرسة وتوضيح الحقائق أولاً بأول للرأي العام ودحض الافتراءات التي تثار بين الحين و الآخر حتى يزهق الباطل ويرتد على صاحبه.

Thursday, February 12, 2009

شهيد يضحك لقد فاز



قال تعالى

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا
بل أحياء عند ربهم يرزقون
فرحين بما آتاهم الله من فضله



Friday, January 30, 2009

حماس و إدارة الصراع القادم

حماس و إدارة الصراع القادم


ورقة بحثية
بقلم / د . ممدوح المنير

لا شك أن معركة حماس القادمة أصعب بكثير من حرب العدوان على غزة ، قد يختلف البعض معي في هذا الطرح و لكنّ المؤكد لدىّ على الأقلّ أنه لم يخطر بذهني لحظة واحدة أن يكون ما أعنيه هو التقليل من حجم الإنجاز الذي حصل في معركة الفرقان التي كانت ملحمة رائعة من الصمود و الشموخ .
فأمام حماس جبهات كثيرة يجب عليها أن تخوض الحرب فيها ، منها على السبيل المثال : الإدارة الأمريكية الجديدة وسياستها الغير مبشّرة ، إسرائيل العدّو المتربص ، حلف الأطلنطي الوافد الجديد ، النظام المصري المعادى على طول الخط ، معركة إعمار غزة و حفاظ حماس على هيبتها كحكومة ، أبومازن و رجاله و عمالة على المكشوف ، هذه بعض التحديات التي يجب على حماس أن تتعامل معها و للأسف منطق الأولويات هنا يتضائل بشكل كبير بحيث يصبح على الحركة التعامل مع جلّ هذه الجبهات في وقت واحد وهذا مما يصعب المعركة و يجعل إدارة الصراع بالغة الصعوبة و لكنها بإذن الله ليست مستحيلة و ما دامت حماس قد دخلت المعركة وهى تأوي إلى ركن شديد ألا و هو الله ، فإنه ناصرها و مؤيدها بحوله وقوته ، و يبقى السؤال كيف تدير حماس هذه الملفات ؟.
في البداية أفضل أن أقسم الجبهات التي يجب على حماس الخوض فيها إلى مجموعة من الدوائر حتى يسهل توصيل الفكرة ، هذه الدوائر هي دائرة ضغط و دائرة ثبات و دائرة احتضان ، وسوف نتناول في هذا المقال دائرة الضغط
1) دائرة الضغط :
تشمل الدول و الجهات التي تضغط بالفعل على الحركة في المنظور القريب وهى الولايات المتحدة ، الإتحاد الأوربي ( حلف الأطلنطي ) ، إسرائيل ، مصر .
اتجاه الضغط : تقوية أبومازن و إقصاء حماس ، منع تهريب الأسلحة للمقاومة بهدف القضاء عليها .
إمكانية النجاح: ضعيفة، فأقصى ما يمكن فعله على الأرض هو إضعاف حماس و المقاومة و لكن إلغاءهما يستحيل عملياَ و ليس عاطفياَ، لأن حماس موقفها تعزز و تجزر أكثر بعد حرب العدوان على غزة .
الولايات المتحدة:
على حركة حماس التعاطي قدر المستطاع مع الإدارة الجديدة ، مع التأكيد المستمر بالقول و الأداء على أنّ أىّ فعل في الشأن الفلسطيني يتجاوز الحركة و حكومة غزة مصيره الفشل ، كما يجب أن ندرك أن الإدارة الجديدة من الصعب أن تتورط في حرب كالتي خاضتها إسرائيل مؤخراَ في القطاع و سوف يكون أقصى ما تطمح إليه الإدارة الأمريكية هو التوصل لهدنة طويلة مشروطة بين الجانبين مع إعاقة تهريب السلاح ، ما أريد أن أؤكد عليه هنا أن حماس في مواجهة الولايات المتحدة في موقف قوة و ليس ضعف ، فأوراق الضغط المتاحة لدى أمريكا و حلفائها فشلت جميعها في إخضاع حماس أو تركيع الشعب الفلسطيني فلا القوة العسكرية نجحت و لا تجاوز الحركة نجح و لا الاعتماد على المفاوضات العبثية نجح ، هنا لا يصبح أمام الإدارة الأمريكية سوى التفاوض و التحاور مع حماس عاجلاَ أم آجلاَ ، و بطبيعة الحال لا بد أن تحوى أجندة المفاوضات جديداَ يمكن لحماس الاهتمام به ، تبقى ورقة أخيرة قد تراهن عليها الإدارة الأمريكية في إقصاء حماس ، ألا و هي الانقلاب الشعبي عليها بإحداث فتن داخلية بين الشعب الفلسطيني و هذه الورقة الوحيدة في إعتقادى التي ستلعب بها أمريكا و إسرائيل و بالقدر التي تعزز به الحركة مواقفها أمام الشعب الفلسطيني بقدر ما يفشل هذا المخطط ومعركة الإعمار سوف تكون ساحة هذه الحرب المرتقبة.
أوربا :
لن تقدم على أداء شيء دون إذن مسبق من الولايات المتحدة و سوف تظل أوربا و من ورائها حلف الأطلنطي تتحرك في خانة البحث عن دور و لكنها لن تتعدى علاقة التابع بالمتبوع ( أمريكا ) لذلك يجب ألا نعوّل كثيراَ على التحركات الأوربية فلن تضيف جديداَ يخشى منه .

مصر :
اعتقد أن الموقف المصري لن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام إلا بالقدر الذي سوف تسمح به الإدارة الأمريكية بينما هو - النظام المصرى - ( ذاتيا ) َ مستعد للتراجع ( خطوات ) إلى الوراء دون إذن من أحد !! ، و السبب كما هو معروف أن الموقف المصري لا يتحرك وفق حسابات أمن قومي أو حتى حسابات مصالح النظام الحاكم وإن كانت لها أهميتها لديه و لكن وفق مزاج شخصي للقيادة المصرية و التي تكره بإخلاص الإطار الفكري لحركة حماس و تتقاطع معه نفسياَ بالكلية ، مما يعنى أن التفاهم أو النقاش لن يجدي في الحوار مع القاهرة ، اللهم إذا ما تغير المزاج الشخصي للقيادة و هذا من رابع المستحيلات تقريباَ ، هنا لا يصبح أمام الحركة سوى السير بقاعدة ما لا يدرك كله لا يترك كله ، مما يقتضى بشكل آخر استمرار الحوار و التفاهم و ما إلى ذلك مع عدم التعويل عليها نهائياَ ، إلا إذا كان الهدف هو عدم زيادة العداء و لكن تثبيته عند حد معين !!! ، مع إعطاء النظام المصري الشعور بالإنجاز و ذلك عن الطريق النزول على رأيه في المواقف التكتيكية التي يمكن بالطبع التنازل فيها ، اعتقد أن هذا أقصى ما يمكن التوصل إليه فى التعامل مع النظام المصرى .
هذه هى دائرة الضغط التى تتعرض لها الحركة حالياَ و لا أزعم أنّ هذا كل ما يمكن أن يقال أو يفعل و لكنها تبقى محاولة فى حاجة لمزيد من الإثراء و العمق و قابلة للنقاش حذفاَ و إضافة و سوف نستعرض فى المقالات القادمة بإذن الله دائرتا الإحتضان و الثبات.

دائرة الإحتضان

يعنى بها الدول التى تحتضن المقاومة و مشروعها و تتبنى مواقفها ، و كلمة الإحتضان كما هو واضح من معنى الكلمة يقصد بها الشعور المادى و المعنوى بالرعاية للمقاومة و مواقفها و لكن كما هو واضح للمتابع للشأن الفلسطينى أن الدول التى تحتضن المقاومة ليست على مستوى واحد من درجة التبنى و الدفاع عن القضية الفلسطينية فبعض هذه الدول ينفذ أجندة شخصية فى المقام الأول و البعض الآخر يحتضن المقاومة بالفعل و لكنه عند أول عاصفة لا يمكن الإعتماد عليه و تصبح مسوغات السلامة لديه أهم بكثير من التعويل على المقاومة او الدفاع عنها ، بينما نجد دول أخرى تتبنى مواقف داعمة للمقاومة على طول الخط مثل تركيا ، لذلك أرى أنه يجب التركيز فى المقام الأول على الدول التى تمثل موقف الإحتضان المنهجى الذى بلا حسابات أخرى و حتى إن وجدت حسابات أخرى – إيران مثلاَ – إلا أنها تتحرك و فى مقدمة حساباتها المقاومة و دعمها و من ألطاف الله أن معظم الدول الداعمه للمقاومة هى دول قوية إستراتيجياَ مثل إيران و تركيا أو إعلامياَ و مادياَ كقطر ، لذلك من المهم أن يتم الإستفاده القصوى من أوجه هذه القوى و لا نحمل أى من هذه الدول أوجه من القوى قد لا يحتملها فنخسره بالكلية ، بمعنى آخر يكفى دولة كقطر دعمها الإعلامى و لا نطالبها بأكثر من ذلك ا بل إنى أعتقد أنها لو تملك قدره على الفعل تتجاوز الجهد الإعلامى – الجزيرة – فهى غير مطالب به – مرحلياَ – حتى لا تتعرض لضغوط قد لا تحتملها ، عند توزيع المجهود المقاوم على نحو ما بينت – بقدر الإحتمال - سوف تكون المحصلة بإذن الله الدفع بقدرة المقاومة إلى رحاب أوسع و ضمان إستمرار الإحتضان لها ، و من المهم بمكان ألاّ تتوقف الحركة عن الإشادة الدائمة بكل موقف داعم من قبل هذه الدول ، و هذا بالطبع ليس من باب شكر المحسن فقط و لكن لأنّك تخلق لهذه الدول و قياداتها موقف أدبى رفيع يصبح التنازل عنه مكلفاَ أمام شعوبهم .

دائرة الثبات :

المقصود الجهات التى تتبنى فكر المقاومة كأحد أركان منهجها أو الجهات و المنظمات التى تتبنى مواقف تتسم بالحيادية فى التعامل مع الأبعاد الإنسانية و الحقوقية للأزمات المختلفة ، قد يكون ما أعنيه هنا حركة إسلامية كالإخوان المسلمين ، أو منظمة حقوقية تتبنى الدفاع عن حقوق الإنسان المهدرة فى قطاع غزة و باقى الأراضى الفلسطينية المحتلة ، قد تكون جهة إعلامية تتبنى و تتعاطف مع الأحداث ، بل قد تكون ناشطين أجانب مدافعين عن الحق الفلسطينى و كل هذه النماذج يقع عبأ التعامل معها فى المقام الأول على المتعاطفين مع الحركة من كتاب و مثقفين و شعوب ، أعلم بداهة ان الحركة لا بد لها من التواصل معهم و لكنى أرى أن النصيب الأكبر يقع علينا لأنه واجبنا أولاَ و ثانياَ حتى نرفع عن كاهل حماس بعض العبء و ثالثاَ لتشعر تلك الجهات أن مساحة التأييد و الدعم للمقاومة و منهجها لا يقتصر على جهة بعينها أو شعب من الشعوب أو طائفة من الطوائف بل هو فكر تتبناه أغلبية الشعوب و الهيئات المحترمة حول العالم ، لذلك أتمنى على الجميع ألا يدّخر وسعاَ فى مخاطبة هذه الجهات و توضيح الصورة و أن يستخدم الأسلوب الذى يتوافق و يتلائم مع كل جهة حتى يعود الحق لأهله و هو عائد بإذن الله رغم أنف الحاقدين و الماكرين و المجرمين .

blogger templates | Make Money Online