الأحد، يناير 04، 2009

الفجر

الفجر لون المغرب المقلوب، فيه الظلام مغلوب، لا محاله، والشمس رحّاله من الشروق للغروب.
الفجر نادى، والميّه بتصبّح علينا، نشمر ونلقفها ونرميها على عينينا، صوت الأدان جامع واحنا لبّينا، بهمهمات الدخول، وشعرنا المبلول، الله أكبر نوينا

"الله أكبر الله أكبر"
دايماً بذكر الله نبدأ هنا يومنا
"أشهد أن لا إله إلا الله"
رافعين إيدينا سوا اليسرى واليمنى
"أشهد أن محمداً رسول الله"
يا رب املأ حياة المؤمنين يمنا
"حى على الصلاة حى على الفلاح"
إلهى قادر عدوك بالفشل يمنى
"الله أكبر الله أكبر"
يا رب ارحم عبيدك
"لا إله إلا الله"
يا رب ارحم عبيدك

صلاتنا نور للحياه
تواضعاً لله
ركوعاً
خشوعاً
فاضت عيوننا دموعاً

"سمع الله لمن حمده"

الحمد لله على النور اللى يزقّ الضلمه ويرشّ الندى على الورد

"ربنا ولك الحمد"

يا رب ارحم عبيدك
جايين لتوحيدك
شفايفنا للتسبيح
والأرض لجبيننا
نترص زى الأجنّه
سجوداً
سكوتاً
ما بين قتيل وجريح
فى الأرض لا نستريح
والنور بعيد وشحيح
بحق دم الشهدا
نوّر لنا المصابيح
ولمّا نرجع إليك
روحنا بلقاءك ترضى

"السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته"
احنا الشهداء اللى ماتوا
من أجل الوطن
ومن أجل الحياه
"السلام عليكم ورحمة الله"

2004
.

الاثنين، نوفمبر 03، 2008

نقطه سودا من بعيد

كان ياما كان من كرامات والت ديزنى؛ انه خلّى السنجابه فى الغابه تقول لكلب الحراسه: تتجوزنى؟ قال لها : نتجوز! واتجوزوا ... وسابوا مدينة البط وبيتزا هت واتشال بيهم الزمن واتحط وهم راكبين سفينة الفضاء اللى بترجع إلى الوراء ورسيت بيهم عند الوزير بيدبا، فى الحال ... قلب السنجابه إلى أرنبه وطلّعهم من القِصّه المُصوّره ودخّلهم جوّه الحدّوته المحكيّه ... وقال لهم : ارجعوا للأمام .. لجزيرة الأحياء فى بحر الموتى .. حىّ الإمام.

السنجابه الأرنبه وجوزها الشاويش أبو سعيد الطيب ما كدّبوش خبر وسكنوا فى الشقة اللى قصادنا وخلفوا القطط أصحابنا.

أبو سعيد كان سليم الطويه. وعلى جبينه تكشيره دقهلاويه. وصوته شايل حنين من السنبلاوين ودكرنس وشايل لهجه تِوْصِل الدمايطه بالشراقوه بالبورسعيديه. والبياده اللى فى رجله بتزيّق على بلاط الحوش. واللبس الاسود فى الشتا واللبس الابيض فى الصيف والجلابيه والطاقيه ولمة العيال حوالين الطبليه ولقمة العيش مره مع الفول ومره مع الملوخيه والحمد لله.

وسعيد بيسهر يذاكر ويروح المدرسه ويلبس بيجامته المخططه وينام بعد الضهريه. يلعب معانا بالكوره الشراب على التراب وعلى الأسفلت. ويقعد على صندوق أحمر جواه عدّاد الميه ... ويقول مش عاجبنى رئيس الجمهوريه ... ويعيّط عليه فى تسعه وعشره يونيه وفى جنازته الأسطوريه.

أما لوزه الشملوله .. الشاطره فى لعب الأولى .. بتساعد أمها الأرنبه فى كل حاجه ... طبيخ وكنس ومسح وغسيل وخياطه ومشاوير .. وتقلب المرتبه ... وتنده بصوت عالى ... فين الحدوته يا بيدبا ؟

كان بيدبا قاعد بيتفرج على الماتش وسط هدير الجماهير بيركب وشوش الناس اللى شايفها على الحيوانات اللى يعرفها.

ووالت ديزنى قاعد بيرسم مجلة ميكى اللى بتنافس مجلة سمير.

وانا قاعد مع أحمد وسلمى وباحكيلهم:
- كان ياما كان الليل بينده على سلاطين الزبادى ... والنهار بينده على الفول والبليله ... بقدرتين بزّين يرضّعوا الحاره ... والهزيمه أخبار من غير لون ... والنصر تليفزيون بيجيب خطاب التنحّى ويحرّك الممثلين فى مسلسل الضحيه ... وبيلعب المباراة النهائية فى دورى أفريقيا ... والعساكر مترصصين على النجيله الرمادى ... ما يبانش بينهم أبو سعيد ... إلا نقطه سودا من بعيد ... وسط الهدير يا ولادى.

الاثنين، يونيو 30، 2008

البيوت

كان ياما كان كل البيوت واحشانى.
بيت فى الزتون. له باب حديد بيودّى لجنينه شجرها قديم وأرضها تراب. وريحة رطوبه فى السلالم .. والنور اللى داخل من الشبابيك المكسورة بيقول لصاحبة البيت "صباح الخير يا هانم". وبنات حلوين على خدهم حَبّ الشباب والأم بيضا وبتضحك وحاطّه الكحل فى عينين ضيقين ومليانين شقاوة وخفة دم. تطبخ وتكلم قطه سودا واقفة على الشباك. وجوز الهند الكبير ورا كنب الصالون المدهب مستنى الضيوف. والميه ساقعة فى تلاجتهم القديمة.
وبيت فى الحدايق كان شبهه بالظبط بس الأم كانت حزينه وفيه شجرة جوافة والجاره اسمها ياسمينة.

وبيت فقير من دور واحد فيه سلالم ما لهاش درابزين وقرايبنا ساكنين على سطوحه مع الست روح المجنونة. دايماً قاعدة على السور بجلابية عريانة وبتكلّم ولادها اللى سابوها.

وبيت فى عين شمس يشبه بيوت الفلاحين.

وبيت نهارى يحلوّ ساعة العصارى وبالليل ينوّر بلمبه سهّارى تفرش ضلة الناس المربّعين على الكليم وحواديته تقفل رموش سليم وأمين.

وبيت فى قصر النيل مليان صور وتماثيل ونضيف وجميل بس الشوارع اللى حواليه أدفى والسما أصفى والشمس اللى براه بتنادى على العجوزه اللى ساكناه ترد وتقول: آسفه ... أنا ما باسيبش بيتى.

وبيت فى المعادى وسط الجناين والبنت لابسه فستان بحمالات ومبروزه الحلمات وكتفها محروق من الشمس ... وأبوها وأمها فى غاية الظرف ... وعندهم عَجَل ومراجيح وكلب وولف.

وبيت فى الحلميه الجديدة فيه تلات عمارات باصين لبعض وبيضحكوا بصوت عالى نغم بيلالى ... صوت الكمنجه نوح ... والشقه طالعه من رواية عودة الروح ... والضلمه بتخوّف فى أودة تحميض الأفلام.

وبيت فى العمرانيه من دور واحد فيه طقم أسيوطى فى الصاله والحيطان عليها رسومات بالزيت لستات عريانه وناس زعلانه كأنهم تماثيل فى صحرا بردانة على كوكب ما بتزوروش الشمس من ملايين السنين بس فيها قمر بنفسجى منوّر على طول ومخلّى النور فى الصور للأبد كأنه نور الفجر.

وبيت فى البدروم صاحبه اشترى سرير وبيقسّط تمنه ريال كل شهر.

وبيت فى راس البر حيطانه وأرضه حصير ونوره الفقير شايل ريحة البحر.

وبيت فى البساتين مليان قصارى صبار وعتر وريحان وشاهد قبر.

وفى بيت الإمام .. الشباك الأخضر .. قال للحيطه الجير .. ناكل عيش متقمر .. مع جبنه وجرجير.

بيوت كتير الزمن خلاها تشبه بعض.
أفضل ألف عليها ... وادق على البيبان وانادى ... ما حدّش يردّ علىّ
حابقى آجى فى وقت تانى ... يكونوا رجعوا بالسلامه إن شاء الله.

الأربعاء، أبريل 02، 2008

بِسْمِللا

عيّل مستنى العشا بالبيجامه
عيش وجبنه بيضا وفجل
بعد أربعين سنه
جاله العشا ...
بيتزا مارجريتا على الموتوسيكل

أنا كنت هذا الطفل
و عشت هذا الزمان
عشته بحذافيره .. وبحناطيره .. وعربياته الكارو .. وبعواجيزه اللى بيجتروا حكايات بتتكرر فى كلامهم وكلام بعضيهم
أنا دلوقتى عجوز زييهم .. و كلامى بيتكرر
أنا قد أبويا لما أصيب بالدوخه
وقد جدتى وهىّ شايلانى فى المغربلين .. حاطّه على دماغى الطرحه .. من قسوة الشمس .. و شرّ الحاسِدين
و قد عبد الناصر فى سبعه وستين
و قد سيد درويش بعد ما مات بتمنتاشر سنه .. وهوّ فى السمٰاوات - حسب كلام أحمد حدّاد – مستمر فى الدندنه
و انا مستمر فى طفولتى و كهولتى .. و عدم الاجتهاد
أنا مستمر فى حياه ماشيه بمجدافين .. مجداف من الماضى ومجداف من المستقبل
وخيالى بيحوم حوالىَّ و باحوم حواليه
رقص باليه ... و لكنى - على رأى صلاح جاهين - عجوز متصابى
و ممكن تقول عنى كمان .. إنى مرابى
باسلّف مشاعرى وأحزانى على شكل قصايد .. وبترجع لى قصاصات فى جرايد .. وتعليقات على الإنترنت .. وابتسامات ودموع .. و دواوين شعريه بتنام على السرير جنبى .. وطول الليل تفكرنى بذنبى
أنا كنت هذا الطفل
بس اتكرمش قلبى
من فضلكم ... مش عايز شفقه
ومفيش مانع من دفقة حزن قبل الحضن اللى انا مستنيه منكم.

عارفين أنا نفسى فى ايه
أنا عايز أتوه .. ويلقونى ناس ما اعرفهمش .. والقى ناس ما يعرفونيش .. وأعيش بينهم .. أعيش .. واحكى لهم حكاية المعزة الهندية .. والبنوته المصريه اللى عايزه تعيش فى حريه .. وفؤاد حداد يعملها سحلية.. وستى هند تحولها لنخله مجنونه تتمايل بعصبيه

طيب ...
لاحظتوا الأسامى اللى انا جبتها فى كلامى .. دول ناس كلهم اتحطوا قدامى غصبٍ عنى .. برضايا .. عاشوا جوايا .. وبقوا حته منى
أيوه ..
هوّ ده اللى عايز أقوله من الأول
إنى لمّا شفت الطيارين بتوع الهوم ديليفيرى مستنيين على موتوسيكلاتهم .. وافتكرت حزمة الجرجير .. وشفت مصر من شباك القطر صعيديه وبحريه وأبديه وغيطانها مبسوطه بنيلها ونخيلها وخضارها الأسمر
روحى عرقت بالدموع
و خفت عليها
و رحت حضرت الأمسيه جنب الساقيه وفى الجنينه وعلى الضفه الغربيه
وكنت عاوز أتوه بين جمهور بيسقف .. وجمهور بيعيط .. وجمهور ما حضرش .. راح يفرش منديله على النجيله ويغمّس اللقمه .. ويروّح بيتهم ويطفى النور وينام فى سلام.

علشان كده أنا فارش قدامكم فضفضتى.
اتفضلوا يللا ... مدّوا ايديكم ... بسمللا.






الخميس، فبراير 28، 2008

على لسان الينت

الواد ده حيرجع تانى يقوللى أغانى باينه زباله
الواد ده ضايع طحن وعامل فيلم مثقف على روشنه وعينيه بتشر سفاله
أنا بعد ما سابنى عجبنى قعادى لوحدى اديتها دماغ أنتخه من غير رجاله
وطحنت فى أكل ورز ومحشى وتورته كتير جداً بهباله
ورجعت أروح النادى وشفت هنادى وسارة وهاله
وشيرين ودتنا الساحل خدنا يومين فى مارينا ويوم فى العجمى ويوم فى غزالة
ورقصنا مارينجى وصلصا مع عثمان وكريم محمود وكريم دربالة
وحلقت لرامى وكان قدامى وبقى مبلول وفى أنيل حاله
علشان واقف بيسيح لجيرالدين مع عمرو شاهين بغباء ورزاله
وقعدت ساعات أتشات وبعتّ إيميل بالليل لجميع الشله انا هنا فى الفيللا ... قاعده لوحدى ومكبرة جمجمتى وعايشه حياتى وقافله موبايلى ومش بطاله
ولو فكرتوا تعطوا فى حته أو تتركنوا فى حفلة تكنو أو تنزلوا فاقوس مع مينا أو كلنا نطلع على سينا ... أنا شغاله






الثلاثاء، يناير 15، 2008

الأسماء

عبد السلام أحمدين صالح زناتى جاد
شخصية بيرم كتبها فى قصة زجلية
سيد محمد محمد إبراهيم شدّاد
واحد موظف قديم فى هيئة حكومية
كاظم شيرين البحيرى إسماعيل توحيد
وزير مفوض فى أمريكا الجنوبية
شديد محارب مجلّى عبد ربه شديد
صعيدى شايل تراب ضمن الفواعلية
خليل سعيد مرشدى عبد الجليل محبوب
غفير نظامى اتقتل بالليل فى دورية
فهيم جنينة نديم المنتصر أيوب
طبيب ممارس عام أطفال وجلدية
أيمن وأمجد ربيع رشوان عنب كارم
أخين توائم فى مدرسة السعيدية
عثمان زكى عثمان زكى زكى سالم
نزيل فى سجن القناطر تهمة سياسية
جرجس شحاتة أديب قسطندى عازر عيد
دكتور مهندس فى هندسة المنوفية
خلدون شبانة جزر نظمى قمر بوسعيد
شخصية ما اعرفهاش . شخصية وهمية
فرج استيفان كتكوت شلتوت نسيم عطوة
أبو المحاسن أبو القمصان أبو خطوة
سيد عفيفى على نادر عزيز تعلب
عبد المجيد فرغلى فارس عوض سحلب
شاهر سمير الشبكشى جاسر الشواف
حازم جمال السنوسى المرتضى خلاف
ناجى فريد الطناحى حسين أبو رية
أسامى فيها عرق ودموع وحنية
أسامى تنطق كلام بلسانى وعينيه
شهداء تراب الوطن والزرع والميه






الأحد، ديسمبر 16، 2007

كلام

فضل يتكلم معاها وتتكلم معاه
لحد ما بقوا صوت واحد
و بق واحد
و قلب واحد
وايدين و رجلين يرقصوا فى البحر الغريق
و يمشوا على الرمله
ترسم كعوبهم و صوابعهم طريق
زى طريق النمله
ترسم عيونهم خيط من البراءه
و خيط من الشهوه
تنطبع على شفايفهم تنوة القهوه
و حنين البوس
و فى خيالهم جنة الفردوس
فضل يتكلم معاها و تتكلم معاه
فى كل مكان فى الدنيا
و هى راميه ابتسامتها
من عيونها الشقيه
و هو رامى اللهفه
تحت رجليها
النهار يبقى ليل شويه
والصيف شتويه
والنظره حضن
والخوف أغنيه
فضل يتكلم معاها وتتكلم معاه
من غير حدود
لحد ما كلامهم ملا الوجود
و بقى ولاد وبنات و ورود
و بقى من غيرهم موجود
يرجّع اللى عاشوه مع بعض
و يعيش اللى ما شافوهوش
فضل يتكلم معاها وتتكلم معاه
لحد ما كل الناس حواليهم بقوا يتكلموا مع بعض ومع كل الكائنات
والقمر رسم نفسه دايره على السما
و غنى لها أساميهم
و لحد ما الشمس بقت بتدفى
والقطن بيزهّر
والحواديت بتسلّى
فضل يتكلم معاها وتتكلم معاه
بعد ما ماتوا
يوم القيامه مسك ايديها وفاتوا
وسط الحشود
وهرب معاها للخلود

الأربعاء، نوفمبر 14، 2007

الكتاكيت

أيام زمان كان الزمن صغير والأيام مش كتير ، واللى الزمن يضحك له يشرب من الغدير ، واللى مش عاجبه يشرب من البحر.
دلوقتى الزمن معجز وأيامنا زادت ، زى الفرخه اللى باضت ، وفقست الكتاكيت و فاضت على الكره الأرضيه.
زمان ... كانت الأيام زى الكتاكيت الصفرا اللى بتبات فى الصندوق و سَمَاها طرحه بيضا قديمه ، وتصحى تلعب فى الشمس وتكبر بالراحه.
اللى يموت منهم بيموت.
واللى يعيش منهم بيعيش مبسوط.
مبسوطين بالعشه الخوص ، وبالست العجوزه اللى بترميلهم البرغل وتغوص .. فى أحلامها ، قاعده معاهم فى الشمس ، تكلم نفسها ، وتنادى على ابنها اللى اتسجن سنة تسعه وخمسين.
دلوقتى الست دى ماتت وابنها مدفون بعيد عنها.
والايام بقت كتاكيت بيضا بتكبر فى عشرة ايام ، وفجأة تتنفض ، يطير من على جسمها الريش ، وتدهن نفسها بالبيض والبقسماط ، وتنط فى فى حمام سباحه مليان زيت مغلى.
علشان كده اليومين دول ... الكتاكيت مليانه كوليسترول.
نرجع زمان أكتر ...
الست اللى قلت لكو عليها كانت بنت قاعده على باب الدار فى عزبة دقدوقه ومعاها عصايه ، بتنكش فى التراب وتبص على الكتاكيت اللى فى البراحايه ، الكتاكيت منطلقه ومش خايفه من الفِرّه ، والحياه من حواليهم كانت بروفات مستمره ... لحياه تانيه خالص ، حتتمثل بعد ميت سنه فى التليفزيون.
يعنى ثورة تسعتاشر .. كانت بروفه لمسلسل خمسه وأربعين يوم
يعرض فى رمضان والعيد
والسته البيض
والسته المش عارف ايه
والثوره العرابيه كذلك.
ودنشواى ... شرحه.
و أدهم الشرقاوى وسيد درويش ومحمد فريد وأبطال الحواديت وناعسه وأيوب وإسماعيل مهيوب والمندوب السامى حتيقابلوا جميعاً فى مدينة الإنتاج الإعلامى ... بعد عمرٍ طويل.
أيها الساده ...
الآن .. التاريخ متوفر فى جميع الأعمال الفنيه ، ممكن تشوفوه بعد الفطار ، وبعد اختفاء نشرة الأخبار – فى القنوات الأرضيه - ، واختفاء الكتاكيت الصفرا , وعمل طفره فى صناعة الأغنيه والكليبات.
أكثر من ذلك ...
البنت اللى على عتبة الدار ، قامت وعجزت فجأه فى الحلقه الأخيرة فى المسلسل والكتاكيت دخلت مجال الإعلانات.
والأيام بقت مكعبات ، تطبخ بيها الست العجوزة ، ودموعها تشبه زمان لما كانت بتعيط مع صوت زمارات الإنذار وضرب الطيارات فى سبعه وستين وتنادى على ابنها زى المجانين. وتشبه دموعها أيام حفر القنال وبنا الأهرامات.
الست فى المطبخ دموعها بتسأل يا ترى كام عيل ماتوا
والملك فى المسلسل بيعيط على أمه واخواته
بعد ما عاش حياته
على رصيف متدارى فى شوارع التاريخ
رجع و خد دور البطوله غصب
من فلاحين على طول الوادى والدلتا
ومن عمال التراحيل
ومن الطلبه اللى ماتوا على كوبرى عباس
ومن اللى عاشوا وقاموا بالثوره المصريه
أيها الساده
التاريخ اللى فى التليفزيون ماشى على السجاده
وسقفه نجف عالى
وفى وشه كشافات بتلالى ... وكاميرات بتسجل
وتاريخنا احنا
ايده بتطب العجين
ورجله غارزه فى الطين
وعنده بلهارسيا
بس ما بيموتش
عايش وحيعيش
هوّ اللى قال
اللى ييجى فى الريش بقشيش
والكتاكيت اللى بتلقط رزقها من كفه حترجع له
ومش حتموت من أنفلوانزا الطيور
والباشوات حتركع له
والزمن بيدور
و بيضحك و بيلعّب حواجبه
وبيقول للى مش عاجبه
اشرب من البحر.

أمين حداد

الأربعاء، أكتوبر 17، 2007

أحلام العصافير

إلى حليم الذى علق على قصائد المدونة

كل الطيور اللى عاشت معايا
عششت فى شعرى
شفتها بتطير
وشفتها مدبوحة بتجرى
دلوقتى باسأل نفسى
ـ هل احنا بنيجى فى أحلام العصافير ؟

مش مهم ! ـ
نرجع تانى لحكاية الشعر أبو الأساطير
ممكن أنا وانت نألف قصيدة دلوقتى وانت قاعد ويايا وقصادنا السما والأرض
شايفينهم لامسين بعض
أنا حابتدى وحاقول: ـ
ـ السما بتميل ع الأرض علشان تملا الميه وتروح تسقى عريسها إله النيل
وانت تقول: ـ
ـ السما عطشانه والأرض سبيل
وأقول لك: ـ
ـ السما ملايه والأرض سرير
وتقول لى : ـ
ـ السما كبايه والأرض صينيه مشجره
ونفضل نقول : ـ
ـ السما حلم والأرض أمنيه
ـ السما معنى والأرض حقيقه
ـ السما مضيئة والأرض لعنه
ونقول : ـ
ـ اللقا مستحيل بينك وبين اللى عشته زمان إلا فى الأحلام أو لانهاية الأفق البعيد
يعنى الشعر ترديد
بس برضه .... الشعر بيلزمه جماهير
من البشر بأسماءهم
ومن الشهداء بدماءهم
ومن الملايكه ببهاءهم
ومن الطيور .... اللى بتوصل السما بالأرض
علشان كده
الشعرا بيدخلوا فى أحلام العصافير
والعصافير بتعشش فى أشعارهم


أمين حداد

الأربعاء، سبتمبر 12، 2007

الأمسية الشعرية

الشعر اللى فى الأمسية
كان طالع ينادى النور
كان نازل يجيب الميه
و بيملا كاسات بنور

الشعر اللى كان فى المسرح
كان زهرة لمون بتفتح
كان نخلة بلح حيانى
نقطفها و ترجع تطرح

الشعر اللى ياما فرحنا
على صوته وعلى أرغوله
الليله حلمت إن احنا
فى عرض الوطن بنقوله

فى الشارع وفى العربية
فى السكة إلى المنصورة
كشافها اللى فى الفجرية
بينور لنا الشبورة

فى الجنه وفى المستشفى
فى القهوة وفى التراسينا
بيطرى العيدان الناشفة
وبصوف الغنم يكسينا

ورّانا الإيدين العاملة
أكّلنا عسل وطحينة
سمعنا دبيب النملة
وجيراننا اللى يجروا فوقينا

فى الصيف والخريف عيّطنا
فى ليل الشتا غطانا
فى فصل الربيع فرطنا
طلّعنا من الرمانة

وبدرنا فى كاسات فضية
منقوشة بغزالة و بجعة
أرواحنا تقول أنا راجعة
يا ربى وانا مرضية

والشعر اللى فى الأمسية
كان طالع ينادى النور
كان نازل يجيب المية
ويسقف مع الجمهور


أمين حداد
كتبت فى أواخر التسعينات



أمسية بلادى جميله من أشعار فؤاد حداد وصلاح جاهين وأغانى سيد درويش وبديع خيرى
________________


18/9 - جزويت المنيا


21/9 - مسرح الجنينة بحديقة الأزهر - الساعة 9 مساء


22/9 - بيت الهراوى


5/10 - المجلس الثقافي البريطاني
أمسية نسمة صيف من أشعار أحمد حداد وألحان حازم شاهين
________________
26/9 - ساقية الصاوى

الخميس، أغسطس 09، 2007

سويتش

أنا لازم اصحى أروح شغلى
غيّرت ريقى بشاى وحليب
و نزلت أجرى بجزمه كاوتش
نسيت قصايد غنّيتها . . ليلة امبارح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و الاّ ما نسيتش
أنا أصلى شاعر و مهندس . . فى دماغى سويتش
لتحت .. أقعد على مكتب
لفوق .. أغنّى و أدندن
لتحت .. تلاقينى مؤدب
لفوق .. أبرق و اتجنّن
و احط إيدى فى عبّى واجيب
شعر البارودى فى سرنديب
وسلسلة كان فيها صليب . . تحت بلوزة
وعسكرى لابس خوذة . . يلعب تحطيب
و اروح مع شوية مجاذيب
فى حوش قدم يشربوا جوزة . . فى الجلوكوزة
ويغنوا مصر بشوق و نحيب
و الشمس على شط العجمى . . مش عايزة تغيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ عمّالة تزنّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أفرد كفّى
تنام عليه لحد ما تطفى
و ارجع لكم أبكى و أئنّ
على كومبيوتر آى بى إم
كل الجروح تفتح و تلمّ
و انا لازم اصحى أروح شغلى
غيرت ريقى بشاى سادة
كان المنبه صوته كئيب . . زى العادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و الديك يدّن
بشكل متطور جداً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أو متخلّف
أنا أصلى أصبحت مخرّف
باكتب برامج و بألِّف
و انا لازم اصحى أروح شغلى
أمين حداد
كتبت فى أوائل التسعينات

الأحد، يوليو 15، 2007

الوطن

باحب ابنى وبنتى وبيتى ومراتى
باحب أمى وأبويا وجدى واخواتى
باحب مولد الإمام والحاوى والطراطير
باحب صوت الحمام والبط والعصافير
باحب شنطه قماش وسندوتش الفينو
واحب رصة كتب نايمه على الكومودينو
باحب شكل الكليم مفرود على الكنبه
واحب ريحة الترمّاى اللى فى العتبه
باحب ريحة البن لمّا البن يتحمّص
واحب شكل الفشار ع النار بيترقّص
باحب آخر مواصله فى الشتا لبيتنا
واحب ساعة الفطار طبليه لمّتنا
واحب شكل القلل مرصوصه فى صينيه
واحب ضحكة أمينه وخالتى فتحيه
باحب أقرا اليفط وانا راكب الأتوبيس
شارع محمد على ومحل زنكوغراف
دكتور محمد عطيه وترزى أحمد خميس
وسعد لوقا المحامى نقض واستئناف
واحب ليلة السفر ساعة السحر قُمنا
حطينا جوه الشنط ملاياتنا وهدومنا
واحب اسافر لشرق الدلتا بالبولمان
واحب شهدى عطيه اللى اتقتل ظلماً
باحب صوت الغنا ع الطبله فى الأرياف
واحب أسد الهلالى وهو ماسك سيف
واحب كل الجنود فى حرب الاستنزاف
واحب يوم العبور بيحطموا بارليف
باحب كلمة وطن
واحب كلمة شهيد
باحب كلمة محبه
واحب كلمة عيد
أمين حداد 1988