Monday, March 23, 2009

قوية أنا


جملة قيلت لي أول أمس واستوقفتني حتى اليوم

هذه الجملة تخالف كل ما أعرفه عن نفسي

خلال الشهر الأخير من حياتي تبينت لي شخصيات كثيرة على حقيقتها .. تعلمت أمورا جديدة عن النفس البشرية وعن نفسي

خلال الشهر الأخير سمعت كل الجمل التي تصفني بالتشاؤم وبأنني أينما حللت أجلب المصائب معي .. وبأنني شخصية تجلب الحزن لمن حولها

خلال الشهر الأخير تمكنت لأول مرة منذ زمن بعيد أن أطرد أناس من حياتي للأبد .. لأني ماعدت أعرفهم

أن أرسم لنفسي طريقا معينا أسير فيه للتعامل مع ألمي ... أن أحاول الاستغناء عن البشر

علمتني الأحداث أن الباحث عن البشر .. فاشل في بحثه لاشك

ليس لنا سوى خالقنا وحده سبحانه ... يعلمنا دوما ويذكرنا أنه ليس لنا غيره

إذا مااشتد بنا الحزن والكرب والألم لن نجد من نهرب إليه سواه

تعلمت في حياتي بأن في كل لحظة أحتاج فيها لأحدهم حتما لن أجده

تعمق هذا اليقين في داخلي خلال شهري الأخير

رغم كل الكلام القائل بأني كئيبة إلا أن داخلي قناعة بأني قوية .. في داخلي قوة لا يعلم مداها إلا الله

أتذكر كل معاني الابتلاء :

( لايكلف الله نفسا إلا وسعها ) ربي سبحانه يعلم أن هذا من طاقتي ... رغم كمية الألم الهائلة داخل هذا الابتلاء إلا أن في وسعي تحمله

سأخرج منه أقوى مما كنت

ربي سبحانه وتعالى يعلمنا كيف نصبر ... كيف نتعايش مع الابتلاءات

ربي سبحانه ينقينا من ذنوبنا .. بكل ابتلاء نمر به .. يغفر لنا من ذنوبنا لرحمته

يعلم أننا بأعمالنا قد لا نصل لهذه الدرجة والمرتبة فيرزقنا ابتلاء يعقبه ابتلاء .. ليغفر ذنوبنا المتراكمة

ربي سبحانه يساعدني لأكتشف نفسي ... لأكتشف كم أني قوية قادرة على التحمل

يشكل شخصيتي لتصبح أقوى في مواجهة صعاب الحياة

لذا فلتقولوا ما شئتم

ربي أعلم بي منكم

Friday, March 20, 2009

ورأيت الموت

رأيت الموت بعيني .. كل ما فكرت فيه بعدها أني أريد أن أعود لأسرتي
لا أريد أن أموت وحيدة هنا بعيدة عنهم
مازلت في طور الصدمة من الموقف
لا أملك لدموعي إيقافا هي تنساب رغما عني
أود لو أرتمي في حضن أمي الآن .. فلقد أوشكت حياتي على الانتهاء وأنا هنا بعيدة آلاف الأميال عنهم
حين نهضت من على الأرض من أمام عجلات السيارة .. حمدت الله كثيرا
ذكرت نفسي بأن المؤمن مبتلى وأن لكل ابتلاء حكمة
أعلم أن الله يذكرني ( كل شيء هالك إلا وجهه ) وبأن الموت قريب منا في كل لحظة
لانعلم إلى متى سنحيا .. فقد أنام الآن ولا أستيقظ ثانية أبدا .. قد لاأتمكن من إتمام كتابة كلماتي
إنك ميت وإنهم ميتون
في هذه اللحظات القليلة التى نرى فيها الموت جاثما أمامنا على بعد سنتيمترات
تتضح أمامنا فجأة كم أن حياتنا قصيرة فانية
يتهددها دوما شبح الموت
لا أعلم كيف من المفترض أن أفكر ؟؟ هل أسعد أم أحزن ؟؟
لا أعلم شيئا سوى أني أريد أن أرى أسرتي .. أبي وأمي وإخوتي الآن

Monday, March 16, 2009

تعالوا نزره


محمود هاني

طفل في الرابعة عشر من العمر

من ساكني حي الشيخ رضوان

أو كما يحب الفلسطينيون أن يطلقوا عليه شارع الموت

أثناء الحرب على غزة قصف مسجد في الحي

فهرع إليه يساعد في نقل الجرحى وإخراجهم من تحت الأشلاء

كان ينقل الجريح الثالث عندما قررت طائرة الاستطلاع استهدافه

استهدفته بصاروخ سقط على بعد عدة أمتار منه

ليوقع العديد من الشهداء ويصيب محمود

ظن المسعفون أنه قد استشهد

فنقلوه لثلاجة الموتى .. ظل داخل الثلاجة من الظهر حتى العشاء

جاء والده يودعه قبل دفنه ... وجده يحرك رأسه

مايزال محمود حي

محمود هنا ... جريح في مستشفى فلسطين القابعة في شارع الثورة في مصر الجديدة

فقد محمود عينيه إثر الإصابه ... وتشوه جزء من وجهه

أخبرني بالأمس أنه طوال الشهر الماضي لم يشعر أبدا بالحزن

حتى تيقن بالأمس أنه لن يبصر ثانية

سأله أحد الأطفال : أين عينيك ؟ لماذا لا تمتلك عينين ؟؟

لم يستطع الإجابة وبكى

أخبرته :

قل لهم عيني سبقتني إلى الجنة

عيني عند النبي تخبره أنه لأجل المسرى أنا ماعدت أبصر


Thursday, March 12, 2009

يارب


ابتلاءات مركبة

مصائب متتابعة

لم تترك لنا الفرصة لالتقاط أنفاسنا وللتدبر فيما يحمله الابتلاء من معنى

لا أعلم أيحق لي الشعور بهذا الألم الرهيب الذي لايجد وسيلة للخروج

أم أن الرضا بقضاء الله يتعارض مع ما أشعر به

نبينا نهى عن تمني البلاء

لكني أشعر بأنه لو كان بي

لكان أهون

هي جزء من نفسي

كل ألم يصيبها أشعر به في نفسي مضاعفا

لست بجوارها وهذا يقتلني ويحطم قلبي

لا أملك لها إلا الدعاء

أن يعلي درجتها ويصبرها ويردها لنا سالمة

Saturday, March 7, 2009


ياالله ... يارحمن يارحيم

إلهي يامن كتبت علينا هذه الأقدار .. ارزقنا الرضا والصبر لنتعايش معها بصفاء نفس وسعادة

إلهي رحمتك بقلوبنا المفعمة بالرجاء فيك

إلهي رحمتك بنفوسنا الخائفة الوجلة المترقبة لكرمك وجودك

رحمتك يارب بعيون ذبلت من البكاء رجاء وخوفا

رحمتك بأرواح أصابها الألم لبعدها عنهم

إلهي اشف مرضانا ومرضى المسلمين

Sunday, March 1, 2009

شفاك الله أخيتي


تجابهنا في حياتنا مواقف تستدعي منا أن نقف أمامها طويلا
نستخلص منها العبر والدروس

قد تصفعنا مصائب الحياة
تؤلمنا في الصميم

موقظة إيانا من غفلة كنا فيها

نظن أننا مازلنا صغارا

مازال العمر طويلا أمامنا نتزود منه بالطاعة

وفجأة يأتي الموت

يطرق الباب من غير سابق ميعاد

يأتي المرض يعصف بحياتنا في غمضة عين

نستيقظ .. نتنبه

هي حياة قصيرة .. محطة للتزود لأجل دار أخرى

تلك الدار التي مقرنا جميعا إليها

مآوانا هناك

حياتنا تنتظرنا هناك

يارب ارحم موتانا واشف مرضانا

Sunday, February 8, 2009

بي شوق إليها


مكة

دواء الروح

شفاء القلب


مكة
أمام كعبتك

نغسل قلوبنا من جراحها العالقة

نريح نفوسنا من همومها العتيقة

تعيد لنا الثقة بأرواحنا الباحثة عن معنى للحياة مقدس

لا شيء في هذه الدنيا

يعالجنا

كما الحرم

تقف بأعبائك وأحزانك وطموحاتك وآمالك

أمام الكعبة

تدعو الله أمامها

والطيور تطوف فوقك

البيت العتيق تفصلك عنه السماء

الملائكة تطوف حوله

ترفع دعواتك وابتهالاتك

قد تنمهر دموعك بلا توقف

تشعر بقلبك ينخلع من الرجاء والخوف والألم

تعييك أمور الحياة

توهن عزيمتك مشاكلها التي لا تنتهي

تشعر بأن الصبر يفارقك مودعا

ماعدت تمتلك القدرة للمواصلة

للنحت في الصخر

لحفر الطريق بين الجبال

قدرتك انتهت


فقط في الحرم


تتزود بالزاد لكي تكمل حياتك

وتستعيد حبك للحياة مرة أخرى