لم يكن هناك شيئا جديدا يمكن ان اذكره بخصوص الانتخابات فالامور لم تتغير وصانع القرار في جامعاتنا لم يتغير أيضا ويبقى الوضع كما هو عليه الى ان تحدث المعجزة ولن اطول عليكم في هذه الجزئية لاني ذكرتها في موضوع سابق .
اذن ما هو الجديد ؟ انه صوت المتاريس،ربما يضحك البعض ويقول وهل للمتاريس صوت أو ربما يحاول البعض إلقاء سؤال ماذا تقصدي من كلمة متاريس؟المتاريس جمع مفرده متراس ومعناه وضع عقبات في الطريق لمنع السير فيه ،المثير انها كلمة فارسية لكننا نستخدمها في لغتنا العربية باعتبارها جزء من لغتنا وهي باللغة الانجليزية Barricades .
وماذا عن صوت المتاريس؟ربما تذكر بعض ممن حضر منكم مظاهرة أو ألقاه حظه العثر في ميدان التحرير وقت اندلاع مظاهرة ما لفئة خبا صوتها كانت تسمى زمان كفاية وغيرت اسمها حاليا الى كفالة، ان وجد نفسه محصورا بين عدد من المتاريس واجبره أفراد يرتدون السواد ان يسير وفقا لخط سير من المتاريس يجب الا يتجاوزه والا انفجرت فيه مسورة كلام لا اول لها ولا آخر ده لو كان الراجل مؤدب انما لو كان غير كده ممكن تلاقي هرولة ثقيلة هوت على أم رأسك للتعلم بعد كده تسمع الكلام.
غالبا نحن شعب لا نغضب بالساهل لا أعرف ماذ أقول نحن غلابه ومسالمين وبنحب جدا ان يكون الخيار الاستراتيجي بتاعنا هو السلام .
أرجع وأكرر هل سمعت صوت متراس حديدي يقوم بوضعه أحد أفراد الامن المركزي أو تحريكه من مكانه.انه صوت مقزز مرهق للاذن فيه نوع من الارهاب أحيانا وغالبا ما قد يجبرك شدة صوته على وضع يديك على أذنك في محاولة يائسة منك لمنعه من ازعاجك.
المتاريس اليوم كانت أمامي وكانت تصدر صوتا شديدا ولكنه لم يكن مزعجا بالنسبة لي لان هذه المرة لم يتحكم في المتاريس أحد افراد الامن المركزي فقد كان هناك أيادي آخرى غير اليد التى تعودنا عليها تحرك المتاريس كان هناك طلاب الاخوان الذين يتحكمون في شكل المظاهرة وخط سير أفراد الامن بشكل آثار استغرابي قبل اعجابي بقوة تنظمهم –رجاء ألا يدعي أحد انني مفتونة بالاخوان انا أرصد فقط ما حدث من وجهة نظر صحفية- دعوني أرصد لكم ما حدث بالضبط في البداية قام طلاب الاخوان باخبار الامن انهم سخرجون في مظاهرة خارج أسوار الجامعة فوضع الحرس مجموعة من المتاريس على شكل دائرة حول المسلة غرضهم ان يحوطوا بها طلاب الاخوان لتحجيم تحركاتهم .ثم اذ فجأة يأتي الطلاب من كل مكان وهم يهرولون بسرعة من كل اتجاه وبسرعة شديدة يركل بعضهم جميع المتاريس –ماي جري بلغة الكاراتيه أو شلوت بلغة الشارع- حينها صدرت صوتا مرعبا.
نعم صوتا آثار كل من في الشارع في هذه اللحظة حتى انا التى تعودت على حركاتهم الشيطانية اتفزعت ،المهم انهم في لمحة بصر بشكل أربك الامن قاموا باعادة توزيع المتاريس على شكل مستقيم فاستبدلوا شكلها من وضع الدائرة الى المستطيل ليوسعون بذلك من مجال تحركاتهم داخل المظاهرة ثم وضعوا أيديهم في أيدى بعض ليمنعوا الامن من اختراقهم.
لم يشغلني تلك الحركات المسرحية ولكن ما شغلني وجعلني أقص الموضوع عليكم هو بعض من الرموز ان المتاريس لم تعد سلاحا في يد أفراد الامن ولكنها أصبحت مثل العجين يمكن ان نقوم على اعادة تشكيلها بأيدينا كما نريد دون خوف وان صوت المتاريس في اذني لم يعد بثير الرعب بل تحول الى أمل في مستقبل أكثر حرية.