تربينا منذ الصغر على هذه المقولة الام مدرسه اذا اعددتها اعدتها اعدت شعب طيب الاعراق وكنا لسنوات طويلة نصدق هذه المقولة ولكن بالنسبة لتطور كل شىء أصبحت الأم هى الآخرى تختلف من مكان لآخر
وبعد أن كانت مهمة الأم الأساسية تربية الأبناء وانشاء جيل جديد به الكثير من الصفات الجميلة التى لا يختلف عليها أثنان أصبحت أمهات هذا الزمن أو بعضهم شىء غريب عجيب لا تفهم من أين أتوا وبماذا يفكرون
يتخيلون أن مهمتهم فقط هى ( الطبيخ والغسيل والتوضيب ) فقط لا غير ومن الممكن أن تجد صوتها يصل الى أخر الشارع وهى تصرخ فى زوجها أو أولادها وتعد عليهم جمايلها التى أغرقتهم وهم لا يقدرون هذا
وبالطبع هذه الأشياء مهمة ومهمة جدا ولكن ليست هى فقط مهمة الأم
أين الأم الصديقة لأبنها ولأبنتها ؟
أين الأم التى تخرج مع أولادها وتتعرف على أصدقائهم وأمهات أصدقائهم وتوطد علاقتها بأسر أصدقاء أبنائها ؟
أين الأم التى تفهم مشاعر ونفسية أولادها وتراعيها ؟
أين الأم التى تضحى بكل شىء وأى شىء من أجل أبنائها ؟
أين الأم التى تخفى عن أبنائها أى مشكلة تحدث بينها وبين زوجها وتتعامل معه أمامهم كأنه لا يوجد شىء حتى لا تتأثر نفسيتهم أين هذه الأم ( وبالطبع هذه تختلف عن التى تصر على أظهار المشاكل أمام الأبناء وشحنهم ضد والدهم )
أين ومليون أين لأشياء كثيرة ضاعت وفى النهاية نبكى بعد ضياع الأبناء ونرى كل أم تصرخ قائلة ( أنا عملت ليهم كل حاجة وما قصرتش فى أى حاجة )
ولكن الذى لا تعمله أن الأبناء ليسوا فى حاجة فقط الى النقود أو الطعام والملابس النظيفة ولكنهم كثيرا ما يحتاجون لمسة حنان ، حضن يشعرهم بالأمان ، صديق يشاركونه مشاكلهم وهموهم
فهم من الممكن أن يستغنوا عن طبيخ اليوم ويأكلوا أى شىء ولكن ما الذى سوف يعوضهم حضنك
ومن الممكن أن يستغنوا عن توضيب المنزل اليوم ولكن من الذى سوف يعوضهم عن لمسة حنان منك
ومشكلة جيلنا أو الجيل القادم أن كثير منهم بلا أم حقيقية وللأسف سوف يكون الكثيرون منهن أمهات غير حقيقية مستقبلا
فكل شىء من الممكن أن يعوض الا الأم التى يجب أن تعود مثل السابق مدرسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى
فمعظم جيل أمهاتنا ومن قبلهم لم يعد موجود منه الكثير الآن وبدون الدخول فى تفاصيل أنشغال كل سيدة بعملها حتى تساعد زوجها فى مصاريف الحياة الخ من كل هذه الأشياء
فمعظم أمهاتنا كانوا ومازالوا يعملوا ولكنهم كانوا أمهات بمعنى الكلمة لم يهملوا يوما ما فى حق بيتهم ولا أولادهم ولم تكن مهمتهم فقط هى جلب المال أو الطبيخ والغسيل وترتيب المنزل فكانوا بحق أقرب الناس لأولادهم وأحن عليهم من أى شخص وكانوا أصدقائهم بمعنى الكلمة وكانوا يعلموا كل كبيرة وصغيرة عنهم
فدعاوى الأنشغال بالعمل وغيره ليس مبرر لأى سيدة تهمل أولادها
وجيل بابى ودادى لا يصلح بحق لأن يكونوا أمهات ولا آباء فى المستقبل
فأصلحوا أنفسكم قبل أن تفكروا فى خلق جيل جديد بلا هوية ولا مستقبل ولا أى شىء
وأصلحوا ما أفسدتموه فى أبنائكم حتى يستطيعوا تربية أبنائهم مستقبلا