فكره كتابة مدونه تهتم بأخبار القراء ومدى تأثير الحوادث المزيفة والحقيقة على سير القراءة والقراء بدأت عندما تنبهت أن النص أو الكتاب ليسوا هم العامل الوحيد في صعود وهبوط مبيعات الكتاب التي تعبر بالضرورة المفترضة عن جوده كتاب أو رداءته .
لأن القارئ في النهاية هو المستهدف من عملية الكتابة طلاما خرج الكتاب من المطبعة. سنسعى في كل تدوينه إلى إثاره الشغب واللعب مع الكبار وهز الخيوط العنكبوتيه التي تتحكم في القارئ ب"أل التعريف " بالكذب للتورية أو بالسخرية لتخفيف المرارة ولكننا سنعتمد بالأساس على ذكاء القارئ في فهم كيف تتعامل المنظومة الكتابية التي تبدأ من أول القلم والورقة إلى الصمغ الذي يُجلد بة الكتاب، ولا نهدف إطلاقا أن يفك شفرات النص .
أي تشابه بين أسماء الشخصيات أو الكتب أو الحوادث ليس من قبيل المصادفة وأيضا ليس من قبيل التعمد أو التشهير مع الآخذ في الاعتبار أن الخيال له دور محوري في الحدوتة.
فلا يهم الكاتب أو المدونة ذلك التشابة بقدر اهتمامه برصد كيفية سير العلاقة بين القارئ والكاتب
إن أيقاع الرواية ليس موضوعا سهلا للمناقشة، إنه معقد ودقيق، مثل الهواء بأعتبارة الجزء الاساسى للحياة. ولكن لا يتم الحديث عنه إلا أذا فسد. بالجهود التى يبذلها الكاتب لأكتشاف إيقاعه داخل العمل فأنه يزيد رضى القراء ويحقق عملا يقترب أكثر من الجوده
أوقات يفرض العمل أيقاعه الخاص ولكن يبقى للكاتب اليد العليا فى المحافظه على هذا الايقاع وهو ما نجح فيه مازن العقاد فى روايته الاولى الصادره عن دار ميريت.
لم أنتبه لمسأله الايقاع فى روايه الغضب الضائع إلا لسببين : الاول لأنها ذكرتنى بإيقاع شدسد الخصوصية لروايات الروائى الراحل محمد ربيع والثانى هو الجمله الاولى فى الرواية " أريد أن أقول ما عندى بسرعة فما حدث لى اليوم وأنا فى الحيقه والتى لا تبعد عن بيتى سوى خطوات قليله ينبئ أنه لم يعد أمامى وقت طويل"، صحيح أننا نعرف فى أخر صفحة بالرواية نعرف ما حدث له فى الحديقة وبقليل من التخمين نستطيع أن نعرف ما الذى سيحدث لكمال خليل بعد إغلاقنا دفتى الكتاب وهو أما الجنون أو الانتحار. هذا المدخل مهد انا إيقاع الروايه اللهث بترو تداعى أسئله لا تبحث عن إجابات ولا تنظر الاجابات من الواقع الاقرب الى الافتراصية .كمال خليل هو البطل يسرد الاحداث بمنظور ألانا . اللغه العادية (بدون زخرفه أو شاعرية) خدمت الايقاع فى السماح للقارئ بنفاذية الى عالم تصدق فيه وهم وجنون كمال تاره وتُكذب وتتحير من تجارب كمال الغريبة فى حياه أقرب للبرزخ.
هناك ثلاث شخصيات يدور حولها كمال وتدور حوله
الاولى هى الغضب الضائع: غرفه الشات الى أنشأها لكل من له تجربة من أى نوع مع الانتحار ، المهم ما يجعلها شخصية أعتبارية أنها تمردت على صانعها "الأدمن" فبعد أن كان كمال يقول " كان ما أريده من هذه الغرفه واضح منذ البدايه".أصبح الغضب الضائع مختلف تماما، فقد أرست حياتها وأفكارها وصنعت أهدافها وحققتها بأراده خاصة.
لقد كونت حياه من حكايات العائدين من حالات الانتحار (من ص43الى ص50) وتكون عقل من الافكار التى تموج بها المناقشات (ص51 الى ص61) وبدل "أدمن " واحد أصبحوا أربع ولهم نواب أيضا، ومال يربوا على سته ملايين جنية وأقامت حفله وأرتكبت جريمة وتسترت عليها
ألا يجعلها هذا شخصية روائية متطوره مؤثره – بالطبع - فى حياه كمال بل وأشتبكت مع باقى شخصيات الروايه
ثانى الشخصيات هى منار، وكما تعودنا على عبثيه المصادفات منذ عثورة على الاب توب،قابلها فى معرض الكتاب. وفى سعى منار الحثيث لأغراق كمال بحبها لحظه بلحظه كانت تريد تحطيم اللعنة التى ظلت فى نساء نسل جدتها التركية وظنت أنها حازت على حبه بنجاحه لأختبارها عن الحمل ولكنه فى لحظه غباء ذكورية حطم أمالها ودفعها للأنتحار.
ولكن هل يجعل هذا منار شخصيه حقيقية داخل الرواية!(وهو تساؤل طريف لأحق الكاتب بألحاح) . سؤال جد محير لأن الكاتب تلاعب بنا نحن القراء وبعد مشهد المستشفى والشرطه نجد أن لغز المفتاح يكسر توقعنا المفترض ويستمر تلاعب الكاتب بنا. والطريف أن هاجس منار السهرانه سظل يلاحقه.
ثالث الشخصيات هو منير، وجهه العمله الاخر من منار . يتجسد فى منير، على نحو ما، الخوف أو بالاصح الغضب الضائع الذى دفع كمال لمحاولته الانتحار للمرة الثانية الى فشل فيها بمشهد عبثى أخر.
إن الخوف هو الكهف المظلم الذى ندخله جميعا بحصا عن الامان ، وكلما أذدادت حاجتنا الى الامان أذداد توغلنا فيه حتى تستحيل العوده فنتعوده.. والطريقه الوحيده للخروج من الكهف هى التخلى عن البحث(ص153)هكذا لخص كمال نتيجه بحثه عن أسباب الانتحار . الرواية لا تنحو الى الشكل الفنتازى أو الغرائبى بل هى غوص فى نفسية أنسان لدية ميل قوى للأنتحار .. فى نفسية أناس ذهبوا الى الموت و عادوا … هل هم متزنون أم على حافه الجنون
.أسئله كثيرة تقدما الرواية ولا تقدم لها إجابات غير قرائه الرواية كلها
طبعا لن أزعل منك يا أستاذ عبده لأنى منذ ظهورى فى وسط البلد وأنا أتعرض لسخرية تتوارى ورائها سب وقذف وأتغاضى عن هذا لأسباب سوف أشرحها بعد ذلك. السيئ فى الأمر أنى مازلت عالق مع هذة الصورة الاتى ألتقطها أحد الأصدقاء وقصها العزيز اللدود نائل الطوخى، أستاذ عبده المَاسِك ... لست الوحيد ولا الاول ولن تكون الاخيرالذى يحيره طه عبد المنعم فيفعل مثل كل مثقفين العرب : ضد أو مع.
حتىالصحف الأجنبية و المشهد الثقافى العالمى لم يجد هذا الأحتفاء المدوى لفتىمرحلة ما قبل الوكيل الأدبى فى الواقع الثقافى المصرى، فأن تسوّد صفحةكاملة بخط أحمد الفخرانى عن شخص يتحرك فى الوسط الثقافى زى السكينة فى حتةالزبدة ويقوم متطوعا أو مأموراً يعمل جروبات على الفيس بوك و دعايات "لكل" الكتب الصادرة فى جميع دور النشر التى يتردد عليها و يقيم صداقات منالممكن أن تكون قائمة على شىء من المنفعة و تواجده المستمر- كواحد فاضى- فى قهاوى وسط البلد زى البستان و التكعيبة و غيره ... أريد أن أعرف فقطمدى إتساع الذائقة الكونية للعزيز طه عبد المنعم حتى يقول أقوال موجزة زىالكتاب ده جميل الكتاب ده حلو ..نايس بيوتيفول ...و يقول أنا رحت مكتبةديوان جبت الكتاب و قريته فى قعدة لأو قريته ييجى عشر مرات فى نفسالقعدة...ربما فى يوم من الأيام سنقحمه فى قائمة النقاد الجدد بعد أن قاممؤتمر السرد الجديد فى مرسى مطروح بتكريمة كمشهلاتى و متعهد حفلات
اللذيذ فى الامر أن وجدى الكومى كتب فى جريدة اليوم السابع موضوعا عن
وتتناقص أعداد بعض المجموعات، إما بسبب إغلاق بعض حسابات المشتركين فى "الفيس بوك" أو ملل الأعضاء من كثرة الرسائل التى يوجهها المسئول عنالجروب إليهم، فبعد أن كان عدد أعضاء جروب البوابة الثقافية يتجاوزالألفين، تناقص إلى 1694، وغياب دور الوكيل الأدبى هو الذى جعل المدون طهعبد المنعم يؤسس جروب "البوابة الثقافية"، حيث يضع طه روابط عدة على صفحةجروبه، ويضع تحت كل منها اسم الكتاب واسم مؤلفه، ويشابه جروب طه جروب "كتاب جديد فى السوق" الذى أسسته إيمان يوسف وتستخدمه للدعاية عن كل الكتبالجديدة فى سوق النشر، ولمساعدتها فى هذه المهمة جعلت بعض المبدعين ومديرىدور النشر يتحكمون فى الجروب كـ "admin" حتى وصل عدد الأعضاء إلى 4842.
أخذنا وقتا طويلالندرك أنطهمثلنا ولد لا يفتقر إلي الأحلام،نحن مغرورن بما يكفي لكي لا نريولدا صبورا يعمل بصمت وتحمل لسذاجة من ظنوا أنفسهم مهمين بما يكفي كيلاحترموا اصرار شخص علي الافلات من "ثقب ابرة ليبحث عن مكان ".سامحناياطهالمقاهي تأكل الأعين ودخان الشيشة يعمي البصيرة. طهعبدالمنعم ..أو كما كنا نسميهشرابيوكيلالفنانين ..فهو يبدو للوهلة الأولي كوحيد سيف في فيلم خلي بالك من زوزو فأغلبنا لميعرفه في الوسط الثقافي الا كمتعهد حفلات توقيع لأصدقائنا في الوسط الأدبيولم نعرفه أديبا أو كاتبا رغم أن له محاولات كتابة معقولة نوعا . " رصيدي في الحياة أصدقائي ..من قبل كنت أملك مزرعة دواجن قضت عليها أنفلونزا الطيور لانتقل في القاهرة من عمل إلي آخر " الولدالذي لم تفزعه خسارة ماله ويؤرقه فقدان صديق،داخله صورة أخري تناقضالصورة التي رسمها المتسرعين أمثالنا_وأنا أولهم_في الحكم عليطه . بدأت اللعبة معطه "كعربون محبة " يقدمه لأصدقاء بتسويق كتبهم عن طريق المدونات فيالبداية ثم تطورت إلي الاتفاق لهم علي حفلات توقيع ومناقشات في قصورالثقافة داخل القاهرة وخارجها،استمر في اللعبة دون تخطيط مسبق،ليكتشف أنه يبني شهرته الخاصة،حدث ذلك عندما فوجيءطهبخمسة شباب قادمين منالمنصورة يقولون له " جئنا إلي القاهرة ونريدك أن ترشح لنا الكتب التي نشتريها . هنا انتبهطهإلي أهمية أو "خطورة " ما يفعل علي حد قوله. طهيعرف " دبة النملة " في الوسط الأدبي_والتعبير للروائي طارق إمام_يحضر كل الندوات ويتابع كل جديد في مكتبات القاهرة "دور النشر الجديدة تحولت إلي مطابع وتفتقر إلي أبسط آليات نجاح الكتاب " تنقلطهبين عدد من دور النشر جعلته يحمل خبرة لا بأس بها في مساويء دور النشر وافتقادها_لالخبرة التسويق_بل لنية التسويق . السخرية التي واجههاطهفي البداية جعلته أكثر صلابة،لم يواجهها بشر بل بصبر،لم يتوقف عن الحب بل والابتكار أيضا،طههو أول من اكتشف قدرة الفيس بوك الهائلة علي الدعاية وهو أول من انشأ جروبلكتاب علي الفيس بوك_لصديقه الشاعر سالم الشهباني_لتتحول الحكايةإلي عرف سائد مع كل اصدار جديد. " الذي ظنوه ساذجا هم من اتبعوه الآن " لم يتوقفطهعند انشاء جروب لكل كتاب - فهو مثلنا قادر علي الأحلام- لينشيء جروبالبوابة الثقافية الذي يتابع الأحداث الثقافية والاصدارات الجديدةلتتحول بوابةطهإلي واحدة من أهم الجروبات الثقافيةعلي الفيس بوك،وصل عدد أعضائها إلي2000عضو في وقت قياسي .وهو عدد لا يرضيطهوللمرة الثانية يتبعه الآخرون لتتعدد الجروبات الأدبية. دور آخر يحلمطهأن يلعبه " الوكيل الأدبي " وهو أمر لا تعرفه دور النشر المصرية كماأن الكتاب المصريين أكثرغرورا من أن يستسلموا للدور المنوط بالوكيلالأدبي أن يلعبه وهو مراجعة المخطوطات وتوجيه الكتاب في بعض الأحيان_كمستشار يقدم النصيحة دون تدخل في العمل الأدبي_بالاضافة إلي الاشرافعلي تسويق الكاتب والكتاب معا . "إنهم يروجون لأنفسهم بشكل زائف " يريطهأن دعاية بعض الكتاب الجدد تتضمن الكثير من المبالغة بمنطق " الزن علي الأذن أمر من السحر " يفرقطهبين الدعاية والالحاح،بين تقديم مناقشات وقراءات فاعلة للكتاب وبينأن يقدم الكاتب خبرا من نوعية " شاهدونيغدا علي أون تي في " دافعطهعن حقوق أصدقائه عندما لمحت إحدي المكتبات التي تقيم حفلات توقيع إلي اقامتها مقابل مبالغمالية من الكتاب،انتصرطهدون ضجيج ودون الدخول في معارك،فقط انسحب قليلا ودون أن يثير جلبةلتكتشف المكتبة أنها هي من تحتاج إلي حفلات التوقيع لا الكتاب . حلمطهالقادم أن تتحول بوابته الثقافية إلي جريدة توزع مجانا وتعتمد في تمويلها علي اعلانات دور النشر . يقولعنه الشاعر شعبان يوسف,إنه ظاهرة فريدة لأنه نادرا ما يعمل أحد عليخدمة ابناء جيله دون أن ينظر إلي مصلحة ذاتية,بينما أشار القاص محمدعبدالنبي إلي سفرطهعبدالمنعمكإعلامي إلي مؤتمر السرد الجديد رغم عدم عمله بالصحافة نتيجة اهتمامهبالدعاية متطوعا للمشاركين في المؤتمر حتى أن الروائي الشاب طارق إمامطالب بتكريمه . ملحوظة أخيرة تجعلني أخشي عليطهالذي عاني كثيرا من معاملة الآخرين له كشرابيوكيلالفنانينفقد أرسل لي "تدوينة " صغيرة عقب انتهاء حواري معه بساعات كان قدكتبها ردا علي سخرية الآخرين،يتحدث فيها عن أهميته واقتراب البعضمنه طمعا في تسويق كتبهملمحت فيه شيئا من الإصابة بعشي دخان المقاهي_وهو ما لمح إليه أثناء حديثي معه_فلا أنت ولا نحن ياطهفعلنا شيئا يستحق حتي نتحدث عن أهمية ما نفعله،لازلنا نلهو ولم نقدمسوي وجبات خفيفة_تيك آوي_لم يقدم أحدنا وليمة بعد ..لا أحدفينا مهم ياطه،فلتكن كما أنت خفيف الظل والدم كشرابيوكيلالفنانينواحذر من دخان المقاهي فإنه يأكل العيون والبصيرة,ويضخم أفعالنا الأدبية إلي أكبر من حجمها ..لازلنا نخطو ياطهفلا تصدق ما يقال عن الأهمية ولا تردده عن نفسك
قبل شهـــور عدةقامت نيابة حوادث جنوب القاهرة بالتحقيق مع مجدي الشافعي وهو مؤلف أولرواية مصرية مصوّرة لســـؤاله في محضر جنح بخصوص راويته «مترو» الصادرة عندار ملامح للنشر وهي دار تركز جهدها على تقديم ما تراه مغايراً لاتجاهاتالنشر الأدبي السائدة في مصر.
حينذاك لم يكن أكثر المتشائمين بإمكانهأن يتخيل أن التحقيق قد ينتهي بمحاكمة جرت وقائعها حديثاً لتضع الكاتبوالناشر في موضع الاتهام بدلاً من الاحتفاء بالرواية التي قد تكون أولرواية «غرافيك مصورة» في الأدب المصري المعاصر.
والمستغرب أن الكاتبوجد نفسه محاصراً بجملة من الاتهامات أولها: «صنع وحيازة وعرض مطبوعاتورسوم يدوية وإشارات رمزية بقصد الاتجار والتوزيع والعرض تتضمن ألفاظاًخادشة للحياء العام». لكن الأغرب أن التحقيق تحرك بناء على محضر تحرياتانجزتها الشرطة ودار حول عبارات يراها ضابط الشرطة أنها خادشة للحياء أوتتضمن إسقاطات سياسية. والعبارات مكتوبة بالعامية المصرية، وعلى رغمفجاجتها إلا أنها من العبارات الموجودة في قاموس الحياة اليوميةوالمتداولة لا سيما في أوســــاط الشباب الذين ابتكروا لغة تعينهم علىالتحايل والقفز فوق محظورات سياسية واجتماعية كثيرة.
وتبين أثناء التحقيقات التي تابعتها مراكز حقوقية كثيرة أنه تم ضبط 118 نسخة من الرواية من مكتبات مختلفة بمعرفة رجال الشرطة.
ووفقاًلبيانات تلك المراكز فإن النيابة استندت في تحقيقها على مادتين في قانونالعقوبات المصري تنص واحدة منها على «أن يعاقب بالحبس مدة لا تزيد علىسنتين وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيه أوبإحدى هاتين العقوبتين كل من نشر أو صنع أو حاز بقصد الإتجار أو التوزيعأو الإيجار أو اللصق أو العرض مطبوعات أو مخطوطات أو رسوماً أو إعلانات أوصوراً محفورة أو منقوشة أو رسوماً يدوية أو فوتوغرافية أو إِشارات رمزيةأو غير ذلك من الأشياء أو الصور بعامة إذا كانت خادشة للحياء العام».
وتقدمتبعض المراكز الحقوقية نيابة عن الناشر محمد الشرقاوي، المدير التنفيذيلدار «ملامح للنشر» بالطعن في قرار المستشار رئيس محكمة جنوب القاهرةالأبتدائية، الذي أيد إجراءات ضبط الرواية ومصادرتها.
وفي الحقيقة تصعبمتابعة هذا الملف من دون التوقف أمام جملة من الأمور، منها: الإقرار بأناقتحام دار النشر تم في البداية من دون إذن من النيابة العامة بالتفتيش،ومن ثم فهو إجراء غير قانوني، أما مصادرة الرواية فهي انتهاك صارخ لحريةالتعبير كما أشارت إلى ذلك بيانات المراكز الحقوقية. والمؤكد أيضاً أن ماجرى للرواية من ملاحقة من الصعب قراءته بمعزل عن مناخ عام تعيشه الثقافةالمصرية أنتج في الأعوام العشرة الاخيرة مجموعة من المحامين وبعض رجالالدين الذين يستخدمون حق التقاضي إما لأغراض إعلامية تدفع بهم إلى دوائرالضوء والشهرة أو لأسباب سياسية. ومن الأمور ذات الدلالة في تلك القضية أنالمحامي الذي حرّك البلاغ ضد الرواية من المحامين المنتمين إلى الحزبالوطني الحاكم والمعروف بملاحقته الصحافيين والمعارضين السياسيين بقضاياالحسبة السياسية»، وهو نفسه الذي حرّك من قبل إحدى قضايا الحسبة السياسيةضد رئيس تحرير جريدة «الدستور» المستقلة الصحافي إبراهيم عيسى.
وتصعبقراءة ملف الملاحقة القضائية للرواية بمعزل عن محاولات اســـتــهدافناشــــرها وهو أحد الناشطين في حركة كفاية، وقد جرت محاولات عدةلاعتــــقاله، آخرها في العام الماضي على ذمة القضية التي عرفت إعلامياًبـ «إضراب الــسادس من نيــــسان (إبريل)» الذي دعا إليه ناشـــطون علىموقع «الفيس بوك» الالكتروني.
وعلى المستوى الفني بات من المؤكد بعدعام من صدور الرواية أنها لم تجد استقبالاً مهمّاً في الأوساط الأدبيةالتقليدية اذ ظلت الحفاوة بها مقتصرة على جيل معين من قراء الأدب، وهوالجيل المعني بنتاجات «عصر الصورة» والساعي إلى ابتكار وسيط أدبي لهالقدرة على استثمار التحديات التي فرضتها الوسائط الالكترونية على الأدببمفهومه التقليدي. فالرواية كما جرى تقديمها في الكثير من المواقعالالكترونية والمدونات السياسية التي احتفت بمضمونها بأنها أول روايةمصرية مصوّرة للكبار، وهو نوع من الكتابة لم تعرفه مصر من قبل يسمى «غرافكنوفل». وبحسب تلك المواقع الالكترونية فإن هذا النوع من الروايات تتمتع فيأوروبا والولايات المتحدة بشعبية كبيرة جداً كأحد فنون التعبير التي تنتميالى «البوب آرت» التي تمتد جذورها إلى خمسينات القرن الماضي والتي سعت إلىتصوير مظاهر الحياة اليومية والأحداث، وعوالم الاستهلاك من خلال الرسوم».
وبدايةهذا النوع من الكتابة المصورة أطلقها، وفق تصريحات للمؤلف، رساموالكاريكاتير الفرنسيون في مجلة «هيراكاري الهزلية»، وكانت مجلة جريئةلدرجة أن أحد رســـومـــها قدّم شارل ديغول وهو يضاجع امرأة تمثلفرنسا، ما أدى إلى وقف المجلة. وبعد ذلك انتـــشر فن السرد من خلال الرسموظهرت روايات من هذا النوع، وحملت الواحدة منها اسم «الألبوم». وحملتاســـم «غرافيك نوفـــل» في الولايات المتحدة، وكان أول ظهور لها في فترةالخمسينات في مجلة «هيفي ميتال». أما التجارب العربية في هذا المجالمعظمها مكتوب بالفرنسية أو الإنكليزية ومنها تجربة الجزائري علي موسى عام 1980 وقد حملت عنوان «غوغورتا»، وصدرت بالفرنسية. وآخرها تجربة اللبنانيةجمانة ميدريج «ملاك السلام» الصادرة بالإنكليزية في نهاية العام ما قبلالماضي. أما التجارب التي صدرت بالعربية مباشرة فلم تتعد على صفتها قصصاًمصورة أو تسجيلاً لمواقف قصيرة من خلال مشاهد مرسومة.
ومن يتابع سيرةكاتب الرواية يجد أنه من أبرز المرسخين لهذا الفن، إذ ســـبق له أن أشرفعلى إعداد ورش عمل لفن القصص المصورة أو ما يطلق عليه «غرافيك نوفل»، وقدشجّعه على كتابة الرواية الرسام والمصمم الغرافيكي محي الدين اللباد الذيتابع بعض القصص المصورة التي قدّمها الشافعي في الصحف المصرية، خصوصاًصحيفة «الدستور» المستقلة التي أولت حديثاً اهتماماً بهذا النوع الفنيلاستثمار طاقته الاحتجاجية إلى جانب طابعه الساخر الذي يجتذب الفئاتالشابة.
أما الرواية التي يهديها كاتبها إلى «المدونين المصريين» فحافلة بالإسقاطات السياسية المباشرة التي يجرى تمـــريرها من خلال متابعةقصة مهندس الكتروني حانق على النظام الاجتماعي والفساد المنتشر في مصرويسميه «النفق». وفي محاولته للاعتراض على تلك الأوضاع يرتكب جريمة سرقةمن أحد المصارف!! لكن صديقه الذي استـــعان به وهو ابن منطقة عشـــوائيةيغدر به ويــقوم بتهريب الأموال المسروقة والسفر خارج البلاد.
وفيسياق مواز تسلتهم الرواية في موضوعها الكثير من الوقائع التي حدثت في مصرحديثاً وارتبطت بقضايا الفساد وتظاهرات الاحتجاج السياسي عبر شخصية «دينا» الصحافية، صديقة البطل، التي تتعرض للتحرش الجنسي خلال مشاركتها فيتظاهرات منددة بالتعديلات الدستورية في مصر عام 2005، وتسعى بمعاونة البطللكشف لغز جريمة قتل ارتكبت بحق أحد المقاولين أوصى قبل قتله بفضح من سماهم «الخيالة»، وذلك في إشارة إلى مجموعة فاسدة من كبار رجال الأعمال. وتنتهيالرواية بمحاولة من البطل وصديقته وهما في محطة تحمل اسم الزعيم الراحلجمال عبدالناصر (لاحظ دلالة اختيار تلك المحطة بالذات) للخروج من «النفق» بينما يظل الخيالة خارجه.
يتبع المؤلف في السرد تقنية أقرب إلى الحبكةالبوليسية، إذ تأتي غالبية الأحداث في تدفق لافت وترتبط في الآن نفسهبمحطات «مترو» أنفاق القاهرة التي تستغل كفضاء روائي، مع استثمار الدلالةالســـياسية والاجتماعية والطبقية لأسمائها، فالأحداث التي تجري في محطةتحمل اسم الزعيم سعد زغلول تنتج دلالات مختلفة عن تلك التي تجرى في المحطةالتي تحمل اسم «مبارك».
والرواية في هذه الحال لا تُقرأ إلا بصفتهاعملاً احتجاجياً في الدرجة الأولى تبقى قيمته محصورة في السبق التاريخيوليس في المنجز الفني. فصاحبها فضلاً عن مغامرته في اقتحام المحظورالرقابي، غامر كذلك باقتحام المحظور الفني عبر تقديـــم رواية مصورة قدتكون الأولى عربيّاً في هذا المجال.
المجلس الأعلى للثقافة يقيّم «مترو»
قررتمحكمة جنح عابدين تأجيل دعوى مصادرة رواية «مترو» الى جلسة تعقد في 18نيسان (أبريل) الجاري بناء على طلب الدفاع، وقررت استدعاء العقيد أحمدسالم مأمور الضبط القضائي الذي صادر نسخ الرواية من دار نشر «ملامح» للشهادة بناء على طلب الدفاع.
وقال مؤلف الروايــة مجدي الشـــافعي إنالمحكمة «وافقت على طلب الدفاع تشكيل لجنة من المجلس الأعلى للثقافةلتقويم الرواية وتحـــديد إذا كانت بالفعل تخدش الحياء العام أو لا،باعتــباره الهيئة الأكثر قدرة على تقويم الأعمال الأدبية».
وحضرت جلسةالمحكمة مجموعة من الكتاب للتضامن مع الرواية ومؤلفها والناشر ومنهم صنعالله إبراهيم، وعلاء الأسواني، وأحمد اللباد، إضافة الى صحافيين مصريينوعرب وأجانب
كالعادةتمارس التيارات والإتجاهات المعادية لحرية الفكر والتعبير دورها بنجاح تامفي حصار حرية الفكر والتعبير ، والإبداع في المجتمع المصري ، وزج المبدعينزجا للإلتزام بأسقف إجتماعية تراها هذه التيارات وما تعبر عنه من طبقاتإجتماعية هي الملائمة للإخلاق وللقيم التي تربي عليها المجتمع المصري – والثابتة علي مر الأزل لا يطولها التغيير الذي يمرح بين جنبات العالم فيكل مكان ’ محدثا زلزالا في إعادة تركيب المفاهيم القديمة ، والحدودالأخلاقية لحرية الفكر والإبداع . هذا الأسبوع يشهد محاكمة الكاتب والمدونمجدي الشافعي – الفنان التشكيلي والصيدلاني – ومدير دار نشر ملامح ، بتهمةأنهما صنعا وحازا بقصد الاتجار والتوزيع مطبوعات منافية للآداب العامة ،بأن قام المتهم الأول(مجدى الشافعى) بتأليف كتاب"مترو" وضمنه عباراتمنافية للآداب العامة وقدمه المتهم الثانى(محمد الشرقاوى) الذى قامبطباعته ونشره وتوزيعه.."،وطالبت النيابة بمعاقبة المبدعين بموجب المواد30و171 و178 و198 من قانون العقوبات. وترجع وقائع القضية – كما ذكر علي موقعالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، ومدونة الصحفي أحمد الدسوقي ،ومدونة مو الطاهر لشهر إبريل الماضي 2008 ، حينما اقتحمت قوة من شرطةالآداب دار نشر "ملامح" ، وقامت بمصادرة كل النسخ الموجودة بدار النشر ،ثم قامت نفس قوة الشرطة بالمرور على العديد من المكتبات التي تعرض الروايةوقامت بمصادرتها ،رغم عدم وجود أي إذن قضائي ، وبعد يومين قامت بإبلاغالنيابة العامة التي قامت بدورها باتهام المؤلف والناشر بمخالفة نص المواد (178 ،178مكرر ،198 عقوبات" وهي التي تعاقب على "نشر مطبوعات تخدش الحياءالعام" بالحبس لمدة قد تصل إلى سنتين وبعد أيام وفي شهر مايو 2008 تقدمأحد محامين الحزب الوطني والمعروف بملاحقته الصحفيين والمعارضين السياسيينبقضايا الحسبة السياسية " وهو نفسه الذي حرك من قبل إحدى قضايا الحسبةالسياسية ضد الصحفي إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور المستقلة " وقدتقدم ببلاغ للنيابة العامة ضد الناشر والمؤلف ، يتهمهما بنفس الاتهاماتالتي تقدمت بها شرطة الآداب ضد الناشر والمؤلف ، لتقوم النيابة العامةبتحويل الواقعة لمحكمة الجنح . ورواية "مترو" أول رواية مصورة للكبار، وهونوع من الكتابة لم تعرفه مصر من قبل يسمي "جرافك نوفل"، وهذا النوع منالروايات تتمتع في أوروبا والولايات المتحدة بشعبية كبيرة جداً فهي أحدفنون التعبير التي تنتمي للـ "بوب آرت" التي تمتد جذورها الى خمسيناتالقرن الماضي والتي سعت إلى تصوير مظاهر الحياة اليومية والأحداث، وعوالمالإستهلاك من خلال الرسومات . وقد أهدي مجدي الشافعي روايته للمدونينالمصريين إحتراما منه للدور الذي يؤدونه في نشر ديمقراطية عملية الكتابةفي مناخ قمعي .. و مترو" تدور قصتها حول "شهاب" مهندس الإليكترونيات،الشاب الحانق على النظام الاجتماعي والفساد المنتشر في مصر، والذي يقتربمن الإفلاس بسبب المنافسة التي يسحق فيها أصحاب رؤوس الأموال الكبيرةسواهم، و"شهاب" ينتمي إلي أبناء الطبقة المتوسطة المندثرة لأسرة تعيش فيحي "السيدة زينب" العريق، فهو تائه بين ما تربي عليه من أخلاقيات، وما حصلعليه من ثقافة، وكذلك بين ما يتطلع إليه من أحلام يتطلع إليها كافة أبناءتلك الطبقة، فهو يصف دائماً هذا السياق الاجتماعي بـ "النفق" .. يحاولالمهندس الشاب الإعتراض على تلك الأوضاع بأسلوب عنيف وهو سرقة أحدالبنوك!! إستعان "شهاب" بصديقه "مصطفي" ذلك الشاب الفارغ الذي يسكن منطقة "المرج"، فهو ينتمي لعشوائيات القاهرة التي يعتبر أغلبها بؤر للفسادوالإنحراف، لا يحكمه نسق أخلاقي أو طموح بعينه ، وفي نفس الوقت يحاول "شهاب" كشف سر مقتل "الحاج مصباح" رجل الأعمال الذي أوصاه بفضح من أسماهم "الخيالة" وهم مجموعة فاسدة من كبار رجال الأعمال بينما كان يلفظ أنفاسهالأخيرة. ولكن يفشل شهاب في المهمتين، فبعد سرقة خمسة ملايين دولار من بنكفي وسط القاهرة يقوم شهاب وصديقه مصطفي بحفظها في إحدي محطات المترو فيوسط المدينة، إلا أن "مصطفي" يغدر به ويهرب بالمال إلي خارج مصر، ويبقي مايسمون بـ "الخيالة" أو الفاسدون المتحكمون في مصير الوطن طلقاء أحراراً،إلا أنه من الغريب أن يتم تسوية السرقة في البنك ليس لتبرئة شهاب، ولكنلإنقاذ الموقف حتي لا يتورط أحد المسئولين الكبار. وتقدم فصول الروايةالعديد من القضايا التي حدثت في مصر مؤخراً منها قضايا الفساد وصراعالطبقات في مصر والمظاهرات التي توقفه أمام شخصية الصحفية "دينا" التيتعرضت للتحرش الجنسي خلال المظاهرات المنددة بالتعديلات الدستورية في مصر 2005م وتنشأ بينهما قصة حب. وضمن المؤلف الشافعي روايته المصورة بمخاوفالأقلية الدينية في مصر "الأقباط". فضمن شخصيات الرواية شخص يدعي "ونس" وهو رجل قبطي عجوز شبه ضرير مهمش اجتماعياً كان يعمل في إصلاح الأحذية،إلا أنه هجر عمله هذا وتحول لمتسول في الموالد الدينية للمسلمين بعدملاحقة أجهزة الضرائب له وتعرضه لاعتداء وحشي بعد مشاركته في مظاهرة ضدالنظام من قبل رجال الأمن، وضمن أحداث الرواية يقول "ونس" للمهندس "شهاب": "عاوز تقول ونس الاسم المسيحي ده في مولد السيدة زينب؟! .. دي الشغلانةالوحيد إللي ماحدش بيسأل فيها إن كنت مسلم ولا مسيحي". فقد استخدم المؤلفهذه العبارة كإسقاط على قول الاقباط في مصر بالتمييز بينهم وبين المسلمين. وفي النهاية .. لا يتبقي لشهاب سوي حبيبته الصحفية "دينا" والتي تقاومالاوضاع بالاشتراك في المظاهرات والاحتجاجات، وتنتهي الرواية بشهاب يقف معحبيبته "دينا"، شبه وحيدين، في محطة المترو شبه الخالية، تحديداً محطةجمال عبدالناصر، وهو يقول العبارة النهائية في الرواية: "ماتيجي نطلع برةالنفق". الجديد في رواية "مترو" أن هذا النوع من الروايات لا يعتمد علىالمصطلحات والنص فقط في وصف أحداث الرواية، ولكن الإستعانه بالصورة وكأنكأمام فيلم سينمائي يعين القاريء على معايشة الأحداث . و تنتمي الرواية إليإحدي المدارس أو التيارات الفنية التي تأسست في الولايات المتحدة وانتشرتباسم الـ "Under Ground" أو تحت الأرض، وقد تبني هذا الإسلوب مجموعة منالفنانين أبوا أن يسايروا الموجه السائدة في الأدب من تمجيد الأوضاعوإعطاء صورة وردي للأمور، وأغلب أحداث الرواية تدور في محطات المتروالمختلفة والتي تشير أسمائها هي الأخري إلي بعض المعاني المقصودة، فهيتشير في معناها المجازي أن هناك بعد الهامشيين يعيشون تحت الأرض، بعيدا عنالحياة الحقيقية.
تحركت العديد من منظمات المجتمع المدني المصريوالمدونين المهتمة بالجانب الحقوقي والمهتمة بالجانب الإبداعي لدعم مجدىالشافعي والناشر محمد الشرقاوي ، و أعربت اليوم 30 مارس 2009 العديدالمؤسسات الحقوقية في بيان لها عن انزعاجها الشديد وإدانتها لمحاكمة مجديالشافعي ، مؤلف أول رواية جرا فيك مصرية "مترو" ودار النشر التي نشرتالرواية أمام محكمة جنح قصر النيل بالقاهرة بتهمة " نشر وتوزيع مطبوعاتمنافية للآداب العامة " وهو ما يهدد المؤلف والناشر بالحبس لمدة سنتين. قالت المؤسسات الحقوقية المدافعة عن المؤلف والناشر" إن النقد الأدبي هوالمجال الوحيد للحكم على النص الأدبي والإبداعي ، ومحاكمة مؤلف وناشر فيمحكمة جنائية على رواية ، هو ضربة في مقتل لحرية التعبير وحرية الإبداع". ورأت المؤسسات الحقوقية أنه من المؤسف أن تقوم الحكومة المصرية بحاكمة نصأدبي أمام محكمة جنائية ، في نفس التوقيت الذي ترشح فيه وزير الثقافة،والمعروف أنه فنان ، لمنصب مدير عام اليونس، فهل ترشح الحكومة المصريةلمنصب القائم على شئون الثقافة في أهم منظمة عالمية لشئون الثقافة، من هوغير قادر على حماية المثقفين والمبدعين في دولته؟. ووقع علي هذا البيان كلمن : مركز هشام مبارك للقانون ، و الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان , و مؤسسة حرية الفكر والتعبير , الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركةالمجتمعية .
ومن جانبها أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوقالإنسان بشدة سلوك الدولة ممثلة في أجهزة الأمن فيما يتعلق بهذه القضيةمنذ البداية حيث إقتحام دار نشر ومصادرة رواية دون أي سند قانوني ، ثم عرضالكاتب والناشر علي النيابة والأفراج عنهم بعد إتهامهم بتهم فضفاضة . وأكدت الشبكة العربية لحقوق الإنسان أن مصادرة وزارة الداخلية للكتبوالروايات باتت أمرا مقلقا للغاية خصوصا وأنها الحادثة الثانية خلال أسبوعواحد، حيث صادرت الداخلية قبل أيام – من مصادرة رواية مترو - كتاب "عشانما تنضربش على قفاك" لكاتبه ضابط الشرطة السابق عمر عفيفي والذي يشرحللمواطن بشكل مبسط – وساخر – كيف يحمي نفسه من بطش الشرطة وتعذيبها منخلال معرفته بحقوقه القانونية.
وعلي صفحات مدونة فنتازيا كمانوكمان تساءلت الكاتبة قائلة : إلى متى سيستمر هذا المسلسل المخزي المسمىبالحسبة؟؟؟ بقى فيه دولة مدنية محترمة في القرن الحادي والعشرين يسمحقانونها بهذا الانتهاك السافر لحرية المفكرين والمبدعين؟ لماذا نتفنن فيالاساءة إلى سمعة مصر عالميا؟ لماذا نصر أن نكون نكتة يتندر بها العالمالحديث؟ لماذا نرتضي أن نكون مثارا لسخرية المجتمعات المتقدمة ثم ندعيزورا وبهتانا أننا نسعى للحاق بركاب الحضارة ونتجه نحو التقدم وتكريساحترام الحريات وحقوق الانسان؟ وأضافت مستنكرة : كيف تسمح دولة بجرجرةأديب للأقسام والمحاكم لمجرد أنه كتب رواية ؟
ونشرت مدونة الكاتبوالسيناريست باسم شرف كلمة لكاتب الرواية مجدي الشافعي جاء بها : فى وقتتتحرك فيه كل الاجهزة لقمع الكلمة و ضرب الحرية فى جميع منافذها ( صحافة - محطات - اذاعه - انترنت- دور نشر) مسؤليتنا جميعا اننا نبث روح الحريةاحناقدام تيارين ضاريين:- الوهابيين اللى مش مستحملين يعايشوا مع اى حد و لامستحملين روحهم ، - و التيار البوليسى المهووس بالقوة و القمع ، الاثنينيترعبوا من شئ واحد: النور : نور الحرية ، سيستخدموا هتافات اخلاقية ن وسيستخدموا كل الفرص ليبرروا كل الاغلال التى سيقيدوا بها افواهنا وادمغتنا ، ولكن اذا لم نهزم حدودنا لن يكون هناك بطلا اوليمبيا، لن يكونهناك فى مكتشفا و لا مخترعا ولا عملا فنياً ، مازلت ارى نورا و أملا فىفطرتنا السليمه التى تنتصر للفن و العقل و الحرية ، حتى و رجال البوليس ومحامو الحسبة يبلغون ضدنا ، حتى و نحن نساق للمحكمة بلا داع . يوم السبتالقادم الساعة 9 صباحا ، سيكون يوما لنا نتقدم فيه خطوة فى مواجهة جيوشالظلام بدعمكم ، اكتبوا على الوول بتاعة فاروق حسنى ، احضروا المحاكمة ،اكتبوا على مدوناتكم فالامر يستحق ان نثبت لكل المتربصين انهم لم يفتتونالان كل واحد فينا كان مشغولا بنفسه فقط
العلاقة بين الناشر والمؤلف علاقة جدلية ، مرت عبر سنوات عديدة بمراحل كثيرة ، لعب فيها كل منهما دوره جيداً تجاه الآخر، فاشتهرت دور نشر كثيرة واتسعت بفضل أسماء مؤلفيها ، ووصلت شهرة مؤلفين إلى عنان السماء بفضل جهود أصحاب دور النشر، واختلفت المكاسب والأرباح من مادية ، تخص المؤسسات ، بينما تظل الشهرة والمكسب الأدبى غاية المؤلفين من النشر ، غير أن الحراك الثقافى الذى نحياه الآن، وزخم المسابقات وكثرة الجوائز أوجد نوعاً جديداً من العلاقة بين الناشر والمؤلف ، اضطرتهما معاً لتسجيل عقود تضمن لكليهما حقه ونسبته فى الجائزة ، واختلفت هذه النسب من دار إلى أخرى ، ووصل الأمر ببعض دور النشر بوضع شرط مناصفة القيمة المادية لكل جائزة أدبية تتقدم لها المؤسسة ، ويحصل عليها الكتاب ، وهو الشرط الذى أحدث صدمة شديدة فى أوساط المثقفين والكتاب ، وفى هذا العدد ، تبدأ " القاهرة " أولى حلقات الجدال .
الكاتب الكبير فؤاد قنديل :
هذه مسألة غير مقبولة بالمرة ، وأعتقد أن الناشر يجب أن يحصل على نسبة ولكن معقولة 10%مثلا أو 15% على الأكثر، دون أن يصل إلى هذا الرقم المخيف ، فالناشر هنا يتقاسم مع المبدع حقه الأصيل والوحيد ، فالعمل لا يأخذ جائزة على الغلاف أو التوزيعو لا على الطباعة ولكن إبداع المؤلف هو الذي يفوز ، فالجائزة لا يحصل عليها الكاتب من أجل جمال عيون كتابه ، وإذا كان هذا حدث في أحد العقود فهو يفتح الباب لمزيد من الناشرين لفعل هذا ، والناشرون ربما يتجهوا لذلك في غيبة عنصر مهم هو غياب الوكيل الأدبي، وهو الذي يتعين عليه القيام بكل هذه المهام منذ أن ينتهي الكتب من عمله ، ويقوم الوكيل بمتابعة النشر والتوزيع والإعلام والتقدم للجوائز والترجمة وإعادة الطبع وكافة الحقوق التي تترتب على هذه العمل لصالح الكتاب، وله نسبة كوكيل ومهما كانت كبيرة فهو يستحقها ، ولكن الناشرين في الحقيقة تجاوزت أطماعهم كل حد ، فإن كان هذا البند حدث مرة فسوف يستمر فيما بعد بحجة أن عدد من القائمين على الجوائز أصبحوا يطلبون الناشر وليس الكاتب نفسه ، وكل فرد يبحث عن ثغرة كي يوسعها لنفسه .
وأضاف قنديل : الناشرون يتحركون في هذا الاتجاه ، لأن الجوائز أصبحت ترفض ترشيح الكتاب لأعمالهم بأنفسهم، وبالتالي أحس الكتاب أن الباب قد أغلق دونهم وفتح أمام الناشرين الذين حققوا من ورائه أرباحا لم ينالوها من قبل ، متناسين أن جائزة الناشر الحقيقية في اتساع رقعة الكتاب الفائز وليس في قيمة الجائزة نفسها.
الكاتب السوداني هشام أدم
صاحب رواية " ارتكانا " المنشورة في مصر:لا أرى هذا الشرط مجحف، حتى وإن كانت النسبة 70% وليس 50% ، لأنني أهتم بالجانب المعنوي للجائزة ولا أسعى لتكوين ثروة ، وأعتقد أن دار النشر تقوم بدور أكبر من كونها شريك ، فهي تقدم الدعم الحقيقي الذي يحتاجه أي مبدع، وبطبيعتي كشخص عملي جداً أرى أنه إذا قام طرف بمجهود فمن حقه أن يأخذ كما أعطى وأرى أن قيمة الجائزة تكمن في أن يقول لك الناس برافو ، ولا أعتقد أنني سأغير وجهة نظري هذه حتى مع الرواية العاشرة .
الكاتب الروائي سعيد نوح :
أنا ضد الفكرة تماما لأن العمل الإبداعي منتج شخصي لا يخص سوى صاحبه وكون الناشر يرغب فى الحصول على 50% من قيمة الجائزة هو كلام فارغ فالموضوع برمته ما هو إلا سوق ، الكاتب فيها هو الأساس وما يتم بعد ذلك مجرد مساعدات للكاتب وليست احتكاراً له ، فدار النشر نفسها قائمة على المبدع، والتوزيع أيضاً قائم على اسم الكاتب نفسه ، ونسبة ال50% هذه تمثل سرقة صريحة، طالما أن الدار اتفقت معي على التكلفة سواء الكلية أو بالمشاركة أو بأي شكل يتفق وقدرة الكاتب المادية ، وأعتقد أن هذه البدعة فكر أوربي بحت، فهناك يمكن للكاتب أن يكسب ملايين من وراء إبداعه بينما في مصر لا يوجد سوى علاء الأسواني الذي يكسب من عمله ، ونحن جميعاً نتعب من أجل كتبنا و في النهاية نشتريها كي نهديها للأصدقاء ثم تأتى دار النشر لتشاركني في جائزة لم تبذل فيها أي مجهود .
وأضاف سعيد نوح : المؤسسة التي ابتدعت ذلك في مصر هي مؤسسة اعتمدت في الأساس على مجموعة من الكتاب العرب الذين يدفعون ثمن كتبهم، التي يحمدون الله أنها نشرت أصلاً ، لذلك لا تهمهم الجوائز،وإذا كانت هناك دور نشر عربية لها السبق فى هذا الأمركمؤسسة الجمل ،فإنها اعتمدت ايضا على الكتاب العرب الذين يسعى وراءهم صاحب الدار وهو كاتب يقيم فى السويد ويحصل على نفس النسبة وهى الـ 50%، فكيف نقلد فى مصر دور نشر غير جديرة بالاحترام ، ومع ذلك اتساءل أين يذهب الكتاب المصريين إذا كانت دار مثل الهلال على سبيل المثال تعطى للكاتب عشرين نسخة ويشترى ما يحتاجه بخصم 30% من سعر الغلاف .
واختتم نوح قائلاً : أفضل عدم الحصول على أى جائزة ، على أن يشاركنى أحد فى ابداعى ، وقد سحبت روايتى من مؤسسة شمس يوم 13 يوليو وكان أخر موعد للتقدم للبوكر فى 30 يوليو ورغم أننى اندهشت لعدم وجودى فى الترشيحات الأولية إلا أننى قررت المشاركة العام القادم لأكون حر نفسى بلا قيود من أحد .
الكاتبة الروائية صفاء عبد المنعم
بدأت متسائلة : هل إذا تقدمت الدار للجائزة سوف تبذل قصارى جهدها لحصول الكاتب عليها ؟ إذا حدث ذلك فأنا أوافق تماما، ولكن بالنسبة لجائزة الدولة التشجيعية مثلا فتحتاج الى علاقات ودعاية كافية قبل اعلان النتيجة ، وما يطمع الكتاب فى الحصول على الجوائز هو أن من يحصلون عليها بالفعل، أعمالهم لا تستحق مجرد دخول المسابقات فيصاب بعض الكتاب بداء العظمة والنعرة ، رغم أن الجوائز عامة لها حسابات اخرى لا علاقة لها بقيمة العمل الحقيقية ، فإن بند الجوائز لا يجب أن يكون فى العقد ولكن يمكن الاتفاق عليه مع كل جائزة بين الناشر والمؤلف بحيث تخدم الدار على العملوتسعى بالطرق المعروفة ـ غير المقبولة أحيانا ـ للحصول على الجائزة .
وأضافت عبد المنعم :
فى لعبة الجوائز، يجب ان تسبق دعاية كافية فى كل الصحف، موعد التقدم للجائزة ، بحيث يصل للجنة صدى العمل قبل قراءتهم له ، ولا تصدق أن هناك جوائز يتم الحصول عليها بشكل برىء تماما ، وإلا لماذا لا تحصل أعمال عظيمة بالفعل على أى جائزة ؟ وفى مصر لا يوجد كاتب يكسب رزقه من الكتابة ، لأنها باختصار " مش بتأكل عيش " ومعظم الكتاب من الجيل الجديد اعتمد على عمله الصحفى فأصبح لديه دعم مؤسسة ، بالاضافة لمجاملات الأصدقاء فى الصحف الأخرى وبشكل آلي تماما ، أما من تفرغوا للأدب فقط فلم تعد تسلط الأضواء عليهم نهائيا لأنهم لا يمتلكون هذا اللوبى الاعلامى .
الروائى محمد القصبى
يؤكد أن منتهى الظلم للكاتب أن تشاركه دار النشر فى مجهوده ، فالجائزة عن الابداع وكل ما فى الأمر أن الدار وسيط خير، وليست وسيط تجاري ، ويحسب لها أنها تنشر أعمالاً تستحق الجوائز فتحقق مكسباً أدبياً لكونها تنتقى الأعمال التى ترقى الى مستوى الجوائز ، وأنها لا تهبط بمستوى عمومية النشر مقابل المادة بغض النظر عن جودة العمل ، وهذه المكاسب الأدبية ستتحول بالضرورة إلى ربح مادي ، أما هذا الشرط فهو مجحف للغاية لأنه لا توجد دار نشر من الممكن أن تخسر، فهى تحصل على هامش ربحها قبل صدور الكتاب ، وبهذا الشرط تلوى ذراع المبدع لأنه نوع من الاحتكار ، ويمكن أن تكون هذه النسبة 10 % أو 15 % ولا تزيد عن ذلك .
ويضيف القصبى أن انتشار هذا الشرط فى عقود دور النشر سوف يسمح لنادى القصة وجمعية الأدباء وأتيليه القاهرة واتحاد الكتاب أن ينتهجوا نفس النهج لتصبح بعد ذلك ظاهرة خطيرة يصعب السيطرة عليها . مايحدث فى العالم كله هو نوع من الوكالة الأدبية التى تتولى الترويج للعمل من بدايته وحتى انتشاره ، ولكن ما تتحدث عنه الآن يعد سابقة خطيرة فى تاريخ النشر فى مصر .
الروائى الدكتور زين عبد الهادي
يرفض المبدأ تماما مؤكداً أن العمل الأدبى لصاحبه وليس للناشر، وعندما يحصل كاتب ما على جائزة مثل جونكور على سبيل المثال وقيمتها 10 دولارات فقط فإن الفائدة تعود على الناشر من المبيعات بسبب الجائزة والتى قد يحقق منها الملايين ، اما الناشر المصرى فينظر للمبدع فى الكعكة التى فى يده ، ومن يلجأ لهذا البند ، فهو بالتأكيد لم يحقق مكاسب عادلة من بيع الأعمال التى ينشرها .
؟لماذا قبلت الدار هذا العمل إن لم تجده جيداًويتساءل زين عبد الهادي
أرباح الدار من النشر وليست من الجوائز ، والقضية كلها تخص الكتاب والأدباء فى المجتمع المصري تحديداً ، لأن أغلبهم لا يعتمد على الكتابة كمصدر للرزق ، ولكى تنتج أدباً جيداً لابد أن تعيش فى مناخ صحى مقبول ولا تلهث وراء لقمة العيش ، وأنا أتمنى أن تأتى اللحظة التى أستطيع التفرغ فيها للكتابة فقط ، وساعتها سوف تعوضنى الجوائز الضخمة بحيث أحيا حياة كريمة ، والتى لو توفرت للكتاب ، لأصبح عندنا ابداع عظيم .
وعن روايته الأخيرة " التساهيل فى نزع الهلاهيل " الصادرة عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام والتى تضع هذا الشرط ضمن بنود عقدها، أكد عبد الهادى أنه وافق عليه فقط لصداقته لصاحب المؤسسة وليس ايمانا منه بحق الدار فى ذلك .
وكان الشاعر إسلام شمس الدين مدير وصاحب مؤسسة شمس قد أكد فى رده على ما سبق أن مقاسمة الجوائز ليس بدعة استحدثتها " شمس " ، فالعديد من دور النشر الكبيرة تتعامل بالكيفية نفسها ، ولا أرى فى ذلك إجحافاً أو ظلماً للمؤلف ، فالتعاقد ينص على المناصفة فقط فى حالة أن تتقدم المؤسسة للجائزة .
( القيمة المادية لكل جائزة أدبية تتقدم لها المؤسسة ويحصل عليها الكتاب؛ يتم اقتسامها مناصفة بين الناشر والمؤلف، بينما تظل القيمة الأدبية حقاً أصيلاً لكل طرف حسب ورودها إليه )
ورغم ذلك نحترم حق المؤلف فى رفض هذا البند أو إلغائه ،على أن يتولى هو الترشيح بنفسه للجوائز ، لكن ما صادفنا من اعتراضات لم يكن حول المبدأ نفسه ، وإنما نوع من " الفصال "حول النسبة ، وهو ماحدث مع الروائى سعيد نوح، وليس صحيحًا أنه سحب الرواية، فقد تقدم بعرض لتخفيض النسبة إلى 25%، ولكننا اعتذرنا له، أي أنه كان موافقًا من حيث المبدأ، لكنه اعترض على النسبة نفسها،فالاعتراضات كلها كانت لأسباب مادية تجارية ، لا مسألة مبدأ. وبشكل عام، فالمؤلف ينظر فقط إلى ما قد يناله الكتاب من مكاسب مادية ويغفل أن للناشر دوراً فى حصوله على تلك المكاسب، عبر مراحل تجهيز الطباعة وتوزيع الكتاب والترويج له، والغريب أن المؤلفين دائمو الشكوى من سوء أحوال الطباعة والنشر، هم يريدون تصحيح الأوضاع دون أن يتحملوا أى أعباء .
وأضاف شمس الدين : ليس لدينا أى نية لإعادة التفكير فى إلغاء هذا البند من عقودنا ، نحن نعتبر هذا بمثابة ( أجر مقابل عمل ) ومن لديه تحفظات من المؤلفين ، بإمكانه التعامل مع دور النشر التى لا تدرج مثله فى عقودها، أو تلك التى لا توقع عقوداً من الأصل ، لكن عليه حينها أن يكف عن الصراخ من سوء الطباعة وغياب دور الناشر، وضعف الدعاية والإعلام والتوزيع. وفي جميع الأحوال؛ فمنذ أن انطلقت شمس لم يحدث مطلقًا أن خاطبنا أي مؤلف أو تقدمنا إليه بعرض لنشر كتاب، المؤلفون يعرضون عليهم مخطوطاتهم ويعلمون بنود سياستنا مسبقًا، ونحن نرحب بالتعامل معهم بما فيه صالح الطرفين.
فى مفاجأة من العيار الثقيل علم اليوم السابع أن دار الهلال العريقة قامتببيع كمية كبيرة جدا من الكتب والروايات العربية والعالمية المترجمة التىصدرت خلال العشرين عاما الماضية، والخاصة بكبار الكتاب المصريين والعربمثل بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم وإبراهيم أصلان، والمفاجأة الأكبر أن دارالهلال لم تقم ببيع الكتب للمكتبات بأسعار زهيدة، وإنما باعتها بالطن، وهوما علق عليه الكاتب الكبير بهاء طاهر بالقول "أعمالى الكاملة التى تضمالمجموعات القصصية، الخطوبة وأنا الملك جئت وبالأمس حلمت بك وذهبت إلىشلال، وسعرها خمسة جنيهات ونصف فقط، تقوم دار الهلال ببيعها بـ50 قرشا.. إزاى، كانوا قالوا لى تعالى خدها"
هل أكبر مؤسسة قومية للنشر فى مصر غير قادرة على توزيع وتسويق كتبها؟
إذا كنا سنستفيد من شرائها من سور الازبكية بسعر زهيد فما شكل المافيا التى كسبت وراء بيع هذة الكتب بأقل من سعر الورق ؟ كيف يُمتهن الكتاب لهذة الدرجة؟ وماذا يحدث لنا بعد ذلك إذا كان هذا إعلان غير رسمى لفشل سوق النشر فى مصر