Saturday, October 03, 2009

قميص "أفندينا"


يبدو أن حظ قنوات "دريم" مع العبد لله عال لدرجة تفكيري الجدي جداً في وضع تصنيف خاص للقناة على المدونة جنباً إلى جنب مع تلك المخصصة للسينما والموسيقى والدراما..فهي قناة "مزيكا" متخصصة في "الأفلمة" على الناس وصارت متابعة ما يطاق من برامجها مسلية ولذيذة كـ"المسلسلات" تماماً!

بتاريخ 30/9/2009 ، خصص "برنامج" "العاشرة مساءً" فقرته الرئيسة لتناول "البرامج التي استضافت الفنانين برضاهم وأهانتهم".. وكان من تلك البرامج -علشان اللعبة تتسبك- برنامج "الجريئة"- سبق تناوله هنا - وبرنامج "لماذا" للبناني "طوني خليفة والذي أذيع على قناة "القاهرة والناس" - المملوكة كما نعلم للسيد "طارق نور".. انقسمت تلك الفقرة إلى فقرتين ، استضافت في الأولى السيدة "منى الشاذلي" "المحاور" "مفيد فوزي" الذي حل ضيفاً على "خليفة" ، وأعطى الأخير "اللي فيه القسمة" ، وفي الثانية استضافت -"عملاً بحق الرد"..ههههه (صفراء)- مخرج "الجريئة" السيد "عمر زهران" ضيفاً على "مفيد" الذي استمر من الفقرة الأولى ، و"آمال عثمان" رئيسة تحرير مجلة "أخبار النجوم"..

1-بادئ ذي بدء ، قد يرى حسنو النية أن "طوني خليفة" كان من المتوقع أن يتصل ليرد على اتهامات "مفيد فوزي" في فقرته ، وقد يصدقون ما قالته "منى الشاذلي" أن الرجل كان ليأتي ليواجه "مفيد فوزي".. "لولا أن" الرجل مسافر إلى بلد أوروبي ، عن نفسي لا أصدق تلك القصة ، وأعتبرها شديدة الشبه بما يحدث في برامج التوك شو مع بعض المسئولين الحكوميين ثقيلي الظل على قلب مقدمي تلك البرامج ، حين يزعم الأخيرون أن المسئول "قافل المحمول" أو يعاني من وعكة صحية ..الخ.. وبفرض أن "طوني خليفة" مرفوع مؤقتاً من الخدمة ، فهل فشل فريق قناة "دريم" -حقاً- في الاتصال بأي ممن عملوا مع "طوني خليفة" في "القاهرة والناس" ، أم أن ذلك لم يكن موجوداً في "الخطة الموضوعة"؟

2-في الفقرة الثانية ، كما سلف البيان ، ظهر السيد "عمر زهران" - والذي سبق له العمل مع "منى الشاذلي" في الإيه آر طين كما هو معروف- مع "مفيد" و "آمال" .. ويا سبحان الله ، منح الرجل حقه تماماً في الرد آخر حلاوة ، وتحول "مفيد فوزي" من أسد هصور على السيد "طوني خليفة" -ووصفه بأنه "إرهابي" ثم عدل عن ذلك بوصف أسلوبه بالإرهابي*- إلى حمل وديع فيما يخص برنامج السيدة "إيناس الدغيدي" ، والتي وصفها بـ"الجرأة" و"الرقي" و"الشجاعة في كسر التابوهات" ، كما لو كان "تهزيئ" النجوم لأنفسهم مباحاً على يد "إيناس" المصرية وجريمة لو تم على يد "أيها" لبناني..إنترفيو أقرب إلى التمثيلية السمجة في مجمله ، وهي عادة تلك القناة ولن تشتريها..

باختصار .. كانت الحلقة فاصلاً من الصيد في المياه العكرة فيما يخص قناة "القاهرة والناس" المملوكة للسيد "طارق نور" الذي نجح بقناة "مسلوقة" في خطف المشاهدين من قنوات كثيرة منها "دريم" نفسها التي خسرت الجلد والسقط ، ولم تجد إلا حلقات "هالة سرحان" لتذيعها .. لعل المشاهد يرضى..

ما قامت به "دريم" هو خليط بين النفسنة والنفاق ، فالقناة حولت "طارق نور" إلى الشيطان الرجيم فقط لمجرد نجاحه في الاستيلاء على كعكة الإعلانات في رمضان ، بل إن صاحب القناة ، الشريك في "المصري اليوم" جند الصحيفة وصحفاً صديقة لذكر مخازي "طارق نور" ، قبل ذلك كان الملاك البريء أبو قلب طيب قوي ، خاصة عندما كان يهين المصريين في إعلانات مستشفى سرطان الأطفال على مدى سنوات ، وكسب من ورائها ووراء إعلانات الحكومة أموالاً طائلة بالقوي.. يا عبد القوي!

نعم أرفض أسلوب "طارق نور" ونعرته الطبقية في الإعلان ، ولعبه على كل الحبال ، وانتهازيته التي تفوق كل احتمال ، لكني بنفس الدرجة أرفض أن يعامل بطريقة مخلب القط ، لا يُهاجَم إذا أخطأ في حق بلد ويهاجم إذا ما أخطأ في حق قناة أو أخرى ، أو فعل ما كانت نفس القناة لتفعله لو كانت في نفس ظروفه ، كما لو كانت القناة هي البلد والبلد هو القناة .. هذا ليس منطق "دريم" وحدها ولكنه صار منطق الكثيرين في فترة ما بعد "الحراك" .. فترة أن يصبح الوطن هو مصلحتي ، وأنا ومن بعدي الطوفان ، وربنا يشفي..
* من ضمن الأسئلة التي سألها "طوني" لـ"مفيد" عن اتهام البعض له بأنه "مستفيد فوري"..نيهاهاهاها.. الصورة من dvd4arabs..

Thursday, October 01, 2009

شلومو يا حبيبي


بلغني أيها المتفرج السعيد ، ذو الرأي الرشيد ، أنه لما انفض مولد العيد ،وعادت إلى ما كانت عليه قبل رمضان المواعيد ، وعاد - بكل أسف - برنامج "الطبعة الأولى" من جديد ، وتصادف ذلك مع موضوع الساعة ، فشل الوزير في الوصول إلى كرسي اليونسكو الوثير، وظهر كعادته "المسلماني" ، ومعه الحسام الهندواني ،وهو - كما نعرف- في الحرب العوانِ ، غير مجهول المكان ، فطاح في الفلا ، و"لعلع" وانجلى ، وتهكم على الوزير وجعل شكله بالبلاء والبلا .. ووصل إلى قمة السخرية بقوله أن الوزير الفنان ، عائش في دور "رأفت الهجان"..

إلى الآن كل شيء منطقي.. ولكن..

ولكن أن نفاجأ في حلقة اليوم التالي ،باتصال من صاحب القناة صاحب المعالي ، رجل السعادة وصاحب "البهجة" ، متحدثاً بـ"تون" غير "التون" ولهجة غير اللهجة ،مبدياً التأثر والعبرات على فشل الوزير صاحب الخبرات ، والذي جاء نتيجة الخيانة وشغل المؤامرات..

ويبدو أن صاحب القناة يعتقدنا من السذج الأغبياء حينما يحاول أن يوصل لنا أن "المسلماني" يتكلم من عندياته ،وليس بتوجهه (="بهجت") وتوجيهاته ، وأن ما يقوله هو آراؤه المنتقاة ، وليس سياسة القناة ، وأنصحه بأن يلعب غيرها ، فهذه التمثيلية الساذجة التي قام بها ، فيلم هابط لا ينطوي على القرود ، ويذكرك بشغل اليهود ، ولا ينقصه إلا "إيزاك" و "لويز" و "شلومو يا حبيبي"..

ملحوظة: حلقة السبت 26/9/2009 تحولت إلى فاصل للدعاية للسيد "المسلماني" نفسه ، حيث أعلن الأخير عن اتفاقه مع قناة "الحياة" واستئذانه لـ"بهجت" بإذاعة حلقة "شوبير" التي استضافه فيها في رمضان ، ثم أذاع لقطات لحفل مؤسسة "المسلماني" الذي افتتح فعالياتها في رمضان مع رئيس تحرير "المصري اليوم".. أظن عيب..
* الصورة من arablegend..

Saturday, September 26, 2009

فرجات آخر الشهر

* ما هو البلد -الوحيد في العالم- الذي يمكن فيه تقليد رئيس وزرائه قليل الظهور في الميديا وقليل "اللزم" في الوقت الذي يستحيل فيه تقليد صحفيين كلاهما "ملاقف" تقليد؟

* وما الذي يستحق كل هذا الثناء في ظهور السيدة "ليلى علوي" في مسلسلين كل منهما خمس عشر حلقة بدلاً من مسلسل واحد من ثلاثين حلقة؟ ما الفرق إذا كنت كمتابع شعرت أن المسلسل واحد له قصتين "مثل الصين دولة واحدة ونظامين"؟.. كتاب الأعمدة صاروا يبحثون عن حيل "تايواني" لزوم "القرع" لأصحابهم وأحبابهم..

* عندنا كتاب ينقلون من الصفحة الأخيرة من "المصري اليوم" و"الدستور" وأخواتها، وآخرون ينقلون من الدراما الأجنبية لدرجة يصبح فيها بعضهم أمريكياً أكثر من الأمريكان أنفسهم ، أما بعضهم الآخر أصبح ظريفاً لدرجة من الممكن أن يخبره منتج ما بأنه معجب بمسلسلات friends و 24و Everybody loves Raymond فيؤلف هذا "البعض الآخر" مسلسلاً يمكن تسميته : Everybody loves 24 friends!

* مسلسل "أفراح إبليس" كئيب كـ"فرجة" باستثناء الحلقة الأخيرة، والتي كانت غاية في الكوميديا!

* بالمناسبة .. جزء تااااااااني؟ هو لسة ما اتفقعتش م الأولاني؟

* كم كان السيناريست "بشير الديك" "خفيف الظل" عندما برر الحوارات الألمانية العربية في المسلسل بأن هناك اتفاقاً بينه وبين المشاهد على أن الحوار يدور بالعربية بينما هو في واقع الأمر يدور بلغة أخرى، وإيه، أنه جرب "ذلك" في "مسلسل" "أماكن في القلب" ،ونجح!

* أما لمن لا يشبعون من الضحك الحقيقي، أرشح لهم فيلم "الغرفة 707".. حيث "إيهاب راضي" يسير على "نهج" "المخرج" "الكبير" "إبراهيم عفيفي"!

* فاتت المسئولين في ماسبيرو في رمضان الفائت فكرة بمليون جنيه ، مسابقة في الأسبوع الأخير من رمضان يتوقع فيها المشاهدون موعد بدء المسلسل على قناة "نايل دراما"!

* إحساس شخصي : "خالد يوسف" سيخرج مسلسلاً في رمضان القادم!

* إلى المخضرم "نادر جلال" : إذا كنت لا تستطيع إخفاء السيارات الحديثة في أوروبا ، فلماذا لم تتمكن من إخفائها في الاستوديو الذي صورت به مشاهد "داخلي مصر"؟.. الكبار دائماً ما يخطئون أخطاءً كبيرة..

* "حسن الرداد" ممثل مجتهد ، وحظه حلو ، بدليل أنه نجح في الفكاك ولو مؤقتاً من سجن المنتج "محمد فوزي" والذي سجن فيه كل زملائه من فرقة "الدالي"!

* بطء الإيقاع في "ابن الأرندلي" غطى على نجاح مؤلفه ومخرجته في كتابة وتصميم عالم "ابن الأرندلي".. وعلى نجاح "دلال عبد العزيز" و "معالي زايد" في إعادة اكتشاف نفسيهما..

* أخيراً.. انتظروا "محمد حسني" صاحب دور "بقلة" في "الأرندلي"، ومعهم "محمد علي الدين" و "خالد عليش" نجما "لمبة شو" ، ومعهم الممثل الذي قلد "حسن عبد الحميد" في حلقة "دموع في عيون وقحة" من "مسلسلات كوم" ولا يحضرني اسمه للأسف .. الأربعة كوميديانات ، ولكن يمكنهم فعل ما هو أكثر بكثير من الإضحاك..

Sunday, September 20, 2009

عالم المابيت شو


مرت سنوات طوال على "المابيت شو".. وبرغم ذلك تبقى تيمته مصدراً للإلهام لقربها الشديد من واقع الحياة التي نعيشها.. قبل أن نتعرف عليها نلقِ نظرة سريعة على عقلها المفكر ..

"جيم هينسون" الرجل الذي اقترن اسمه بـ"شارع سمسم" -يتم هذا العام أربعينيته- أكثر من أي شيء آخر ، خشي الرجل أن يحوله "سمسم" إلى كاتب عروض عرائس للأطفال ، لذا تفتق ذهنه عن عرض يمكنه أن يكون ممتعاً للكبار والصغار على حد سواء.. وظهر "المابيت شو" إلى النور في العام 1976 أي بعد سبع سنوات من "شارع سمسم"..

تقوم فكرة البرنامج الكوميدي الشهير على فرقة استعراضية من العرائس تقدم كل يوم عرضاً ترفيهياً .. ولا تلق الحلقات ضوءاً فقط على العروض التي تقدمها الفرقة بل وعلى عالم الـ back-stage الخاص بها ، علاقات أفرادها ببعض وبنجوم الحلقات .. هذا من الظاهر..

متعة البرنامج الحقيقية تبدأ عندما تتعمق فيه ، وفي مجموعة الكاراكترات الغريبة المتراصة في مكان واحد ، أكبر مجموعة من الكاراكترات غريبة الشكل والمضمون يمكن تواجدها في مكان واحد ، ولأننا نتكلم عن صانع "شارع سمسم" فمن الطبيعي أن تكون معظم تلك الشخصيات على أشكال حيوانات ، مما زاد من طرافة الشخصيات محدودة القدرات، خاصةً فيما يخص بعلاقاتهم ببعضهم البعض وبضيوف الحلقات ، ويمكن طبعاً تصور الأشياء التي يقدمونها على المسرح والتي تثير امتعاض وسخرية "ستاتلر" و "فالدورف" -العجوزان الجالسان في المسرح ويؤدي صوت أحدهما "هينسون" نفسه- وهما جزء لا يتجزأ من اللعبة ، بعكس ما قد يتخيل من يشاهد"المابيت شو" للوهلة الأولى..

يقول "أينشتين" أن البساطة هي قمة التعقيد ، وفي رأيي أن المبالغات في رسم الكاراكترات أحياناً -إن كتبت باحترافية- هي قمة الواقع ، ومخطئ من يتصور أن عالمنا الذي نعيش به حافل بأناس منمقين و"محفلطين" كالذين نراهم في الدراما ، بل يحتوي أكثر على كاراكترات لا تختلف كثيراً عن "بيجي" و"كيرميت" و "فازي بير" و"جونزو" وربما "أنيمال".. كل هذه الشخصيات وغيرها في الواقع مستوحاة من المجتمع الأمريكي نفسه ، وتحمل في بعضها التعدد العرقي الذي لطالما ميز بلداً بناه الغرباء ..

عالمنا بأسره ، وبالأخص لدينا في مصر ، هو "مابيت شو" كبير..كل عام أنتم بخير..
* الصورة من ويكيبيديا..

Monday, September 14, 2009

اختبار مسلسلات رمضان 2009!


السؤال الأول : الاختيار من متعدد:

1-من المنتظر أن يعرض الجزء السابع والثلاثين والأخير من مسلسل "تامر وشوقية"...
1-بعد وفاة آخر أبناء حفيد "سعد الدالي"..
2-بعد فوز نادي الترام بدوري أبطال أفريقيا..
3-بعد تولي "شعبان عبد الرحيم" مسئولية اليونسكو..
4-بعد تنحي ابن "سيمبا" عن الحكم..في "شومبونجو"!

2-الاسم المتوقع للمسلسل القادم للمؤلف "محمد صفاء عامر"..
1-ملاهي الشيطان..
2-مراجيح إبليس..
3-العبد والشيطان..
4-عشم إبليس في الجنة..

3-الممثل الذي سيلعب دور العمدة في الجزء الثالث من "المصراوية" هو...
1-أحمد رزق..
2-أحمد عيد..
3-طلعت زكريا..
4-محمد شرف..

4-لماذا تُرِك "خالد جودة" يضع الموسيقى التصويرية لنصف مسلسلات رمضان؟
1-لأنه الموجود دلوقت بعد اختفاء "ياسر عبد الرحمن"..
2-لأنه باين مش مكلف ..
3-لأن موسيقاه في "قصة الأمس" عجبتهم..
4-غتاتة..

السؤال الثاني: علل لما يأتي:

1-وجود سيارة بيجو 504 في مسلسل "حرب الجواسيس" الذي تدور أحداثه سنة 1969..

2-السماح لـ"سامح حسين" بالقيام ببطولة مسلسل "عبودة ماركة مسجلة"..

3-كثرة "حبايب" "أحمد صيام" في مسلسل "حرب الجواسيس"..

4-إصرار "تامر كروان" على التلحين ، واختياره للسيدة "مي فاروق" لغناء تتر "كلام نسوان"..

السؤال الثالث : ماذا تقول لكل من:

1-"نور الشريف" بمناسبة مسلسل "متخافوش"

2-مخرجة مسلسل "تاجر السعادة"

3-"أيمن بهجت قمر" بعد ضربه الرقم القياسي في عدد التترات "المكسورة" التي كتبها..

في انتظار إجاباتكم..
* الصورة كليب آرت من مدونة أجنبية..

Thursday, September 10, 2009

الحلقة الأضعف


لا قيمة للجمهور في مصر ، ولا اعتبار لاختياراته ، ولا احترام لإرادته.. الكل يريده لمصلحته حجراً في مظاهرة أو موقفاً في اعتصام أو مالاً في أي عملية نصب دعائي أو سياسي أو مذهبي أو فكري أو فني .. حقيقة ربما كانت غائبة عن كاتب السطور وهو يتحدث عن مظهرين فقط من مظاهر هذا الاستخفاف في التدوينتين السابقتين.. حيث تناولت الأولى فرض مذيعة بالعافية على جمهور التليفزيون ، وتناولت الثانية فرض مسلسلات لم تلق قبولاً فقط لأن المنتج يريد ذلك ، وطالما أن المنتج وكتبة الأعمدة يريدون فلماذا نريد نحن؟

هذا الاستخفاف والتعامل "المصلحجي" مع الجمهور أمر معروف وقديم في مجالات كثيرة ، لكنه جديد علينا فيما يختص بالشوبيزنس.. الذي يرتبط اقتصادياً وفكرياً في جميع أنحاء العالم بالجمهور..طبيعته وفكره وذوقه..

1-في أيام الإعلام "الموجه" - الله لا يعيدها - كان للجمهور ورغباته واتجاهاته وزن لدى صناع الإعلام ، لا حباً فيه لا سمح الله ، ولكن لرغبة النظم السياسية الحاكمة في كسبه إلى صفها وتبني خطابها ، ولا يوجد أفضل من وسائل الإعلام الجماهيرية المجانية التي كانت تلك النظم تحتكرها تماماً في تلك الفترات -الإذاعة فقط حتى 1960 ثم التليفزيون في مصر-.. هذا الاحترام أعطى لتلك النظم فرصةً ذهبية لبرمجة أذواق الجماهير ومعتقداتها فيم يخص الدولة ، والاقتصاد ، ورجال الأعمال ، و ... و .... و ..... .

2-وكان من المتوقع عندما يسمح للقطاع الخاص بتملك صحف وفضائيات أن يستمر هذا الوضع ، خاصةً مع اقتراب الاستقطاب بين الحزبوطني والمال السياسي إلى ذروته ، واحتياج كل طرف منهما إلى مساندة شارعية وليس جماهيرية له ، وبدأ كل منهما يلعب من خلال الإعلام على وتر الجماهير ، بمزيد من التملق و"الاشتغال"..

3-لكن خروج كل تيار من مدارس تتعامل مع الجمهور كقطيع الأغنام ، فضلاً عن أوهام القوة التي يعيشها أتاحت له أن يفرض إرادته وأجندته على الناس ويسقيهم إياها بالملعقة ، همممم يا جمل!

ستستغربون أنه كانت توجد إبان الإعلام الموجه في التليفزيون الرسمي إدارة لـ"بحوث المشاهدين والمستمعين" كانت تقوم باستقصاءات لآرائهم فيما يذاع على أثير الإذاعة وشاشات التليفزيون ، ولكنها اختفت عندما بدأ الإعلام يدخل عصر "السماوات المفتوحة" ، وستستغربون أكثر عندما تعرفون أنه لا توجد تلك الآليات مطلقاً لدى تليفزيون القطاع الخاص الهادف للربح والذي يهمه انتشار رسالته الإعلامية ومن ثم -كما يُفبَرَض- جلب إعلانات ورسائل SMS تسهم في تخفيف الحمل المادي على كاهل أصحاب تلك القنوات!

4-هناك تفسير آخر يختلف عن كل ما سبق ، ففي الدراما تحديداً تبقى كل آليات الإنتاج منفصلة عن الجمهور ، قطاع الإنتاج أو مدينة الإنتاج الإعلامي (معظم مصدر رأس المال دعم حكومي) ، مع شركات المنتج المنفذ (مال خاص) ، مع القنوات الفضائية (مال خاص وعقود رعاية).. القطاع ينتج مع المنتج ثم يبيع للقناة ، ومصادر تمويل كل منهما مضمونة ..طالما أن العقود قائمة وأن المال يسيل بشكل طبيعي فإن "كل واحد يعمل اللي مريحه" -مع الاعتذار لـ"أيمن بهجت قمر"- وطالما أن الزبون المشتري راض ومقتنع تماماً ومستعد للدفع فلتستمر العجلة في الدوران.. أما الجماهير فأي كاتب عمود كاف لإسكاتهم..

"س" من المسلسلات لم ينجح ، واعتذر نصف نجومه ، لكن العملية كانت تقوم على إنتاج جزئين أو أكثر منه ، فليكتمل ولو اعتذر الممثلون جميعاً ، وسيجد من يشتريه ، إن فشل الجزء كسابقه فالعيب في الجمهور الذي لا يفهم ولا يستوعب.. الناس ما بتعرفش تشوف كويس!

5-من المؤكد أننا سنظل الحلقة الأضعف ، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً..
الصورة من photobucket.com

Monday, September 07, 2009

تصريحات بدرجة سيتكوم!


هناك من يعشقون التقاط الحجارة على طول الطريق مع علمهم التام بأن بيوتهم من زجاج هش..

قد يكون السيد "عمرو سمير عاطف" صاحب ورشة كتابة "سيتكوم" "تامر وشوقية" وسيتكومات أخرى محقاً عندما يصف "يوميات ونيس" بأنها مأساة ، وأن يطالب "محمد صبحي" بأن يشاهدها قبل أن ينتقد الآخرين ، ولكن قبل ذلك كان عليه أن يشاهد مسلسلاته هو أولاً فهي تراجيديات إغريقية بالمقارنة بـ"ونيس"، قد يكون السيد "عمرو سمير عاطف" محقاً عندما يقول أن الفن كان تحت إدارة "كبار السن" ويتأثر بذوقهم ، لكن لماذا لم يسأل نفسه عن سبب عزوف "صغار السن" عن مشاهدة مسلسلاته السخيفة علماً بأن هؤلاء أكثر شراسة في النقد وأوسع متابعة واطلاعاً ، ويعرفون جيداً جداً الفرق بين "الأصلي" و "المسروق".. وربنا يخلي لنا MBC ومشتقاتها..

أرى أن حوار المذكور مع جريدة "المصري اليوم" ليس مسلياً فقط ، ولا يفوق مجموع السيتكومات التي عرضت في رمضان قدرة على الإضحاك فحسب ، بل إنه مفيد جداً لمن قرأوه بمن فيهم كاتب هذه السطور ، فهو يضعك في مواجهة العقليات التي يهلل لها بعض العمودجية في صحفهم ويعلنوهم موهوبين من جانب واحد ويشيدون بتفاهاتهم "عمال على بطال"..ويوضح لمن لا يزال في شك كيف تنطلق سيارة الفن في مصر إلى الخلف وبأقصى سرعة ممكنة..

1-السيد "عمرو سمير عاطف" يحمل مسئولية تراجع السيت كوم هذا العام صراحةً إلى استظراف الممثلين وإضافاتهم ، وضمناً إلى عدم تدخله في الكتابة.. أي أنه لو كان موجوداً في "تامر وشوقية" و "بيت العائلة" و "راجل وست ستات" لظهروا جميعاً بمستوى أفضل .. وأنصحه بعدم تكرار تلك الترهات حتى لا يضحك الناس عليه هو بدلاً من مسلسلاته..

فالرجل كان موجوداً من قبل في "تامر وشوقية" و "راجل وست ستات" ، والجزءان الأولان للمسلسلين ،واللذان يفترض بهما أنهما الأكثر نجاحاً (لدرجة تدفع بالمنتجين لإنتاج sequels لهم) كانا سيئين بما يكفي ، لكن إرادة المنتج هنا وهناك كانت وراء إنتاج أجزاء أخرى و"بالزاف"-كما يقول المغاربة- لأن هناك زبون مغفل سيشتري ليملأ ساعات بث قنواته ، وهو الأهم من الجمهور الذي يمكن "تثبيته" عن طريق كتاب الأعمدة الزنانين على الآذان.. ولم نر في الأجزاء التالية التي شهدت وجود المذكور أي تحسن يذكر!

وعندما يتهم الرجل الممثلين فإنه يدين نفسه قبل أي شخص آخر ، فهو –مع فريقه- مثل السيد "يوسف معاطي" يكتب سيناريوهات مهترئة فقط لأجل منح أكبر مساحة ممكنة للممثل –خاصةً "النجم" لكي يرتجل فيغطي على نقاط الضعف ، وتصبح المصيبة أفدح عندما يصبح الخرق على الراتق كما يقول التعبير العربي وتخرج عيوب السيناريو عن السيطرة ، فيفشل في إخفائها ممثل موهوب ومرتجل جيد مثل "أشرف عبد الباقي"..

2-وتصل الكوميديا إلى ذروتها عندما يقول رداً على سؤال "هل وجود فريق العمل نفسه فى ٤ أعمال يسبب نوعاً من التكرار؟": "طبعاً، الروح مش مكررة، لو شخص واحد كتب تلك الأعمال بالكامل لشهدت تكراراً على مستوى الفكرة والإفيهات، فكاتب كبير مثل يوسف عوف كانت تشهد أعماله الإذاعية والتليفزيونية نوعاً من التشابه والروح الواحدة، لكن فكرة الورشة تسمح بعدم وجود تكرار، حتى وإن تكررت الورشة نفسها فى الأعمال الثلاثة".. وهذا أيضاً كلام يبحث عن مغفل لكي يصدقه..

فرجل بالمستوى الثقافي الفظيييييع للسيد "عمرو سمير عاطف" لا يعرف أن العديد من أعمال "يوسف عوف" الإذاعية تحولت إلى تليفزيون في أواخر حياته ، ومعظمها كان عن كتب له –رحمه الله-، أي أن المصدر واحد ، ومن الطبيعي جداً أن يكون هناك تشابه ، لكن ألا يبذل السيد "عمرو سمير عاطف" بعض الجهد في إقناعنا بأن مجموعة مكونة من نفس الأشخاص بنفس الثقافة تفكر بنفس الطريقة يمكنها أن تنتج شيئين لا يخلوان من تشابه؟

3-هذا هو رابط الحوار بكامله ، وفيه أيضاً تعليقات لعدد من المشاركين في صناعة ما يسمى بالسيتكوم في مصر .. لكنني سأختم بما قاله السيد "ولاء شريف" المشرف على كتابة مسلسل "فؤش" –الذي ليس له حسنات سوى فكرة "مكي" وشكل "فؤش" وغناء التتر للرائع "محمد عبد المنعم"- بدون تعليق:

"لا أرى أى تراجع فى مستوى الست كوم، وعن نفسى لم أستطع متابعة أى مسلسل بسبب زحام رمضان، و«فؤش» فكرته مختلفة عن باقى الست كوم حيث تدور أحداثه فى منطقة شعبية، ومختلف من ناحية الديكور وطريقة الحوار، وأداء أحمد رزق ليس السبب فى ذلك إنما هو فى حاجة إلى مشاهدة أكثر من مرة لتحدث علاقة بينه وبين المشاهد حتى يتمكن الجمهور من استيعاب الفكرة والتفاعل معها، فالموضوع لا يأتى من مشاهدة حلقة أو حلقتين، وبعد تكرار عرض المسلسل بعد رمضان سيحقق النجاح المتوقع منه وإذا حدث غير ذلك سنكتفى بتقديم جزء واحد فقط"!
* الصورة من موقع elcinema قاعدة بيانات الأفلام والمسرحيات العربية..