من يأكل "تورتة" العراق بعد جلاء الأمريكان؟
-
يوماً بعد يوم يتأكد للعالم التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالاتفاقية الأمنية التي أُبرمت بين إدارة بوش الابن وحكومة العراق في الأشهر الأخيرة من حكم بوش, مما يعني أن القوات الأمريكية سوف تنفّذ انسحاب نهائي وكامل من الأراضي العراقية ينتهي صباح اليوم الأول من عام 2012
وهنا يُثار السؤال الهام، مَن يحكم العراق بعد جلاء الأمريكان؟.. فالعراق الذي وقع رهينة في أيدي الأمريكان منذ اقتحام المارينز لعاصمته صباح 9 إبريل 2003، كان هناك مخطط أن يُقسّم إلى ثلاث دويلات, ثم تغيّرت المخططات الأمريكية إلى أن يتولّى رئاسته عميل هام مثل أحمد الجلبي, قبل أن يكتشف الأمريكان أن الجبلي عميل مزدوج, ثم نجح المخطط الأمريكي في زرع أسلوب "المحاصصة الطائفية" في الجسد العراقي, وأصبح لكل منصب رئيسي طائفة تسيطر عليه
ويبدو أن الصراع على حكم العراق قد بدأ بالفعل, فقد خرج أكثر من سياسي يُطالب بإلغاء أسلوب "المحاصصة الطائفية", وأن يكون الحكم للأغلبية البرلمانية, بمعنى أن التكتل السياسي الذي يفوز بالأغلبية في الانتخابات المزمع عقدها في ديسمبر المقبل هو الذي يحكم العراق لمدة أربع سنوات كما يجري في الدول الديمقراطية, وبالفعل بدأت الأحزاب السياسة الإعداد لهذه الانتخابات, على أمل أن تنال جزءاً من كعكعة "المحاصصة الطائفية" حال استمرارها, أو أن تظفر بحكم العراق في حال الأخذ بالأغلبية البرلمانية
والعراق الذي قدّم للعالم العربي أحزاباً يسارية وشيوعية وعلمانية واشتراكية وليبرالية، أصبح اليوم الأحزاب الإسلامية هي التي تُسيطر على ساحته السياسية, باستثناء الأحزاب الكردية وحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي, إضافة إلى حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعّمه نائب رئيس الوزراء الأسبق أحمد الجلبي الذي عاد إلى الأضواء مؤخراً. ولعل سيطرة الأحزاب الإسلامية على العراق الأمريكي الجديد تعطي صورة لعراق ما بعد جلاء الأمريكان, عراق يحكمه أحزاب دينية إسلامية مع وجود أقليات ليبرالية ويسارية
وينصّ الدستور العراقي على أن العراق جمهورية فيدرالية, ويحقّ لأي محافظة أن تُعلن أنها إقليم/ ولاية، ويكون لها رئيس ووزارة وبرلمان خاص بها, كما يمكن لأي عدد من المحافظات تشكيل إقليم واحد, مما يؤكد أن خطر تقسيم العراق لا يزال باقياً، خاصة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عهد منذ أيام قليلة إلى نائبه جو بايدن مهمة ملف العراق حتى خروج الجيش الأمريكي منه, علماً بأن جو بايدن كان صاحب فكرة تقسيم العراق حينما كان عضواً بمجلس الشيوخ الأمريكي
وهكذا فإن العراق الجديد سوف يكون عراقاً فيدرالياً إسلامياً, ولكن ما هي القوى الإسلامية التي سوف تُسيطر على العراق. يرى المراقبون أن هناك كتلتين الأولى سنية والأخرى شيعية تتنافس على زعامة الساحة الإسلامية في العراق, إضافة إلى الكتلة الكردية ذات الصبغة اليسارية، وأخيراً كتلة إياد علاوي ذات الصبغة العلمانية
وهنا يُثار السؤال الهام، مَن يحكم العراق بعد جلاء الأمريكان؟.. فالعراق الذي وقع رهينة في أيدي الأمريكان منذ اقتحام المارينز لعاصمته صباح 9 إبريل 2003، كان هناك مخطط أن يُقسّم إلى ثلاث دويلات, ثم تغيّرت المخططات الأمريكية إلى أن يتولّى رئاسته عميل هام مثل أحمد الجلبي, قبل أن يكتشف الأمريكان أن الجبلي عميل مزدوج, ثم نجح المخطط الأمريكي في زرع أسلوب "المحاصصة الطائفية" في الجسد العراقي, وأصبح لكل منصب رئيسي طائفة تسيطر عليه
ويبدو أن الصراع على حكم العراق قد بدأ بالفعل, فقد خرج أكثر من سياسي يُطالب بإلغاء أسلوب "المحاصصة الطائفية", وأن يكون الحكم للأغلبية البرلمانية, بمعنى أن التكتل السياسي الذي يفوز بالأغلبية في الانتخابات المزمع عقدها في ديسمبر المقبل هو الذي يحكم العراق لمدة أربع سنوات كما يجري في الدول الديمقراطية, وبالفعل بدأت الأحزاب السياسة الإعداد لهذه الانتخابات, على أمل أن تنال جزءاً من كعكعة "المحاصصة الطائفية" حال استمرارها, أو أن تظفر بحكم العراق في حال الأخذ بالأغلبية البرلمانية
والعراق الذي قدّم للعالم العربي أحزاباً يسارية وشيوعية وعلمانية واشتراكية وليبرالية، أصبح اليوم الأحزاب الإسلامية هي التي تُسيطر على ساحته السياسية, باستثناء الأحزاب الكردية وحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي, إضافة إلى حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعّمه نائب رئيس الوزراء الأسبق أحمد الجلبي الذي عاد إلى الأضواء مؤخراً. ولعل سيطرة الأحزاب الإسلامية على العراق الأمريكي الجديد تعطي صورة لعراق ما بعد جلاء الأمريكان, عراق يحكمه أحزاب دينية إسلامية مع وجود أقليات ليبرالية ويسارية
وينصّ الدستور العراقي على أن العراق جمهورية فيدرالية, ويحقّ لأي محافظة أن تُعلن أنها إقليم/ ولاية، ويكون لها رئيس ووزارة وبرلمان خاص بها, كما يمكن لأي عدد من المحافظات تشكيل إقليم واحد, مما يؤكد أن خطر تقسيم العراق لا يزال باقياً، خاصة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عهد منذ أيام قليلة إلى نائبه جو بايدن مهمة ملف العراق حتى خروج الجيش الأمريكي منه, علماً بأن جو بايدن كان صاحب فكرة تقسيم العراق حينما كان عضواً بمجلس الشيوخ الأمريكي
وهكذا فإن العراق الجديد سوف يكون عراقاً فيدرالياً إسلامياً, ولكن ما هي القوى الإسلامية التي سوف تُسيطر على العراق. يرى المراقبون أن هناك كتلتين الأولى سنية والأخرى شيعية تتنافس على زعامة الساحة الإسلامية في العراق, إضافة إلى الكتلة الكردية ذات الصبغة اليسارية، وأخيراً كتلة إياد علاوي ذات الصبغة العلمانية
الكتلة الشيعية
تتمثّل في الائتلاف العراقي الموحد, الذي يضم أكبر وأهم الأحزاب الشيعية في تاريخ العراق, وله علاقات وثيقة مع إيران. في الائتلاف العراقي الموحد نجد رئيس الوزراء نوري المالكي وعبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر ورئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري.. إضافة إلى نائب أحمد الجلبي, في هذا الائتلاف نجد عرباً وكردا وتركمان وعراقيين من أصل فارسي, ويقود هذا الائتلاف آية الله علي السيستاني.
وتأسس عام 2004 حيث اكتسح الانتخابات البرلمانية العراقية وأصبح أكبر كتلة في البلاد وله نصيب الأسد في مجلس النواب والوزراء, ويكون منصب رئيس الوزراء من نصيبه؛ ومع ذلك شهد الائتلاف أكثر من انشقاق إلا أن قرب الانتخابات البرلمانية جعلت كافة الأطراف تلتئم داخله مرة أخرى, وترى بعض الأحزاب السنية أن هذا الائتلاف هو ذراع إيران في العراق وأن تصفية الائتلاف العراقي الموحد هو تصفية للنفوذ الإيراني في العراق
وتأسس عام 2004 حيث اكتسح الانتخابات البرلمانية العراقية وأصبح أكبر كتلة في البلاد وله نصيب الأسد في مجلس النواب والوزراء, ويكون منصب رئيس الوزراء من نصيبه؛ ومع ذلك شهد الائتلاف أكثر من انشقاق إلا أن قرب الانتخابات البرلمانية جعلت كافة الأطراف تلتئم داخله مرة أخرى, وترى بعض الأحزاب السنية أن هذا الائتلاف هو ذراع إيران في العراق وأن تصفية الائتلاف العراقي الموحد هو تصفية للنفوذ الإيراني في العراق
الكتلة السنية
تمثّلت في جبهة التوافق العراقية, التي تضم الحزب الإسلامي العراقي الذي يُمثل حركة الإخوان المسلمين في العراق, إضافة إلى مجلس الحوار الوطني ومؤتمر أهل العراق, ولكن محاولة الإخوان المسلمين للهيمنة على الشارع السني العراقي أدت إلى تفتت هذا الشارع وتشرذمه, وبالفعل انهارت الجبهة حالياً وكل حزب أو تيار بها يسعى إلى تأليف جبهة منفردة، بل إن العديد من كوادر الجبهة راح يُؤسس أحزاباً جديدة كل حزب على حدة
ومن المتوقع أن يكون التمثيل السني في البرلمان المقبل ضعيفاً، مما يعني أن المرحلة المقبلة من العراق الجديد لن تكون فيها صوت سني قوي في الحكومة، وهو أمر أصبح حقيقة واقعية في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين
ومن المتوقع أن يكون التمثيل السني في البرلمان المقبل ضعيفاً، مما يعني أن المرحلة المقبلة من العراق الجديد لن تكون فيها صوت سني قوي في الحكومة، وهو أمر أصبح حقيقة واقعية في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين
الأكراد
في غياب الصوت السني صعد الأكراد بجانب الشيعة في معادلة الحكم العراقي, ويعتبر الأكراد شركاء الشيعة في حكم العراق منذ إسقاط نظام صدام حسين, ويستأثرون بمنصب رئيس الجمهورية منذ عام 2005 وحتى اليوم, ومع ذلك هناك انشقاقات حدثت داخل الصف الكردي, إضافة إلى رغبة الرئيس جلال الطالباني باعتزال السياسة وكتابة مذكراته, مما يضع علامة استفهام حول مرشح الكرد لرئاسة العراق في الفترة المقبلة
العلمانيون
لم يتبقَّ منهم إلا حزب إياد علاوي إضافة إلى الحزب الشيوعي العراقي, وكما جرت العادة في العراق الانشقاقات تضرب هذا الفريق بشدة, وإن بدأت بعض القوى السياسية تحسب لتكتل علاوي العلماني حساباً؛ بسبب الانشقاقات التي تعصف بالكتلة السنية والتي قد تفضي إلى مفاجآت تتمثل في استحواذ كتلة علاوي على عدد من المقاعد البرلمانية أكبر من كتلة السنة, وهو أمر لا يريده الشيعة قبل السنة أنفسهم, رغم أن علاوي ينتمي إلى المذهب الشيعي، إلا أن ماضيه مع حزب البعث إضافة إلى معاداته للنفوذ الإيراني ورفضه الانطواء تحت مظلة السيستاني، جعلته عدواً للساسة الشيعة الذين يعتبرون السيستاني مرشداً أعلى لهم
وهكذا نرى أن الانشقاقات والانقسامات هي عنوان اللعبة السياسية في العراق، وسواء حكم كل من الإسلاميين أو العلمانيين أو حتى الشيوعيين العراق فإن الأمريكان يعرفون جيداً وهم يغادرون هذا البلد العربي أنه تم تخريبه وزرع بذور الفتنة والشقاق في جوفه, وأن هذا البلد أمامه سنوات طويلة حتى يعود كقوة ضاربة في عالمنا العربي
وهكذا نرى أن الانشقاقات والانقسامات هي عنوان اللعبة السياسية في العراق، وسواء حكم كل من الإسلاميين أو العلمانيين أو حتى الشيوعيين العراق فإن الأمريكان يعرفون جيداً وهم يغادرون هذا البلد العربي أنه تم تخريبه وزرع بذور الفتنة والشقاق في جوفه, وأن هذا البلد أمامه سنوات طويلة حتى يعود كقوة ضاربة في عالمنا العربي
ــــــــــــــ
نشر هذا المقال @ مجلة بص و طل