02 مارس، 2009

شيطان


شايفه قدامى
راكن على التخته
بيروح وينسانى
وبيجى من تانى
عايز يضحكنى
بس مش عارف
أصل الأستاذ واقف
وكفايه مايصحش
* * *
سابنى وفوتنى
وبعد من تانى
وراح لناس تانيين
وسمعت صوت ضحكه
وصوت موبايل مين؟؟
شغال بصوت عالى
بيدل على حاجه
وصاحبه يتفرج
وبعيد عن الدنيا
* * *
الأستاذ مش ساكت
ولسه بيناهد
"والله ماهتفلح
بس انت تتجدعن
وتخليك كده معايا"
* * *
بس الشيطان مش راضى
ومش سايبنى فى حالى
يارب مش اطاوعه
بس الشيطان شاطر
وبمكر ضحكنى
طِلْعِت بصوت عالى
فبصلى الأستاذ
وبعينه برّقلى
وحلف يسقطنى
لفيت أوام دوغرى
أدور عليه جنبى
بس الشيطان زوغ
وسابنى هنا لوحدى

20 فبراير، 2009

العجله ليست دائماً من الشيطان "قصه قصيره"

تردد كثيراً قبل أن حتى يفكر فى الأمر
قام من على سريره الصغير فى غرفته الضيقه ليذرع المسافه الصغيره من الباب للسرير ذهاباً وإياباً
يتلفت حوله ليرمق الملاط الذى تساقط معظمه من على الحائط ليحل محله اللون الرمادى الكئيب
يركل صندوق لا يدرى ما بداخله ليستقر عند الطرف الآخر من الحجره
يعاود التفكير مره أخرى
لم لا؟؟
أليس هو هذا الفتى الذى ولد فقيراً وكبر وناضل حتى يجمع ما جمعه من مال؟؟
أليس هو هذا الفتى الذى ضحى بكل صغيرة وكبيرة من أجل أن يوفر مالاً يكفى لزيجة بعد عمله؟؟
ألم يتمتع بطفولته مثل أقرانه وعمل فى هذه البقاله الحقيره التى تقع خارج البلده ليجمع قروش يخزنها فى حصالته؟؟
حصالته التى كبرت مع الزمن وصارت محفظه
ثم كبرت وصارت صندوق
وبالطبع كان هو يكبر معها
وينتقل من عمل لآخر
حيث فى آخر المرحله الإعداديه عمل فى محل الصحف الذى يقع على أول البلده
وفى المرحله الثانويه عمل بالسنترال الصغير الذى يقع عند الطرف البعيد من المدينه
كان يتعمد العمل فى أماكن بعيدة عن العيون
وبرغم ذلك كان يتفوق فى دراسته
وكان محل اعجاب اصحابه واقاربه
بالضبط كان هو النموذج المثالى للطالب المثالى
وعندما دخل كلية القمه التى أرادها
وواصل العمل بالسنترال كان قد جمع مبلغاً لا بأس به أبداً
وعندما تخرج كلم والده احد المعارف ليكلم احد معارفه ليكلم معارف معارفه الذين يعملون بشركات البترول ليتوسطوا لتعيين ابنه
ولحسن حظه كان تعيينه سريعاً
فبالإطلاع على تقديره وبالوساطه كان اول المتخرجين الجدد الذين يمارسون الحياه العمليه
ويوم عاد من عمله لأول مره وجد الأقارب والجيران مجتمعين فى المنزل ليباركون للحاجه أم عمر والدته على تعيين ابنها الوحيد بقطاع البترول
وانتظر ثلاث ساعات ليتقبل التهانى منتظراً خروجهم ليستلقى على أقرب سرير ويصاب بإغماءه لا يفوق منها الا فى الصباح التالى
* * *
قال له احد اصدقائه أن حظه من السماء
لأنه لم يطلب لأداء الخدمه العسكريه فهو الإبن الوحيد لأبويه اللذان أنجبا بنتين أصغر منه
فتبسم له وقال ان هذا بسبب دعائه ان يسهل الله له أمره ليبدأ حياته مسرعاً
لم يفهم صديقه
أو فهم لكن فهم ماهو شائع عنه
أوفهمه كما فهمه كل الناس
فى الحقيقه كل الناس يحسبون أنه يفعل كل ذلك لأنه فتى مثالى
أولأنه وُلد كذلك
لكن الحقيقه كانت خافيه عليهم
إنه يفعل كل هذا من أجلها هى فقط
نعم
لقد أحبها منذ أن رآها
وتحديداً عندما رآها فى ملعب المدرسه الإبتدائيه المشتركه تلهو مع اصدقائها
وعندما قذفت احدى الفتيات الكره بصوره خاطئه فطاشت الكره نحوه-وود لو يشكرها بعد ذلك- فأسرع و اعطاها الكره
فابتسمت له ابتسامة ساحره
وشكرته وتركته وابتعدت لتستكمل اللعب
كان هو بالصف الرابع الإبتدائى وهى بالصف الثالث
هنا قرر أنه يحبها بجنون
وأنه سيفعل المستحيل لكى يرضيها
* * *
كان مجتهداً فى دراسته
ولكنه ازاد اجتهاده ليصبح عبقرى المدرسه
ثم الإداره التعليميه
ثم المحافظه
كل هذا وهو يتابعها من بعيد
احياناً يتبادل معها بضعة كلمات يحاول قدر الإمكان وضع فيهم كل مشاعره
وكانت تفهمه
كانت ذكيه حقاً
كانت تبتسم دون ابداء رأى
أهى تحبه؟؟
أم هو مجرد صديق؟؟
لقد تحولا لصديقين لباقى المرحله الإبتدائيه
وعندما انتقل هو للمرحله الإعداديه
قضى أول عام له يوشك على الجنون
حتى أنهت دراستها الإبتدائيه
وجاءت له
فابتسمت الحياة له من جديد
ولكن من بعد الثانويه
انتقل هو الى المدرسه الثانويه الخاصه بالبنين ثم انتقلت هى الى المدرسه الثانويه الخاصه بالبنات
وظل الوضع كما هو عليه
أصدقاء أم أحباء؟؟
لم يشأ ان يصرح بالحقيقه اكثر من ذلك
فقد تكون تعتبره اخاً لها ويفسد هو بذلك العلاقه بينهما
فظل صامتاً كالأسماك
وطيلة هذه الفتره كان يعمل بعيداً جداً عن محل إقامتها حتى لا تراه
وبعدما صار الآن رجل ناضج ينال مرتباً جيداً بعد سنتين من عمله
قرر ان يقول لها ما يشعر به
قرر ان يصرح لها بما تردد فى افصاحه لأكثر من 13 عاماً
سيقول لها
نعم
سيقول لها
رفع سماعة الهاتف وطلب الرقم الذى يحفظه عن ظهر قلب
ثم وضع السماعه بعنف
ثم رفعها
ثم وضعها
لا
لن يستطيع أن يتكلم
ليترك كل هذا جانباً
أين هاتفه المحمول؟؟
ها هو
كتب رسالة قصيره
"I love you"
ثم مسحها
انها مبتذله
كأنه مراهق يعاكس ابنة الجيران
ازداد انفعاله
ثم كتب رساله اخرى
"أنا معجب بكى..هل تتزوجيننى؟؟"
لم تعجبه فازداد انفعالاً على إنفعال
ثم مسحها وكتب
"أنا معجب بكى..هل تقبلين أن أأتى لأفاتح والدك فى زواجنا؟؟"
هذه افضل صوره-من وجهة نظره-
إن قلبه ينبض بسرعه
نعم إنه الحب
وقبل أن يضغط على زر الإرسال
أحس أن صدره ينقبض
فوضع الهاتف على المنضده التى بجواره والقى بنفسه على السرير
قلبه منقبض ورؤيته تضيق
السواد يغطى عينيه
قلبه يزداد انقباضاَ
و....
سقط ميتاً....