لكي لا ننسى دم أحمد علي مبروك

٢٥‏/٠٥‏/٢٠٠٩

ping ping ping alo alo

٢٣‏/٠٢‏/٢٠٠٩

العبوديّة المختارة | وائل عبد الفتاح في الأخبار البنانية

مقال مهم لوائل عبد الفتاح في الأخبار اللبنانية يربط فيه العديد من المعطيات على الساحة الإقليمية والدولية بالواقع المحلي المصري والعربي:
العبوديّة المختارة | جريدة الأخبار

١١‏/٠٨‏/٢٠٠٨

بلاغ للنائب العام ضد وزير الداخلية يطالب بالتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها شباب 6 أبريل


بلاغ للنائب العام ضد وزير الداخلية يطالب بالتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها شباب 6 أبريل PDF تصدير لهيئة طباعة ارسال لصديق
كتب - إبراهيم الطيب ومحمد أبوالدهب:

تقدم مركز هشام مبارك للقانون أمس الأول ببلاغ للنائب العام ضد وزارة الداخلية وثلاثة من الضباط يطالب فيه بالتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها عدد من المتهمين في قضية شباب 6 أبريل أثناء القبض عليهم أمام أحد شواطئ الإسكندرية في ذكري الاحتفال بثورة 23 يوليو، وأشار البلاغ إلي تعرض المتهمين لاعتداءات من قوات الشرطة أثناء ترحيلهم بعد قرار النيابة باستمرار حبسهم.


وقد أدان المركز الاعتدادات التي تعرض لها نشطاء الإنترنت باعتبارها انتهاكًا لحقوقهم الدستورية مطالبًا النيابة العامة بأن تقوم بواجبها تجاه المبلغين باعتبارهم مجني عليهم، كما علي النيابة أن تحقق في الاعتداءات المنسوبة للمشكو في حقهم من الضباط خاصة أنه لم يجر تحقيق بشأنها أثناء مثول النشطاء أمام نيابة أول الرمل في القضية رقم 5943 لسنة 2008 جنح قسم أول الرمل والمعروفة باسم قضية شباب 6 أبريل.

وفي السياق ذاته، أدان مركز «سواسية» لحقوق الإنسان ومناهضة التمي8يز في بيان له إحالة 49 متهمًا في أحداث المحلة إلي محكمة أمن الدولة العليا طوارئ ، وأعرب المركز عن تضامنه الكامل معهم مبديًا قلقه الكامل من المحاكمة أمام محكمة استثنائية لا تقبل أحكامها الاستئناف، وتنشأ بموجب الصلاحيات التي يعطيها قانون الطوارئ للسلطة التنفيذية وهو ما يعد إخلالاً بمبدأ الفصل بين السلطات واستقلال القضاء وحصانته ومخالفة المواد 165 إلي 173 من الدستور، والمادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وطالب المركز بضرورة القيام بمبادرة إيجابية بالإفراج عن المحاكمين علي اعتبار أن معظمهم قد حصل علي قرارات الإفراج من القضاء الطبيعي، أو إحالتهم إلي القضاء الطبيعي بما يكفل لهم ضمانات محاكمة عادلة فيما هو منسوب إليهم من تهم خطيرة، وضرورة إنهاء العمل بكل التشريعات والمحاكم الاستثنائية وإعادة اختصاصات القضاء الطبيعي إليه كاملة، بحيث لا تمس حريات المواطنين إلا وفقًا لأحكام القانون العام وبحكم صادر من القضاء الطبيعي وبالإجراءات المتبعة أمامه، واحترام الحق في التجمع السلمي، حيث إن المادة الحادية والعشرين من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية تحمي هذا الحق الذي يعني أن للمواطنين حق عقد الاجتماعات ليعبروا عن آرائهم في القضايا التي تهمهم بما في ذلك الحق في تنظيم المسيرات والتظاهر السلمي في الأماكن العامة، وتطبيق نص المادة العاشرة من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي يؤكد وجوب حسن معاملة المحرومين من حريتهم واحترام آدميتهم.

وكان مركز الهلالي للحريات قد أصدر بيان هو الآخر انتقد فيه إحالة المتهمين إلي المحاكمة، وطالب بإخلاء سبيلهم، في حين أصدرت هيئة الدفاع عن معتقلي المحلة بيانًا آخر ينتقد إحالة المتهمين في مظاهرة الجوع والغلاء إلي المحاكمة والتنكيل بهم، في الوقت الذي تم فيه الحكم ببراءة ممدوح إسماعيل في قتل ألف مصري.

٠٤‏/٠٥‏/٢٠٠٨

حيوا أبو الفساد في يوم مولده

يلا حالا بالا حيو أبو الفساد




ودي كانت تحية السنة اللي فاتت

أساسيات الوجودية الحديثة... مبارك رمز لوجودنا!

أتحفنا السيد أسامة بن سرايا بهذه الوثيقة التاريخية يوم ميلاد القائد والزعيم فرأى يوم ميلاد الرئيس بمثابة ولادة جديدة لمصر
كنت أتصور أن أكثر منافقي السيد الرئيس قد يصل نفاقه إلى القول بأن يوم تولي الرئيس سدة الحكم في أكتوبر 1981 هو يوم سعيد في حياة مصر... أما أن يوم ميلاد سيادته سنة 1928 ومن بعده يوم توليه الحكم في 6 أكتوبر 1981 يكون هو يوم الولادة الجديدة لمصر فهذا ما يعجز اللسان عن وصفه والعقل عن إدراكه... أضف إلى ذلك مقولته الساحرة والعبقرية الفذة الخالية من أي ابتذال أو تكلف والتي لا تبعث على التقيؤ... مبارك رمز لوجودنا وجهودنا لسنوات مضت وضميرنا الوطنى وراية نهتدى بها لتحقيق احلامنا بالعبور الى الامان والاستقرار لاجيالنا المقبلة!!!

إليكم المقال المعجزة للكاتب المعجزة في وصلة نفاقه للرئيس المعجزة

عيش وعيشني يا معلم

الصفحة الأولى

44344‏السنة 132-العدد2008مايو4‏28 من ربيع الآخر 1429 هـالأحد



يوم أن ولدت مصر‏..‏ من جديد
صراحته ترياق أفقنا به من وهــم طـــويل‏..‏
وواقعيته صمام أمان لحلول الأزمات
بقلم: أسامة ســرايا


مبارك رمز لوجودنا وجهودنا لسنوات مضت وضميرنا الوطنى وراية نهتدى بها لتحقيق احلامنا بالعبور الى الامان والاستقرار لاجيالنا المقبلة
من حق المصريين الشرفاء الغيورين علي وطنيتهم أن يعلو اليوم صوتهم فوق أصوات صدعت رؤوسنا نضالا وكفاحا‏,‏ ادعاء وبهتانا عبر الفضائيات وفي المنتديات‏,‏ وجرت بأوهامهم أقلامهم علي صفحات الصحف التي أصدروها من أجل أغراضهم‏.‏

فاليوم هو يوم عرس للشرفاء الوطنيين من أبناء مصر‏,‏ يسترجعون بكل العرفان والتقدير والامتنان والاحترام مسيرة رجل خرج من بين صفوفهم‏,‏ نذرته الأقدار لمرحلة حاسمة في تاريخ مصر‏,‏ ودفعته المقادير لخوض معارك الحرب والسلام‏.‏

اليوم هو الرابع من مايو‏,‏ يوم ميلاد الرئيس محمد حسني مبارك‏.‏

ولد يوم كانت مصر ضيعة بريطانية تكافح من أجل الاستقلال وإنهاء احتلال طال مداه‏.‏عايش في سني حياته ظروف المد والجزر في الحياة السياسية المصرية وسنوات الصعود والهبوط والنصر والانكسار‏.‏

خبرات طويلة تراكمت وسنوات طويلة مضت قبل أن يحمل عنا مسئولية قيادة أمة كانت في خطر‏.‏

وفي السادس من أكتوبر عام‏1981.‏ وبينما مصر كلها تحتفل بعرس انتصارها المجيد سقط الرئيس السادات غدرا بيد الإرهاب الأسود‏.‏ كانت مصر في تلك اللحظات تترنح تحت ضربات تلك الشرذمة من الإرهابيين الذين اغتالوا رئيسها ونشروا الرعب في أرجائها‏,‏ وهددوا أمنها ومستقبلها‏,‏ وكادوا يطفئوا وهج العطاء الحضاري لمصر والمصريين‏.‏

دفعت الأقدار بالرئيس مبارك إلي مقدمة الصفوف ليقيل أمة من عثرتها‏,‏ ويمنع سقوطها بين يدي قوي الظلام المتربصة بكل عقل سوي‏,‏ وبكل وجدان ومزاج مصري‏.‏ وليقود أمته في طريق شاق وطويل من تحرير ما تبقي من أرض مصر‏,‏ ونجح في تحرير كامل التراب المصري‏,‏ وأعاد لمصر سيادتها كاملة‏,‏ إلي مواجهة حاسمة لمشكلات كانت قد تراكمت فتشابكت وتعقدت‏.‏

في ذلك اليوم ولدت مصر من جديد‏.‏

ولدت حين اندحرت قوي الإرهاب بالدولة التي أقامها مبارك قوية قادرة بالإرادة والقانون علي أن تستأصل ذلك الوباء الأسود‏.‏

ولدت حين عادت أرض مصر كاملة لأبنائها حرة ومصونة‏.‏

ولدت حين بدأنا عصرا من النهضة والعمران والبناء‏,‏ وعصرا من الحرية والتطور الديمقراطي‏.‏

ولدت يوم عرفنا طريقنا إلي ما نحن فيه اليوم‏.‏

لايحتاج منا الرئيس مبارك أن ندافع عما وعد فأنجز‏,‏ وعمل فأعطي‏.‏ ولكننا نحتفي اليوم بما حققناه تحت قيادته‏.‏

نحتفي بسجل طويل ومشرف من الإنجازات به ومعه‏.‏ فالرجل الذي ولي الحكم ورؤوس تيارات الفكر والسياسة في مصر يرزحون في أغلال الحبس والاعتقال فأطلق سراحهم وحفز أقلامهم وتجاوز كثيرا عن مساوئهم ليس بحاجة إلي من يدافع عنه‏.‏

والرجل الذي ولي حكم مصر وليس فيها مرفق واحد لايعاني وهنا أوضعفا‏,‏ له فيما نحن فيه اليوم شاهد علي روعة الأداء وعظمة الإنجاز‏.‏الدولة التي وليها حسني مبارك كانت شبه عاجزة عن تدبير فاتورة الغذاء لشعبها‏(7‏ مليارات جنيه‏),‏ وكان إنتاجها المحلي لايزيد علي‏35‏ مليار جنيه‏,‏ هي اليوم بعد سنوات حكمه تقترب بناتجها المحلي من تريليون جنيه‏(1000‏ مليار جنيه‏)‏ وقادرة بجدارة علي سداد فاتورة غذاء بقيمة‏175‏ مليار جنيه سنويا‏.‏

كانت مصر يوم وليها الرئيس مبارك‏42‏ مليون نسمة أحاطت بهم الأزمات من كل جانب‏,‏ واليوم يسكنها‏75‏ مليون مصري‏.‏ كان متوسط عمر المصريين نحو‏59‏ سنة واليوم يزيد علي‏73‏ سنة بالتغذية والوعي والرعاية الصحية‏..‏ قائمة طويلة من الإنجازات يصعب حصرها أو حتي الإشارة إليها جميعا في هذا المقال‏.‏

عرفه المصريون منذ بداية عهده واقعيا وصريحا‏,‏ وهما صفتان كانتا من الفرائض الغائبة عن الخطاب السياسي المصري زمنا طويلا‏.‏ كانت صراحته ترياقا أفقنا به من وهم طويل علي حجم ما لدينا من مشكلات‏.‏

وكانت واقعيته صمام أمان لحلول لتلك الأزمات‏.‏

لم يغامر بمصير أمته يوما ولم يقايض علي مصالحها‏.‏

سوف يظل الرئيس مبارك جزءا عزيزا من تاريخنا المعاصر في حربه وسلامه‏.‏ فهو جزء من التاريخ المعاصر للعسكرية المصرية في سنوات الانكسار والبناء والانتصار فوق الرمال في الصحراء وتحت أشعة الشمس الحارقة‏.‏ وسوف يظل رمزا لوجودنا وجهودنا علي مدي سنوات مضت‏.‏ وجزءا من ضميرنا الوطني في مواجهة الأزمات‏.‏ وراية نهتدي بها في مساعينا وتحقيق أحلامنا بالعبور إلي الأمان والاستقرار لأجيالنا القادمة‏.‏

سيادة الرئيس كل عام وأنت بخير فمادمت بخير فإن مصر وشعبها بك ومعك بخير دائما‏.‏


٢٥‏/٠٤‏/٢٠٠٨

حركة كفاية ستشارك معنا في إضراب 4 مايو


تحت عنوان 4 مايو ..تاريخ أسود في حياة المصريين أعلنت الحركة المصرية من أجل التغيير (كفــــــــاية) عن موقفها المؤيد للإضراب العام في الرابع من مايو 2008 ضمن حملة عصيان مدني سلمي متصاعدة بهدف الإنهاء الشعبي لحكم الديكتاتور وعائلته!!

إعلان مشاركة ودعم كفاية للإضراب خطوة مهمة تؤكد على الآتي:

أولا: أن الإضراب القادم في شهر مايو واقع وحقيقة ولن يوقفه أحد ولو كان مخابرات مبارك وأمنه المركزي أو كل أجهزته الأمنية أو العسكرية!!
ثانيا: تؤكد هذه الخطوة على استمرار حركة كفاية في الوجود كفصيل سياسي شعبي غير رسمي يكتسب شرعيته من تبني مواقف المصريين في الشارع وعلى الأرض!!
ثالثا: كل قمع مبارك وعصابته الأمنية على مدار الشهر الماضي من اعتقال أبرياء وقتل أطفال وشباب بالرصاص الحي لم تفلح في قمع الشعب المصري وكسر إرادة المعارضة الشعبية الحقيقية!!

إضراب وعصيان مدني حتى النصر يا مبارك

أتوق منذ الآن للاستماع لبيان الذعر الذي سيلقيه الجنرال العادلي عشية الرابع من مايو مهددا بأن المضربين سيعاقبوا والمحرضين سيتم فشخهم... ويجلس الأخ إسماعيل الشاعر بالتي شيرت والجينز أمام ماكدونالد الجامعة الأمريكية يحتسي قدح "الميلك شيك" في توتر باطن وابتسام ظاهر بأنه موجود بنفسه لقمع أي مظاهرة تقوم بها القلة المندسة!! هههههههههههههههههههههه


حوار مهم مع إسراء عبد الفتاح


أعتقد التدوينة دي والحوار مع إسراء يجاوب على الإخوة اللي شتموا البنت أول ما خرجت من السجن
فيه حد بالذمة يا اخوانا الداخلية تبلغ الفضائيات بموعد خروجه من المعتقل ويتعمدوا تصويره بالطريقة دي؟
قلم (ألم) وطن: إسراء عبد الفتاح : لم أعلن توبتي
كلمات إسراء النهاردة فيها قدر من المنطق
وأرجوكم بلاش مزايدة على البنت

عمرو الشوبكي يكتب عن إسراء

المصرى اليوم: "ضحايا الإضراب

بقلم د. عمرو الشوبكي ٢٤/٤/٢٠٠٨

لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين أن تقدم الحكومة المصرية علي استخدام كل هذه القسوة، تجاه من دعوا للإضراب الافتراضي الذي احتضنته المواقع الإلكترونية، وكل هذا العنف بحق من قاموا بالإضراب الحقيقي في المحلة الكبري، بعيداً عن بعض التخريب الذي شابه.

ولم يكن يتخيل الكثيرون أن تقدم وزارة الداخلية علي اعتقال شابة صغيرة في عمر الزهور هي إسراء عبدالفتاح، وزميلتها نادية مبروك، رغم قرار النائب العام بالإفراج عنهما، في بادرة تهدم فكرة دولة القانون من أساسها.

ولأني أعرف جيداً إسراء عبدالفتاح، التي كثيرا ماحضرت ندوات سياسية وثقافية، واتسمت تعليقاتها بالحماس والبراءة الشديدة، واعتادت أن تتصل بي من حين لآخر لتعلق علي بعض ما أقول أو أكتب، وأحيانا لخجلها أو كما كانت تقول «لا ترغب في إزعاجي»،

ترسل رسائل علي المحمول وجدت إحداها بتاريخ ٢٢ نوفمبر ٢٠٠٧ قالت فيها: «حقا إن الدولة أعادت الجهاديين إلي الحياة بالإفراج عنهم من السجون، وليس إلي الحياة العامة بالسماح لهم بالمشاركة في المجال العام وفي الحياة السياسية الراكدة، مقال رائع تصف الواقع الحقيقي.. إسراء».

هذا كان واحداً من تعليقاتها علي مقال سبق أن نشرته في «المصري اليوم» علي مراجعات الجهاد، والمفارقة أن الدولة التي أفرجت عن الجهاديين الذين حملوا السلاح، عادت واعتقلت فتاة في عمر الزهور عقاباً علي مشاركتها في الحياة العامة، حتي لوكانت علي الـ «فيس بوك» ومواقع الإنترنت، وعالم افتراضي حملها بعيداً عن قسوة الواقع ولو لبعض الوقت.

والمفارقة أن هذا هو التعليق الذي وجدته لإسراء علي هاتفي المحمول، وفيه تشعر بالغبن لأن هناك بشراً ومواطنين مصريين من أعضاء هذه التنظيمات الجهادية، لا يسمح لهم بالمشاركة في الحياة العامة، رغم أنهم أخطأوا في حق بلدهم وأنفسهم، ولكنهم «تابوا»، وأعلنوا أنهم نبذوا العنف، وقبلت السلطة هذه التوبة وأفرجت عن غالبيتهم العظمي، ولكن بشرط ألا يكونوا جزءاً من أي فعل حتي لو كان خيرياً أو دينياً،

كما فعلت مع باقي المصريين حين حظرت عليهم بطرق كثيرة أي نشاط سياسي أو تطوعي أو اجتماعي مؤثر، وتركت لهم المجال الديني والكروي لينفسوا فيه عن مشاعرهم، إلي أن اكتشفوا أن أصحاب فتاوي إرضاع الكبير لن يرضعوا أطفالهم، وأن «بيزنس» كرة القدم لن يعطيهم خبزاً ولا ماء، فاجتهد كل بطريقته للتعبير عن ململته ورفضه للأوضاع القائمة.

وبالتأكيد إسراء واحدة من هؤلاء فهي ابنه أسرة مستورة الحال لأب كان موظفاً شريفاً، عمل وكيل وزارة «سابق» في التربية والتعليم، ورحل وترك ابنته أمانة بعد أن علمها وأحسن تربيتها، وأم وكيلة مدرسة ثانوي، أما هي، التي تعيش في بنها مع أسرتها،

وتستيقظ كل يوم في الخامسة صباحا حتي تأتي إلي عملها في إحدي الشركات في القاهرة، فنموذج لفتاة مكافحة مثل ملايين المصريين، تعمل وتعرق من أجل لقمة العيش، ولكنها تختلف عنهم في أنها قررت أن تكون فتاة طبيعية مكتملة المشاعر الإنسانية وتهتم بالقضايا العامة.

ولأن والدها خدم وطنه عشرات السنين بنزاهة وشرف، وعلم أجيالاً، كافأته حكومته بعد وفاته بأن اعتقلت ابنته ذات الـ ٢٦ ربيعا. ولأن الاهتمام بالشأن العام محظور علي المصريين، ولأن إسراء بنت أسرة مازالت مؤمنة بدور العلم والتعليم، ولم يكن من بينهم من أعطي المصريين دماء أو لحوماً أو أدوية فاسدة أو مغشوشة حتي ترعاهم الحكومة،

وليس من بينهم محتكر للحديد أو محتال علي البنوك أو قاتل للمصريين في عرض البحر حتي يراعي الحكم خاطرهم، فكان قرار اعتقالها سهلاً ويسيراً ودون أي رادع.

لقد افترست الحكومة الفتاة الشابة متصورة أنها مسؤولة عن إضراب لم يحدث في الواقع، ولكن تأثيره النفسي والمعنوي فاق كل الحدود، وسيتكرر مرة أخري وربما مرات، سواء كانت إسراء حرة طليقة أم لا، لأن ما جري في المحلة ليس له علاقة بنشطاء الإنترنت أو من تبقي من السياسيين،

كما أن ما يجري كل يوم من إضرابات هو من أجل مطالب فئوية تتعلق بتحسين الأجور وظروف العمل، وإذا حدث وتحولت إلي مطالب سياسية فستكون غير منظمة وعنيفة، ولن يكون وراءها لا حركة كفاية ولا الإخوان المسلمين، ولا إسراء عبدالفتاح.

من المؤكد أننا إذا كنا نعيش في بلد آخر فيه نظام سياسي لا يتمتع مثلنا بديمقراطية كاملة، ولكنه كفء ولديه حس سياسي ووسائل أخري للتعامل مع الناس غير عصا الأمن الغليظة، لكوفئت إسراء علي نشاطها، فالكارثة أنك إذا أردت أن تفعل شيئا، أي شيء،

وفي أي مجال، ويشتم منه أنك ستؤثر في دائرة أوسع من ١٠٠ شخص، فأنت ملاحق وعلي الأرجح ستعاقب، بصرف النظر عن مضمون ما تفعله، حتي لو كان لوجه الله أو من أجل العلم وخدمة الناس ولا علاقة له بالسياسة، فقد نفهم قلق الدولة من السياسة ومن التنظيمات السياسية،

ولكن لا أفهم أن تحاصر كل العمل الأهلي والتطوعي، حتي لو تحدث في قضايا اجتماعية أو فكرية أو دينية (غير الفتاوي البلهاء)، فأي ندوة ذات قيمة محظورة في الجامعات المصرية بقرارات الأمن، والتسطيح والبلادة مقررات مفروضة علي الجميع،

وإذا أردت أن تضيف شيئا ذا قيمه فلابد أن تكون بعيداً عن كل ما هو رسمي وحكومي، فجيل إسراء الذي ينتظره مستقبل «باهر» علي يد قادة الفكر الجديد مسوغات نجاحه تتطلب أن يكون فهلويا ويكره السياسة، وليس له علاقة بالعمل العام،

ويفضل أن يكون قد بدأ حياته مخبراً كبيراً يتجسس علي زملائه أثناء فترة الدراسة، أما إذا كان مثل إسراء وآلاف مثلها فبالتأكيد لن يكون لهم مكان في ظل الحكم الحالي، لكن عليهم أن يتوقعوا مكاناً مرموقاً ودوراً قادماً حين تستعيد الدولة رشدها وتقرر التمييز بين شباب التنظيمات المتطرفة (إن وجدوا)،

وبين هؤلاء الشباب الرائع الذي ينبض بالحيوية والذكاء، ويمتلك هذا الحس الناقد لأوضاعنا المتردية، لأنه حين يستوعبه نظام عاقل في ساحة الشرعية السياسية والنقابية، سيدفعه بمحض إرادته أن يطور ويراجع بعضاً أو كثيراً من أفكاره،

ولكن حين نضعه في غياهب السجون، نقضي علي مستقبل وطن وشعب، لم يعودا يعنيان شيئا لكثير من مسؤولينا.