أحياناً يأتي في بالي هذا الموقف ، عندما أحاول اقناع أحدهم بشيء ما ، أي نعم هذا لا يحدث تحت الظروف الطبيعية في الجو ، لإني لست مهتمة باقناع أحد بشىء ،ولكن هه أحياناً تكون مضطراً .
..
في الصف الثاني الاعدادي ، دخلت علينا مدرسة مزة، لحصة احتياطي . واستغلتها في الكلام عن .. الزي الإسلامي واللي مش عارف ايه . وضربت مثالاً مناسب جداً لكونها مزة كما أسلفنا . فعند الجزار ، عندما تكون هناك " لحمة " معلقة مكشوفة ، يلزق فيها الدبان ، و" تعافها " _ حسب قول المغفور لها _ الأعين ، ولكن إذا كانت هناك حتة لحمة ملفوفة بالقماش فإن الناس يتهافتون عليها لكونها درجة لا ينالها إلا الراسخون في العلم .
..
ولا أعلم لماذا نغششت في دماغي قوي كلمة " حتة لحمة " ، حتي أنني اندمجت جداً معها ، بوصفها شيئاً ايجابياً . وأخذت أفكر في مدي جمال الحسية بتنويعاتها المختلفة كالجنس والعنف والضرب .
المهم ، الدرس المستفاد من هذه المحاضرة بالنسبة لي كان ... إني لازم أهتم بجمالي شوية . وقد كان ، لأول مرة أهتم بوضع دبابيس في الايشارب ، مع لفة جميلة ،وكويت الملابس والخ الخ . ومشيت في الشارع ممتنة جداً لها وحاسة اني بقيت بنت بقى ، خصوصاً إنه فترة حرجة من التطور التاريخي للأنثى . لدرجة إن زمايلي استغربوا اني حطيت دبابيس ، واني شيك قوي النهاردة .
..
كنت حتى وقت قريب لا أستسيغ مشاهد العنف في الأفلام . ليس على أساس أني أخاف من منظر الدماء مثلا، بل لأني لم أكن أرى فيها فن . أنا لا أعلم لم حدث هذا التحول . ولكنني أصبحت أحب هذه المشاهد ، حيت أرى غضب الآخر ملموس أمامي . أنا تؤرقني الأشياء غير الملموسة . أنا لا أفهمها .
..
عندما أزور مكان سياحي ككنيسة أو بيت آثري ، أكون مشغولة بالخبط على الأبواب . بلمس الكراسي . أجرى أصابعي على بيت شعر محفور . وهنا تظهر مشكلة أخرى مع هذه الأماكن . فمثلاً إذا كنت في مسجد جميل وكل حاجة مثل السلطان حسن ، بصراحة لا أفهم كيف يكون الرفقاء مستمتعين جداً بالجمال فيه . بينما أنا أراه عادي يعني . الفكرة أني لن أتذوق الجمال على حد التعبير السخيف ده ، إلا بأن أفهم فكرة هندسة العمارة في كل وحدة من الوحدات .
...
أنا مثلاً عندي مشاكل في البلع مع التصوف وعمر على الحلاج على الخ .فضلاً عن أن الاهتمام به نوع من البرستيج الثقافي والوجاهة الاجتماعية للفرد كموضة مثل ماركيز أو فتحي سلامة ، فإنني
وبصراحة أخجل من نفسي عندما كنت في تالتة ثانوي ، وعاملة فيها روحانية بطريقة غريبة لدرجة أني انفصلت عن الناس بنفور حقيقي وليس مصطنع . وأتواصل مع السماء والنجوم . وتبكيني آية مثل " والنجم والشجر يسجدان " فأحس إن روحي مع الكون .. وتقريباُ أثر على هذا في المرحلة اللاحقة ، حيث أصبحت أعادي كل ما يتصل بالفلك من مسائل .
...
بصراحة كنت سأكتب مكان هذه الجملة . " لا أعرف لماذا ، ولكنني كنت دائماً .... " . كنت دائماً ماذا ؟ أنا عمري ماكنت دائماً . ماهذه الصياغة الغبية . ولكن جميل كتمهيد لأنني سأشرح نفوري منها يوماً ما . ده أنا بالذات أكره الجمل التي تحتوي على كلمات توحي بالمطلق مثل كنت دائماً ، و السماء والكون ، ، وبلادي بلادي ، حبيبي دائماً .
أو التي توحي بالأهمية الغامضة التي نحن مقبلون عليها ، مثل أن تصور الكاميرا الممثل من الأمام ويتراجع المصور واحدة واحدة ليمشي مع تقدم الممثل الذي هو رئيس المخابرات يشخط في التليفون في مساعده لتأخر تنفيذ المهام ، والهواء يطير شعره وملابسه ، وطريقة التمثيل الأمريكية الأصل عموماً المضحكة فعلا ً ..، التي توحي بجو زي احنا داخلين على عملية جامدة يا رجالة
..
وفي هذا المضمار أحب أن أشيد بمحمود العسيلي صاحب أغنية الدنيا مجنونة ، والتي فيها ..الدنيا أحلى حاجة في الوجود .. عيش الحقيقة وانسى الخلود ..
..
إنها من نوع الجمل ، التي تسهل جداً في صياغتها وتعطي رنة خطيرة في الأذن ، ولكن سيأتي اليوم الذي يوضح فيه أحد سخافة هذه الطريقة ، مثلما أفعل الآن مع بعضها . آه .. بالمناسبة أنا لا أحب الكبار في السن ..