الأربعاء، ديسمبر 03، 2008

ميدان العشق..معبد الحب

في احدي الغرف الجانبية, خلع الكهان أرديتهم, دهنوا أجسادهم بزيت الشهيد(نيقولا) ,أغلقوا عيونهم, بصوت خفيض رددوا معا كلماته الأخيرة.
***
- في الزمن الغابر دارت معارك شرسة بين(نيقولا)والقسوة, أنتصر(نيقولا), طالبوه بقتلها, رفض, حاربها من اجل أبلاغها رسالة, باغتته القسوة من الخلف, وتمكنت من ذبحه.
***
- الزيت هو دماء الشهيد (نيقولا) وكلما اخذوا منه ازداد.
***
ارتدي الكهان أرديتهم, خرجوا للصباح بقلوب صافية تطهرت…اخرج إبليس لسانه, رقص, ضحك ضحكة مجلجلة وانصرف.

14/3/2007

السبت، أكتوبر 25، 2008

الفصل الرابع من رواية المدينة التائهة

(4)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
عندما فتح الخدم أبواب مكان العجائب-هكذا تسميه- تأملت بطرف عينيها العسليتين وجه(تيسير)المليء بالبثور, لم تفلح في قمع الابتسامة الظافرة لرويتها الحسرة والكآبة يتراقصان علي وجه(تيسير)...لطالما شعرت بالنيران المستعرة داخل صدرها لجمالها الطاغي, كانت تعمل نادلة لتوفير النفقات الباهظة للدراسة فالتعليم سينقلها نقلة كبيرة وسيتغير وضعها المالي, كانت تجلس كل يوم في المطعم الذي تعمل فيه وتُغرق في إصدار الأوامر لإذلالها...كثيرا ما تتعمد طرح سؤال عن ارتدائها لنفس الفستان طوال العام ,يصفر وجهها وتطرق رأسها خجلا, تصفعها الاستنكارات بعد رحيلها لتعمدها إحراجها, ببرود وصلافة تصعر خدها ولا ترد.
علمت(علياء)من إحدى صديقاتها بزواج(تيسير)من أحد كبار رجال الدولة في بلاد ما وراء الجبل, ضحكت ضحكة مجلجلة, وقالت بسخرية.
- بالطبع تزوجها من أجل التملق لأبيها ومن أجل أموالها فهذا الوجه القبيح لا يستحق سوي البصق عليه.
دعتها للعشاء بالضيعة, أسرعت(تيسير)بتلبية الدعوة لتري ما ألت إليه(علياء)يقولون أن أنيابها سنت, ستنزعهم فزوجها أخبرها أنهم يسعون لاستعادة الضيعة باعتبارها جزءً منهم...يبدو أنك من كسرت يا(تيسير), كيف لم تسعين للإيقاع بـ(قاهر)؟...أشارت(علياء)لصندوق زجاجي ضخم تسبح داخله سمكة وجهها كوجه الخنزير وقالت بتعجرف.
- أنها تدعي الأطم من عجائب بحر الصين.
قالت(تيسير)بمرارة ودهشة.
- أذهبت للصين؟.
أجابتها بلامبالاة.
- نعم عدة مرات.
وأشارت لصندوق أخر قائلة.
- أما هذا النوع من السمك فهو من عجائب بحر الهند يدعي الكوسج وهو كالأسد في الماء أذا أدرك سمكة كبيرة قطعها.
أشارت لقفص حديدي يتقافز داخله نسناسا له أجنحة كأجنحة الخنافس من أصل الأذن ألي الذنب وقالت.
- أنه من جزيرة راتج في حدود الصين أقصي بلاد الهند.
وأشارت لقفص حديدي بداخله إنسان من وسطه ألي أسفله بدن أمرآة ومن وسطه ألي فوقه بدنان مفترقان تبدو آثار الحزن علي الوجهين المتقابلين ثم أشارت لدجاجتين إحداهما برأسين والأخرى بأربعة أرجل, ابتسمت(تيسير) وقالت.
- أنت تعشقين كل غريب حتى في الغرام, اخترت أقبح شبان الجامعة, تزوجته من أجل ماله أليس كذلك؟, يقولون أن بلادنا تنظر ألي ضيعتكم علي أنها جزءً منها ويسعون لضمها.
ابتسمت(علياء)بخبث وقالت ببرود وسخرية.
- أما علي القبح فكثيرا ما وجد أصحابه من يتزوجهم من أجل مال أو سلطة والد وبالنسبة للضيعة فلن يستطيع أحد أخذها, أرأيت المدافع المتناثرة علي الشاطئ.
طالبت(تيسير)بالطعام فالجوع يمزقها, ثم رحلت بعد الانتهاء منه لاعنة في سرها(علياء)وأقسمت علي عدم العودة لهذا المكان مرة أخرى.

الاثنين، سبتمبر 08، 2008

لمحه من حياة الكائن صفر


أحيانا أشعر بمذاق الموت اللاذع في حلقي وأشم رائحته النفاذة التي تزكم انفي..رأيتني مرارا مسجى فوق رمال الصحراء المحرقة , تغطى الدماء وجهي وجسدي , وترتوي من دمائي رمال الصحراء التي يتسع فمها لابتلاع الجميع .
رأيتني أيضا أسير في الصحراء بلا هدف وخلفي كثيرون ،نصارع من اجل الحصول على كسرة خبز أو قطرة ماء , أعيتنا حرارة الشمس وكثرة المشي يسقط هذا أو ذاك , يقف , يكمل السير بقدم أنهكها التعب .
يسقط ...................
ويسقط .................
ويسقط¬ .................
انظر خلفي , أرى نفسي وحيدا, فلا أجد بدا من السقوط .
جلس على سور الكوبري المخترق لجسد النهر , وأعطى وجهه للماء , اطل بعينين حزينتين أنهكتها الأيام إلى السماء وهى تعانى بثوبها الشفاف آلام المخاض لتعلن قدوم الشمس وقال .
- لماذا أتت بي أمي إلى هذه الدنيا ؟!
يشعر بأنه الأقل , وان الجميع يضغطون بأحذيتهم الغليظة فوق رقبته النحيلة , يتحاشى الشجار مع أصدقائه بعد ما حدث له وهو في المرحلة الابتدائية, تشاجر مع أحداهم التف حوله الجميع وكأنه عدوهم الأوحد اللدود , انطلقت الأيدي والأقدام لا تترك موضعا من جسده ألا وطأته وبقوة .
ترك أصدقاءه وذهب لكي يصادق غيرهم , شعر معهم بآدميته , ذهب القدامى إلى الجدد وقصوا عليهم حكايته , نبذوه ولم يجد أحدا يصادقه , تلقى عرض من أصدقاءه القدامى أما أن يعود إليهم أسوء مما كان وإما لن يجد أحدا يصادقه , فهم خلفه مصدرا لإزعاجه , وإفشاء ما يعلمون لمن يحاول أن يصادقه , أصابته شذرة من عزة النفس , رفض , لم ينجو من مضايقتهم له حتى وافق وبشروط اقل .
ـ متى ستحرر أرضنا المغتصبة من نير الاحتلال الغاشم؟!
قال أحد أصدقاءه ضاحكا .
- لا أدرى يا آخي , لماذا تعتقد أن كل شئ مثل أمك ؟!
لم يحتمل الضربة القوية على جرحه القديم الغائر الرافض للاندمال , امسك بتلابيبه، التف حوله الجميع .
لملم جسده بصعوبة , وذهب إلى مكانه المفضل النهر , تذكر ما حدث له منذ قليل و منذ قديم ونظر إلى الماء وألقى نفسه بين أحضانها , غاص ........!!!!
وغاص ........!!!!
وغاص ........!!!!
اقترب من القاع , نظر لأعلى رأى ضوء الشمس البكر يتسلل بهدوء إلى الماء وقال .
- مادام هناك موت , فلماذا لا أموت وأخذ معي عدد من هؤلاء ؟! , سبب تعاستي وتعاسة أمي , وتلطيخ جبهتها طوال هذه السنين , واثبت للجميع أنني انتمى لهذا الوطن ولا اقل عنهم حبا له .... !!!!


20/9/2004

الثلاثاء، أغسطس 19، 2008

التبادل ألقسري

حدق(كريم)مليا في لوحته المفضلة..العشاء الأخير..أرتبك ارتطمت يده بحاوية الملح فانسكبت..أبتسم المسيح وقال بهدوئه المعتاد.
-لماذا أنت مضطرب اليوم يا(يهوذا)؟،وتخشي النظر إلى عيني.
مد (كريم) يده ليمسح حبات العرق المتوجة جبين المسيح.أبتسم.حياه,ودعاه للدخول...حياه الجميع،أبتسم(يهوذا),أحتضنه,أمسك بيده,أوقفه مكانه،أنطلق يعدو باتجاه الخارج غير عابي بصرخات (كريم)التي انطبعت علي اللوحة.
3/3/2007

الأحد، يوليو 27، 2008

الفصل الثالث من رواية المدينة التائهة

(3)

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

أغتسل, دعك جسده بقوة لمحو أثار اللقاء, عندما وصل للهزة وارتعش بدأ يسترد عقله, شعر بالخطأ يحيط به, يخنقه...أحتسي زجاجة خمر أعادت لذاكرته الذكري التي تؤرقه, شعر برغبة عارمة في إذلال زوجته, أيقظها, بصوت ناعس سألت عن سبب إيقاظها في هذه الساعة, طلب مضاجعتها في دبرها, استنكرت, صمم, وافقت أرضاء له, يشعر وكأنها عاهرة لا يشعر بالعاطفة وكأنه يفاوض علي سلعة, وضع جسده في الروب الحريري ,لم يطيق النظر في وجهها, أرتدي ملابسه, أمر السائق بتجهيز العربة, شعر بأنفاس والدته تغرق المكان, سعل, قطع أروقة القصر في سرعة, دخل العربة, أغلق الباب, شد السائق اللجام برفق, تحركت الجياد بتؤدة منكسة رؤوسها, لن ينسي أبدا ذلك اليوم, ما دار بداخله كل خلجة كل حرف ...بدأ الأمر ببرقية تخبره بوفاة والده, حزن, أخبر(علياء), صارحته بحملها ,أقنعته بعدم أهمية التعليم, هو يملك الكثير من الأموال وأمواله بحاجة لرعايته, تزوجها, عاد للضيعة, شعر بتبرم والدته من وجوده, كذب حدسه ...أثناء جلوسه في غرفة المكتب, طرقت إحدى الخادمات الباب برفق, دخلت متسللة, أخبرته أنها صديقة(وفاء)وأن(وفاء)عشيقة والده ماتت الأسبوع الماضي, كانت تشعر بقرب نهايتها, وجدوا السيد(التلاوي)متوفى في تلك الغرفة جالسا علي مكتبه, كانت تشك أن الملاحظ قتل السيد لاكتشافه سرقاته...راجع الكشوف وجد بها تلاعبا, لم يحاول إخفاءه وكأنه يعتقد أنه أبله ولن يكتشف الأمر, لم يكتشفه فعلا لولا الخادمة, استشاط غضبا, حمل سلاحه, اصطحب معه حارسين, طرق باب منزل الملاحظ بقوة, خرج مرتبكا وهو يرتدي سترته, أزاحه, دخل رغم محاولته المستميتة في منعه من الدخول, أقتحم غرفة نومه, اصطدم بوالدته عارية, تسمر, حاولت ستر نفسها بيدها, أمرها بارتداء ملابسها والذهاب للقصر...أمر الحارسين بقتل الملاحظ, خنقاه, وبمجرد تركهما الجسد أطلق عليهما النار مدعيا أنه ضبطهما يقتلا الملاحظ الذي أكتشف سرقاته وذهب لكي يحاسبه, يبدو أنهما شريكاه في السرقة واختلفوا.

بعد ثلاثة أشهر من حبسه لها استبدت بها الرغبة, لم تفلح محاولاتها في المقاومة, حاولت الاعتداء عليه, أفلت من بين يديها بصعوبة...أعد وليمة ضخمة, له ولوالدته فقط.

- ستأخذين حريتك.

انتهيا من تناول الطعام, جلسا أمام المدفأة, سرى السم بجسدها, شعرت بأحشائها تتمزق, أمسكت معدتها, صرخت, أفرغت ما في جوفها, ابتسمت.

- قتلتني, كنت أتوقع هذا, أريد أن أقص عليك قصتي فأسمعها للنهاية ولا تقاطعني...بصعوبة وبعد العديد من الوسائط لوصف جمالنا تمكنت وخالتك من العمل خادمتين في قصر الإمبراطور(انتروفك), كان مولعا بالنساء, عاشرني وعاشر خالتك, أحيانا كان يجمعنا علي فراش واحد, عشقت الجنس كنت أمارسه كل ليلة وأحيانا أكثر من مرة مع أكثر من رجل, جميع الخدم في قصرك عاشروني منهم من فعلها مرة ومنهم من فعلها مرات... حاولت إغواء(التلاوي)رفض وأخبرني أنه لا يشارك سيده في شيء, حملنا من الإمبراطور, أخفينا الأمر كنا نخشى بطش(زارونكي), عندما علم زوجني(التلاوي)وزوج خالتك(راغب), أهدانا مناصفة خمسة عشرة آلاف فدان وسفينتين كبيرتين, حتى الآن لا أعلم لماذا فعل هذا؟, ظل والدك يستولي علي القطعة تلو الأخرى حتى وصلوا عشرة آلاف فدان لم تجد(عزيزة)بدا من بناء سورا ضخم- يتوسطه بوابة ضخمة- يفصل بيننا وبينهم, أقسمت علي الوفاء له, لم يقربني, حاولت إغواءه تارة بحرارة وتارة أخري ببرود, لم يحرك ساكنا اعتقدت أنه عاجز حتى رأيته يعاشر الخادمة, سألته لماذا تذهب للأخريات, أجاب ببرود لا أشارك سيدي في ملكه, نشأت بيني وبين الملاحظ علاقة...أخبرني(التلاوي)أن الملاحظ يسرقه, لا أدري أكان يعلم بعلاقتنا أم لا؟, أخبرت الملاحظ واتفقنا علي قتله, خنقناه في مكتبه, ثم قتلنا الخادمة التي فضلها علي...في البداية عندما حضرنا إلى هنا قطنا في منزل نائب(زارونكي)الذي غادر الضيعة بالطبع, كان أهل الضيعة يملكون المنازل فقط, كان يستأجرهم للعمل في الأرض بأثمان بخسة, ثم يبيعهم الغلال بأثمان باهظة, تراكمت عليهم الديون, تملك منازلهم وأصبحت الضيعة كلها ملكا له...أنشأ القصر بعدما فرغ من بيع الحبوب التي أنتجتها الأرض, أشتري الكثير من المدافع الضخمة ووجهها نحو البحر والجبل...ضاق الناس ذرعا, أثناء انتقال الكثير منهم للجانب الأخر ساد الهرج والمرج, أبحروا نحو البحر, أطلق الحرس الخاص لـ(التلاوي)النار, لم يقتلوا الكثير, أضطر بالرغم من شحه ألي الاستعانة بالكثير من المراقبين والحرس, أصبحت عملية الانتقال تتم تحت حراسة مشددة, قل الفلاحون, اتفق مع بعض العصابات علي خطف الكثير من الناس مقابل مبالغ طائلة...أخبرني يا(قاهر)هل تعشقك(علياء)؟, لا أعتقد فأنت بدين قبيح كوالدك, هي تعشق مالك...كنت تعاشرها قبل الزواج, أليس كذلك؟, من ذا الذي أراك أنها لم تعاشر غيرك, وأن الطفل الذي بداخلها هو أبنك؟.

أفرغ ما في جوفه, أفرغت ما في جوفها للمرة السادسة, وسكت اللسان عن التحدث...بصق علي جسدها الساكن الغارق في القيء, وقال بغيظ.

- سأقتل كل من وضع يده عليك أيتها العاهرة.

أمر بإخراج جميع الخدم خارج القصر وتقييدهم.

- وضعوا السم في الطعام ماتت السيدة(نجوى)لولا جسدي القوي لكنت في عداد الأموات.

بصرامة سألهم عن واضع السم, تدفقت دموعهم في غزارة, لجمت ألسنتهم, فقدت أعصابهم السيطرة علي نفسها, لم تقو أقدمهم علي حمل أجسادهم المثقلة بالرعب, زحفوا, أحذية المراقبين الغليظة ضغطت علي رقابهم, فتحوا أفواههم عنوة, قطع ألسنتهم واحدا تلو الأخر...انتشى لمرآته عيونهم المذعورة المحدقة بالمسدس المصوب نحوهم, متابعتهم يده التي تداعب الزناد...قصر الخدمة داخل القصر علي النساء ماعدا الحديقة....تعلق بصره بالفتاة الجميلة التي تقبل عليه بابتسامة كبيرة, صافحتهما.

- (علياء).

- (قاهر).

- أنت تشبه الإمبراطور السابق(انتروفك).

ابتسم(قاهر), أشار صديقه ناحيته, قال.

- أنه من الأثرياء يملكون عشرة آلاف فدان.

أرتفع حاجباها في دهشة, انخفض أحداهما وتبعه الأخر بعد قليل...ترقرقت عيناه بالدموع وقال بمرارة.

- كل النساء عاهرات حتى أمي, بل هي زعيمة العاهرات.

عض شفته السفلي بمرارة, نظر يمينا, أصطدم بها, أمر السائق بالتوقف, تأملها...الملابس المهلهلة القذرة المصفرة باهتة الألوان, الوجه الأبيض المتسخ ذو العظام البارزة قليلا, بقايا النور والبراءة المتراقصان عليه, الشعر الأحمر الملتصق بالجبهة الملبدة بالعرق والغبار, فمها الصغير, أنفها الدقيق, عيونها الواسعة أشياء كثيرة تشي بأنها كانت تحمل يوما الكثير من الجمال, تحتاج فقط للاستحمام واستبدال هذه الملابس لتعود لسيرتها الأولي.

عندما بني الملحق في الفناء الخلفي للقصر سألت(علياء)عن سبب بناءه, أجاب أبغي القليل من الراحة, اندهشت لعدم كفاية غرف القصر لراحته, يحتاج للراحة قليلا بعيدا عنهم, بعيدا عن الجو المعبق بالأنفاس التي تذكره بالأحداث التي تؤرقه, أحيانا يشم رائحة فم والدته, يراها تعاشر أحدهم, يحتسى الخمر حتى يسقط في النوم ساعات طويلة يفيق تحت وطأة الشواكيش الضخمة التي تطرق عقله بقوة...لا تحب إزعاجه, دائما تتركه يفعل ما يحلو له, يتمني لو تتشاجر معه ولو لمرة واحدة, تسبه تشعره أنها لا تتملق, تحتمله حتى وفاته وبعدها تأخذ كل شيء...آه منكن أيتها الجميلات ,أقسم أن المرآة التي تجمع القطن هناك عاهرة, خانت زوجها كثيرا, يجب إذلالكن, بمضاجعتي لها إذلالا لها ولـ(علياء)...استدعي الملاحظ, عاجله بحاجة العمل الشديدة لدفعة جديدة من الرجال بدلا من الذين تم قتلهم لقمع عصيان الأسبوع الماضي...قال(قاهر) بإعجاب دون أن يبعد نظره عن (صبره).

- لقد استطاع(نافع)أن يخمده في لحظات.

سكت هنيهة ثم استطرد قائلا.

- لقد عينته نائبا لك.

امتقع وجهه وسقط قلبه بين قدميه, بحث سريعا عن طريقة يقصيه بها عن طريقه فلم يجد...قبض علي عين(قاهر)المتعلقة بـ(صبره), لمعت عيناه, المرة الأولي التي يراه يحملق في النساء, لماذا لا يعرض عليه إمكانية مساعدته في الحصول عليها؟, وبهذا يكسب نقطة عنده...ابتسم ابتسامة لزجة وقال بخبث.

- أتريدها سيدي؟.

- أذهب بها للخدم لكي ينظفوها ثم أتني بها في الملحق.

- كما تأمر يا سيدي اذهب أنت واسترح وستأتي إليك راكعة.

ازدرد لعابه, أشار بيده محذرا, وقال.

- إياك والتأخير.

بعد انصراف(قاهر), اقترب الملاحظ من أذنها وقال بصوت يشبه الفحيح.

- ابتسم لكي الحظ سيدي يريدك.

انتفضت واتسعت عيناها في ذعر, أمسك ذراعها بقوة, صرخت.

- (سليم)النجدة.

اندفعت الصرخات بسرعة تشق المسافة الضئيلة الفاصلة بينها وبين(سليم), مزقت أذنه, انتصب, لم ير سوي يد الملاحظ المتشبثة بذراع زوجته ويجرجرها بعنف, امتقع وجهه, يؤمن بانتهاء الأمر, هرول في محاولة يائسة لنجدتها, مزق سوط الملاحظ وجهه, تدفقت الدماء الساخنة, تأوه, وضع يسراه علي موضع الضربة, وتشبثت يمناه بزوجته, وهوي بقدمه الثائرة علي صدر الملاحظ فسقط علي الأرض يتلوي...احتضنها, حاول عبثا إيقاف دموعها, قبل جبينها, انتصب الملاحظ, نفض من ملابسه الغبار ,نادى المراقبين وأمرهم بتأديبه, التفوا حوله, أشبعوه لكما وركلا, خارت قواه وسقط علي الأرض...القي علي زوجته نظرة أخيرة بعين تقاوم الإغماء, مد يده وكأنها ستمتد وتبعد عنها كل المخالب التي تحاول أن تنهشها....وعد زوجته بنزهة فوق صهوات الجياد في الجنة الموجودة عند أطراف القرية, استيقظت مع شروق الشمس, غسلت وجهها, وأعدت إفطارهما, هزته, تمتم بكلمات غير مفهومة حاولت عبثا فك طلاسمها, ابتسمت وعاودت الكرة, بصوت ناعس توسل أن تتركه ينام ولو لساعة أخرى, توسلت, أرغمت عيناها علي سكب بعض الدموع, استيقظ علي مضض تحت وطأة أصابعها التي لعبت بقوة علي أوتار قلبه...أعدت طعاما وشرابا يكفيهما يوما بأكمله, أعد الجياد, خرج من حظيرته الملتصقة بظهر المنزل ساحبا خلفه الجوادين, أجتاز حديقته الصغيرة, وانتظر قليلا بالخارج ثم هتف في ضيق.

- هيا يا(صبره)ألا يكفيك إيقاظي في هذه الساعة المبكرة, لقد مللت الانتظار.

خرجت, أغلقت الباب خلفها وقالت مبتسمة.

- أتسمي الدقائق القليلة انتظار.

أشاح بيده وغمغم ضاغطا علي أسنانه.

- أنا المخطئ من البداية.

عقدت حاجبيها ومالت بأذنها ناحيته مصطنعة عدم السماع وقالت.

- ماذا تقول؟.

بنفاذ صبر قال.

- لا شيء.

ضحكت ضحكة مرحة أنعشت خلايا مخه المتكاسلة وقالت.

- لقد سمعتك.

أحتوى وجهها بنظرة حنونة وابتسم قائلا.

- ارحميني أرجوك.

نبهها لخلو الطريق من المارة, ابتسمت واصطنعت عدم السماع...بمجرد وصولهما أصرت أن تقيم معه سباق, ساعدها علي امتطاء الجواد وكالمعتاد تعمد الخسارة, قالت بخبث.

- أتعرف ما الذي يعجبني فيك؟, تعمدك الخسارة كل مرة.

صاح مستنكرا.

- فقط.

ضحكت بميوعة وواصلت سيرها صوب المجري الصغير المخترق المرعي, لحق بها, ساعدها علي الهبوط, التصق بها, أزاحته برفق, نظر إليها بغيظ فأشاحت بوجهها بعيدا.

- وإيقاظي في الصباح الباكر ألا يعجبك.

جلست علي الشاطئ وداعبت الماء بقدميها, جلس بجوارها ووضع يده فوق كتفها, قال بخبث.

- أنا أنفذ لك جميع رغباتك.

ضحكت ولم تجب...برز من العدم ثلة من الرجال ملثمين, أحاطوهما, انتفضت, التصقت بظهره, حاول أن يحتويها بيديه, أن يدمجها بجسده, نواياهم واضحة, لن يدعهم يمسوها, سيموت قبل أن يحدث هذا, أخرج ما معه من نقود, سيجعل العنف خطا أخيرا للدفاع, عرضها مقابل أن يتركوا زوجته ترحل, أخذها أحدهم بعنف, أمرهم زعيمهم بتقيدهما, استعد, اقترب منه أحدهم, صفعه, اشتبك معه, تكاثروا عليه أشبعوه لكما وركلا حتى فقد وعيه...شيئا فشيئا عاد إليه وعيه مصحوبا بصداع عنيف, تحسس بقايا الدماء المتخثرة المتناثرة علي وجهه, عبثا حاولت(صبره)إزالتها, بدهشة تفحص المكان الذي يشبه زنزانة كبيرة يتناثر فيها الرجال والنساء, رفع رأسه عن فخذ زوجته الجالسة ملاصقة للجدار, تأمل وجهها الملائكي النائم المشبع بالغبار والنصب وملامح أشياء حاول جاهدا طردها من ذهنه , أيقظها, تسأل.

- أين نحن؟.

- لا أدري بعد أن قيدونا ووضعونا فوق جوادينا ساروا بنا مدة طويلة ثم القوا بنا في هذا المكان مع هؤلاء.

- هل مسك أحدهم؟.

هزت رأسها نافية, تنفس الصعداء, اعتدل وجلس ملاصقا لها, سألت عن مصيرهما أجهشت بالبكاء عندما أبتلع كلماته وأطرق بتخاذل وخجل, أحتضنها وربت علي ظهرها برفق, قال بحزم.

- لا تخافي فأنا لن أصمت.

سكت هنيهة, طبع قبلة حنونة علي جبهتها وابتسم قائلا.

- مهما حدث لنا فنحن معا وسنظل معا وسنخرج معا..قريبا.

لم يكن عرافا فلو علم الغيب لتمني أن يقضي بقية عمره في هذا المكان أو افترقا لكيلا يري ما سيحدث...يزداد عددهم كل يوم...يدخل أحدهم يضع الفتات من الطعام ويخرج دون أن يروى العقول الظمأى لإجابة تطفئ النار المضرمة في الصدور, يلوكوا الطعام الرديء دون شهية, فقدوا نصف أوزانهم ونسوا طعم الطعام الحقيقي, أحيانا يسقط أحدهم يلتصق الآخرين بالجدار ويصرخون, يدخل الرجال ويحملوه للخارج.

في اليوم الأخير من الأسبوع الثاني لقدومهم, أخرجوا الجميع معصبي العيون, خٌلعت العصابات في عرض البحر, اختلفت أجساد الملثمين المدججين بالسلاح.

عندما علمت(علياء)بوجود(صبره)في القصر, مزقها الغضب وأعدت نفسها للاشتباك مع(قاهر), ذهبت إليه في الملحق وسألت بصرامة.

- منذ متى تعشق النساء؟.

كم تمني أن تقف معه في هذا الموقف, أقسم علي ترك الأمر لو اشتبكت معه, ببرود أجاب محاولا أثارتها.

- منذ الآن؟.

استكانت وهدأت ملامحها, كتمت دموعها, ابتسمت, وانسحبت تاركة المكان في صمت.

سلمت جسدها للخادمات, خلعن عنها ملابسها الرثة, غسلن جسدها بالصابون المعطر عدة مرات, نزعن الشعر المنتشر في الإبط والعانة, دعكن كعبيها جيدا لإزالة القشف المتراكم هناك, نظفن شعرها الحريري الأحمر الغزير, مشطنه, ملئن المغطس بالعطر وأرقدوها فيه, ألبسنها قميصا أسود حريري عاري الأكتاف, يكشف الساقين المرمريين, اهتاج عندما رأي الحلمات البارزة, الصدر النافر, أحتضنها, قبلها بشبق, حاولت المقاومة, رفضت ذراعها تنفيذ الأوامر, داعبها, اعتلاها, تشعر وكأن عقلها أشترك معهم في الجريمة, لم تقتصر علي التسليم لقد مزقتها الرغبة و قبلته, داعبته كثيرا, لقد أتت من الحركات ما لم تأته مع(سليم), حاولت أن تقنع نفسها أن عقلها خشي مضايقة السيد فهي تتذكر تحذيرات الملاحظ بعدم مضايقته, الفراش الوثير الذي شعرت أنها تغوص بداخله أرغم جسدها علي إفراز الخدر.

لملمت بقاياها المحطمة في صمت دون أن تجرؤ علي أظهار الألم لكيلا تعكر مزاج السيد, خرجت يعلو وجهها ابتسامة جامدة حل محلها أشباح الدموع عندما تجاوزت الغرفة تاركة السيد خلفها مستلقيا علي فراشه غارق في بحور الارتياح.

***

جلست بجواره علي الفراش المكون من كتلة مستطيلة من الطين موضوع فوقها كمية من سعف النخيل المغطي بخرق بالية...بللت قطعة قماش قذرة وحاولت عبثا أن تزيل الدماء من فوق وجهه, قالت بصوت مختنق وهي تصارع الدموع لكيلا تهرب خارجة من مقلتيها.

- لا تؤاخذني لم يكن بيدي شيئا.

أنسابت دموعه في صمت وأحتضنها بقوة, تدفقت دموعها بغزارة ولم يكن يشق سكون الليل سوي نحيبهما حتى أرهقهما البكاء فناما, وأصبح نهارا يعمل...........................

ويعمل.........................

ويعمل.........................

حتى تخور قواه, وفي الليل يولي زوجته ظهره لعل العمل والزمان يدملا جراحهما.

الجمعة، يوليو 25، 2008

من اجندة الروائي "وغدا في المعسكرات"

بعد دهس كرامتي بحذاء ذلك الجندي الغبي الجهم ،استطعت الحصول على أجندة صديقي (مدحت صفوت)قبل جرد الغرفة ... بصقه كبيرة تحية لكل جنود الأرض.
غضب كثيرا عندما قدمته لأحد أصدقائي علي أنه روائي فاشل ...أحيانا اشعر برغبتي في سحق رأسه بحذائي،وأحيانا ارغب -لو أستطيع- في إهداء عمري إليه .
تحمل ألاجندة عنوان "مواقف حياتيه من واقعنا الأليم " .
· موقف (1)
ظل يشكو لوالدته عمله على عربات الآخرين وتعمدهم إذلاله ...قبل يدها وطلب بيع القراريط ، قالت والدموع تترقرق في مقلتيها .
- على عيني يا ولدى دمعتك دي.
ثم امتدت يدها ونزعت الختم من صدرها ...ولكن يجب أن تكتب باسمها فكثيرا ما سمعت عن أبناء تخلوا عن آبائهم .
بعد عودته من الأجنس قبلها واعتذر لكتابة السيارة باسمه لأنها لم تذهب معه ، وقريبا ستنتقل إليها .
- إحنا التنين* واحد يا ولدى .
ظل يعمل ويعمل ويعمل . تناسى الأمر .
- أنا بحبها يا أمي وعاوز أتجوزها .
وافقت على مضض تحت وطأة توسلاته و أقسمت برأس أبيها، سيصبح مطية لها .
كعادته وضع مفاتيحه على المنضدة ، ودخل دورة المياه ليغتسل من وعثاء السفر ذهابا وإيابا ...دعته زوجته للطعام باقتضاب .
-مالك ... يوووه .
جلس ثلاثتهم لتناول الطعام ... تحررت عبرة من مقلتيها وأخبرته بأن والدته قالت لها كيت وكيت وكيت وهمت بضربها ، و بالرغم من مقدرتها على الرد أسرعت بالاختباء ... نظر لوالدته بغضب وسبها ثم طردها خارج المنزل.
جلست كالمعتاد في بلكونتي أتناول الإفطار قبل ذهابي للورشة ... سمعت صراخا في البناية المجاورة ... اخترقت الحشد الذي يحوقل ، فارتطمت بالسيدة ملقاة فوق صدر ابنها الذبيح وقد فارقت الحياة.
وعلمت من أهل الحي أن زوجة السائق قد جنت وأخذت تتحدث عن خيانتها له مع صديقه وإقناعه ببيع السيارة وشراء واحدة اكبر وسرقتها ماله وذبحها إياه أثناء نومه وسرقة عشيقها لها ...علمت أيضا بوقوع حادث راح ضحيته ثلاثة أفراد من بينهم
العشيق .
أخبرتني السيدة أنها تعانى جوعا شديدا لطردها المتكرر من المنزل لان زوجة ابنها
تؤلبه عليها لشكها بوجود علاقة بينها وبين صديقه .
· موقف (2)
ملحوظة "الصفحات مطموسة بعض الشيء توجد عبارة أعلى يسار الصفحة مكتوبة باللون الأسود" .
"لا تحسبن الفراق ببعيد فاجلد أو اتركه لغيرك "

انه يتحدث عن صديقه الذي حذر حبيبته من مجموعة الفتيات اللاتي يحمن حولها ... فقد اخبره أحد أصدقائه عن استضافته لواحدة منهن في منزله ، و لكن يجب أن تخرج عذراء وألا سيتزوجها .
يقول : أن صديقه زاره في الورشة وكان اصفر الوجه زائغ العينين واخبره عن رؤيته لها هذا الصباح واتفاقهما أن يتقابلا الساعة الثانية عشرة ظهرا ولم تأتى ، وعندما اتصل بها أخبرته بأن كل شئ بينهما انتهى ، حاول الاستفسار فأغلقت السماعة بوجهه.
يقول : انه كان يمر بلحظات يشرد ثم يغيب عن الوعي ، انتابته هذه الحالة أثناء جلوسه بمفرده بالمنزل وأصابته إغماءه في الحمام وعند ارتطمت رأسه بالحوض نزف حتى الموت ... بعد أسبوع من جنازته رأى الفتاة التي كان يحب تسير مع مجموعة الفتيات اللاتي اخبره عنهن فأبتسم واكمل طريقه للورشة .
· موقف (3)
ملحوظة "هذا الموقف مكتوب على هيئه نقاط ولا أدرى لماذا ؟ ، ربما كان يريد الانتهاء منه سريعا "
* كان يعمل صياد واستطاع تكوين ثروة .
* لديه عدة محلات ضخمة ، يعمل لديه الكثيرين ، يتعاقد معهم على انهم سيعملون ست ساعات مقابل مائتي جنيه شهريا ، ولكنه يعملون ست عشرة ساعة مقابل ثمانمائة شهريا .
* ممنوع استخدام المحمول أو الضحك أو الأكل أو الجلوس أثناء العمل .
* الكاميرات تملأ المكان ناهيك عن الجواسيس والملاحظين .
* يتزوج بفتاتين شهريا يذهبن إليه والمقابل شقة و سيارة وخمسون ألف جنيه مع اشتراط عدم الإنجاب .
* لديه ولدان يديرا العمل بقسوة وعجرفة بالغتين .
ملحوظة " الصفحات القادمة غير ذات أهمية تتكلم عن الفترة التي قضاها أثناء بناء المدينة الجديدة ، هناك عبارة أعلى يسار الصفحة "
" بين أحياء الفقراء والأغنياء خطا وهمي لا يستطيع أحدا تجاوزه "

أعلنت الحكومة عن احتياجها الشديد للكثير من الحرفيين والمرتبات مجزية .استقر بي المقام هناك اكثر من عامين ، انتهينا من تشيد المدينة التي كانت اقرب إلى الفنادق .
عدت إلى بيتي احمل الكثير من الأموال وأنا في حيرة بين الزواج أو عمل ورشة صغيرة .
· موقف (4)
يسقط غودارد وتيرمان وغالتون .
ملحوظة " أنا في الحقيقة لا اعرف أصحاب هذه الأسماء "
وبالرغم من صعوبة الاختبارات اعتمدت على ثقافتي المحدودة...بعدها بأيام انتشر الجنود في أحياءنا وأخبرونا بأننا اقل من مستوى الذكاء العادي، وسننقل لمكان آخر لرفع مستوانا، أخبرتهم بتمكني من حل الكثير من الأسئلة، دفعوني داخل الشاحنة بعنف حتى كادت عنقي أن تتهشم...ألقى الضابط علينا قائمة من الممنوعات اغلبها خاص بالزواج، هناك العديد من الورش وكلا سيعمل في حرفته...ذهبت لغرفتي لم استطع النوم وأوشكت على قطع ذراعي.
قبل دخولي المجمع اصطدمت عيني بفتاة رقيقة بريئة، انتبهت لنظراتي المنبهرة فعلا الخجل وجنتيها وتوارت عن نظري سريعا.
صارحتها بحبي ، بادلتني الشعور وذكرتني بمنعهم الزواج ،تزوجتها سرا ، وأثناء اجتماعي الثالث بها ، اقتحم الغرفة عددا من الجنود ، حاولت سترها بجسدي ، شعرت بعصا باردة توضع على ظهري فسرت دفقه من الكهرباء في جسدي وغبت عن الوعي ... عندما استيقظت وجدتني نائما في غرفتي ، وجلست لأكتب ما حدث .
ملحوظة " اقتحم بعض الجنود الغرفة وأطلقوا النار عليه فسالت دماءه على الأجندة وطمست ما فيها من كلم ، لا أدرى لماذا لم يقتلوه عندما ضبطوه متلبسا بالزواج يبدو أن الأوامر تغيرت ليكون عبرة لنا وقد كان "
..................................................................................
*(التنين) هكذا في الأجندة ومعناها الاثنين تقريبا.

إبراهيم محمد الكاشف

الصحراء الغربية

معسكرات العزل

المجمع 158 رجال

الغرفة 93

16/3/2086


14 /12/2006


الجمعة، يوليو 18، 2008

مشهد من مسلسل الندالة

حدق مليا في ضيوفه المخترقين لباب غرفته وابتسم .فقد طال انتظاره ... سار متخبطا بعدما فرغت أمواله في متصف اليوم الأول في معدة هذه البلاد .

أرخى يده المعروقة على ملاءته القذرة المليئة بالثقوب التي تحاول جاهدة إخفاء مرتبة فراشه المتهالك الذي قام بشرائه من أحد بائعي الفيفز هاند .

- أنسيت صورك مع راشيل ؟!.

سكت هنيهة واستطرد قائلا .

- سأرسلها إليهم ليروا مؤخرتك الجميلة .

تناول السكين من فوق المنضدة وهوى بها على جسده مرات ومرات .

سحب نفسا عميقا من هواء الغرفة المشبع برائحة غائطه الممتزج ببوله المتراكمان في سرواله اليتيم .

اعتاد السجناء بمعاونة الحراس تفريغ رغباتهم عنده ... أرسل البرقيات لجميع الجهات فلم تعيره انتباها ... رحلوه بشكل قاسى و مهين بعد معرفتهم بإصابته بالمرض المميت ... كلما علم أحدهم بمرضه تجنبه وأخيرا طرده من العمل . لولا معرفة صاحب الغرفة بدنو نهايته لطرده منذ فترة .

- أهذا من الجوع أم المرض ؟

اغلق عينيه ببطء وشبح الابتسامة لم يفارق شفتيه .

18/12/2006