مش عارف أيه السر الخفي الكامن القابع خلف أسوار ما وراء الوراء
اللي بيجعل بعض فلاسفة الزمان وعباقرة التاريخ وجهابذة الأناضول وعفاريت الأسفلت يفتكسوا لنا من الحلول بما فُتِح عليهم من الافتكاس
ده سؤال بيتراود في ذهن العبد الفقير طحن اللي مش لاقي ياكل كل ما بيفكر في دماغات العالم المضروبة بالنار
اسألني أيه اللي فاقعك؟؟
اسألني يا عم ..
أقولك : لا عادي مين قالك إني مفقوع أصلا...
------------
حضرتك هتتخيل معايا دلوقتي الشاب هيثم أو تامر أو وائل أو عزت أو كمال
اي واحد منهم اتوكس واتعلق بفتاة (تم حذف كلمة بت علشان مش حلوة)
أو يعني زي ما بيقولوا في التي في (على رأي سمر) حبها وبقى بيموت في دباديب أهلها ده طبعا بعد ما بسلامته كان بيشوفها فترة واحتك بيها..وترتب على ذلك إن بسلامته أعجب بسلامتها
مما يؤدي إلى إنه يفكر فيها ليل نهار..وبالتالي يؤدي إلى إن بسلامتها بردو مش بتعمل حاجة في حياتها إلا إنها بتفكر في بسلامته
راح الشاب اللطيف ده طبعا معرفش يعمل أيه في هذه الأزمة المهلكة بتاعته
وقاللك يستشير الأخ البركة اللي النور هيفط من وشه..
- الشاب الموكوس : بص أنا عايز أكلمك في مشكلة كدة..مش عارف أعمل فيها أيه
- الأخ البركة : قول يا عم إنت أخويا الصغير
- الموكوس على عينه : بص..انا في بنت معايا في الناتشي (النادي) بحبها تنين
- الراجل البركة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه....
- الموكوس : أيه يا عم هو انا قلتلك ( تييييييييت )
- البركة : لا بس بردو..لازم تتخلص من الموضوع ده نهائيا ..حيث إن الموضوع ده هيأثر على تفكيرك وهيدمر مستقبلك
لأنه جاي في وقت مش في وقته , والحاجة لما تيجي مش في وقتها بتعمل حاجات مش كويسة
- الموكوس : طيب أعمل أيه يعني..ما أنا فعلا مش عارف أركز والموضوع شاغل تفكيري آخر حاجة, ومش عارف أنساها خالص دلوقتي
- الراجل البركة : بص..ده لأن إنت عندك شحنات حب عايزة تتفرغ , فأنت بتفرغها عاطفيا في مكان غير المكان اللي هو الناس بيفرغوا فيه التعاطفات
- الموكوس: أيوة إزاي يعني..اومال المفروض أفرغ العاطفة دي فين؟؟؟
- البركة : على أي جنب يا عم..أو تحت أي كوبري المهم تفرغها, بص أقولك على حاجة
العاطشفة دي يا تامر زي بالظبط لما يكون عندك حاجة مليانة عالآخر فلما تتملي أوي لا مؤاخذة بتطفح
وعلشان كدة لازم تفرغها أول بأول
- الموكوس: أيوة بردو مقولتليش أعمل أيه ؟؟
- البركة: بص هو في طريقتين لتفريغ العاطشفة دي...
- الموكوس : ها
- البركة : أول حاجة ..إنك تحب بابا وتحب ماما وتحب تيتة وجدو , وتحب أصدقاءك وإخوانك ودعوتك , وتحب مصر يا رأفت , وتحب عمرو موسى في كلامه الموزون ..تقوم أول ما تحب كل دول مش هيفضل في القلب شوية عاطشفة للبت دي
- الموكوس : لا يا شيخ؟؟
- البركة : طبعا..دي طريقة مجربة يا إبني..بس في طريقة تانية بقى مفعولها أقوى كتير
- الموكوس: طب قول, علشان الأولى دي مش هتجيب معايا انا عارف
- البركة: لازم تلعب رياضة , إنزل اجري حوالين حديقة الطفل...
- الموكوس : حديقة الطفل!!!
- البركة : طبعا..لما تنزل تجري حوالين حديقة الطفل, هتتولد عندك الرغبة الذاتية في الانتصار على الباطل , وهتتفجر داخل نفسك كوامن المقدرة على قهر المستحيل .. حديقة الطفل دي يا تامر هي العجب العجاب..
حديقة الطفل دي هي ملاذ الطامحين وروضة المحبين ونزهة المشتاقين
إنت مش عارف إنك كل ما تلعب رياضة أكتر..هتلاقي حبك للبت دي هيقل
عارف ليه؟
- ليه ؟
- لأن العقل السليم في الجسم السليم, وبكدة لما تجري كتير , هتلاقي نفسك معندكش اي احتياج لإنك تعط برة يا عطاط يا ابن الـ ( ...)
لعب الرياضة يا تمّور هيغنيك عن أي احتياج للجنس الآخر..اومال أيه بس..إنت فاكر أيه..إحساسك بالبت ده لأنك فاضي وفارغ ومش بتلعب جيم ولا تنس طاولة
- طيب , بص .. ولو إني مش مقتنع صراحة بالفكس اللي انت بتفكسه ده..بس هنزل أجري حوالين حديقة الطفل بردو وماله.
.....
بعد يومين
ضرب تامر الشورت والتي شيرت الفينيسيا والكوتشي الأديدوس
ونزل يجري حوالين حديقة الطفل
......
يااااااااااااااااااااه
كل دول بشر نازلين يجروا حوالين حديقة الطفل
وما شاء الله كلهم سنهم من 17 لحد 25 كدة
شكلهم بردو نازلين يستفرغوا الطاقة العاطفية المكبوتة عن طريق تفريغ الشحنات الزائدة في تراك الحديقة
وقف تامر على خط البداية
ركز..
فكر..
استجمع همته..
وبكل قوته..
انطلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااق
جري تامر .. جري .. جررررررررري
وبكل قوة
وكان مع كل خطوة بتنتقل عواطفه المكبوتة المكنونة..من خلال الكوتشي الأديدوس لأسفلت التراك
بدأ تامر يحس فعلا إنه بينطلق
وبيجري
وبيفضي شحنات العاطفة في رصيف الحديقة
وفي وسط ما هو بيجري
بيبص حواليه
لقى شباب وبنات كتير عمالين يجروا
شكلهم هما كمان راحوا للراجل البركة اللي نصحوا بحديقة الطفل
نظر تامر إلى أحد الشباب الذين يركضون بجواره بهمة عالية..
- تامر : صباح الفل يا أبو الكباتن
- هيثم : صباح الإشطة
- تامر : الأخ أيه مشكلته..جنسيا ولا عاطفيا إن شاء الله؟
- هيثم : لأ من ده على ده..وانت؟
- تامر : لأ..أنا عاطشفيا بس الحمدلله..كنت جنسيا الأول بس نزلت لعبت دور تنس طاولة وخفيت
- هيثم : يلا شد حيلك..ربنا يوفقك
تابع الجميع الجري بعزم وإصرار..
أيقن شباب الحي وبناته ان حديقة الطفل هي الحل..
وخرجوا جميعا فيما يشبه التظاهراااااات الضخمة رافعين اللافتات وقد كتب عليها بالبونت العريض
..
"حديقة الطفل هي الحل"
..
"الحب في القلب زي عضة الكلب"
..
"من النهاردة مفيش تعاطشف..أنا التعاطشف..أنا التعاطشف"
..
"حطينا إيدينا عالبلف"
..
سار الشبيبة والصبايا فيما يشبه المسيرة الصامتة حول حديقة الدواء
تولدت في أعينهم المتوقدة حماسة الانطلاق
بعد أن تم القضاء نهائيا على أي أثر للعواطشف المكمونة المكبوتة
وكله بفضل حديقة الطفل
حديقة الطفل ولدت الأمل في نفوس باب وبنات الأمة
من اليوم عاد الشباب والبنات إلى رشدهم
عادوا وقد ملأهم الأمل في تحقيق الذات
عادوا إلى رشدهم وصوابهم بعد أن كشفت لهم حديقة الطفل أن ما كانوا فيه لم يكن سوى طفح مشاعر من قلة المشي ولعب الجيم
....
وفي طريق العودة ..
وعلى ناصية الحديقة..
نظر هيثم بعينه المتوقدة إلى حسنية ذات العيون المتوقدة بردو من جراء التفريغ الحديقي
وتحرك قلب هيثم
وخفق قلب حسنية
ورشق الكيوبيد في قلب كل منهما..
وعاد كل منهما من رحلة الحديقة مكلوم القلب مخوخ التفكير بائظ المنطق
وأيقن كل من هيثم وحسنية ان كلا منهم
قد وقع في قصة حب جديد
وأنهم في حاجة..
لإعادة الجري من جديد حول الحديقة الشافية