مايهمش

21.8.09

فانوس عمو عدلى



من عادات طفولتى – المستمرة حتى الأن- ألا أشترى كل حاجتى من بائع واحد..فكنت اذا طلب منى أبويا أو أمى الذهاب للبقال لشراء (مثلا) جبنة وبيض وحلاوة ..أذهب لأشترى الجبنة من عم محمود والبيض من عم سعد والحلاوة من عم جمال.. وده عشان ألف شوية وعشان أقوى علاقتى بجميع بياعين الحتة...لذلك أنا أكره جدا سياسة "كل ماتريده تحت سقف واحد" التى تتبعها سلاسل الهايبر ماركت منذ بدأ "ايدج" و "سينسبرى"..مرورا ب"مترو" وصولا الى "كارفور" و "سباينيس" واذا اضطررت الى التعامل مع أحد هذه الأماكن فلابد أن أترك شيئا من احتياجاتى أشتريه من احد الباعة المحيطين بى

وكما أنه لكل قاعدة استثناء..فان استثناء تلك القاعدة عندى كان فى فانوس رمضان... فمنذ أول مرة صاحبت والدى وهو يشتريه لى من عمو عدلى وأنا مازلت حتى الأن أشترى فوانيس أطفالى وأطفال عائلتى و فانوس خطيبتى سابقا زوجتى حاليا من عم عدلى

وعمو عدلى هو رجل مسيحى طيب جدا..فى نهاية الستينات من عمره.. أتذكره عندما كان يجلس
فى بعض الأوقات مساء أمام باب محله مع بعض أصدقائه من ضمنهم والدى مرتديا البيريه اليونانى الشهير فاذا تصادف ومررت أمامهم فى ذهابى أو عودتى نادانى ليداعبنى بحنو ويدعو لى بالتوفيق...وعندما تقدمت السن بالجميع أصبح يجلس داخل محله الصغير لا يفارقه... حيث أدخل اليه عند زياراتى للحاج والحاجة لأسلم عليه وأطمئن على صحته
ولعمو عدلى فى رمضان طقوس خاصة حيث يعلق فانوسا زجاجيا كبيرا أمام باب محله ويضع ترابيزة صغيرة يملأها قبل أذان المغرب بعلب التمر ودوارق الخشاف أو التمر هندى لكى يفطر عليها من تصادف وجوده فى الشارع وقت الافطار .. فاذا مررت بجوارمحله نهارا تسمع الصوت الساحر للنقشبندى ينبعث من الكاسيت...وفى احدى المرات قلت له وأنا أحاول تغليف تعجبى بالمداعبة : والله ياعمو عدلى أنا حاسس انى مرة حالاقيك مشغل قرأن.... ولكنى ذهلت حين ضحك بهدوء ومد يده ليفتح أحد الأدراج ويخرج شريط كاسيت مسجل عليه سورة مريم بصوت الشيخ محمد رفعت غير أنه مال نحوى قائلا بصوت منخفض : باشغله بصوت واطى لما أبقى لوحدى

منذ عدة سنوات سألته أثاء أحداث وفاء قسطنطين ايه رأيك ياعمو عدلى فى الحدوتة دى؟
بص لى بحزن وسكت كتير وبعدين رد بجملة عمرى ما حانساها : صدقنى يابنى دى مش مصر اللى أعرفها.. أنا لو وفاء دى بنتى كنت خدتها ف حضنى وفردت لها سجادة الصلاة وأنا متأكد ان العدرا حاتباركنى والمسيح مش حايزعل منى...... مصر ابتدت تاكل ولادها
.
منذ عدة سنوات لاحظت أن تشكيلة الفوانيس التى أصبح يبيعها عمو عدلى مش كبيرة ومش فيها كل اللى فى السوق..وعرفت ان صحته مابقتش تساعده ينزل يشترى بنفسه وبقى يبعت ابنه ماجد
يشترى.. وطبعا ماجد مش فى نفس خبرة أبوه... ورغم كده فضلت أشترى من عنده رغم ان الحاج على صاحب أحد المحلات المجاورة اللى فتحت من كام سنة استوقفنى ناصحا وهو يتلاعب بحبات السبحة : ياباشمهندس انت ليه مصمم تنفع المسيحيين ؟ لو مش عاجبك اللى عندى اشترى من أى محل تانى تنفع بيه مسلم..... رديت عليه : يا حاج على..انت لو تعرف عمو عدلى من زمان ماكنتش تقول كده.. وسبته ومشيت و أنا بافتكر كلمة عمو عدلى "مصر ابتدت تاكل ولادها".

السنة دى عمو عدلى مش موجود..... عمو عدلى اتنيح من شهر فات........ وأنا حضرت القداس بتاعه...ماعرفتش أكتب عنه لأنى مش باعرف أعبر عن شعورى فى لحظته...بتجيلى كبسة تعبيرية فى لحظات الحزن الشديد والفرح الشديد

السنة دى عمو عدلى مش موجود...ومافيش فانوس كبير اتعلق... ومافيش فوانيس خالص بتتباع فى المحل...أبويا قاللى أصل ولاده متعصبين و بيقولوا حرام

السنة دى عمو عدلى مش موجود.... ومش حاسمع عنده النقشبندى...ومش حاشوف ضحكته الحنينة ..مش حامد ايدى أخد من عنده تمرة و أقول له أفطر عندكم الصائمون يا عمو

السنة دى عمو عدلى مش موجود... وأنا ما اشتريتش فوانيس ولادى ولا مراتى لغاية دلوقتى

غالبا مش حاشترى السنة دى

فانوس رمضان لازم يكون من ايد عمو عدلى.

13.7.09

ثقافة ال "مستر"... تدوين "الأندروير" وثقافة رفض النصيحة


ثقافة المستر

يرن هاتفى برقم غير مسجل ..أنظر فيه لثوان ثم أرد ..ينساب الصوت الناعم لمندوبة الدعاية فى أذنى : مستر فلان الفلانى...أرد بهدوء لأ حضرتك النمرة غلط .. تعيد الرقم على مسامعى ..أؤكد لها صحة الرقم وخطأ الاسم..فأنا فلان الفلانى بدون مستر

..........................

تتصل بى سكرتيرة أحد العملاء الكبار لتحديد موعد اجتماع ..تسألنى : مستر فلان الفلانى..أرد قائلا أنا المهندس فلان
الفلانى ولست المستر.. من فضلك تأكدى وأعيدى الاتصال

.........................

تخاطبنى موظفة فودافون لتتأكد وأنا أدفع الفاتورة : مستر فلان الفلانى ؟ ألملم نقودى وأهم بالانصراف قائلا أنا فلان
الفلانى..شوفى المستر ده فين وخلليه يدفع لكم

........................

أتجول فى أركان سبينيس سيتى ستارز متسوقا..يلفت نظرى ركن لعب الأطفال..أدخل متفرجا..يشدنى حوار بين اثنين
من البائعين بائعة تنادى زميلها باسمه فيلتفت اليها غاضبا ومتأففا : ماسميش فلان..اسمى مستر فلان

أتأمل هذا المستر جيدا.. يبدو لى شابا بالكاد أنهى دبلوم التجارة أو الصنايع..ويخيل لى سماع زغرودة الحاجة والدته
على باب بيتهم فى الحارة الضيقة فرحا بابنها "المستر
.............................................................................................
تدوين "الأندروير" وثقافة رفض النصيحة

العزيزة نوران الشاملى صاحبة مدونة بنت خيخة وأى كلام نشرت بوستا من بوستاتها التى أتابعها بانتظام رغم تجاوزها بشكل منتظم حدود الكلام القابل للنشر واصرارها على ذلك بدعوى الصراحة وأهمية المضمون مقارنة بالأسلوب....وفى البوست المذكور ذكرت أسماء الملابس الداخلية النسائية الخاصة بأسمائها الصريحة ووصفها الدقيق ولفت نظرى دخول العديد من السادةالرجال للتعليق على هذه النقطة تحديدا وكيف أنهم يحبون المنقط والمخرم واللى من غير..الخ
ولكونى كنت اظن بيننا مساحة من الود و العشم كتبت ردا ناصحا محاولا لفت نظرها الى تلك النقطة وذاكرا لها أننى معتبرا اياها
أختا لى أرجوها ألا تدع الفرصة لتلك النوعية من التعليقات وأنها يمكنها الاشارة الى ماتريده بأسلوب أكثر وقارا وبدون
ذكر الأشياء بمسمياتها الصريحة


وهاجت على الدنيا وتدخلت صديقة لها لتعطينى دروسا فى أصول التدوين وردت على نوران ردا فى منتهى
العدائية ..وأعترف أنى لم أستوعب معنى ردها ولم أتخيل أنها تهاجمنى فرددت عليها مؤكدا معزتى لها ومعتذرا عن
سوء الفهم ..يعنى نصحتها بصدق وأنا اللى اعتذرت فى الأخر


ولكن لأنى لم أستوعب أنها لم تكن تريد أن ترانى معلقا عندها مرة أخرى...وربما رأتنى معلقا بهدوء فغضبت من ذلك

لذلك قررت مشكورة تجريسى

تجريسى لأنى نصحتها كأخت

تجريسى لأنى لم أقل لها تحفة ياخيخة يخرب عقلك ههههههههه أصلى باموت فى الجيبة الشفافة وكل اللى تحتها منقط
أو مخرم أو من غير خالص...........ودى عينة أحد ردود الشباب علي البوست


فماذا فعلت ؟


تفضلت مشكورة بكتابة بوست باسمى الحقيقى واسمى التدوينى بتقول فيه مامعناه الناس مش طايقة كلامك ومش طايقة
ردودك...الخ


وأنا بجد وبصدق باقول لها انى كنت بانصحها كأخت.. وانى باحتسب نصيحتى ليها و سخريتها منى فى بوستها الأخير
فى ميزان حسناتى ان شاء الله ولا أزكى نفسى على الله


وباقول لها حاتفضلى فى قائمة مدوناتى المفضلة رغم كل شىء


وباقول لكل معلقين الأندروير اللى الدم ضرب فى نافوخهم من كلامى : أدعو الله ألا تغضب اذا كتبت زوجتك أو أختك أو


خطيبتك أو بنتك تدوينة بها ألفاظ "تحفة" زى اللى عجبتكم دى



20.4.09

كبر...تعيش



كبر..تعيش


قول للى محتاج لك : مفيش


اللى اختشوا ماتوا خلاص


اتعلم انت ماتختشيش


الليل هجم


وانت اللى شيدت الهرم


بتمد ايدك للعجم


شاغل دماغك مين حايحكم فى البلد


تفرق مع الأرنب فى ايه


لوراح أسد ...وغزال حكم؟


.......................


كبر بقى...هو انت فرحان بالشقا؟


هو اللى كبر كان تعب ؟ ولا اللى دور كان لقى؟


من كام سنة...شايل حضارة كام سنة


بتلف بيهم ع الجيران


تفرش ستارة قوتك...وتخبى فى الضعف اللى بان




زحف التتار على باب مدينتك


وانت تايه فى السؤال


هل ياترى


خوفو اللى بانى الأهرامات له كام ولد


مين ملكه وامتى اتولد


قبل أما تمسك فى التاريخ


امسك فى جغرافيا البلد


......................


طول عمرنا


نكتم جراحنا ف قلبنا ف أخر السنة


نكتب على وش النتيجة "عام سعيد"طول عمرنا


طول عمرنا


الحيط بيمشى جنبنا


ونغنى بكره الخير يزيد


طول عمرنا


بنبيع فى راس سيدنا الحسين


علشان يزيد


......................


حاتعيش تهادن


مرحبا


حاتعيش تناضل


مرحبين


كل اللى بيناضل مهادن


وانت بس تروح لمين


أحسن لك اهرب م الحالين


عيش بين وبين


اياك تقوم...اياك تنام


اياك تثور..اياك تحب


البس قميص الدروشة


والدم كدب


امسك بسيف المعركة....وارقص على ضهر الفرس


اشتم ف كل السجانين...واشتم فى كل اللى اتحبس


تهرب لفين؟


اسمك مجرد أمر فى جيوب العسس


...............................


احنا اللى بنفكر غلط


واحنا اللى عايشين بالعبط


احنا اللى بنموت فى المعارك.. وفى السلام


احنا اللى عايشين والسلام


احنا اللى سامعين الأوامر


احنا اللى سامعين الكلام


من "صباح الخير يامصر".. لحد قرأن الختام


احنا اللى راضيين باللى فاضل من كبار القوم


بالشمس.. وهلال الشهور علشان نصوم


أغلب من الغلب الغبى


وهمومنا بتبكى الهموم


بنعيش خفيف


وننام خفيف


ونموت خفيف


طب ليه بقى بعد اللى فات


مات اللى مات


فى طابور طويل....علشان رغيف


.....................


كبر


وفكر


فى انتخابات النوادى


وف أمور المنتخب


فى الحب


وف لبس البنات


دافع عن ريادتك للدراما


احنا أجدع منتجين لمسلسلات


عيش زينا


اياك تفكر فى اللى جاى


خليك مافيش


حظك كده


فكر ... تموت


كبر...تعيش


أشرف توفيق
الدستور

18.3.09

سعيكم مشكور



سعيكم مشكور، ينطلق السفرجى فى إثر الرجل المهم ويعزم بقلب، بكرم، ويشدد، شاى قهوة كركديه ينسون نعناع، يكاد يعرض سحلب شتاءً أو عنابا على الباشا صيفًا، يطلبها الباشا فى تؤدة سادة، القهوة لا تشرب إلا سادة، هكذا يعتقد البعض، قهوة سادة على روح الفقيد، فى العزاء متسع للجميع.
إن شاء الله آخر الأحزان، مصر الأخرى كانت هناك، حاضرة فى العزاء، نفس الوجوه الحليقة والبدل الأنيقة والعطور الفواحة ورابطات العنق الناعمة، كرافت بلون عصفور الجنانين خطف الأبصار جميعا، مصر لامعة فى مناسبات العزاء.
تحسبهم جميعا، يتركون معاركهم الصغيرة خارج القاعة، يعلقونها على مشجب الوطن العريض، هنيهة لحين أداء الواجب، الأحضان دافئة فى عز البرد، تربيت وتخبيط ومساج للأكتاف وطبطبة على الظهور، والقبلات متكررة، مثنى وثلاث ورباع، والأكف اللينة تصفق مرحبة، وتقبيل اللحى احتراما.
الرؤوس فى الرؤوس همسا، بالهمس بالنظرات بالعبرات بالصمت الرهيب، نفر منهم لا يحلو له الحديث عن شجون الوطن إلا فى العزاء، وتحديدا وقت قراءة القرآن، فرصة سانحة بعيدا عن استرقاق السمع والتنصت، صوت المقرئ يثير رائحة الدموع، يحرك الساكن والهاجع فى الأعماق، يوفر أجواء مواتية لاجترار الألم.
تحسبهم جميعا، لا يجتمعون إلا فى العزاء، يركضون إلى العزاء، العزاء واجب، أصحاب واجب، فى العزاءات يظهر رجال الدولة، العازفون منهم يحضرون مبكرا بين المغرب والعشاء، المستعرضون يفضلون ربع ما بعد صلاة العشاء، نفر منهم يحرص على تأدية الصلاة جماعة.
رجال الدولة فى العزاء بسطاء، لطفاء، ناعمون، باسمون، وجوه يومئذ راضية، يلقون بالتحيات الطيبات على الحضور الكرام، تزداد السلامات حرارة قد تصل إلى حدود تقبيل الوجنات مع المعارضة، حسن النوايا أو حسن الطالع.
لا يلتقون إلا فى العزاءات، رجال المعارضة والمستقلون ورجال النظام، أصدقاء، أخوة، وقت مستقطع، هدنة من المعارك، التقاط الأنفاس، فرصة لاستعادة بعض الحميمية التى غارت مياهها بعيدًا تحت وطأة الصراع، الديكة يتصارعون فى الحلقة.
يتسابقون إلى العزاءات، يغادرون راضون، حرارة العزاءات تذيب صخر العلاقات المتيبسة، يذوب الجليد، وتنساب مياه المحبة شلالات، يركبون السيارات الفارهة ملوحين، ويغادرون على أمل اللقاء فى عزاءات آخرى مقبلة، سعيكم مشكور.
مصر التى تجتمع فى العزاء، هى نفسها مصر التى لا تجتمع أبدا على كلمة سواء «البقاء لله»، لا على موقف، ولا على برنامج، ولا على مشروع، ولا على قانون، ولا حتى على جواز نقل الأعضاء، شيعًا وأحزابًا، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.
البقية فى حياتكم، حياتكم الباقية خاوية من الحياة، حياة فارغة من المضمون، هواء، خواء، كل هذا العالم من حولى لا أحد، لا تغيرون ولا تتغيرون، الوجوه نفسها، المواقف نفسها، التناقضات والتطاحنات، أكاد أجزم بأننى شاهدت العزاء نفسه، التفاصيل نفسها. عزاؤك يا وطن، لازم حزن يلم الشمل، لازم فقد لنحس اليتم، ليس مطلوبا أن يموت الوطن لنجتمع، لنقف دقيقة حدادًا، دقيقة صمتًا، لنفكر، لنتدبر، الموت علينا حق، وأعمل لآخرتك كأنك ستموت غدًا، الوطن علينا حق، الموت راحة، والوطن حياة، أعمل لدنياك كأنك ستعيش أبدًا، وأنا أؤمن بالحياة
.

1.1.09

فى داهية 2009





أيوه 2009



مش 2008



أنا واعى كويس للى عايز أقوله



وماهيش غلطة كتابة



هو ليه المفروض نقول ل 2009 أهلا؟



مين قال اننا أهلها ؟ مين قال اننا عايزينها أساسا؟



مش 2009 دى جاية متحملة بميراث 2008؟



طب ايه هو ميراث 2008 بقى؟






أهلنا اللى اتعفنت جثثهم تحت صخور الدويقة؟ ولا أهلنا اللى اترمت جثثهم فى شوارع غزة ومنعنا دخول الاسعاف ليهم؟



أطفالنا اللى بقينا نبعتهم مدارسهم واحنا خايفين مانشوفهمش تانى بضربة شلوت من مدرس يفش فيهم غله..وبقينا خايفينهم ينزلوا الشارع لا يقابلهم كلب بشرى من كلاب الشوارع؟



أشغالنا اللى بقت مهددة بسبب الأزمة الاقتصادية اللى بيتوقع الخبراء أنها ستحدث كارثة فى مصر العام القادم ولا ملاليمنا اللى فى البنك اللى مابقتش تكفى مصاريف مدارس أطفالنا ولا شوارعنا اللى مابقيناش عارفين الموت مستنينا فى أى شارع فيهم



عربياتنا اللى بقت نعوش متحركة على عجلات ولا قطاراتنا اللى بقت اتجاه واحد نحو المقابر....ولا طياراتنا اللى بقينا بنخلص الفرأن قراية ذهابا وعودة على رحلاتها من الرعب؟







مصانعنا ومسارحنا اللى اتحرقت ولا اللى لسه مستنية دورها؟



مستشفياتنا اللى بقى داخلها مفقود وخارجها مولود ولا مستشفيات الأكابر اللى بيخدموهم خدمة فايف ستارز وهما بيموتوا؟







أكلنا وشربنا وهوانا اللى مليانين سل وسرطان وفيروس سى ولا أكل الكلاب والقطط اللى على رفوف السوبر ماركت العلبة منه بمرتب طبيب متخرج من خمس سنين؟







أطباءنا اللى مش عارفين يعالجونا وبيتعلموا فينا ولا أطباءنا اللى هربوا من للخليج وبينضربوا هناك بالكرابيج؟


رجال أعمالنا اللى همهم يسرقوا مدخراتنا من البنوك وملاليمنا من الجيوب عشان يبعتروها على العشيقات صحوبية وجنس وقتل




ولا بنات أعمالنا اللى بتسهر فى شققها مع أصحابهم الأنتيم يشربوا و يسكروا وفى الأخر يتقتلوا ويترمى بلاهم على واحد مننا احنا الغلابة؟



شبابنا اللى مرمى على كل ناصية وكل قهوة واللى بقى بيشرب بانجو أكتر مابيشرب مية.. ولا بناتنا اللى بقت محتارة بين حجاب لضيق ذات اليد أو هاف ستومك تعلق بيه أى حمار بعربية وتاخد منه 50 جنيه فى الساعة؟



بيوتنا اللى بقت من ورق وحديد مضروب وأسمنت مغشوش واللى بقينا كل ما نقرا عن زلزال ولو فى الصين ركبنا تخبط فى بعضها لانموت تحتها .. ولا كومباوندات الأكابر فى أكتوبر والشروق والتجمع والرحاب اللى فيها البيسين وملاعب الجولف الأمريكانى؟



حكامنا الخايفين ولا حكامنا الخاينين ولاحكامناالمتواطئين ولا حكامنا اللى من غير ذمة ولادين؟






نفرح بسنة جديدة اللى فات ده كله جزء من ميراثها اللى بالتأكيد حاتزوده وتكبره؟



يبقى احنا فينا عقل ولا عندنا ضمير؟






زمان كانوا بيقولوا : استمتع بالسىء فالأسوأ قادم



لكن الحفيفة أنا مش قادر..لأن الموجود بقى الأسوأ...والقادم هو الضياع



3.12.08

شيخ العسكر - كمان مرة


نشرت هذا البوست فى يوليو 2006...و أعتقد بعد ماحدث مؤخرا...كان لابد أن أعيد نشره
..........................................................................................


من دلائل ضعف أمة تدنى مستوى علمائها..وللأسف تمر الأمة الاسلامية حاليا بأسوأ مراحل ضعفها..ويتجلى ذلك فى كون "الشيخ" محمد سيد طنطاوى هو للأسف الواجهة الرسمية للمسلمين..وقبل ما أكمل ياريت ماحدش يفهم من كلامى انى باتكلم عن موضوع يهم المسلمين فقط..ولكنه يهم المسلمين والمسيحيين الغير متزمتين على السواء..فقد اعتاد الناس حين تخذلهم قياداتهم الرسمية أن يلوذوا بقياداتهم الدينية..فاذا خذلتهم أيضا فسيصير ظهرهم فى اتجاه الشارع أو فى اتجاه مشايخ الأرصفة الذين لايعلمون عن الدين أكثر مما يعلمون عن السواك وفوائد حبة البركة
يفعل ذلك الأخوة المسيحيون - ولو انها بايخة حكاية الأخوة دى-..مشيها المسيحيون على طول من غير تعبيرات الحكومة..وعلى قدر معلوماتى لايخذلهم البابا شنودة..فهو فى أضعف الايمان ان لم يتخذ موقفا اعتكف فى الدير مبديا تعاطفا...أما المفترض أنه حاليا الامام الأكبر للمسلمين فقد تفرغ لصراعات الوظيفة..
وضرب الصحفيين..وفتاوى الحكومة ديليفرى....وكل ده كوم وانه يخطب الجمعة اللى فاتت فى الأزهر-أكبر جامعة اسلامية فى العالم- ليسفه المقاومة ويمنح صكوك البراءة لأصدقائه اليهود وينسخ كلمات رؤسائه عن الفوضى الهدامة والبناءة ( حد فاهم يعنى ايه فوضى هدامة؟ ) ويصف حسن نصرالله بالمقامرة وجنون العظمة بل ويتواتر أنه سب المتظاهرين بعد الصلاة ونعتهم بأقبح الألفاظ المتمشية مع تعليمات أمن مصر الجديدة وشرم...لما توصل الأمور لكده يبقى لازم نعرف الراجل ده بيمثل مين ولا بيمثل على مين؟
طب حد يفهمه غلطه ياخوانا..حد يقول له انه لابس عباية لبسها قبل منه رجال بحجم محمد عبده والشيخ شلتوت والشيخ عبدالحليم محمود والشيخ الغزالى عليهم رحمة الله..يبقى ماينفعش يوسخ العباية فى الجرى ورا فتاوى البنوك وشهادات الاستثمار والمجلس القومى للمرأة و
الخنوع للأجانب لاعتبارات سياسية...ماينفعش يلبسها وهو بيحضن حاخام اليهود فى قلب الأزهر و بيقول الفلسطينى مش شهيد...ماينفعش اللسان اللى المفروض يدعو الناس يدعوا عليهم..ماينفعش بدل ما تدعو للمقاومة بالنصر انك تدعوهم للتريث والخنوع ..ماينفعش ياعم الشيخ
يا مولانا انت عارف المصريين كانوا مسميين فضيلتك ايه قبل كده؟ محمد سيىء طنطاوى
طب حايسموك ايه تانى؟
يامولانا...أنت بما تفعله لا تصلح شيخا للأزهر...ونخشى عليك أن يحولونك الى شيخ للعسكر

29.9.08

يا خالد روح قول لابوك ميت مليون بيودعوك




كان الهتاف باكياً، كانت أمي تنتحب، كان والدي حيا، وجدي حياً، رب ارحمهما كما ربياني صغيراً، لماذا يا أمي كل هذا البكاء، إحساس فادح باليتم تلفعت به تلك الشابة السمراء فوق طرحتها السوداء وهي تمرق من بين الصفوف، تقطع الشارع الجديد، الذي يخترق بلدتنا الوادعة علي نيل الدلتا، لتودع حبيبا ألفته، الوداع يا حبيب الملايين.
تقاس الجنازات بطولها، كانت أطول جنازة تشهدها بلدتنا، كنت صغيراً لا أعي أنني أسير مع السائرين، فوق كتف أمي أتطلع لكل هذه العيون الدامعة، دمعة علي فراق أب عطوف، أخ كبير، إنسان عزيز، عبدالناصر أب كل هؤلاء، شقيق كل هؤلاء، إنه حتي لا يعرف أمي، كنت محظوظا وأعرفه، كان اسمه يتردد بين الفتية حين يشتد المضمار، كانت جائزة سباق الجري (الرمح) أن يلقب الفائز بابن عبدالناصر، كان الانتساب لناصر جائزة، ويستصرخونك «لو أنت ابن عبدالناصر بصحيح تقفز الترعة من الشط للشط» كانت قفزة هائلة، قفزة عبد الناصر، في الجنازة عرفت اسم ابن عبدالناصر.. إنه خالد، كانوا ينادون عليه في صوت واحد، صوت الوطن في تجليه الأعظم «يا خالد روح قول لأبوك ميت مليون بيودعوك» ولانزال نودعه حتي الآن.
لو لم يوجد عبدالناصر لاخترعناه حبا، ولولا المرتزقون المتنطعون زوراً وبهتاناً باسمه لكان حبه خالداً في القلوب، لم يسئ إلي ناصر قدر نفر من الناصريين، ولم يشوه ناصر سوي نفر من الساداتيين أيضاً، ولم يبتدع الخلافات من حول ناصر سوي هؤلاء الذين ظلموه بالتقديس حياً وميتاً.
ناصر حالة زعامة مدهشة، لاتزال أسرارها مغلقة علي ما فيها كأسرار الفراعنة، عبدالناصر كان فرعوناً، ناصر لا تفيه شرحاً الكلمات الكبيرة من قبيل الوحدة وعدم الانحياز وتحدي القوي الأعظم وطرد الملك وجلاء المحتل، سبر أغوار العلاقة التي تجذرت بين ناصر والبسطاء هي ألق ناصر الخاص، الوقوف علي أهداب تلك العلاقة كالوقوف علي أهداب الرموش تطرف العين فلا تري كيف صار الحب نهراً جارفاً.
ناصر الثورة حالة، وناصر العروبة حالة، وناصر الهزيمة حالة، لكن ناصر والبسطاء أكثر من حالة،استثناء، ظاهرة، بالله عليك كيف خرج كل هؤلاء النسوة من خلف الرجال من قعور البيوت ليودعن حبيب الملايين، هناك سبب أخرجهن، بالطبع لم يخرجهن الاتحاد الاشتراكي، ولسن من نسوته، ولم ينظمهن التنظيم الطليعي، ولسن من حريمه، خروج من أجل الحبيب، ناصر كان حبيباً.
ليس شرطاً أن تكون ناصريا لتحب ناصر وتعلق صورته في غرفة النوم، شاهدت صوره في البيوت الشيعية في جنوب لبنان، بعضنا يضع صورته أبيض وأسود مطلاً علي الجماهير علي شاشة هاتفه المحمول، شباب الجروبات والمدونات يتداولون تلك الصورة الشهيرة بينهم، بعضهم سمع عن عبدالناصر، حتي بعضهم سمع عن السادات، ولكن الحب كالكره لا تمحوه الأيام، ينتقل كالجينات من جد إلي سابع جد، سيأتي جيل بعد قرن من الزمان يذكر يوم ٢٨ سبتمبر - يوم وفاة الزعيم بكل خير


...................................


حمدى رزق - المصرى اليوم

12.8.08

صباح الخير يا "مدينتى"...صباح الخير يا "رحاب"..

واحد منهم دفع الملايين ليتزوج إحداهن في القاهرة، وواحد منهم دفع الملايين ليتخلص من إحداهن في الخليج ، وثالث دفع الملايين ليفلت من جريمته في سفاجا، ثلاثتهم وغيرهم مستعدون لدفع الملايين في كل وقت ولأتفه الأسباب: نزوة، عاطفة، شهوة، تغور البلد في ستين داهية.
إلي متي يظل هؤلاء قابعون في حجر الدولة، جاثمين علي قلبها، لماذا؟ تدفع الدولة لهؤلاء ثمن نزواتهم وشهواتهم ومغامراتهم، الدفع يجوز مرة، من كرم الدولة، الدولة كريمة قوي مع البعض، لكن الدفع علي فترات، مرات ومرات، هذا كثير، ابتزاز.
مين دول، ولاد مين في البلد، حتي تدفع لهم الدولة ثمن الولاء، بيشتغلوا إيه، داينين الدولة بإيه، كاسرين عين الدولة بإيه، بيخوفوا الدولة بإيه، بيصرفوا علي الحزب مثلا؟ لو نار ما أحرق أحدهم مكانه، سوءات هؤلاء وعوراتهم التي يبينون ولا يختشون فوق احتمال النظام .
أي نظام لا يحتمل تلك النماذج الشائهة المشوهة التي لا ترعوي لقانون، النظام أدمن التجارة في الخسارة، يتاجر مع هؤلاء في الخسارة وهم الرابحون. تستغرب، من أين أتوا، وتحت أي جدار كانوا يختبئون، خرجوا علينا جماعة بليل، اقتسموا الفريسة من أربع، هذا أمسك في الحديد، وهذا تخصص في العقارات، وثالث في الاتصالات، ورابع زايد علي لحم الغلابة المستورد من السودان الشقيق، صاروا يسلِّعون كل شيء، ويتاجرون في كل شيء، من الإبرة إلي الصاروخ، شروا الوطن جملة، بضاعة، بثمن بخس دراهم معدودة.
لا تعرف لهم أصلا ولا فصلا، وفجأة وفي غفلة أطلوا علينا من شرفة القصر، وألحوا، وتحولوا من أصفار إلي أرقام، والأرقام تحولت الي مليارات، وبورصة وعقارات ومدن في الصحراء، والمتر برخص التراب، والتراب تحول إلي ذهب، عيال كانت بتلعب جنب حيطة الوطن تحولوا إلي كائنات ديناصورية، لو تأخروا في الصحيان مبكرا في مارينا أو لو راحت عليهم نومة في الريتس بباريس اهتزت أعصاب الوطن
تسمع عجبا، شائعة هروب أحد هؤلاء تهبط بالبورصة إلي أسفل، ويرتعد الاقتصاد المصري ويرتبك، ويتصل نصف وزراء الحكومة الذكية بالعبقري الهارب يطلبون العودة علي جناح السرعة، ويتشرط، ويطلب ضمانات بعدم التسليم في جريمة في قطر عربي شقيق، وقد كان
ماذا يجني النظام من وراء هؤلاء علي وجه التحديد؟ ماذا يستفيد النظام من التصوير مع هؤلاء؟ هل يقتسم الغلة معهم بعض المتنفذين؟ وإلا ما معني الإغداق النظامي علي من لا يحسنون التعامل مع النعمة، بطرا يقذفون بها في الوجوه، عاجزون عن إدراك معني ثقة النظام فيمن هم ليسوا أهلا للثقة.
رجل الأعمال مثل عذراء القبيلة، كلمة واحدة تخدش شرف العذراء فيسيل علي جوانبه الدم، وشائعة واحدة تحفر قبر رجل الأعمال فتدفنه علي قيد الحياة، لكن هؤلاء صاروا محصنين، بيخرجهم النظام من المصائب كالشعرة من العجين، لا يهمهم الشرف في كثير أو قليل، يفجرون بها ويلهون ويلعبون ويشربون أنخابا في صحة النظام، يعود من مكمنه فيجد في انتظاره تليفزيون الدولة مفروشا، وصباح الخير يا وطن
.