السبت، مارس 27، 2010

في ظل السلام... انشر الإسلام... بأبسط وسيلة ... ‏

السلام عليكم...

هل تريد أن تساهم في نشر رسالة الإسلام في العالم أجمع؟


هل تعلم أن جماهير علمائنا الأفاضل متفقون على {...أن مصرف الزكاة "في سبيل الله" إنما يراد به الجهاد بمعناه الواسع الذي قرره الفقهاء بما مفاده حفظ الدين و إعلاء كلمة الله و يشمل مع القتالِ: الدعوةَ إلى الإسلام، و العملَ على تحكيم شريعته، و دفعَ الشبهات التي يثيرها خصومه عليه، و صدَ التيارات المعادية له. و بهذا لا يقتصر الجهاد على النشاط العسكري وحده، ويدخل تحت الجهاد بهذا المعنى الشامل ما يلي:

أ- تمويل الحركات العسكرية الجهادية التي ترفع راية الإسلام وتصد العدوان على المسلمين في شتى ديارهم.

ب- تمويل مراكز الدعوة إلى الإسلام التي يقوم عليها رجال صادقون في البلاد غير الإسلامية بهدف نشر الإسلام بمختلف الطرق الصحيحة التي تلائم العصر، وينطبق هذا على كل مسجد يقام في بلد غير إسلامي يكون مقرا للدعوة الإسلامية.

ج- تمويل الجهود التي تثبت الإسلام بين الأقليات الإسلامية في الديار التي تسلط فيها غير المسلمين على رقاب المسلمين، والتي تتعرض لخطط تذويب البقية من المسلمين في تلك الديار... }(*)، هل كنت تعلم هذا؟

_____________________________

(*) فتوى الندوة الأولى لقضايا الزكاة المعاصرة، و انظر كذلك قرارات مجمع الفقه الإسلامي الدولي في ندواته الفقهية لقضايا الزكاة، و الندوات الفقية للهيئة العالمية للزكاة المنبثقة منه...و انظر فقه الزكاة للدكتور يوسف القرضاوي، و غير ذلك...


هل تعرف شيئا عن جمعية تبليغ الإسلام (Conveying Islamic Message Society

·        جمعية تبليغ الإسلام هي جمعية حكومية مشهرة برقم 536 بوزارة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية، تم تأسيسها عام 1974 م، و هي مؤسسة خيرية دعوية غير ربحية قائمة على جهـود المحـتـسـبـيـن.

أهداف الجمعية:

1.     نشر رسالة الإسلام الخالدة إلى العالم أجمع، وتعليم المسلمين ما يلزمهم لتصحيح عقيدتهم وعبادتهم، باللغات الحــيـة للناس كافة، وذلك باستخدام كافة الوسائل والسبل والتقنيات المشروعة و المتاحة.

2.     تبليغ رسالة الإسلام لغير المسلمين باللغات الأجنبية المختلفة.

3.     التعريف بمحاسن الإسلام، ونشر الصورة الصحيحة عنه في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية بمختلف الألسنة واللهجات. وتقديم الإسلام في صورته الصافية، وتصحيح الصورة المشوهة التي رسمها أعداء الإسلام.

4.     دعم المراكز الإسلامية في جميع أنحاء العالم وإمدادهم بالكتب الإسلامية اللازمة بلغاتهم الحية.

5.     متابعة المسلمين الجدد وتعليمهم أمور دينهم وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم.

6.     إمداد الطلاب المبعوثين من مختلف بلاد العالم إلى "جامعة الأزهر الشريف" بما يحتاجون إليه من الكتب بلغاتهم المختلفة من أجل أن يكونوا دعاة للإسلام في بلادهم.

أهم أنشطة الجمعية:

·        من أهم أنشطة الجمعية: الحملات الدعوية في البلاد غير الإسلامية؛ فتقوم الجمعية بصحبة علماء و دعاة، بزيارة إلى قرى و مدن هذه البلاد، و إلقاء المحاضرات و الدروس، و التحاور مع الأهالي في الساحات العامة، يبينون لهم عظمة الخالق و وحدانيته، و يشرحون لهم مبادئ الإسلام و رحمته بالناس كافة، و مساواته بين الناس جميعاً مهما كانت ألوانهم و مراكزهم و قبائلهم، فيشرح الله صدورهم للإسلام و يعلنون إسلامهم.

·        و من أهم أنشطة الجمعية كذلك: توزيع المطبوعات (الكتب والمطويات) و التي تتنوع فتشمل -إلى جانب المصاحف- جميع أصول و فروع العلوم و الآداب الشرعية و كذلك كتب التعريف بالإسلام و توضيح المفاهيم الخاطئة و دفع الشبهات الباطلة...

·        يتعدى عدد اللغات و اللهجات -في مطبوعات الجمعية- المائة و العشرين (120)... و العدد في ازدياد.

·        يتم إرسال الكتب الإسلامية -هدية في سبيل الله- إلى جميع أنحاء العالم باللغات الأجنبية المختلفة لمن يطلبها من الأفراد و المراكز الإسلامية و غير الإسلامية، و من أهمها:

o       ترجمة معاني القرآن الكريم ومتوافر بـأكثر من (41) لغة

o       الدليل المصور لفهم الإسلام ومتوافر بـأكثر من (25) لغة

o       سيرة المصطفى ومتوافر بـأكثر من (30) لغة

o       الدين الحق ومتوافر بـأكثر من (16) لغة

o       القرآن والعلم الحديث ومتوافر بـأكثر من (11) لغة

o       الأربعون النووية ومتوافر بـأكثر من (20) لغة

o       حصن المسلم ومتوافر بـأكثر من (12) لغة

o       مبادئ الإسلام ومتوافر بـأكثر من (11) لغة

o       كيف تصبح مسلما؟ ومتوافر بـأكثر من (2) لغة

o       المرأة في الإسلام ومتوافر بـأكثر من (14) لغة

كيف أساهم مع الجمعية؟

·        يمكنك المساهمة مع الجمعية في دعم أنشطتها و ذلك عن طريق:

o       المشاركة في أحد أنشطة الجمعية الدعوية و يمكن ذلك بالحضور إلى مقر الجمعية أو بمراسلة الجمعية.

o       التبرع العيني و يمكن ذلك بالاتصال بالجمعية لمعرفة الاحتياجات المطلوبة.

o       التبرع المادي لدعم أنشطة الجمعية المختلفة.

كيف أتواصل مع الجمعية؟

·        العنوان: 37 شارع كانوب – كامب شيزار – الإسكندرية – جمهورية مصر العربية.

·         الـموقع على الشبكة الدولية: islamic-invitation.com, islamcims.com

·        هاتف: 00235908811

·        محمول: 002106901838

·        رقم الحساب: (431/240/24333) بنك مصر – فرع أبو العباس للمعاملات الإسلامية.


المهمة التي أرجوها منك و أَنْـشُـدُك بالله إلا فعلتها:

§        تجميع أسماء و عنواين لمعارفـك من غير المسلمين -من الذين يريدون معرفة الإسلام أو يبحثون عن الحقيقة- في أي بلد في العالم، مع ذكر اللغات أو اللهجات التي يتكلمون بها، و إرسالها للجمعية، لترسل الجمعية إليهم المطبوعات المناسبة.

§        أو تكون أنت أو أحد معارفك من محترفي السفر (لظروف شخصية أو عملية وظيفية)، فتصطحب معك بعضا من المطبوعات بلغة البلد التي ستتوجه إليه، عسى الله أن يوفقك إلى إهداء كتاب لشخص يتأثر به فيدخل في دين الله...

إما أن ترسل هذه المعلومات إلي فأتصرف مع الجمعية، عنواني هو maas1401@gmail.com

و إما أن ترسلها إلى البريد الإلكتروني أدناه...

Peace be upon you;

When you receive the books, contact us if you need other or more books; send us (your Name, Address, and the books which you received) and we will send you the other books by Allah's willing.

Also if anyone interested to know Islam; send us (his Name & Address).

Send to:

·        mohamedtaha2004@yahoo.com or

·        mohcims@hotmail.com or

·        Mohamed Taha P.O. Box 834, Alexandria, Egypt.

و جزاكم الله خيرا...

 

الأحد، فبراير 07، 2010

تعلمت من الحج‎ ‎‏ - 2‏

النعمة التي لن نحصيها.

من مقاصد الحج العظيمة أن يتربى الناس على ترك الترفّه والتوسع في المباحات؛ ولذا يتخفف الحاج من ثيابه، إلا ثياب النسك؛ إزار ورداء مجردان، ليس فيهما زينة ولا تكلف.

وهو تذكير بالفقر المطلق للعبد، وخروجه من الدنيا كما دخلها أول مرة، بما يدعو إلى الاستعداد للقاء الله.

ومن هذا الباب -والله أعلم- جاء النهي عن التطيب، والأمر بترك الأظفار والشعر، وتجنب الوصال الجسدي مع المرأة بالجماع، و ترك دواعيه وأسبابه من عقد النكاح فما بعده..

الجسد الواحد .... بالسهر و الحمى.

كل حاج يحرص على طاعة الله -عز وجل- في هذه الحجة التي قد لا تتكرر ويُعظم شعائر الله وحرماته -سبحانه- ويحذر من خدش حجته، أو أن يكون عوناً للشيطان على نفوس إخوانه، يبذل لهم نداه ويكف عنهم أذاه، ويدعو ربه أن يؤلف بين قلـوب المسلمين، وأن يوحـد صفوفهم وأن يجعل بأسهم على عدو الله وعدوهم.

بل الحاج يستشعر الانسجام مع الكون عندما يطيع الله -عز وجل-، ويُلبي، فيلبي الكون من حوله ويتحسس الارتباط الوثيق بين ظاهره وباطنه، فلا نفرة بين السر والعلانية، بل هو بكُليته يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه، إلى غير ذلك من المعاني التي تتحقق بها الوحدة أتم تحقيق.

المملكة العربية السعودية:

القادم إلى بيت الله الحرام يتلذذ أكثر بعبق الماضي، وما يستهويه الكتل الخرسانية الصماء التي يشاهدها في البلد وهنا وهناك، يُريد أن يرى واقعًا يتناسب مع عظمة الكعبة و قدسيتها، سلوكيات و تصرفات تتوافق مع ما جاء في كتاب الله و في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تدله على الله و تحثه على الالتزام بمنهجه سبحانه.

يؤذيه أن تقع عينه على المتبرجات والممثلات في أفلام وتمثيليات التليفزيون، يضيق صدره بالتعاملات الربوية في البنوك، لا يطيق التمسح بحلق الحديد وأحجار وأستار الكعبة، لا يكاد يصدق نفسه عندما يجد الفظاظة والغلظة والجفاء في التعامل، وكأنه أتى متسولاً.

أوزبــكــســتــان:

كم واحدا منا يعرف أن من الدول حديثة الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي المنفك - ست دول غالبيتها العظمى من المسلمين، و هي: أذربيجان، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، تركمانستان، أوزبكستان...؟!

يبلغ عدد سكان أوزبكستان خمسة وعشرين مليون نسمة: يشكل المسلمون فيها تسعين في المائة من السكان، وغالبيتهم العظمى من أهل السنة والجماعة، ولقد كانت أوزبكستان و لا تزال أكثر جمهوريات آسيا الوسطى حماساً للإسلام، فقد عُرِف أهلها منذ القِدم بحبهم للإسلام وللأمة الإسلامية، وأنجبت بعض علماء الإسلام العظام أمثال البخاري والترمذي والنّسفي والزمخشري.

و لذلك فهي تعاني كما يعاني المسلمون في كل بلاد الأرض من الحكومة الباطشة الدكتاتورية التي تنكل بالإسلاميين بشكل مستمر.. فالتعذيب صار طابعًا مؤسسًّا للدولة، و تعاني أوزبكستان كذلك من مشروعات تنصيرية مكثفة!!!

و على الرغم من ذلك فإن عدد المساجد في أوزبكستان في تزايد مستمر، و الجامعة الإسلامية في مدينة طشقند تعلم أبناء البلاد تعاليم الإسلام وتراثه، بالإضافة إلى وجود المدارس الإسلامية.. كما أن أعداد الدعاة الذين يخدمون دينهم ومجتمعهم في تزايد و الحمد لله..

و من بين آلاف الطلاب الأوزبكيين الذين يدرسون في الجامعات الإسلامية في مصر والسعودية وباكستان، التقيت رهطا من الإخوة الأوزبكيين الدارسين في الأزهر... التقيتهم في موسم الحج، و كانوا في غاية الأدب و الكرم و حب الإسلام و الأمة الإسلامية... فاللهم ألف بين قلوب المسلمين و وحد كلمتهم و انصرهم على القوم الكافرين.

__________________

المرجع: رسالة "افعل ولا حرج" – للشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة. (باختصار و تصرف يسير).

المرجع: مقالات في الحج  – للشيخ الدكتور سعيد عبد العظيم. (باختصار و تصرف يسير).

المرجع: مقالات عن أوزبكستان من مصادر متنوعة...

الأحد، يناير 17، 2010

المؤتمر الصحفي العالمي لإعلان المرشد العام الثامن للإخوان

اللهم اهده و سدده
الرابط هنا


الخميس، يناير 14، 2010

تعلمت من الحج‎ ‎‏ - 1‏

الحج: تربية و تأديب و ذكر.

حفلت الآيات الكريمة التي وردت في سياق تشريع العبادات بإبراز المقاصد الشرعية منها، وذلك لما علمه الله تعالى في جبلة الناس من النسيان والغفلة.

وحين يطول الأمد وتقسو القلوب تتحول العبادات عند بعض المؤمنين إلى رسوم وعادات، يؤدونها بمظاهرها وصورها، ولا يتحسسون قلوبَهم إثْرها، بل يغرقون في دقائقها وتفصيلاتها، ثم تأتي مرحلة أخرى جرت على أهل الكتب كلهم بسبب الغفلة عن المقاصد الشرعية، وهي أن يضاف إلى العبادة ما ليس منها، مما أوحاه إليهم الانهماك في ظاهرها والانقطاع عن روحها ولبها ومقصدها.

ومن تأمل هذا ووعاه أدرك طرفًا من الحكمة البالغة في تكرار القصد من تشريع العبادة:

ففي شأن الصلاة -وهي أم العبادات- يأتي السياق القرآني مؤكدًا على أثرها في صياغة سلوك المسلم؛ بأنها ﴿تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت:45].

وفي شأن الزكاة، كان التأكيد على أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يأخذ من أموالهم صدقة يطهرهم ويزكيهم بها، وتكون سببًا في صلاته عليهم، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا جاءه قوم بزكاتهم قال: "اللهم صلِّ على آل فلان" متفق عليه.

وفي شأن الصوم وضمن سياق مفصل مؤثر قال الله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:183].

وفي شأن النسائك، وهي الذبائح والنحائر المرتبطة بمشعر الحج، يقول تعالى: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ [الحج:37]. بل في الحج ذاته يبين تعالى أن المقصد من النسك كله هو ﴿لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ﴾ [الحج:34].

فهل يستشعر المؤمن وهو يطوف بالبيت هذا المعنى؟! أو تغلب عليه روح المنافسة والانتصار، فهو يزاحم بمنكبيه، ويصارع بيديه، ويجادل بصوته، وكأنه في حلبة عراك!

أو هل يدرك هذا وهو يدفع من المشاعر وقد احتدم الزحام واصطك الحاج، وصارت رغبة النفس أن تسبق إلى غايتها الجديدة، وتفاخر الناس بذلك، فما يقطعونه في ساعات قد تحقق لي في دقائق! وقد كان من سنته عليه السلام في الدفع من عرفة: "أيها الناس عليكم بالسكينة؛ فإن البر ليس بالإيضاع (بالإسراع)" البخاري و غيره.

إن البر هو مقصود الحج، وهو لا يتحقق بالإسراع والعجلة والحطم، وإنما بالسكينة والإخبات.

إن هذه العبادات الجماعية تربية ربانية على أداء الواجب بإتقان وإخلاص، وعلى رعاية حقوق الآخرين ومنازلهم، وإكرام كبارهم، والرحمة بصغارهم، والشفقة على غريبهم وضعيفهم وجاهلهم؛ ولهذا قال سبحانه: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة:197].

فهو تخففٌ من الدنيا وحظوظها ينأى به المحرم عن الرفث، وهو الجماع ودواعيه، وهو من محظورات الإحرام باتفاق، ويلتحق بهذا ترك فضول الحديث عن النساء مما يثير الغرائز ويحرك الشهوات.

كما ينأى به عن الفسوق، وهو المعاصي كلها، والفسوق للحاج انتهاك لحرمة النسك، وجراءة على الحرم المقدس، فضلًا عن كونه مُحرمًا أصلًا.

أما الجدال: فهو المخاصمة بالباطل، والاسترسال وراء نوازع النفس وأنانياتها التي تأبى إلا أن تكون الغلبة والكلمة الأخيرة لها، دون أن تلتفت إلى حق وباطل، أو خطأ وصواب، أو على أدنى الأحوال أن تلتفت إلى الاحتمال، ولقد رُوي عن الإمام الشافعي قوله: "قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب".

وجرعة يبتلعها المرء من غيظ عابر، خير من معركة يخوضها مع جليسه أو صاحبه، لا تقرب من جنة، ولا تباعد من نار، ولا تدل على هدى، ولا تصد عن ردى، ولكن أين المعتبر؟

وكل ما شرع الله في الحج وفي غيره فهو لمصلحة عباده العاجلة والآجلة، ولهذا قال الله تعالى في أمر النسك: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ [الحج:28].

والمنافع تشمل الأجر في الآخرة، كما ذكره قوم من المفسرين، والتجارة في الدنيا، كما ذكره آخرون، والمصالح وراء ذلك.

إن الله تعالى غني عن عباده، وحينما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخًا يهادى قد نذر الحج ماشيًا، قال: "إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني" متفق عليه.

وحينما ذكر الله تعالى النحائر، قال: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ [الحج:37].

ولقد يطول عجب المرء من غفلة كثير من المسلمين الصلحاء عن قيم الحج ومراميه وآثاره في النفس والسلوك والحياة، ولو سألوا عن هذا المعنى كما يسألون عن تفصيلات ما يعرض لهم من الأحكام لكان هذا خيرًا لهم وأقوم.

__________________

المرجع: رسالة "افعل ولا حرج" – للشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة. (باختصار و تصرف يسير).

 

الاثنين، أكتوبر 26، 2009

أنا ملحد وهل هناك إله؟

الغريب أن مسألة الإله الخالق ما زالت تُطرح يوميا علي مستوي العالم وقد يختلف الناس حول هذا الإله فكل يراه طبقا لمعتقده ولكن أن يُنَكَر وجدوه كليا فهذا هو العجيب وقد أصاب هذا المرض بعض أصحاب اللسان العربي وأنشأوا لذلك المنتديات والمواقع للترويج لهذا الفكر أو التجمع حول هذا الفكر

وقد يكون السبب في هذا الانكار التقليد أو الرغبة في تبرير الموقف المادي بدلا من الملاحظة الوقعية وادراك الوقائع.

الأغرب في هذا وقد يكون سببا لانكار الخالق هو ادعاء البعض بان انسانا مشي علي الأرض ،وتنفس الهواء، من لهم أجساد وأرواح محكومة بقانون الكون،بانه الخالق، أواشارات بخلودهم. وهذا بالطبع من التناقض الغريب في المفاهيم فلا يمكن للمخلوق أن يصبح خالقا في آن واحد ، يحتاج الهواء ،الماء والطعام وفي نفس الوقت المستغني عن كل شيء بنفسه، كونه مؤقت وخالد!

فلو كنت ممن يؤمن بأن انسان مثل بوذا أو كريشنا أو المسيح هو خالق الكون والمتحكم فيه فلتفكر ثانيةّ!

فمعظم الناس بطبيعتها يدرك وجود اله خالق وتري اشارات لذلك في كل الثقافات والعقائد وحتي عند الملاحدة، الشيوعيون والعلماء غير المؤمنين لا ينكروا هذه الحقيقة ولكنهم يجنبون مصطلح "خالق" ويستخدمون جمل مثل "الطبيعة الأم" أو "بطريقة عجيبة صممت الطبيعة......."

فلو ضربنا مثلا: عالم آثار يحفر بهمة في رمال الصحراء ووجد قِدر قديم من الصلصال، فإنه بعد البحث يخبرنا،من خلال هذه القطعة، الكثير حول الحضارة التي فنيت منذ آلاف السنسن وأنتجت هذا القدر ; يمكنه أيضا اخبارنا عن أنواع الأفران التي استخدموها، ودرجات الحرارة، الاسطمبات المستخدمة والمواد الخام وكل ذلك يصب في تقييم المستوي الفني والمهاري والتقني لهذه الحضارة...... إلخ

كل هذا من مجرد قطعة صغيرة من الطين ملقاة في الصحراء. وذلك يطرح عددا من الأسئلة :

هل شاهد عالم الآثار هذا الحضارة التي أنتجت هذا القِدر ؟

كيف أدرك حتي وجودها ؟

هو علم بهذا كله لان كل المعطيات توصله الي ذلك الشخص المُصَمِم، والمُشَكِل، ولديه الذكاء لاستعمال النار لانتاجها وليس ذلك فقط ولكن انما أيضا تلوينها وجعلها تبدو زاهية.

بالنسبة لعالم الآثار كل هذه المعطيات توصل الي طرف المعادلة الرياضية وهي عملية استنتاجية بحتهز

فانظر حولك : إلي غروب الشمس المبدع، إلي ضياء القمر ، إلي النجوم بالليل ، إلي الماء الي تشربه(الذي يصعب تكوينه صناعيا الا بظروف )، إلي الأشجار التي نبتت من حبوب صغيرة.

فكر في نفسك: تلك العينان التي تري بها والتي تتأقلم مع شدة الاضاءة المتاحة وذلك باتساع الحدقة وضيقها وبذلك تتغير حساسيتها للضوء، أذنك اللتان تستمع بهما، لسانك الذي تتحدث به وتتذوق به، يداك وقدماك، قلبك وعقلك، هل فكرت يوما بعمق في مدي تعقيد هذه الأجزاء وعلي الرغم من ذلك تتوافق مع بعضها البعض علي أكمل وجه.

ما بين حركة المجرات و تعقيدات تفاعل الجزيئات ، ما بين تعقيدات الحامض النووي DNA ودورة المياة في الطبيعة ، كل ذلك يقود الي الحقيقة البينة وهي وجود الحكمة والعلم والقدرة التي تسمح لهذا الكون بالوجود والعمل.

بالنسبة للانسان البصير حدوث الخلق وتعقيداته هو برهان حاسم لوجود وعلم وحكمة من خلق ونظم وحافظ علي كل هذا.