لمن ذاق مرارة التيه عنه .. أو تكبد عناء البحث عنه
ثلاثة أحرف
و .. ط .. ن
تعني الشيء أو تعني العدم !!
http://forhope0.blogspot.comمغتربون عن وطن لا يصلنا به سوى اسمه .. وأرض لم تلامسها أقدامنا إلا حسب أجندة العطلات الرسمية لأولى الأمر أو الأهواء السلطوية التي تخشى أن تدنسها الثقافة المنحلة أو أن نعرف معنى أن يكون هناك وطن
مغتربون ليس ككل المغتربين .. مغتربون هنا .. مغتربون هناك ... هنا حيث نعيش اسما لا فعلا .. وهناك حيث البعيد عن العين بعيد عن القلب
مغتربون .. بلا هوية .. عن وطن ليس معنا منه غير ( جواز سفر ) يقول يوما ما كان هناك أصل ينتمي إلي
مغتربون بين سماء وأرض.. لا السماء أفسحت لنا .. ولا الأرض رضت بنا
مغتربون .. انتزعنا بقسوة من جذور لم نسعد بقربها .. لنزرع غصبا في أرض تلفظنا لا تعترف إلا بأبنائها
مغتربون .. في طريق لم نختره .. لرحلة لم نبدأها .. و علينا أن نكمل مسارا اختطه الغير ..دون أن تكون نهاية واضحة المعالم تتراءى في الأفق
مغتربون في ضياع بين الأنا والآخر .. وعقد التعصب العربية
مغتربون أتينا نبدأ رحلة الصمت والقسوة والتقوقع مع أسر بدأت في تشكيل عقولنا الصغيرة بأسطورة التميز وغرس قيم الانغلاق والتحيز والتفاضل والتحذير من الاختلاط بالآخر ( الدنئ) الجاهل الغير المسئول .. ونكبر قليلا لنصطدم بهذا الآخر المتعالي المتعجرف الذي يحذر هو أيضا ( الآخر ) القادم المتسول خيرات بلاده
بين الاثنين .. ننشأ في ذبذبة مريعة تفقدنا التفاعل البشري المتوقع ..تحرمنا مساحات الاطلاع !!..
مغتربون .. حيث يظل القادمون في ( جيتو) خاص بهم يعيشون أوهامهم العلوية .. ترتفع أسواره بالنظرة الدونية الموجهة إليه
تتفاقم المشكلة حين يبدأ ( الفلتر ) عمله حتى داخل هذا الجيتو .. نقترب ونبتعد حسب أجندة خاصة غير مسموح بتجاوزها .. لتجد نفسك في منظومة مغلقة لا تستطيع الانفكاك منها أو لا تملك غير الدوران في حلقتها المفرغة .. أو ترفض .. فتعرف الصمت أبا والقسوة أما والوحدة القاتلة تقتحم أرجاء حياتك
يأتي الصمت يسرق أحلى سني العمر .. تغتال القسوة براءة كل الذكريات .. تنتج شعورا بالضياع .. وتبدأ في التوقف .. لم أنا هنا .. وإلى متى أظل مرتبطا بأجندة لا أرغبها .. تحاول أن تصرخ فتكتشف انك نسيت صوت الصراخ .. آه وأنة مكتومة تريد أن تنطلق .. تعرف فجأة أن لسانك أصابه ما يشبه الخرس .. أتى الصمت على صلاحياته .. وانك طفل بحاجة لتتعلم الكلام من جديد
عمر مهدر يطوقك يتراءى أمام عينيك كظل شبح .. لم يتفاعل مع المكان ولم يتفاعل المكان معه ..فشلت سنين قد تربو على ربع قرن أن تنشأ أي علاقة إنسانية بينك وبين أرض تبتلع أيامك الماضية والقادمة والحاضرة .. بين جدران بيت تصيح دوما تذكر انك لا تمتلكني .. تذكر أنك لست تنتمي لهنا .. سترحل قريبا أو بعيدا .. لكنك سترحل
هنا مغتربون في رحلة بحث عن وطن
هنا مغتربون في محاولة تمزيق جدر الصمت .. نتحاور.. نتحدث ..نكتب ..نأخذ من آلامنا قبسا لدروبنا
هنا مغتربون .. نحو أمل جديد في استعادة هويتنا الضائعة .. أمل في .. أن يصبح لدينا وطن