29 July, 2009

لماذا اريد العودة .. ببساطة لأني أريد

سؤال : لماذا أرغب في السفر
جواب: لأن الحرية هي الأصل ، لا ينبغي أن تُسلب بسبب جنس لم يكن لي يد في اختاره - شاء حظي العاثر فقط ان أكون أنثى
لم يجب أن أبرر حقي في الحصول على كامل حريتي وأسعى لتعاطف ما أو إقناع الأفراد باختياري؟؟!!!!

لم يجب أن تقوم الاسرة على أساس سلب الإناث حريتهن بدعاوي البر والدين أو بدعوى حمايتهن ، لم لا ينبري المجتمع بمثل هكذا أقاويل في حق الذكور ، لا يجعل الدين من أي شخص ملكا لأي شخص ، لأن التباغض أمر وارد الحدوث

سأسعي لانتزاع حقي القانوني الدولي :أن لي كامل الحق في الحرية والتنقل والسفر وعلى الأشخاص والدول المتمسكين بعادات لقرون مضت تقبل التغير والوعي بأننا نعيش في عالم متفتح ، حيث لا يجدي القهر ولا يستجلب سوى مزيدا من الرفض والعنف

وعلى اساس هذا من يريد التضامن فليتضامن من أجل حقوق غير مشروطة


تحديث
لا يهم الان ماذا كان المشكل ، وكم أخذ من الوقت ليحل

المهم اني تعلمت الدرس ، مناصرتك لأي حق يصنع بالتأكيد فرقا

أشكر جميع من تضامن ، ووقف بجانبي

عدت لمصر ، أسير في حالة دهشة ، ينتابني بعض الخوف ،، أتذكركم ، أرفع رأسي وأمشي بثقة ،، لست وحدي ، أنتم معي ، أكمل طريقي وانا فخورة أني أنتمي لهنا

هبة نجيب

29 November, 2007

من أوراقها التائهة

ما زلت بك احلم
ولشوقك اشتاق
وبذكرى صوتك الدافئ أتدثر


مازلت أيضا ، من قربك أخشى
وعنك أنأى
وفي غيرك عن معنى فيك أبحث


بين جذب ودفع أتذبذب..
غيم وصحو .. عقل وقلب..


لا أظنني أفتش عنك ..أنا أفتش عن بعض نفسي

14 November, 2007

كل عام وأنت راضية

في يوم أتم فيه من الحياة ربع قرن ... أوقن أن أعظم من السعادة الرضا

أن تستحضر ماضيا دون ليت .. تطوي صفحة العام بنفس راضية ، راضية حتى عن زلاتها التي تصنع منها صوابها


كل سنة وانت طيبة هوبة :) .. كل عام وأنت راضية

02 November, 2007

الم

مؤلم ان نؤلم من نحب ؛ بعدم بذلنا مشاعر تنتظر لأنا في حال لا يسمح لنا بالعطاء
نقتل مرتين .. مرة لنا..مرة لهم
من الصعب ان نطلب أن يتفهموا.. لكن ليس صعبا أن تسامحنا قلوبهم الكبيرة التي احتوتنا

15 October, 2007

يحكي أن


يحكي أن اليوم عيد .. علي أن ابتهج .. أصحو تعلو وجهي ابتسامة.. أخلع ردائي الكئيب و أتخيل إشراقا سيحط بلا مقدمات ..

اليوم عيد .. يقولون .. يجب أن اضحك من قلبي ..

بين ليلة وضحاها يفترض أن تتبدل الأحزان أفراحا .. وبين ليل لم يكتمل وصبح لم يسفر يأتي من كان يلعنني مقدما لي التهنئة ، و مطالبة أنا بالذوق الإنساني أن أرد بذات الحميمية المفتعلة

اليوم عيد .. يصنع اتفاقية أن نتعامل بسلام .. وغدا عند رحيله يمكن العودة لسابق عهدنا

اليوم عيد .. أستيقظ على انهمار جملة مطاطية : كل سنة وأنت طيبة .. تتلفظها الألسن بعيدا عن مكنون القلوب

كل سنة و أنت طيبة .. مجرد أمنية جوفاء تنسفها الأفعال

اليوم عيد.. نعم .. لا شئ جديد




أبلة هبة لبسي حلو؟ - نظرت لعينيها الفرحة و منها أخذت الفرحة ..

أنا فرحة ليس لأن اليوم عيد .. فرحة لفرحهم ، من أهازيجهم استمد أهزوجتي .. على أمل أن اصنعها ذات يوم وحدي

07 August, 2007

لايعود

اليوم أدركت أن شعورا بالأمان ينكسر مع شخص لا يعود

31 July, 2007

-------------

منذ زمن لم أره على هذه الصورة ..مكتملا .. يخترق الظلمة .. يعلن وجوده بقوة ناعمة .. كنت مغرقة في همومي .. تعبث وساوسي بالحقائق .. ناداني بصمت : انظري إليّ .. كنه الحقيقة مثلي.. ناصع البياض.. جلي السنا . مهما ادلهمت الظلم .. وتكاثفت الحجب.. سينكشف لناظريك يوما .. شكرا أيها القمر


مع السلامة ، يأتي الرد: لا أحب الألفاظ التي تأخذ الإنسان من الإنسان كما يقول عبد المعطي حجازي
يعجزني الرد عن الرد .. تأتي الكلمات لتقول أن نفوسا رقيقة تعبر كطيف حالم في سمائنا ينفذ لأرواحنا يجلو الصدأ .. خيط ماء عذب ينعشها .. أو .. لتعلمنا أن قاموس حياتنا صار يتسع لاستشهادات لا نعيها


مللت من طرق الباب .. أردت أن أراك .. سئمت من طول الانتظار .. عدت .. واكتفيت بإرسال التحيات .. ربما الآن أكتفي أن تظل أشواقي حبيسة صدري ، تستلهم ذكرى من صور لك في القلب ماضية


في العادة لا أسأل متى العودة .. لا أحب الانتظار .. أستيقظ كل يوم على أمنية أن الغائب عاد .. أمنية تعطي بعض دفق لحياة ميتة .. هذه المرة على غير العادة .. سألت ..ماذا أخشى .. أن أسافر أنا وقت أن يعود الغائب .. حيث لا عودة .. ربما



مشكل يحدث .. سوء فهم يقع .. يفتح الأبواب .. يكشف عن معادن البواطن .. يقشع الغيب عما حاولنا أن نخبئه .. أو حاولنا أن نستعين بضده في درء ألم محتمل

15 July, 2007

ياشيخ .. على سجادتي

سمعتها في برنامج إذاعي يستقبل اتصالات المستمعين أظنه كان يبث من إذاعة القرآن الكريم هنا بالمملكة


تقول :عمري 27عماما ، معي 10بنات وولد معاق ، وزوجي يا شيخ ما يدري عنا ولا بأحوالنا ، ما يعرف من فين نصرف ، لا يصلي ، يدخن ، ما نشوفه إلا نادرا .. وأنا يا شيخ على سجادتي .. والله .. أدعيله


الرد من الشيخ كان الآتي : قلوبنا معك ، والله شيء مؤسف ، استمري في الدعاء لعل الله يستجيب


في مصر تقال في مواقف هكذا ..كتر خيره . تعب نفسه والله


ماذا تنتظر هذه السيدة ، أو ماذا تريد أن تفعل بحياتها ، وما هذا الذي يدفعها للاستسلام لطريقة العيش المهينة هذه .. وماذا تفعل بهذه المسؤولية الضخمة لوحدها .. إن كان الجهل هو عذرها .. ما عذر الشيخ الفاضل الذي تولى الرد؟



وإذا ما كانت هذه السيدة لا تعرف الخروج من الدائر ة المغلقة التي ربيت عليها وغرست فيها ، فإن مثل هؤلاء / الشيوخ أيضا لا يريدون لها الخروج ... يحملهم تبعات ليس لهم بها قبلا .. وسيبدأ صراع بين صحيح الدين وعادات طغت قدسيتها عليه


هذا .. وتنشغل الطبقة التي تعيش في أبراجها العاجية بالجدل هل يسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة أم لا .. ويرد الطرف الآخر .. لا لسنا مهيأين لمثل هذا لانفتاح


أي قيادة ..وليس من خطاب ديني عام . يوجهها كيف تنتزع حقوقها عندما تسلب منها

08 July, 2007

هناك .. مغتربون

لمن ذاق مرارة التيه عنه .. أو تكبد عناء البحث عنه
ثلاثة أحرف
و .. ط .. ن
تعني الشيء أو تعني العدم !!
http://forhope0.blogspot.com

مغتربون عن وطن لا يصلنا به سوى اسمه .. وأرض لم تلامسها أقدامنا إلا حسب أجندة العطلات الرسمية لأولى الأمر أو الأهواء السلطوية التي تخشى أن تدنسها الثقافة المنحلة أو أن نعرف معنى أن يكون هناك وطن

مغتربون ليس ككل المغتربين .. مغتربون هنا .. مغتربون هناك ... هنا حيث نعيش اسما لا فعلا .. وهناك حيث البعيد عن العين بعيد عن القلب

مغتربون .. بلا هوية .. عن وطن ليس معنا منه غير ( جواز سفر ) يقول يوما ما كان هناك أصل ينتمي إلي

مغتربون بين سماء وأرض.. لا السماء أفسحت لنا .. ولا الأرض رضت بنا

مغتربون .. انتزعنا بقسوة من جذور لم نسعد بقربها .. لنزرع غصبا في أرض تلفظنا لا تعترف إلا بأبنائها

مغتربون .. في طريق لم نختره .. لرحلة لم نبدأها .. و علينا أن نكمل مسارا اختطه الغير ..دون أن تكون نهاية واضحة المعالم تتراءى في الأفق

مغتربون في ضياع بين الأنا والآخر .. وعقد التعصب العربية

مغتربون أتينا نبدأ رحلة الصمت والقسوة والتقوقع مع أسر بدأت في تشكيل عقولنا الصغيرة بأسطورة التميز وغرس قيم الانغلاق والتحيز والتفاضل والتحذير من الاختلاط بالآخر ( الدنئ) الجاهل الغير المسئول .. ونكبر قليلا لنصطدم بهذا الآخر المتعالي المتعجرف الذي يحذر هو أيضا ( الآخر ) القادم المتسول خيرات بلاده
بين الاثنين .. ننشأ في ذبذبة مريعة تفقدنا التفاعل البشري المتوقع ..تحرمنا مساحات الاطلاع !!..

مغتربون .. حيث يظل القادمون في ( جيتو) خاص بهم يعيشون أوهامهم العلوية .. ترتفع أسواره بالنظرة الدونية الموجهة إليه

تتفاقم المشكلة حين يبدأ ( الفلتر ) عمله حتى داخل هذا الجيتو .. نقترب ونبتعد حسب أجندة خاصة غير مسموح بتجاوزها .. لتجد نفسك في منظومة مغلقة لا تستطيع الانفكاك منها أو لا تملك غير الدوران في حلقتها المفرغة .. أو ترفض .. فتعرف الصمت أبا والقسوة أما والوحدة القاتلة تقتحم أرجاء حياتك

يأتي الصمت يسرق أحلى سني العمر .. تغتال القسوة براءة كل الذكريات .. تنتج شعورا بالضياع .. وتبدأ في التوقف .. لم أنا هنا .. وإلى متى أظل مرتبطا بأجندة لا أرغبها .. تحاول أن تصرخ فتكتشف انك نسيت صوت الصراخ .. آه وأنة مكتومة تريد أن تنطلق .. تعرف فجأة أن لسانك أصابه ما يشبه الخرس .. أتى الصمت على صلاحياته .. وانك طفل بحاجة لتتعلم الكلام من جديد

عمر مهدر يطوقك يتراءى أمام عينيك كظل شبح .. لم يتفاعل مع المكان ولم يتفاعل المكان معه ..فشلت سنين قد تربو على ربع قرن أن تنشأ أي علاقة إنسانية بينك وبين أرض تبتلع أيامك الماضية والقادمة والحاضرة .. بين جدران بيت تصيح دوما تذكر انك لا تمتلكني .. تذكر أنك لست تنتمي لهنا .. سترحل قريبا أو بعيدا .. لكنك سترحل


هنا مغتربون في رحلة بحث عن وطن
هنا مغتربون في محاولة تمزيق جدر الصمت .. نتحاور.. نتحدث ..نكتب ..نأخذ من آلامنا قبسا لدروبنا
هنا مغتربون .. نحو أمل جديد في استعادة هويتنا الضائعة .. أمل في .. أن يصبح لدينا وطن

24 June, 2007

كي جي وان دردشة

أطبق الصمت علي بفك مفترس .. بحثت في قائمة هاتفي المحمول عن شخص يمكن أن أحادثه .. تريثت .. لن يعني اتصالي بأي اسم من الأسماء التي لا تتجاوز أصابع اليد ، هي كل الأسماء التي تربطني بها علاقة ما .. سوى سؤال تقليدي عن الحال .. لن يتعدى العبارات المعتادة.. كيف الحال ؟؟ ... بخير .. وأنت؟؟ ..أنا بخير .. أخبارك ؟؟... الحمد لله .. وأنت ؟؟.. أنا كذلك .. الحمد لله
بعدها ستتوقف لكلمات .. وسأكون مضطرة لعبارة .. آه ..أردت فقط الاطمئنان والسؤال .. مع السلامة

لم لا أحد يطمئن علي .. لم لا أحد يبدأ بالسؤال .. لم أحيانا تصاب جسور التواصل الإنساني بالعطب .. تصبح عملية التواصل مؤلمة أو غير مجدية

هل أكتشف بعد هذا العمر أن لا علاقات عميقة لي مع أي شخص .. تبدو المظاهر خادعة .. تظل توهم نفسك أن ركنا شديدا بانتظارك .. ومع أول دفقة دفع يهوى ..ينهار كأن لم يكن ...لا لم يكن هو أصلا ..كنت أنت تؤمن بسراب

أريد أن أتكلم .. أن أسمع صوتي .. أن تطرق أذني نغمة معروفة .. تمر أيام .. أسابيع .. أستطيع أن أحصر الكلمات التي تلفظتها

أخيرا عرفت .. أن الكلام ربما بعض حياة .. وحين يموت لسانك أو يخرس فهذا يعني أن جزء منك قد مات أو أوشك

بعيدا عن قريب هاو .. بحثت عن بعيد لن يؤلم ألا يصمد

ذهبت لمكان افترضت أن رائحته المصرية .. ستبث بعض دفء لنفسي الموحشة

كانت المرة الأولى التي أتعامل فيها مع غرف الدردشة .. اخترت نافذة المغتربين .. افترضت أن الألم الواحد يجمع .. سجلت الدخول باسم .. مشتاقة لمصر

أتت الرسائل تطلب التعارف تترا .. قبلت بعضها ورفضت الآخر .. دقائق ووعيت معنى التعارف .. رفضت بأدب ..واتجهت للنافذة الرئيسة : لم لا نطرح قضية عامة نناقشها

قبل أن أكمل طلت نافذة حوار : ما رأيك في أبناء الصعيد ؟ .. ولاد بلد .. طيب ما رأيك أن .....................؟ صفعة قوية هوت على وجهي .. ما الذي فعلته كي ألق هذه اللطمة .. رددت أنت شخص سافل .. رد وانت حقيرة
وضحكة شيطانية : انت لسه يا ماما كي جي وان .. قضايا ايه انت اللي عاوزاة تناقشيها

انهمرت دموعي ..خرجت .. لملمت نفسي .. حاولت أن أحتضنها بحنان .. أحسستها نافرة حتى مني .. سامحيني هبة

17 June, 2007

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
بقدر آلامي .. بقدر شوقي .. بقدر غضبي

27 May, 2007

ما وراء الشمس


كان اسم برنامج قدم على قناة الجزيرة يتحدث عن التعذيب في مصر،حالت الصرخات التي افتتح بها أن أكمله

ما وراء الشمس...حيث يصبح الإنسان لا إنسان : وحش .. وضحية لا يتبقى لها من آدميتها شيء

ما وراء الشمس حيث يصيح الجلاد أنا ربكم الأعلى .. تريد حياة ؟!.. ابق طوع بناني .. خذ مكان الكلب الذي أضعته : أركلك فتأتي تقبل قدمي .. أرمي لك بالفتات فتخرج لسانك تشير أن لك الشكر الموفور .. ثم لي النعمة والمنة أن جعلتك كلبي

ما وراء الشمس ..حيث لن يصل لنجدتك أحد .. وستدفن دون أن يشهد موتك أحد .. حين تقول يا رب فيرد أي رب؟! مثلك يعرف ربا!! .. عفوا نسيت أن معرفتك به تحول عني ذلك

ما وراء الشمس ..حيث روائح منتنة من الظلم والجور ودم يسيل وجسد مثخن يشتكي أن البشر لم يعودوا بشر



كان يوما داميا أشرفت فيه على الموت .. هو بكل جبروت وطغيان بكل ما طالته يده يحاول أن يعيد تربيتها وترتيب ما تشعث من فكرها على سبيل أن هذه الجراح المؤلمة ستترك آثارا تذكرها أن هذه عاقبة الانتكاس عن النظام

كانت تقرأ في الكتب .. لم تعرف أن الأسطر ستتحول على يديه وقائع ..كانت تشاهدها تحدث من قبل ، لكنها الظنون الخادعة الذي أغرتها بالمسافة التي تبعدها عن لهيب النار المندلعة ... منت نفسها أن تغيرا حدث دون أن تشير المعطيات إلى أن شيئا تبدل

كانت بكل ضعفها تقاوم .. تتمنى من أعماقها لو لها من القوة ما تملك عن ردعه .. تكره أنها فتاة .. ربما لو كانت رجلا ما كان استضعفها .. لوهلة تظن أن هذا ثمنا مستحقا لحياة كريمة لا تصبح فيها أمة .. تطغى الآلام ويراودها التسليم .. وتتذكر فجأة أن هناك ربا لا يرضى بالظلم .. تحتمل .. ويراه هو تحديا، ويمعن في التعذيب بوحشية .. تنهار وتهرب تظن أن هناك منجى لدى جهات مسئولة تدفع عنها

لم تعرف صاحبتي ألا قانون هنا في المملكة يجرم ما فعله والدها بها .. لم تكن تعلم عن حسن نية أو سذاجة أن ليس من يحاسب الولي عن رعاياه .. هم رعاياه من ضمنيات مملكته ..هو حر في هذا القطيع يسوقه كيف يشاء .. وله الحق أن يعاقب البهائم الشاردة بالذبح لو أراد لتستقيم البقية

لماذا أقول بكل ثقة هنا .. هل لو كانت في مصر مثلا أكان هناك من يعيد لها آدميتها المهدرة .. لا أعتقد ... أظن أن كل ما يقال عن حقوق المرأة في عالمنا العربي طنينا فارغا يتسلى به ... ولا أعرف حسب علمي قوانين جادة ترى العنف الأسري بعين الاعتبار .. قوانين بعيدا عن متاهات قضائية لا مخرج لها
نتحدث عن معدلاته .. في أسبابه .. عن تأهيل الضحايا .. ربما عن كيفية تفاديه .. لكن ماذا عن العقاب الذي يرتدع به المعتدى؟؟؟ .. الإجراء الذي يمنعه من أن يكرر فعلته؟؟ .. خاصة لو دخلنا في مناطق شائكة تلفها التقاليد بحجبها الكثيفة ..كيف نمنح الأمان للمعتدى عليها أن تكسر حاجز الخوف .. الخوف من المعتدي .. والخوف من الفضيحة .. والخوف من نظرة المجتمع لها .. الخوف الذي يمنح المعتدي أمانا ومزيدا من المضي في الطريق .. كيف نمنع أيضا أن يتخذ العنف مجرى آخر يدفع فيه المعتدي بنقمة غضبه أن طاله قانون عاقبه وكسر سلطته المطلقة وحطم جبروته


بعيدا عن مسميات الحفاظ على سمعة العائلة ..وأنت بنت لا يصح أن تفعلي هذا ... المجتمع لا يقبل بهكذا تصرف .. وبعيدا عن أن تصنف المطالبة برد الاعتبار وأخذ الحقوق نوعا من العقوق في محاولة لإيهام أن الشارع يقبل بهذا .. يجب أن تتحرك المتضررات - أنفسهن - لرفع الضرر .. لا يصبح الظالم ظالما إلا حين يسمح له ضعفنا أن يظلم .. حين يصبح تنازلنا المطلق حقا مكتسبا يطالب به


صديقة تقول لها الإنسان أي إنسان ليس شرا مطلقا أو خيرا مطلقا هو مزيج من هذا وذاك وهكذا تمضي الحياة.. ماذا لو كان هذا الخير ينتهي عند حدود عدم الاختلاف معه .. ينتهي عنده هو .. ويبدأ الشر حيث يبدأ التعامل مع كلمة لا .. ماذا لو أن الشر يطغى بحيث يكون له الأثر الأكبر .. لم يكن هتلر شرا مطلقا .. لكنه الشر الذي محا أي أثر للخير
تقول لها لم تكوني ابنة مثالية كانت لك أيضا أخطاؤك .. لم تطلب مثالية ، ولا تتوقع أن تنتهي الأخطاء لكنها تتحدث عن أسلوب في التعامل ... بما أني أختلف معك فلي حق قمعك بالقوة .. سأجعل منك عبرة لكل من تسول له نفسه قلب نظام الحكم

تقول لها تسامحي لا تصعدي الموقف .. كيف تفعل وهي لا تحمل قلبا ملائكيا .. قلبها البشري يقول كيف يغفر ما لم يعترف الآخر انه أخطأ ولا ضمانات أن لا يخطئ مرة أخرى .. من يعيد لها الإحساس بالأمان .. أو حتى نوما بلا فزعات !؟؟








"تتحول الجروح الأليمة تدريجيا إلى جروح أليفة يمكن احتمال آلامها .. ثم تتحول مع الأيام إلى ندوب لا تؤلم لكن أثرها لا يزول "
عبد الوهاب مطاوع

12 April, 2007

هل يأتي الموت ليرحم



عبارة وضعتها ( نيك نيم ) على ( الماسنجر) لأيام

انهالت الاستفسارات : ما بك بائسة ، ما الذي أوصلك لهذه الدرجة ، نخاف عليك

ظن الآخرون أنها حالة طارئة أو مفاجئة فرضها حدث أو موقف معين ، أو هي حالة من حالات الاكتئاب التي تنتاب البشر من حين لآخر ، أو أن البئر فاضت كما يقولون

ليس الأمر هذا ولا ذاك ..هي أمنية لم تولد أمس ولا أول أمس .. ولدت منذ زمن أدركت فيه معنى الندم والألم وتسرب عمري من بين يدي

منعا لقلق أصدقائي ، وكرهي أن استدر عطف من حولي .. حذفتها؛ حذفا لا يلغيها من أفكاري أو لا يجعلها أغلى أمنياتي


صديقتي تقول تمنى الموت سلبية ،واليأس سلبية
أتمنى الموت نعم ، لكن لا أجلس دون حراك في انتظاره ، أحاول أن (أصنع حياتي ) بأفضل ما يمكنني ، أنجح مرة ، وأفشل مرات .. يكفي أني أحاول

أما أن اليأس سلبية ، فلست أعرف معنى اليأس ، كما أني أيضا لا أعرف معنى الأمل !! ، لست يائسة ، لست آملة ، لست أي شيء!!.. هي الحياة التي تحدث عنها د عادل صادق : حياة يمتنع فيها الحلم ، فتفقد الدهشة والحدس ، تفقد إدراك اللحظة القادمة ، تندثر تماما اللحظة السابقة ، فتضيع تماما اللحظة الحاضرة

أضحك وأبكي ، ولا أحس ببهجة الضحك ولا طعم البكاء
ترى عيني الجمال ، وتعرف انه جمالا ، لكنه لا يزيد فسحات الأمل لدي ، تلتقط أنفي الرائحة الحلوة لكنها لا تنفذ لروحي ، أستمع للطرب فتطرب أذني دون إحساسي

البارحة كنت أفكر .. ماذا بعد الموت .. القبر ..الآخرة .. لا أستطيع تخيل صورة ما للحياتين البرزخية والأخروية

هل سيعذبني الله ، أم تراه يغفر لي .. هل سيكون الموت فعلا رحمة لي ؟ أم هناك تنتظرني جنهم التي لا قبل لي بها؟ .. وجدتني أخاف هناك وأكره هنا ولا أعرف بين الاثنين موضعا
لكن الله رحيم .. يعلم الضعف البشري .. وبالطبع سيعذر.. لذا أنا أصنع الحياة !...سأقول له عندما ألقاه لقد بذلت ما في وسعي ، حاولت أن أقدم أفضل ما لدي

24 March, 2007

هذيان بعد ليلة أرق

ما الذي تعنيه كلمة صديق : شخص يهرع إليك في الضيق ..يهب فزعا حينما تكون في ورطة !؟
جميل .. لكن ماذا عن شخص تود أن يسأل عن حالك قبل أن تفصح .. من حين لآخر يسأل ما الأخبار وإلام وصلت الأمور!! .. مجرد سؤال ينبئك أنك في ذاكرته ، وأنك لم تعد بعد مرحلة عابرة
ماذا عن شخص يدرك أنك خجلت من كثرة طرق الأبواب .. وأصبحت تتحرج من أن تصبح ضيفا ثقيلا يقتحم مساحات حياته

أمس كنت في حال سيئة .. بحثت عن أي أحد لكني لم أجد أي أحد .. وخجلت أن أبحث عن هذا الأحد
أشعر أني على أعتاب تجربة جديدة ..كنت أحتاج لمن يفكر معي .. يعطيني رأيه .. كنت خائفة .. أحتاج لأي نوع من الدعم


اليوم صباحا وبعد ليلة لم أذق فيها طعم النوم بسبب التفكير ، عرفت خبرا أصابني بالصدمة ، كم كنت مغفلة .. أتمنى لو أن الذي فهمته غير صحيح .. وأن تتحول كل هذه الاستنتاجات التي في رأسي لسوء ظن وأوهام باطلة .. ولكن الأمور لا تأتي كما نتمنى دائما



أحتاج لكتف أستريح عليه .. ظهر أستند إليه .. كف تمسح شعري بحنان .. صدر يحتضنني بدفء

22 March, 2007

هو المكان ده في القاهرة

كنا أنا وأختي نشاهد نشرة الجزيرة مساء أمس الأول .. عندما شاهدنا الخبر المتعلق بحريق قلعة الكبش
أختي التي تبلغ من العمر 16 سنة ولم تذهب لمصر سوى ثلاث مرات .. ولم ترى من القاهرة سوى جانبها المشرق.. سألت ببراءة : هبة ازاي دوله من القاهرة شكلهم مش كده خالص.. أصلا شكل المكان ميدلش إنه في القاهرة ده محلص الصعيد ..والصعيد الذي تتحدث عنه هو الصعيد الذي ذهبت إليه في زيارة خاطفة سنة 97

أخذت أشرح لها معنى العشوائيات .. وان القاهرة ليست فقط ما رأته داخل حدود المعادي

أحسست أن المنظر يذكرني بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان .. لا عفوا ..شيء أسوأ من هذا .. ربما اللاجئين الصوماليين في كينيا، ولماذا اللاجئين؛ أليس الصومال كله على هذه الشاكلة ؟

المهم أتت الصور من قلعة الكبش هذه، تخبر أن النار التهمت كل شيء ..ثم ظهر بطل الدفاع المدني الهمام ليقول أن كل شيء على ما يرام وسيطرنا على الوضع ولو إننا تأخرنا حاجة بسيطة وطلبنا مساعدة القوات المسلحة بكل بصفاقة أمام كاميرا ترصد من حوله المرارة كما هي

أرخص شيء في بلدنا هو الإنسان .. لا .. الإنسان المصري على وجه الخصوص ، أما الإنسان الذي يحمل جنسية أخرى فترتبط قيمته بقيمتها صعودا أو هبوطا .. يعني بلد مثل السودان سنكون نحن وإياه في الهوى سوا .. وشخص بترولي ستكون قيمته بقيمة بترول بلاده .. وواحد خواجة .. طبعا لابد أن ينال ( السوبر ) في كل شيء لزوم الصورة المصدرة خارجيا

ما شعور إنسان يخسر كل شيء مع أنه لا يملك أي شيء؟! .. ما وقع فقد اللاشيء هذا ؟! .. ثم ما شعوره تجاه من يملك كل شيء.. ولا يشعر بذلك ويسعى لمزيد من الامتلاء على حساب من .. لا يهم ..هذا ليس على جدول حساباته .. المهم أن أصفاره مازالت تتضخم

أتخيل أن صبر هؤلاء بلا حدود .. وأن انتهاء قدرتهم على الاحتمال يبدأ معه عهد أسودا لمصر!! ، أولسنا نعيشه ؟! .. لا ؛ فما زالت قيم التراحم في المجتمع موجودة نوعا ما .. ولا زالت عشوائيات القاهرة تعيش بسلام مع من حولها .. وحين يزول ذلك ويبدأ المحروم بإهدار حقوق من حرمه ..والبدء في أخذ حقه بالقوة .. حين يمتلأ صدره بالحقد المسموم ، سيأتي على الأخضر واليابس ، ولن يفرق حينها بين من سلبه ومن لم يفعل .. سنعرف أننا كنا في نعمة كبيرة رغم كل ما نعانيه

اختتم حسين عبد الغني تقريره بأن هذا هو الحال بينما تتقاتل النخب المثقفة من أجل تعديلات دستورية
هذا هو الحال الذي أراد النظام الحالي أن يصل به لمصر أن تنشغل بحالها عن حاله .. أن يشغلها همها فتغض النظر عن سرقاته وإهماله لها
المشكلة عندما يبدأ في إهانتها والإمعان في تهميشها حينما يتغني ببرامج مبارك العظيم والعبور للمستقبل .. ويأمن الظالم الدهر ويقظة الذين سحقهم بلا رحمة
الناس أصبحت مشحونة .. والفتيل بحاجة فقط لشرارة .. والمعنيون يتعامون عن الخطر المحدق بمصر ، والقنبلة الموشكة على الانفجار .. لك الله يا وطني


مصر حالي معك كحال ابن زيدون مع قرطبة في قوله
أعاني من هم بغيض وحب قاتل لعجوز درداء بخراء سهكة تدعي قرطبة

غير أني بتفاؤل ليس في محله أومن أن مصر لا تشيخ أبدا ،، وأنها تملك نوعا من السحر الذي يعيد إليها رونق الصبا كلما مر الزمن .. لتتوهج أبدا

20 March, 2007

كلام انشا

كلام انشا على رأى الدكتور أسامة
حيث الإنشاء هو الكلام الفارغ أو اللغو .. أو هو الكلام الخال من المفاهيم
وبقدر عدم فهمي توصيفه لكثيرمن كلامي بالإنشائي .. بقدر ما أتفق معه أن ما أكتبه الآن لن يكون سوى نوعا من هذا الإنشاء
ليكن كلاما إنشائيا أو لغوا أو حتى كلاما فارغا .. أحتاج لهذا اللغو !! .. أحتاج للبوح بأي شكل ولا يشغلني أن أبحث عن توصيف لما أكتبه
المشكلة أني في هذه اللحظة لا أعرف ما الذي أود كتابته على وجه التحديد .. أشياء كثيرة في نفسي متضاربة مختلطة .. هائجة.. لدرجة أني لا أعرف السبيل لإخراجها أو حتى لتصنيفها .. قلت ربما العودة للكتابة يفعل ذلك .. يضع الخطوط العريضة التي علي أن أتعامل معها

في قصة ل د أيمن الجندي يحكي عن شجرة هندية استزرعها أحدهم في مصر .. تقول :غريبة أنا في هذه الأرض .. انتزعوني من بين صديقاتي .. قسرا في أرض غريبة صلبوني.. الأشجار حولي تتحدث لغة لا أعرفها .. يتبادلون نكات لا أفهمها


هذي هي حالي أنا أيضا .. أشعر أني أتكلم لغة وحدي .. لغة لا يفهمها غيري.. صديقة عزيزة تقول هبة أنت تعيشين أيام الأبيض والأسود .. أيام أم كلثوم وشم الهوا .. كما لو أنك في السبعين من العمر .. يا بنتي عيشي عمرك .. امنحي عقلك قليلا من الراحة

لماذا لا أشعر أنا بهذا .. من عليه أن يتعلم لغة الآخر .. أنا أم الآخر .. أم أن سؤالا كهذا يبدو إفراطا في الأنا .. ويجب أن أتوصل بطريقة ما لقاعدة من لغة مشتركة .. ماذا لو لم أستطع ؟؟ هل أظل في هذه الغربة ..هل يجب ألا أشغل نفسي بالتفكير في أمور من وجهة نظرهم لن تفيدني .. أليست المعرفة في حد ذاتها فائدة ثمينة

العجيب أن هذه الغربة تتلاشى فور أن أنفصل عن الواقع بين دفتي كتاب .. أو على شاشة حاسب أقرأ عليها ما أحتفظ به من مقالات

هذا ما أفتقده التواصل العقلي أو الفكري.. لا أجد أحدا ممن حولي يفعل ذلك .. وهذه الحال تقتلني .. أحتاج كثيرا أن أتناقش .. أن أستفسر.. أن أتحاور .. ولكني لا أجدا سوى شخص واحد ..هو نفسي .. أسأل وأجيب .. واصرخ فيرتد الصوت من حيث أتى
الصراخ !!.. تذكرت .. مذ أيام كنت على البحر ..في يوم من أيام جدة القلائل ؛ حيث اعتدال الطقس يوحي إليك أنك أخطأت المكان .. في كل مرة كان يهب فيها الهواء قويا .. كنت أشعر برغبة شديدة في أن أصرخ .. أصرخ بكل ما أملك من قوة ... وبتلك القوة منعت نفسي من فعل ذلك .. منعا من إحراج صديقاتي .. ( ولمة الناس علي ).. و الحوقلات التي ستنطلق متأسفة على عقلي

من أنا.. ولماذا أنا على هذه الحال .. وكيف أصل للحقيقة .. وما هو كنه هذه الحقيقة أصلا .. وهل هناك حقيقة واحدة .. ومتى أعرف أني اقتربت أو ابتعدت .. لا أدري


لست أشتاق لوطني فحسب بل أشتاق للحياة .. أشعر هنا بالحياة الميتة .. الحياة التي لا طعم فيها .. لا أدري هل هو نفور طبيعي من بلد أجبرت قسرا على العيش فيه ..أم لأني لا أجد هنا ما يمكن تسميته بصور الحياة

حيث أخرج لا أرى في أغلب الأحيان سوى لونين أبيض وأسود .. ما الحكمة في توحيد لون الزي .. وإذا كان للرجال حريتهم في عدم ارتداء الزي الوطني .. تظل النساء هنا أسيرات للون الأسود .. هل أبالغ وأبحث عن الكآبة حينما أشعر أن شيئا مثل هذا يخنقني .. أن تختزل كل ألوان الحياة في هذا اللون .. بل في نمط واحد هو العباءة !! ..مع أن كلمة عباءة بمفهومها التقليدي لم تعد تتماشى مع ما يلبس اليوم !!.. من الممكن أن تضعي غطاء الرأس جانبا .. لا بأس ما دمت ترتدين العباءة !! .. مفتوحة ..من الشيفون .. الملابس التي تحتها تنافي العرف العام .. لا يهم .. المهم أي شيء أسود يسمى عباءة



أشتاق لمجرد تجوال في الشارع دون عبث المتطفلين ..ومعاكسة أصحاب السيارات .. مجرد تجول على قدمي ينبئني أنني ما زلت أعيش

هل أبالغ حينما أقول أن حياة دون فنون ليست حياة .. أشتاق للمسرح .. لدار الأوبرا .. لحفلات نصير شمة وماجدة الرومي ..وباليه كارمن .. لشاشة سينما .. هل أشتط في هذا .. هل سيوجد من يشاركني الرأي في أن هذه الأمور ليست ترفا ..إنما أدوات مهمة تشارك في إثرائنا..وتملك الكثير لتجديد أرواحنا


مع كل طائرة أسمع هديرها أتخيل كما لو أن حبلا منها سيلقى إلي لأتسلقه .. وأذهب بعيدا .. أحلم بالحصان الأبيض دون فارسه .. الذي سيأتي ليأخذني لدنيا غير الدنيا ... أماني حالمة لن تتحقق .. أعلم ذلك .. بالنسبة لي هي مسكنات موضعية تشغلني عن الاشتغال بحالي
كم سنة أستطيع قضاءها هنا سنة اثنين ثلاثة .. لا أعلم

ماذا لو لم أتزوج .. أظل أسيرة للأب الذي يرى ولايته علي حق يتملك به آرائي وتفكيري وحرية اختياري ؟!.. هل من حقي المشروع أن احلم مجرد حلم أن ينزاح هذا الأب ؟؟ .. أم أكون فاقدة لإنسانيتي ؛ بأنها إساءة لمن أحسن إلي .. ثم هل يعني الامتنان أن تظل عبدا للمحسن إليك ؟؟ .. أن تظل تدور في فلك حبه المشروط .. ماذا لو كنت لا تريده .. أيهما أفضل من يكرهك ويعطيك حريتك .. أو من يسجنك بحب لا يريد أن يرى فيك سوى صورة لما يؤمن هو به ؟؟



دائما تتراءى أمام عيني مقولة محمد سعيد العريان في تصديره لكتاب المساكين للرافعي : " بعض اللحظات التي تفيض فيها النفس بالألم ، يحس الإنسان كأنه شيء له في نظام الكون إرادة وتدبير ، وأن من حقه أن يقول للمقدور : لماذا أنت في طريقي ؟ .. فتراه في بعض نجواه يتساءل : رب لم كتبت عليّ هذا ؟ لماذا حكمت بذلك ؟ ما حكمتك فيما كان ؟ ألم يكن خيرا لو كان ما لم يكن ؟.. ثم يتوب إلى نفسه ويفئ إلى الحق فيعود معتذرا يقول : رب، لقد ظهر حكمك ، ودقت حكمتك فمغفرة وعفوا"

في محنتي الأخيرة ..بحثت عن وجه الحكمة هذا و لم أصل إليه ، ثم حدثتني الأيام به .. وعدت مستغفرة ربي

من أبرز الصور التي لم أكن أستشعر روعتها كما أستشعرها اليوم .. كرم ربي الذي لا حدود له
يخلق ويعبد غيره .. ويرزق ويشكر غيره .. ثم يمهل ..ويمهل
يخلقني ثم يترك لي حرية اختياري في أن أعترف به كخالق أو لا !! .. ويرجئ الحساب لعلي أعود
ووالدي العزيز يتحكم في معالم الطريق الذي أريد اختياره .. بحجة أني في بيته وأن له الفضل في قدومي هذه الحياة



نبتة وليدة..كنت أخشى عليها كثيرا .. من يومين علمت أن جذورها أقوى مما كنت أتوقع وعلي أن أكف عن القلق بشأنها .. ومنحها مزيدا من الثقة

28 February, 2007

ومضات ساعة

ورد متنقل
تحس بشذاه أينما ذهبت .. وينعشك عبيره كلما ابتعدت أو اقتربت .. يلقي بشباك من الطهر والصفاء لا تملك لها ردا إلا على طريقة قصيدة نزار ... زيديني عشقا زيديني
هذا وصف صديقتي .. التي تشدني حبال ودها كلما غرّبتُ أو شرّقتُ في معاملاتي معها .. ويسكرني الأريج الذي تبثه رغم بعدها .. يهبني نشوة الحياة

أتخاصم معها .. وأمسك لساني عن أن يتحدث إليها .. وتأتي دفقات من عطرها الفواح لتنبّه دماغي أنه لا يستطيع!! .. ليقول لي بدوره .. لا أقدر .. لا أقدرعلى الجفاء .. لا أقدر على هجر روضة فيحاء



الحياة ثانية
على حين غرة تنقلب العلاقات الإنسانية ذات الطابع الروحاني الخالص لعلاقات عمل جافة لا روح فيها .. وتتحول الأرض المشتركة الخصيبة لأرض قحلة لا ترجو المطر .. إنما تشتاق حتى لقطرات من ندى
فجأة تموت الكلمات على الشفاه ويصاب نبض الشعور بشيء يشبه السكتة الدماغية .. أو ما يشبه الرقدة في ثلاجة الموتى

وفجأة أيضا تدب الحياة في الجسد الميت .. وتسري الروح تعلن انتصارها على مادة من طين .. وتنهض المشاعر من غيبوبتها .. لنعرف أن الحياة لا تستطيع أن تسلبنا ما نريده .. وأن الدنيا التي يتحدثون أنها تعاني من جفاف المشاعر مقدّر لها أن تتبدل عندما نريد .. نحتاج إلى أن نخطو خطوة أولى .. ربما كانت مجرد ابتسامة صادقة



شكرا مرآتي
مرآة تريني صورتي دون زيف .. دون رتوش .. شكلي قبل عمليات التجميل ... مرآة لا تعكس وجهي .. تعكس صورة نفسي .. فكري .. وتنقلب إلى ميزان شديد الوطئة .. لتقييم أفعالي
يعرف الاطمئنان طريقه إلى نفسك عندما تعلم أن هناك من لن يزين لك خطأك .. أو يهول لك صوابك .. سيقدم النصح الذي لا تشوبه أي مصلحة .. وسيقدم لك اللوم المشوب بالإشفاق عندما تزل قدمك ..وهو يفعل الاثنين بالأريحية نفسها ... هذا الشخص لا يهم كم يبعد من قلبك ... خطوات أو أميال أو حتى آلاف الكيلومترات .. يكفي أن يقدم لك مرآة لا تستطيع الوصول إليها ما لم يقدمها

هـــي .. كانت هذه المرآة أصغر أياديها البيضاء علي ..ومكانها بضع انشات من سويداء القلب!! .. شكرا مرآتي



وطني
اشتــــــــــــــــقت إليك

24 February, 2007

عغل خهعل قخه نلبر

هل تفهم .. فأنا لا أفهم .. أحاول أن أجعل عقلي يفهم !! .. لكنه يأبى و لا يرى سوى كلمات مبهمة تنتج جملة مبهمة .. ربما يوجد الجهبذ الذي يصنع منها غير ذلك .. يصنع مفاهيم أو قراءات ذات دلالة معينة

مثل هذا المواقف السياسية المتخذة .. أحاول أن أفهمها .. لكني لا أستطيع .. وأرى ذاك الجهبذ الذي يدعي أنه يفهم يصرخ محاولا أن يجعلني أفهم .. و خلايا مخي لا ترى إلا فقاقيع لا تستطيع الإمساك بها


أنظر إلى أحوال حزب الله في لبنان .. وبالطبع لا بد أن يرتفع نظري إلى الصورة المعظمة حسن نصر الله .. لا أنكر أنه بطل مقاومة أعاد إلى الأذهان حلما بالأمجاد الضائعة .. حلما يتجدد مع كل انتصار للمقاومة أيا كانت وأيا كان موطنها
لم يعجبني أن يستغل حزب الله ورقة نصره ليفتعل الوضع الراهن

مربط الفرس أنني لا أفهم – ربما لغبائي – كيف ينقلب الحزب على مجموعة تسمى 14 آذار .. وهو قد كان داعما لها في الجولة السابقة عند إسقاط حكومة عمر كرامي

هل فجأة استيقظ حزب الله على أن التيار الذي تحالف معه ينفذ الاملاءات الأمريكية ??!! .. هكذا فرك عينيه ليرى الوضع كما هو .. لا أدري لأني لا أفهم .. شيئا يفهمه الجهلة .. وهو أن شيئا لم يتبدل .. وأن الخُطى التي رضي حزب الله أن يتحالف بموجبها مع 14 آذار لم تتغير

منطقة مبهمة تنتج عن المنطقة المبهمة الأولى .. أني لا أفهم كيف يقف حزب الله ضد الهيمنة الأمريكية .. و إيران التي يواليها هي صديق الشيطان الذي تعلن كرهه على الملأ

فأنا لا أفهم العداء المعلن بين إيران وأمريكا .. في حين أن عقلي عندما يحاول أن يفهم يجد هناك نوعا من التحالف المعمق بينهما يظهر بجلاء رغم كل أقنعة العداء المزيف



لا أفهم كيف تدخل حماس انتخابات لخلق نظام تشريعي قام على اعترافات أوسلو .. ثم تنكر أوسلو ونتائجها وتوابع نتائجها !!! .. الذي أفهمه أن السلطة –بفتح السين أو ضمها!! -الفلسطينية لم تولد إلا من رحم أوسلو .. ما لا أفهمه هو محاولة حماس اعترافها بوليد لا تعترف بأبويه
لا أفهم أيضا ما الذي تعنيه مشاركتها في حكومة وحدة وطنية تترك أمور التفاوض بيد منظمة التحرير .. ثم تصرخ لن نعترف بإسرائيل .. ما لا أفهمه كيف لا يجر الاعتراف بشيء الاعتراف بما يعترف به ذلك الشيء

لا أفهم دعم دمشق الصارخ للمقاومة اللبنانية فحين أنها لا تحرك ساكنا لتحرير أراضيها المحتلة حتى لو بمجرد بتصريحات جوفاء
أستمع لنفر يهتفون بالأسد وصموده في وجه الضغوط الأمريكية.. وحمايته للمعقل الأخير لما يسمى القومية العربية .. ولا افهم لماذا لا يتحدث أحدهم عن تقاعسه عن تحرير الجولان


لا أفهم كيف تتحول الأوثان إلى أبطال .. وكيف تصبح قمامة التاريخ غرته المحجلة ..أفهمه في أذهان العامة .. لكني لا أفهمه في عقول الصفوة ..أمثال من تغنوا بالشهيد صدام !!!! .. ربما صدامهم غير صدامنا

02 February, 2007

اللحظة الأخيرة

أكتب هذه المدونة من أمام مقبرة ( المعلا ) في مكة .. حيث أطالع قبوراَ لا يرمز لوجودها سوى وجود حجرين أو ثلاث لكل قبر دون أي شواهد من أسماء .. وهنا وهناك أطالع أحدهم يقف أمام مجموعة منها .. ولا أعرف إن كان يميز حقا قبر فقيده .. أم يلزمه فقط أن يوجه روحه لتلتقي بالروح الغائبة الحاضرة



كانت تحدثني صديقتي عن الواجب.. وأن هناك واجب جميل ، وآخر يشق على النفس .. ويظل في كلا الأمرين واجبا لا بد من القيام به .. هوت النفس أم لا
كان ذهابي لتعزية صاحبتي واجبا من النوع الثاني.. وكان لابد من القيام به .. فقط لأنه الواجب

ذهبت .. ولم أكن رأيتها من 7 أو 8 سنوات .. كنت في طريقي أحاول أن أتذكر معالم وجهها .. وسألت نفسي .. ما الذي يمكن أن تفعله الفاجعة بهذه المعالم؟! .. أعرف كيف يُهدي الهم سنوات إضافية من العمر في لحظة واحدة


شيء ما قد يظل رابضا في أعماق النفس متخفيا .. لا تعرف بوجوده إلا لحظة تمرده أو استثارته

هذا الشيء انطلق من عقاله لحظة رؤيتها : الود القديم ... علاقات مع طول مدة تجمدها لم تفقد حرارة روحها

لم أستطع أن أتفوه سوى بكلمة التعزية التقليدية : أعظم الله أجركم، البقاء لله .. وخرس لساني بعد ذلك .. كانت نظرة واحدة لوجهها تكفي لأعلم أن أيا نوعا من محاولة التسلية أو التصبير ضربا من الحمق والبلاهة لا مبرر لهما

قالت وهي تودعني .. شكرا هبة لقد ذكرتني بالأيام الحلوة !!.. هل كانت كذلك؟! .. نعم !.. كانت أوقاتاً حلوة يا سارة


اليوم أقف مع صاحبتي على قبر أبيها لتقلي النظرة الأخيرة قبل سفرها النهائي للوطن

أحسست أن شيئا ما داخلي سينفجر .. بحثت عن أي ورقة وأي قلم .. ولم أبالي بالعيون المتطفلة .. أحتاج أن تجد هذه المشاعر وسيلة ما للخروج

كيف يشعر الإنسان عندما يفعل الشيء للمرة الأخيرة

أن يودع مثلا مدينة أو منطقة ما.. أن يودع الأماكن والطرقات .. الأشخاص .. ربما الأرض والسماء .. ماذا عن أن تودع ما يمد روحك بالحياة .. أن تودع الأحبة


ماذا عندما تودع أذنك جرس صوت حبيبك .. وتعرف أنك ستفتش عن رائحة كنت تميزها فلا تجدها فتحاول أن تملأ صدرك بها
كيف عندما تحاول يدك أن تختزن ذكرى لمسة أخيرة .. تخشى أن تمسك أي شيء بعدها فيضيع عبق الذكرى
كيف عندما تجاهد عيناك أن تلحظ كل تفاصيل وجه تلقي عليه النظرة الأخيرة .. تفاصيل ربما لم تكن تلفت إليها أو تعرف بوجودها

ولا تكتفي الدنيا بهذه القسوة .. بل ترغمك .. أن تشحذ حواسك كلها لتقف على قبره الوقفة الأخيرة


أقف الآن شاهدة على هذه القسوة .. قسوة لا تستطيع حصيلتي اللغوية التعبير عنها .. ربما لا شيء يصفها كما تصف هي نفسها : ق س و ة
نحاول أن نجسدها أو نقربها للفهم فنقول قسوة كقسوة الحجر .. ولكن هذا لا يصفها

فقط أتمنى أن أحد الأحجار التي أشرف عليها في هذه اللحظات يحل محل قلبي .. ربما يجنبني هذا مشاعر لا أجد فيها غير ألم بغيض ينهكني


حررت هذه الكلمات صباح اليوم الجمعة من أمام المقبرة -

31 January, 2007

هل أنحاز

هل أنا حقا متعصبة لمصر ؟؟!!.. هل أنحاز إليها بشكل واضح ؟؟!!.. نعم
لماذا .. كانت الإجابة.. لا أعلم !! ... ربما لأنها الوطن
لست أتعصب لمصر القبطية .. ولا أنادي بمصر الفرعونية .. وأستهجن مناداة البعض تمصير مصر !!.. في الوقت ذاته أنحني أمام هذه الحضارة احترما ... وأهيم شغفا

أنا أتعصب لمصر القائمـة ... بكل تاريخها وماضيها .. حاضرها ومستقبلها .. مصــر أم الدنيا

هل هذا عيب في .. نعم .. قد يكون ! ... يشفع له أنني لا أنحاز إليها في باطل .. ولا أجّمل عيوبها .. ولا أستمرئ أخطاءها
كل ما في الأمر أني أراها بعيون محبة عاشقة .. والعيون المحبة ترى ما لا يراه غيرها .. هذا هو الأمر ببساطة

يقولون الحب أعمى ..وبه ينقلب الباطل حقا ... وأنا أرى أن حكما مطلقا كهذا غير صحيح

أحب الرسول عائشة
.. ولم يشفع ذلك حين ذكرت خديجة بسوء ... وأحب مكة وقال يعلم الله أنك أحب البلاد إلي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت .. ولم يمنعه ذلك من الامتثال بأمر الهجرة

أراني أنحاز لمصر بكل ما فيها
أنحاز للوجوه المصرية .. أبحث عنها حيث أنا بعيدة عنهم
وعندما كنت هناك في مصر الحبيبة ... أرى في تلك الوجوه ما لا أراه في غيرها
هل أجانب الحقيقة عندما أقول أن لا شئ يمثل الدفء ويحمله كالوجه المصر ي ؟؟!!.. ربمــا



أحببت دوما البحر في جدة حيث الشاطئ الممتد إلى مالا نهاية ... و أرى أن لجمال المياه نصف جمال الطبيعة في هذا الكون .. أحب رقة الماء وصفائه .. كما أحب هيجانه وزمجرته أحب ألوانه المتدرجة صباحا ومساء مع شروق الشمس وغروبها


لكني عندما زرت شاطئ النيل الحبيب .. عرفت كيف ينقلب الجمال سحرا يُذهب العقول
لهواء النيل هواء غير الهواء .. هواء لا ينفذ إلى الصدور فحسب .. بل إلى العواطف أيضا

عشقته و حاولت أن أركض وراءه حيث يذهب .. وحيث يتسع .. ذهبت في زيارات قصيرة للمنيا وسوهاج .. وأقمت أياما في الأقصر وأسوان .. كنت أقف .. وأحاول أن أملأ صدري بهذا السحر العجيب


أعشق تنفس الصبح .. وأحب الظلال الأولى التي تلقيها الشمس على الأرض .. واعتدت في أغلب الأحيان أن أجلس بعد صلاة الفجر في انتظارها .. لكن لنسمات صبح القاهرة نسمات غير النسمات .!!.. كأن لشروق الشمس معنى غير المعنى .. معنى لها وحدها ..و عشقا لها وحدها ونورا لا يعرف طريقه إلا للقلوب المصرية العاشقة !!.. هل أسرف عندما أشعر بهذا !؟... ربمــــــا


من منا من لم تتغبّر قدماه بتراب الأرض .. لكن لغبار مصر طعم آخر!! .. إنه تراب يحمل رائحة مصر !!.. تراب ليتني قبضت منه حفنة أتلمس بها عبقا أفتقده اليوم بشدة !! .. هل ذهب العشق بي بعيدا .. وبلغ بيّ مبلغه ؟؟!!... لا أدري


أطالع كلمة حضارة .. فلا أعرف أن أتمثلها سوى بمصر !! ... وأتهجأ كلمة أصالة .. فلا أجد حروفها منحوتة إلا من مصر َ!! .. وأتحدث عن الحب .. فلا أحد سوى حبي لمصر

أحاسب نفسي .. وأقول لها .. لعل هذا من النعرة القبلية التي نُهينا عنها .. ولكني لا أملك نفسي عن عشق معشوقة أصاب سهم عشقها الكثير ..عشق نجده في شعر الشعراء .. وبيان الأدباء .. بل في ظل الجملة المصرية البسيطة
انت شربت من مية النيل .. واللي يشرب من مية النيل يفضل يحن ليها

26 January, 2007

الثمن

بالأمس استيقظت متأخرة على غير العادة .. على صيحات الوالدة في الهاتف .. فلان مات اليوم وسنذهب للصلاة عليه في مكة وسيدفن هناك .. لم أستوعب جيدا ما حدث ... أكملت نومي على أن ما سمعته أضغاث أحلام .. وبعد نصف ساعة عاودت الاستيقاظ .. لأعي أن الخبر حقيقة

فلان هذا أولاده في مصر .. وليس معه هنا غير زوجته و اثنين من أبنائه .. سألت سيُدفن هنا ؟! .. بعيدا عن الوطن .. قيل لي أي وطن ! .. ثم إنها مكة .. دليل على حسن الخاتمة !!... عاودت السؤال ماذا عن بقية أولاده؟! .. ألن ينتظروا قدومهم ؟! .. أخبروني أن الموافقة على الدفن أخذت مجراها .. ويخافون أن يرجع – الواسطة - الذي سمح لهم عن كلامه .. ثم ماذا يستفيد أولاده من رؤيته جثمانا .. ماذا سيضيف ذلك لهم !!؟؟

عندما يشتد غضبي في العادة لا أستطيع أن أكتب ... ولكني الآن لست غاضبة فحسب .. بل أريد أن أصرخ في كل من حولي
لماذا نحن هنا ؟؟ ما ثمن هذه الغربة ؟؟ إلى متى سنظل هنا ؟؟ ويجتاحني طوفان الغضب أكثر وأنا أعرف الإجابة المرٌّة


ما الثمن الذي دُفع نتيجة هذه الغربة؟؟!!... ماديات مرتفعة .. سحقا لها .. ولكل شئ في هذه الدنيا السخيفة

ما ثمن أن يُدفن المرء بعيدا عن أهله وأحبابه .. لا يستطيع أحد منهم الوقوف قليلا على قبره للترحم عليه ... - والدي يقول أن هذه بدعة - !! ... لم يعرف كيف يطلب الموجوع أي شئ من رائحة فقيد عزيز .. وإن كانت رائحة قبره!! .. ما ثمن أن يدفن المرء .. دون أن يراه أبناؤه.. مثل الآلة التي تطب ترُمى ... وغدا يُشرى غيرها !! .. و الآلاف من طوابير الانتظار لفيزا السفر موجودة





لماذا يا مصر فعلت بنا هذا ؟؟ لماذا هان عليك بنوك ..؟؟.. لماذا ضاقت عليهم أرضك ؟؟ وضنت عليهم خيراتك ؟؟ .. لماذا ضاق نظامك الحاكم بأطيافهم السياسية ؟؟ .. آه يا مصر فيك الخصم والحكم



لماذا هان الإنسان على الإنسانية نفسها ؟؟.. ولم يصبح له ثمن


أضحك بمرارة ..وأبكي .. حين أرى والدي قد رتبا حياتهما أن لا عودة ... لأن الحياة في مجتمع محافظ .. أفضل بكثير من المجتمع الفاسد .. مساكين .. لا يعرفون ما يحدث من حولهم .. ويقولون على الأقل نضمن( دفنة) بجانب الرسول .. لا أعلم من أين أتوا بهذا الضمان

أردت أن أتصل بابنة المتوفى أعزيها ... كنت أعرفها أيام انتمائي الاخواني .. و انقطعت الصلات بعد ذلك ... ثم إني ترددت .. ماذا تحمل كلمة تعزية ؟.. هل أشعر حقا بها .. أم أنها مجاملة أختزنها لترد إلي في الوقت المناسب !! .. لا أدري

ربما طوفان الموت الذي يحتاج الأمة في كل شبر منها .. أفقدنا الحس برهبة الموت.. أو أنا التي أصبحت أعاني من تبلد حسي

المنفلوطي كتب يقول -على قدر ما أذكر- .. أن الذي يبكي حبيبا أو صديقا .. ليس كمن يبكي شظية من شظايا قلبه

هل كان والدها يمثل لها ذلك .. إن كان .. فإن تعزيتي ستكون نوعا من لا شئ !! ..ولن يطفئ ألمها سوى أن يعود المفقود

أو كان يمثل لها غير ذلك .. ( من باب الحمد لله إن ربنا أخذه ) .. فقد أحسنت إليها إذن بعدم تعزيتي


هل أكتب كلاما غير مفهوم .. أو اشتط بي الخرف .. لا بأس


إن كانت هذه الحياة التي يراها والديّ مناسبة لهما.. فلهما مطلق الحرية في ذلك .. أما أنا فلا ! .. سأجاهد بكل ما أملك .. أن أعود إلى وطني مهما كان الثمن .. إنه الثمن الذي لا بد أن يُد فع على أية حال !! وأختار أن أدفعه مقابل أن أحيا في بلدي

صديقة جديدة .. تقول لي ليس من المهم أن أدفن أين .. المهم أن أعيش أين .. وجهة نظر


ربما يقول أحدهم .. أنت لم تتذوقي طعم الحياة المر في مصر !!.. لا .. لقد تذوقته !! .. وهذا من نعم الله علي .. وأقول من النعم .. لأنني الآن عندما أريد أن أختار أعرف ما الذي أختاره على وجه التحديد


كما عرفت الحياة الرغيدة في مصر .. والتنقل بين مطاعمها الخمس نجوم .. عرفت أيضا كيف يجب أن أكتفي بوجبة واحدة في اليوم توفيرا للنفقات


وكيفما لم أعرف دهرا سوى التنقل بالسيارات المؤجرة بسائقيها .. عرفت كيف أمشي من رمسيس إلى مدينة نصر .. لأني لم أكن أمتلك ثمن تذكرة الميكروباص.. جنيه واحد



وهكذا فأنا خبرت وجهيّ الحياة في القاهرة .. القمة والسفح .. وهذا لم يهز رغبتي يوما في أن أحيا في غير بلدي .. نعم .. كنت أريد أن أهاجر لأحصل على جنسية أوروبية .. لكني لم أحلم أبدا أن أقضي بقية حياتي فيها .. بعيدة عن مصر ... مصر الوطن ... الوطن الذي مهما طالت الغربة عنه .. لا يغير منه شيئا .. لأنه يظل الوطن !! .. كيف .. هذا ما لا أعرف له تفسيرا .. هل هو سحر مصر كبلد ..أم أنه سحر الوطن .. أي وطن

هل أنا مجنونة بهذه المشاعر الانتمائية .. أم أنها الأصل ؟؟
لماذا لا يشعر بها أهلي إذن .. وقد قضوا جل شبابهم فيه .. إنه الوطن وإن قسى .. كما يظل الأهل أهلا وإن قسوا



ــ في استعدادهم للصلاة عليه قبيل صلاة العصر ... كانت أمي تتصل من مكة تتناقش مع إخوتي حول صنف الطعام المقترح لإحضاره في طريق العودة !! .. إنها عجلة الحياة التي لم تعد تستطيع التوقف ولو لدقائق من أجل مشاعر حزن صادقة

22 January, 2007

غــــــــــــادة

وأنا أعد مدونتــــــــي الأولى للظهور .. وجدتها على الماسنجر ... بعد انقطاع دام ثمانية أشهر .. هي مدة عودتي لهذا المنفى

بدون سابق موعد ... لقيتها.. ولم تسعني الفرحة .. .. ولم تصدق هي أنني أنا

دكتور أحمد عبد الله .. يقول أنه أيا كان الوضع الذي أعيشه .. فإنني أستطيع أن أبني معالم للنور في قلبي .. مهما كانت الخرائب التي تحيط بي .. من الممكن هذا .. إلا أني في ظروف لا أمتلك فيها ترف التفاؤل !!.. فهو ببساطة يتكسر على أعتاب الحقيقة كل دقيقة بتصرفات جديدة أو نظم جديدة
ومع هذا .. شعرت بهذا النور عندما تحدثت إليها .. كنت ظمآنة أحتاج إلى ماء .. ولو مجرد قطرات
سابقا .. كنت أخاف أن تزيد هذه القطرات ظمأي .. لأنها تشعرني كيف طعم الماء ولا ترويني !!.. لكني لم أستطع حين رأيت اسمها في قائمة الاتصال ..أن كبح أشواقي .. لم يسعني سوى أن أرفع الحظر .. عن اسمها .. وأقول بكل اشتياق ..وحشاني موووووووووووت

تاريخـــي مع غادة ليس جيدا على الإطلاق .. على عكس تاريخها هــــــي معي .. كان على الدوام مشرقا

جمعتني أنا وغادة الدراسة الثانوية هنا في السعودية ... ولا أستطيع أن أقول أنها كانت صديقتي .. ربما كانت من زملائي المقربين .. وتذكرت حادثة لمرضي وأنا في الصف الأول الثانوي .. وكيف اجتهدت هذه الإنسانة في نقل الدروس لي .. وتجميع الناقص ..حرصا منها على عدم تأخري ..... ومازلت أحتفظ بعد كل هذه السنين .. بالمخطوطات التي كانت ترسلها إلي لأكمل دروسي ... هل وفيتها حقها حينئذ ؟! ... لا أدري
لماذا تتسرب الذكريات من بين يدي .. لماذا يحذف عقلي كل ما لا يعجبه ..أهو سلوك يتخذه ليمحو ألم الذكرى؟
هل ستصدقني غادة عندما أقول لها .. أنني بالفعل لا أذكر الكثير عن علاقتنا تلك.. هل كنت جديرة بمحبتها .. أم سببت لها الأذى .. الآن يلوح أمام عيني وأنا أكتب وأحاول أن أعتصر ذكرياتي .... أن شيئا من الخطابات كان بيننا ...غادة هل هذا صحيح ؟؟

وعندما سافرنا إلى مصر للدراسة الجامعية .. وبدأت أنا حياة جديدة .. لم أكن أحب أن أستعيد الماضي .. حاولت أن أجعله دفينا في تلا فيف الذاكرة ... لأنه كان يمثل لي حياتي السيئة والحسنة في ذات الوقت !!.. كان يمثل لي عالم المدرسة .. وهذه كانت الجنة التي طالما تفيأت ظلالها ... وكان يمثل لي السجن الموحش الذي هو ( ) ... بالطبع لم أكن اعلم أني سأعود لهذا السجن مرة أخرى

كنت في مصر .. أشتاق لأيام السعودية .. عندما أتذكر معلماتي وزميلاتي ... وفجأة يلوح أمامي الشبح .. فينطفئ الاشتياق سريعا !! .. وهكذا كان الماضي شيئا لا أحب الخوض فيه ..
وكانت غادة جزءا من ذلك الماضــــــــــــــــي

من هنا أبدأ أتذكر تاريخي مع غادة .. ويبدأ تاريخي معها الغير جيد
بقدر ما كانت هي تحاول الاقتراب والسؤال .. بقدر ما كنت أريد الضد !!... وأذكر أنها عندما اشتدت في العتب .. كتبت إليها .. أريد أن أنسى .... لا أريد أحدا يذكرني بالماضي ...أو شيئا من هذا المعنى
لم تغضب .. ولم تتهمني بأنني خائنة للعشرة ... فقط ردت بأنها لا تستطيع فهم الرسالة أو هي لا تريــــــد !!!... وكان هذا سطرا من نور يُوقّع ليزيد الصحيفة ضياءا
وظلت غادة تبتدئ بالسؤال ... وتبحث عني بين كمّ من الهواتف المحمولة المغلقة !!... وتشدد على أن نلتقي .... وكنت كثيرا لا أرد هذا الاهتمام بمثله .. وكنت أغيب عنها لشهور عدة
ولكنها .. لم تكل أبدا .. ولم تفقد الإيمان بيّ يوما !!.. وظل مكاني في قلبها
مرت خمس سنين وهذه حالنــــــا .. لم نلتق إلا لماما !!... ربما مرة في كل سنة

في السنة الماضية حاولت أن أقف مع نفسي لأجرد حساباتي الفائتة .. كانت هناك أشياء كثيرة ينبغي أن تصحح .. كان منها علاقتي بغادة ... وأرجو أن أكون فعلت .. وأن أكون وفقت في إيصال ذلك لها

لمـــــــــاذا غادة .. لمَ أتحدث عنها
لماذا المرء عندما يتأمل في ماضيه .. وينظر للأمور بعد حدوثها .. يجد أن شيئا غريبا يحدث وأنه يرى ما لم يكن يرى من قبل

حين جلست أستعرض شريط حياتـــــــي ... وأردت أن أقول صديقتي .. لم أجد إلا اسمين : غادة وهدى .. العجيب أنني عندما تأملت علاقاتي وجدت أن هذين الاسمين لم يكونا يظهرا في مسرح حياتي كثيرا
ربما ما جمعني بغادة في الست سنوات .. لا يتعدى الأربع والعشرين ساعة .... وعلى النقيض تماما كان يوجد .. من لا أستطيع أن أفترق عنهم .. أو هكذا كنت أتصور !!... وجاءت الأيام لتنسف كل هذا .. ولتأكد لي أن النفوس إن لم تكن أصيلة من الداخل .. فلا كرامة للعشرة والأيام لديها .. وأن ميثاق الماضي - بيننا عيش وملح - .. نقضته دنيا اليوم .... وتذكرت أغنية محمد الحلو يا صديقي

غادة وهدى .. أدين لهما بالكثير .. لكني أدين لغادة باعتذار عن الأيام الخوالي ... أعلم أنني لا أستطيع إعادة صياغة الماضي ... أستطيع فقط أن أعلن لها اعتزازي بها وبصداقتها على الملأ وأطلب الغفران لأي تقصير

حين تصل المشاعر .. أقصى مداها .. أجد أن الصمت أفضل .. وأن كلماتي قد تأتي دون ما يفتعل في قلبي
هل تستطيع كلمة ... اشتقت إليكمــا .. أن تحمل مشاعري إليكما؟ .. هل تصف دفق الحنين ؟.. هل تصف كيف أبحث عن وجهيكما في ذكرياتي و أحاول أن أغمض عيني .. كي لا أنسى أية تفاصيل؟! ... لا أعتقد ! ... لذا أكتفي بالصمت .. لكنه ليس النسيان


أنى تغيب ونور وجهك ســاطعُ وغذاء حبــــــــك في الفؤاد رواتعُ

أنى تغيب وأنت في عينيّ ضحى يزهو وبرق فـــي حيــــاتي لا مع

أنى تغيب وأنت بين جوانحي شمـــس وفـــي الظلـــــماء بدر طالـع
أنى تغيب وأنت ظـــــل عندمــا تحتد رمضائي ، إليك أســـــــــارع