عزف عن الأدوية الكيماوية واختار أن يكون طبيباً من نوع آخر
حاورته: ربى عنبتاوي
من قلب مدينة القدس وفي أحد بيوت حي المصرارة القديمة، يواظب د. عباس الزرو الدوام في عيادته البسيطة و المختلفة عن نظيراتها، فهناك - حيث تزيّن النافذة بعض النباتات الخضراء- لا يُعالج المريض بوصفات الأدوية الكيماوية والعقاقير، بل يخضع لجلسة استشارية يتابع من خلالها نظامه الغذائي للربط بينه وبين ما يشتكي منه، أما العلاج فهو بالطب البديل الذي استزاد د. الزرو منه علماً في روما فأراد مشاركة أبناء بلده فيما تعلم.
لم يكن د.الزرو على علم بالطب البديل لو لم يحالفه الحظ بمنحة دراسية لتعلم الطب الباطني والدم في جامعة ميلانو الايطالية، فبعد أن تخرج منها عام 1986، سمع لاحقاً عن تخصص الطب البديل والإبر الصينية فانتسب لأكاديمية روما وحصل على درجة بروفسور في احد فروع الطب البديل الهميوباثي، كما حصل أيضاً على عدة شهادات في الدبلوم كالطب النفسي والأعصاب والأسنان والعظام والكسور والأطفال وتجلط الدم لتستغرقه الدراسة في ايطاليا 20 عاماً.
بداية الاهتمام بالطب البديل
" تعرفت على الطب البديل عن طريق الصدفة، فقد كنت أعاني من التهاب اللوزتين الحاد وقد فشلت جميع أدوية المضاد الحيوي في علاج المشكلة، كما أنني كنت احلم في أن أكون طبيب أطفال وكان يؤرقني هذا التناقض بين قدرتي على علاج الأطفال وعجزي عن علاج نفسي، كما أن شفاء زوجتي من آلام الظهر عبر تلقيها العلاج بالطب البديل دفعني للتبحر أكثر في هذا العلم" قال د.الزرو
ويذكر الزرو لحظات اندهاشه مما يسمى بالإبر الصينية حين تغيب مساعد أستاذه في أكاديمية روما، فاستدعي للمساعدة، وبمعاونته للطبيب ومشاهدته لحالات المرضى ومدى تجاوبها لهذا الطب وخاصةً حالات الصداع الشديد والأكزيما والربو، رأى ضرورة أن يلتفت جدياً لهذا الطب ويكرس له كل وقته.
" أصبت بالدهشة وانتابني الفضول للتعرف أكثر على هذا الطب الذي يصنع المعجزات، دون اللجوء إلى الجراحة أو الدواء الكيماوي، فتعلمته وأصبحت أستاذا فيه حتى عودتي للوطن عام 1997"
العودة إلى الوطن والآمال الكبيرة
"تعلّم وعلّم" ثم عاد د. الزرو إلى الوطن وفي جعبته آلاف الأفكار والأحلام لإنشاء مراكز فلسطينية متخصصة في الطب البديل، ولكن آماله جوبهت بالتجاهل ومع غياب الوعي والاستهتار بهذا العلم اختزلت أحلام الزرو لتصل إلى عيادتين في القدس ورام الله يواظب الدوام فيهما.
"حين افتتحت عيادتي في رام الله، لم تكن المشكلة في الناس حيث لاحظت فيهم حباً لتجربة الجديد وإيمانا بهذا الطب فأقبلوا على عيادتي بكل حب، لكن المحبط في الأمر هو عدم ثقة الجهات الرسمية ومحاولتها عرقلة عملي عدة مرات عبر استدعائي إلى مراكز الشرطة للاستجواب، وحصري في قوانين وزارة الصحة ونقابة الأطباء التي لا تتضمن الطب البديل، كما أنني تعرضت لمهاجمة زملائي الأطباء الذين توقعت منهم الدعم، فبقيت المضايقات حتى تدخلت جهات خارجية كالقنصليات وأثبتت أن ما أمتهنه هو علم معترف به وان شهاداتي التي أحملها هي أكبر دليل"
ضحالة المعلومات جعلت الجهد مضاعفاً
تمنى الزرو أن تتولى مؤسسات الدولة مسؤولية تثقيف الناس بهذا الطب وأهميته لحياة صحية طبيعية ، ولكنه واجه مشاكل عدة منها غياب الاهتمام الرسمي وعدم وجود الكثير من الأطباء المختصين في هذا المجال ، فشعر الزرو بأنه لوحده فإما الصمود أو الانسحاب فاختار أن يبقى.
البيئة والصحة وجهان لعملة واحدة
المزيد