الصحافة هي القدرة على مواجهة التحديات في ملء الكون

الروائية البريطانية: ربيكا ويست


د.عباس الزرو ترك الطب العام ليعالج بالبديل

كتبها ربى عنبتاوي ، في 11 آذار 2009 الساعة: 12:55 م

د.الزرو في عيادته

عزف عن الأدوية الكيماوية واختار أن يكون طبيباً من نوع آخر

حاورته: ربى عنبتاوي

من قلب مدينة القدس وفي أحد بيوت حي المصرارة القديمة،  يواظب د. عباس الزرو الدوام في عيادته البسيطة و المختلفة عن نظيراتها،  فهناك - حيث تزيّن النافذة بعض النباتات الخضراء- لا يُعالج المريض بوصفات الأدوية الكيماوية والعقاقير، بل يخضع لجلسة استشارية يتابع من خلالها نظامه الغذائي للربط بينه وبين ما يشتكي منه، أما العلاج فهو بالطب البديل الذي استزاد د. الزرو منه علماً في روما فأراد مشاركة أبناء بلده فيما تعلم.

 

لم يكن د.الزرو على علم بالطب البديل لو لم يحالفه الحظ  بمنحة دراسية لتعلم الطب الباطني والدم في جامعة ميلانو الايطالية، فبعد أن تخرج منها عام 1986، سمع لاحقاً عن تخصص الطب البديل والإبر الصينية فانتسب لأكاديمية روما وحصل على درجة بروفسور في احد فروع الطب البديل الهميوباثي، كما حصل أيضاً على عدة شهادات في الدبلوم كالطب النفسي والأعصاب والأسنان والعظام والكسور والأطفال وتجلط الدم لتستغرقه الدراسة في ايطاليا 20 عاماً.

بداية الاهتمام بالطب البديل

" تعرفت على الطب البديل عن طريق الصدفة، فقد كنت أعاني من التهاب اللوزتين الحاد وقد فشلت جميع أدوية المضاد الحيوي في علاج المشكلة، كما أنني كنت احلم في أن أكون طبيب أطفال وكان يؤرقني هذا التناقض بين قدرتي على علاج الأطفال وعجزي عن علاج نفسي، كما أن شفاء زوجتي من آلام الظهر عبر تلقيها العلاج بالطب البديل دفعني للتبحر أكثر في هذا العلم" قال د.الزرو

ويذكر الزرو لحظات اندهاشه مما يسمى بالإبر الصينية حين تغيب مساعد أستاذه في أكاديمية روما، فاستدعي للمساعدة، وبمعاونته للطبيب ومشاهدته لحالات المرضى ومدى تجاوبها لهذا الطب وخاصةً حالات الصداع الشديد والأكزيما والربو، رأى ضرورة أن يلتفت جدياً لهذا الطب ويكرس له كل وقته.

" أصبت بالدهشة وانتابني الفضول للتعرف أكثر على هذا الطب الذي يصنع المعجزات، دون اللجوء إلى الجراحة أو الدواء الكيماوي، فتعلمته وأصبحت أستاذا فيه حتى عودتي للوطن عام 1997"

د.الزرو

العودة إلى الوطن والآمال الكبيرة

"تعلّم وعلّم" ثم عاد د. الزرو إلى الوطن وفي جعبته آلاف الأفكار والأحلام لإنشاء مراكز فلسطينية متخصصة في الطب البديل، ولكن آماله جوبهت بالتجاهل ومع غياب الوعي والاستهتار بهذا العلم اختزلت أحلام الزرو لتصل إلى عيادتين في القدس ورام الله يواظب الدوام فيهما.

 "حين افتتحت عيادتي في رام الله، لم تكن  المشكلة في الناس حيث لاحظت فيهم حباً لتجربة الجديد وإيمانا بهذا الطب فأقبلوا على عيادتي بكل حب، لكن المحبط في الأمر هو عدم ثقة الجهات الرسمية ومحاولتها عرقلة عملي عدة مرات عبر استدعائي إلى مراكز الشرطة للاستجواب، وحصري في قوانين وزارة الصحة ونقابة الأطباء التي لا تتضمن الطب البديل، كما أنني تعرضت لمهاجمة زملائي الأطباء الذين توقعت منهم الدعم، فبقيت المضايقات حتى تدخلت جهات خارجية كالقنصليات وأثبتت أن ما أمتهنه هو علم معترف به وان شهاداتي التي أحملها هي أكبر دليل"

 

ضحالة المعلومات جعلت الجهد مضاعفاً

تمنى الزرو أن تتولى مؤسسات الدولة مسؤولية تثقيف الناس بهذا الطب وأهميته لحياة صحية طبيعية ، ولكنه واجه مشاكل عدة منها غياب الاهتمام الرسمي وعدم وجود الكثير من الأطباء المختصين في هذا المجال ، فشعر الزرو بأنه لوحده فإما الصمود أو الانسحاب فاختار أن يبقى.

البيئة والصحة وجهان لعملة واحدة


المزيد

مخيم شعفاط كارثة بيئية داخل حدود بلدية القدس

كتبها ربى عنبتاوي ، في 8 آذار 2009 الساعة: 15:37 م

- يغرق في النفايات ويختنق بالطوب

- مع تزايد السكان وعشوائية البناء  اختفت الأشجار

 الشوارع ملاعب للأطفال، وسطوح المنازل متنفس للعائلات.

تقرير وعدسة: ربى عنبتاوي

"ازدحام خانق، ضوضاء، بشر وحجر" مظاهر تجعل من بيئة مخيم شعفاط  شمالي القدس مأساة حقيقية، فالشارع أضحى زقاقاً وزرقة المدى حجبتها كتل الاسمنت، أمّا أكوام النفايات فقد احتلت بدورها مساحة من شارع المخيم الرئيس فزادت المشهد قتامةً. "شو هالعيشة "! تذمرٌ متواصل يتردد على أفواه سكان المخيم الذين أجبروا على مغادرة مكان لجوئهم الأول من قراهم الفلسطينية إلى "حارة الشرف" أيام النكبة، فبقوا هناك حتى رُحّلوا إلى مكان وعدوا بأنه سيكون أكثر إشراقا وبحبوحة قبيل النكسة بسنوات، فما زادهم المخيم إلا لجوءاً وبؤساً.

تجولت مراسلة مجلة "آفاق البيئة والتنمية" في زوايا المخيم حيث سنحت لها الفرصة بالتقاء بعضٍ من سكانه ومعاينة واقعه، الذي لا يختلف كثيراً عن سمة مخيمات لجوء فلسطين إلا لكونه المخيم القائم داخل حدود بلدية القدس، ما جعله ملاذاً للمقدسيين الوافدين إليه بعد إنشاء الجدار العنصري لإثبات وجودهم في المدينة، الأمر الذي فجّر الكثافة السكانية في مساحة ضيقة أمام مساعدات خجولة من الأونروا وتنصل بلدية الاحتلال من تقديم ما يتوجب عليها من خدمات.

من أين لك المفر؟

الرجل الخمسيني "نافز أبو عصب"  وصف حياته في المخيم بكلمة "دمار"، فنافذ الذي يعيش مع زوجته في غرفتين كان قد عاش فيهما مع أبنائه الخمسة حتى تزوجوا جميعاً . يخرج كل صباح باحثا عن مكان أرحب فيذهب إلى مقر اللجنة الشعبية أو يصعد إلى سطوح منزله علّه يجد هواءً عليلاً. ويتهكم أبو عصب من كون أزقة المخيم لا تتسع للأحياء وحتى للأموات مشيراً إلى استحالة تشييع ميت من منزله في جنازة. 

"الحل بعودتنا لأرضنا، المخيم حلّ مؤقت وليس دائم. لماذا لا يكون لنا بيتنا المستقل الواسع؟ ولماذا لا ننعم بحديقة خضراء أمام المنزل؟ " تساءل أبو عصب

الحاج" أبو راجح " رئيس لجنة إصلاح مخيم شعفاط يقول :"وضع المخيم سيء وهو على كف الرحمن، فهنا نحن معزولون ومحاطون بالمستوطنات، نشعر وكأننا منبوذون، النفايات، الازدحام، الذباب، إزعاج السيارات وضجيج الناس.  من أين لك المفر".

ويصف أبو راجح بيته بعلبة سردين، هذا عدا عن التصاق البيوت يبعضها البعض، لدرجة أن الجار يستطيع تقديم فنجان قهوة لجاره من النافذة، فبين البيت والآخر عازل عرضه 10 سم من الطوب، ما يضطر أبو راجح لاخفاض صوته بالعادة.

" لا توجد حدائق للأطفال يلعبون فيها، فيلجأون للشوارع، ما يخلق بيئة غير صحية لهم، تؤثر على تحصيلهم العلمي وثقافة المخيم بشكل عام" عقب أبو راجح.

من لجوء إلى لجوء

السيد "خضر الدبس" رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار يتحدث في مقابلة مع مجلة آفاق عن مخيم شعفاط من عدة جوانب، فعن تاريخ المخيم قال الدبس بأن إنشاءه تم عام 1964 باتفاق بين الحكومة الأردنية و وكالة الغوث" الأونروا"، بهدف نقل سكان حارة الشرف في البلدة القديمة التي قطنوها بعيد النكبة إلى المخيم الحديث في منطقة شعفاط، بادعاءات تتعلق بإنقاذ الناس من الوضع الإنساني والصحي السيئ الذي كانوا يعيشونه في الحارة. فتم تهجيرهم من منطقة سيئة إلى منطقة أسوأ على حد وصف الدبس.

وحول ملامح بيوت المخيم الممتد على مساحة 203 دونم، أشار الدبس إلى تقسيم المخيم لبيوت صغيرة جداً، حيث خصصت لكل عائلة غرفة مساحتها 6 متر مربع، بين كل 7 مساكن مسافة بسيطة، وقد حددت منافذ الهواء للمنزل من اتجاهي الشرق والغرب فقط. المراحيض بدايةً كانت عامة وموزعة على أمكنة مختلفة في المخيم، عدد السكان المسجل آنذاك كان 3500 -5000، في يومنا هذا تضاعف عدد السكان وتوافد آخرون عليه بينما المساحة لم تتغير، هذا العدد اضطر الناس إلى الاعتداء على الشوارع العامة وانتشار حمّى البناء العمودي ما أدى إلى اختفاء أي عرق اخضر إلا ما يظهر منه لدى مؤسسات وكالة الغوث لأن مساحتها بقيت كما هي.

مخيم داخل حدود القدس وخارج خدماتها

[caption id="attachment_1596454" align="aligncenter" width="300" caption="خضر يشير الى مستوطنة بسجات زئيف"]خضر يشير الى مستوطنة بسجات زئيف[/caption]

ونقلاً عن الإحصائية الرسمية للأونروا فقد بلغ عدد اللاجئين المسجلين في مخيم شعفاط اليوم 10069 نسمة، مع أن الحقيقة تشير إلى ضعف هذا الرقم ، وهذا يدلل على الزيادة من "غير اللاجئين" الوافدين إلى المخيم حفاظاً على حقوقهم في المدينة، إضافة إلى عودة 4000 لاجئ كانوا قد غادروا المخيم في الماضي بحثا عن سبل عيش أفضل وعادوا مجدداً في السنوات الأخيرة لتأمين بقائهم في القدس.

 وحول الازدحام السكاني والبناء العشوائي أشارت المعلومات الصادرة عن الوكالة إلى خطر تجاهل تحذيراتها  حول الامتداد العمودي على منازل المخيم التي أعدت أصلا لتتحمل طابقا واحدا أو طابقين وليس ثلاثة أو أربعة كما هو الحال عليه الآن.


المزيد

شبان موهوبون يشغلون أوقات فراغهم بالتجربة فيأتي الاختراع

كتبها ربى عنبتاوي ، في 27 شباط 2009 الساعة: 11:16 ص

 

العود الالكتروني والروبوت الآلي والمطب الكهربائي اختراعات بتوقيع فلسطيني

تقرير : ربى عنبتاوي

 

لم تثنهم احباطات الواقع السياسي عن المحاولة، كما لم يثبّط عزيمتهم غياب أرضية علمية تستوعب أفكارهم، فلطالما وجد الأمل والإيمان أصبح للحياة مذاق مختلف، وبما أن عالم الالكترونيات والميكانيكا هو شغفهم، فكروا وبحثوا وحاولوا مرة واثنتين وثلاثة حتى نجحوا، وبانجازهم الأول تشاركهم فلسطين هذا النجاح، فبراءات اختراعاتهم باسم بلدهم الذي غاب عن الساحة العلمية طويلاً مشغولاً بتجاذبات تقرير مصيره السياسي، فعاد هنا ليذّكر العالم أجمع بقصة شعب.

القدر يعيد سامي إلى وطنه

سامي ذوابه  شاب  في الثالثة والعشرين من عمره من سكان محافظة طولكرم، شاءت الأقدار أن يوقف فجأة مسيرته العلمية في الخارج  ويعود إلى الوطن ليقضي وقتاً أخيراً مع أخيه المريض الذي وافته المنية لاحقاً. سامي الذي أنهى الصف الأول ثانوي في مدارس عنبتا، حصل لاجتهاده على منحة دراسية في كليه لي بو تشن العالمية في هونج كونج لدراسة البكالوريا الدولية، وبعد إتمامها حصل على منحة أخرى لدراسة الهندسة في جامعة البرتا الكندية. التي لم يكمل فيها إلا سنة واحدة  للأسباب الآنفة الذكر، فيعود ليلتحق في جامعة بيرزيت الفلسطينية.

 

"نشأت في بيئة تجمع ما بين البساطة و الإبداع معاً، فمهنة والدي كنجار تركت بصمة واضحة في ميولي للأعمال اليدوية، بالإضافة إلى حكمة والدتي التي جعلت الاتزان و التمسك بالعلم رمزا ساميا و هدفا لا يمكن الرجوع عنه" قال سامي.

شغف الاختراعات

بدأت الميول العلمية لدى سامي منذ الصغر حيث كان يستهويه كل شيء  يندرج تحت إطار الميكانيكا و صنع الآلات و تطويرها، رافضا بطبيعته الانسياق خلف الروتين الأكاديمي وما يمليه الصف الدراسي من ملل الحفظ وإهدار العقل بالتلقين، ولكنه وجد باباً لاستيعاب ميوله بدعم و اهتمام أساتذته أمثال حمدان دروبي و  أنور يعقوب اللذين لم يبخلا عليه في الدعم و التوجه المعنوي.

وحول حكايته مع عالم الاختراعات تحدث سامي: " بدأت مسيرتي مع الاختراعات منذ سن الثالثة عشر عندما ابتكرت ماكينة بيع المناديل الورقية التي تعمل على مبدأ وضع قطعة نقود في خانة مخصصة و بالتالي الحصول على المناديل الورقية، كما تابعت بعدها العمل على أجهزه و اختراعات أخرى أبرزها الإنسان الآلي المبرمج باستخدام الكمبيوتر عام 2002 و الذي استغرق انجازه ثمانية أشهر متواصلة بكلفة ألف دولار أنفقتها من مدخراتي الخاصة".

 

العلم الحقيقي في الخارج

 لا ينكر سامي فضل سنيّ تعلمه القليلة خارج الوطن وتأثيرها الايجابي على مسيرته العلمية، حيث توسعت دائرة مهارات البحث العلمي لديه، كما حظي باهتمام واحترام أساتذته و هذا أكثر ما افتقده في جامعته و وطنه.

سامي الذي يرى ضعفاً محلياً وعربياً في أسس تدريس العلوم بتهميش دور التجربة والتطبيق، أشار بقوله:" ما نتعلمه في المدارس لا يعد كافيا لإعداد جيل قادر على محاكاة التطور و التكنولوجيا العالمية و من هنا لابد من بث ثقافة البحث العلمي و تخصيص ميزانية لبناء المختبرات ووحدات البحث و ربط التطبيق العملي للمفاهيم النظرية و ترويج نظريات التساؤل و التفكير النقدي".

كما يثمن المخترع الشاب دور النيزك في دعمه بناء و تصميم اختراعه الأول، وهو عبارة عن مركبة تتسع لراكب واحد تعمل بالبنزين و تجمع ما بين صندوق الغيار اليدوي و الأوتوماتيكي، كما لم تبخل هذه المؤسسة في دعمه لانجاز اختراع آخر وهو العود المعلم الذي يساعد المهتمين بالعزف على هذه الآلة بواسطة التعلم الفردي دون الحاجة إلى معلم ما يوفر المال والجهد.

"ما يؤلمني حقاً هو حقيقة أن كل الفرص التي حظيت بها -و التي كان أخرها فرصة العمل في شركه مرسيدس العالمية في ألمانيا- كانت كلها من جهات أجنبية ولم احظ بفرصة واحدة في وطني".

 

العود المعلم

نشأت فكرة هذا الاختراع من كون سامي عازفا مبتدئاً عاني صعوبات في التعلم، فبعد أن أعد بحثاً علمياً حول العزف على آلة العود توصلّ إلى أن أكثر من 70% من المبتدئين يعانون من مشكلة أماكن وضع الأصابع على زند العود و تذكر المقامات، ما حثه على مساعدتهم بطريقة مبتكرة، و ذلك بتثبيت عدد من المصابيح الضوئية في عنق العود ووصلها بدائرة الكترونية مبرمجة ساعد في بنائها احد الزملاء في النيزك، و ببرمجة المصابيح حسب المقامات يتسنى للمتعلم متابعة هذه المصابيح و محاكاة نمط إضاءتها و تعلم المقامات.

 

لا ينسى سامي الكثير من الملاحظات الايجابية التي سمعها حول اختراعاته و مشاريعه و لكن ما يفتقده هو ردة الفعل العملية من المسؤولين و أصحاب القرار، فعلى الرغم من نجاح معارض مؤسسة النيزك العلمية الثلاثة إلا أن المخترعين لم يلقوا هذا التقدير المتوقع أو يحظوا بشيء عملي أو حتى مكافأة عينية من أصحاب القرار.

 

يطمح  سامي دخول دائرة البحث و التطوير في شركة دايملر العالمية أو أي شركة سيارات في نفس المستوى. أما حلمه القريب فهو إكمال الدراسة والتخصص العلمي في محركات الاحتراق الداخلي، بالإضافة إلى العمل حالياً على تأسيس شركة صغيرة لتصنيع و تطوير العود الكهربائي.

هوايات سامي عديدة فهو يحب الموسيقى و العزف، كما يعشق السفر و المغامرة، وتجذبه القراءة و الطبخ لاسيما الأكل الصيني، ولا يرى نفسه دون تكوين صداقات أو بناء علاقات اجتماعية صادقة .

الحاجة أم اختراع منى

 منى

 

الشابة العشرينية منى العدرة، تقطن رام الله وتعمل في مهنة تنسيق الزهور، بدأت لديها الرغبة في اختراع جهاز الكتروني لرش المبيدات أثناء دراستها الهندسة الزراعية في الجامعة، حيث حثها على ذلك الرغبة في تحدي أضرار  المبيدات والأسمدة الكيماوية على البيئة والمزروعات.

لم تحب منى طبيعة تدريس العلوم في مدرستها شأنها شأن باقي المدارس العربية، حيث يندر استخدام المختبر العلمي مقابل تلقين الطالب الجمل العلمية وتحفيظه إياها دون تطبيقها عمليا.

"لم يكن اختراعي ضمن جملة من عدة اختراعات ابتكرتها، فهو الأول والوحيد حتى الآن، رغبتي في الحفاظ على بيئة صحية دفعني لابتكار هذا الجهاز، الذي مر بعدة مراحل حتى وصل إلى شكله النهائي." قالت منى.

وحول الصعوبات التي واجهت منى لتوصيل فكرة اختراعها، أشارت إلى أن طبيعة مجتمعها الذي يصنف العلوم والميكانيكا على أنها تخصص للذكور، جعلها عرضة لاستغراب الكثيرين واستفساراتهم حول مشروعها، فكان الذهاب إلى ورشات الحدادة والخراطة وغيرها من الأماكن التي يندر دخولها من قبل الفتيات بمثابة تحدٍ لها لكنها استطاعت تخطيه بنجاح. 

تعرّفت منى على مؤسسة النيزك في القدس عبر إعلان في صحيفة محلية محتواه دعوة الشباب للمشاركة في ابتكاراتهم العلمية في الدورة الجديدة، فكان لهذه المؤسسة الدور الأبرز في إتمام مشروعها من خلال تقديم الدعم المادي وتعزيز الفكر الإبداعي عبر دورات منظمة ومكثفة.


المزيد

أحلام الشباب المقدسي

كتبها ربى عنبتاوي ، في 22 كانون الثاني 2009 الساعة: 12:54 م

 بين قمع الاحتلال وغياب استراتيجية وطنية تحتضنهم

 

theold

 

 

تقرير: ربى عنبتاوي

 

بين أزقتها العتيقة المتخمة بحكايا الماضي، مروراً بأسواقها وقبابها وقناطرها المعلقة، يعيش المقدسيون مثقلين بهموم الاحتلال، يثبّتون أقدامهم على ارض أجدادهم  تحيطهم مخاوف التهجير والطرد من المدينة المقدسة، يتحملون مجبرين عبء سلطات الاحتلال وقوانينه التعسفية، ومن هذا الواقع والعزلة المفروضة على القدس تبحث الأحلام عن شبان وشابات يجعلونها حقيقة فما هو مصير الآمال الشابة على معابر الذل و جدران العنصرية. 

 

حول أحلام الشباب المقدسي تحدثت الشابة  العشرينية "هبة حجي" -التي  تعمل موظفة مبيعات وتسويق في إحدى المؤسسات المقدسية- عن ظروف فرضها واقع المدينة المحتلة عليها وعلى المقدسيين ومنها عوائق الحواجز العسكرية وعزلة القدس بالجدار والتي حدت من رغبتها في  إكمال المسيرة التعليمية العليا أو العمل خارج حدود القدس الأمر الذي أضاع عليها فرصاً عديدة كان من الممكن أن تحقق لها نجاحاً مهماً على الصعيد المهني.

وتضيف هبة:" تفتقر القدس إلى وجود مؤسسات متخصصة تستوعب هذا الكم الهائل من الخريجين الشباب ما يدفع بهم إلى البحث عن فرص عمل بعيدة عن مجالهم. كما أن عدم الاعتراف بشهادتي الجامعية كوني خريجة جامعة القدس لأسباب سياسية يعيقني من العمل في سلك التعليم الحكومي الأكثر راحة وأمناً وظيفياً من أي عمل آخر".

ضغط الحياة أمام السعي وراء الآمال

"محمد ن" شاب مقدسي في أوائل العشرين، طموح ولكن ظروفه المعيشية الصعبة أثرت على تحصيله في امتحان الثانوية العامة، ما حال دون دخوله الجامعة، يقع محمد في حيرة من أمره فهو يعمل في محطة وقود "كازية" ويحصل على راتب شهري يعتبر جيداً، بحيث  يعمل يومياً ليساعد عائلته ويحقق أمل والده في بناء منزل للعائلة، ولكن محمد يرغب في اختيار مصير أفضل له من تعبئة الوقود في خزانات السيارات. " أتمنى أن ألتحق بالجامعة وأحصل على شهادة تؤهلني العمل في مؤسسة محترمة، ليت ظروفي كانت أفضل وهمومي أقل".

مدينة الأحلام الضائعة

الشابة "عبير حسام" تخرجت حديثاً من الجامعة تخصص أحياء، لم تغادر حدود فلسطين يوماً، تحلم بإكمال تعليمها العالي خارج الوطن، فهي ترفض أن تعمل في سلك التعليم الحكومي في القدس الذي يستقطب أشخاصا مؤهلين وغير مؤهلين للعمل فيه.

عبير التي حرمت من السفر في السابق، وعانت مراراً على الحواجز العسكرية بسبب عدم حوزتها لبطاقة مقدسية نتجت عن كون والدها يحمل هوية الضفة الغربية، لم تستطع التنقل بحرية إلا في السنوات الأخيرة حين جمع شمل عائلتها وتقول:" لا ارغب العمل في مؤسسة إسرائيلية مع المحتل كما لا اطمح للعمل في التعليم، والحياة في القدس تعني تحمل ظروف الإقامة الشاقة في ظل الاحتلال، للأسف أصبحت القدس مدينة الأحلام الضائعة".

عبير تبحث عن عمل الآن و تخجل من حقيقة أن عائلتها تسدد عنها أقساط التأمين الوطني والصحي. تحلم  عبير بزوال الاحتلال والتواصل أكثر مع عائلة والدها في الضفة الغربية.

"نبيل ف" شاب متزوج حديثاً يعمل في وظيفتين مرهقتين من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة ليلاً لتأمين دخل جيد له ولعائلته، يرى القدس رمزاً للصمود في وجه ترانسفير الاحتلال،  ويراها الإيمان بأن شمس القدس ستشرق  وقد غاب عنها نير المحتل. رسالة نبيل كمقدسي هي الصمود في أرض الرباط وتوريث أبنائه حب هذه المدينة المقدسة .

  1


المزيد

حين يصبح منزل العائلة بيتاً لعائلات ويتألم الحجر مختنقاً من الرطوبة

كتبها ربى عنبتاوي ، في 16 كانون الثاني 2009 الساعة: 14:51 م

 

عين على بيوت البلدة القديمة في القدس بين أزمة الهويتين الحضارية والمقدسية

تقرير وتصوير : ربى عنبتاوي

dscn17

 

الصمود ضمن أحلك الظروف أو فقدان حق الإقامة ومن ثم الطرد، هاجس ينتاب كل مقدسي يحيا يومه متخوفاً من الغد، وبيت العائلة الواحدة( منزل الأصول) فرّخ غرفاً للفروع. وجود نوافذ أو قصارة سليمة أو حتى تمديدات صرف وفق الشروط  الملائمة لم يعد مهماً أمام " ساتر مستعجل من الطوب أو الجبس" أقيم ليصنع غرفة يستنشق قاطنوها الرطوبة ويعايشون الازدحام.

أمثلة على سبيل التوضيح لا الحصر لبيوت مقدسية قامت مراسلة مجلة آفاق البيئة والتنمية بزيارتها و قابلت من خلالها عائلات بيوت مقدسية يشعر زائرها باختناق البشر والحجر سوية:

بيت العائلة أصبح بيتاً لأربع عائلات

منزل السيد عبد المعطي النتشة المجاور للحرم القدسي الشريف والجالية الإفريقية، كان مثالاً صارخاً على تحويل بيت العائلة المستأجر منذ 22 عاماً و الذي لا تتجاوز مساحته التسعين متراً،  إلى يبت مقسم لأربع غرف له ولأبنائه المتزوجين.

 إنشاء الغرفة الأولى لأحد الأبناء  دفع برب العائلة إلى اقتسام جزء من غرفة الاستقبال و إنشاء ساتر من الجبس، أما الغرفة الثانية فأقيمت مكان غرفة حجرية كانت مقفلة ومليئة بالأتربة حيث تم تفريغها وتبليطها، هذه الغرفة مقببة وتفتقر للنوافذ والضوء، وحجرها القديم المسود من عدم التعرض للضوء والتهوية من أبرز معالمها. أما المطبخ فيفتقر إلى النوافذ وضوء الشمس وتهويته تأتي من النسمات القادمة من غرف البيت الأخرى..

 

natshi

 

بيت النتشة مقام على نفق أنشأه الاحتلال الإسرائيلي عام 1996 يمتد من حائط البراق حتى المدرسة العمرية، يقول حول هذا الأمر:" اتضح لنا في السنوات الأخيرة  أننا كنا ننام على بلاط يستند على فراغ كبير، كنا ندوس على البلاط و نسمع أصوات صدىً . وحين خضع جزء من بيتنا للترميم من قبل مؤسسة التعاون في القدس، تم معالجة المشكلة ولكن الخطر يبقى موجوداً".

"كل شاب متزوج ولديه أطفال يحب الاستقلالية" هكذا قال النتشة  لكنه تساءل عن البديل إن كان الاحتلال يضيق الخناق على المقدسيين بتعنته إعطاء تراخيص بناء، فالتضييق من جميع الاتجاهات يرغم المواطن المقدسي على التحمل واستبدال أحلامه الكبيرة بأخرى صغيرة . اثنين من أبناء النتشة -على حد قوله-  استدانا وباعا ذهب زوجتيهما من اجل شراء غرفة صغيرة لكل واحد منهما، الغرف بحالة سيئة ولا تصلح لتربية الدواجن على حد وصف النتشة.

تكلفة غرفة في القدس تعادل شقة في الضفة

وفي زيارة لهذين البيتين قرب المئذنة الحمراء في حارة السعدية، اصطحبني النتشة لرؤية المنزل المؤلف من درج وغرفتين،  ، بيت الابن الأول في الطابق الثاني مكون أساساً من غرفة فوق سطوح تم سقف المنطقة المكشوفة لاحقا فأصبح المنزل مؤلفاً من غرفتين، الأولى للنوم والثانية استقبال ضيوف ومطبخ، أما الابن الآخر فقد اشترى غرفة سفلية ما زالت غير مشطبة لعدم قدرة الابن حاليا على توفير الدعم المالي لها،  وبعد الاطلاع على الغرفة  تم ملاحظة انها بلا نوافذ ولا تتسع إلا لنفر أو نفرين، وحسب قول الوالد فهي ستعدّ لتكون غرفة ضيوف ونوم في نفس الوقت، كما أن المساحة التي خصصت للمطبخ  صغيرة جداً وتكاد تشبه الزنزانة الانفرادية.

 

جهاز لامتصاص الرطوبة في بيت بلا نوافذ

da3nah

 

 وفي احد البيوت الأخرى المجاورة للمدرسة العمرية في حارة السعدية تحدثت السيدة دينا دعنا عن منزل العائلة المؤلف من غرفة جلوس وغرفة نوم يتشارك فيها الأبوان والأبناء الثلاثة النوم، المنزل الذي تعود ملكيته إلى عائلة دينا "وقف الدباغ" ، لا توجد فيه أي نافذة.

عن أول إحساس لأي زائر يدخل البيت كان بلا شك الرطوبة، وعن هذا الأمر قالت دينا :"نظرا لارتفاع حدة الرطوبة في المنزل تلفت الكثير من الملابس والسجاد والأحذية ما جعلنا ننقل حقائبنا المليئة بالملابس إلى منزل عائلتي خارج البلدة". كما اشترت العائلة جهازاً معالجاً للرطوبة  حتى يخفف من حدتها، لأن زوار المنزل دائمو الشكوى منها، أما بالنسبة للعائلة نفسها فقد اختلط الأمر عليها حيث أضحت وأمست تتنفس الرطوبة فلم تعد تميز بين الرطب والنقي ، كما عبرت دينا

"لا يوجد بديل إلاّ بيتنا هذا، فشراء بيت في القدس أو حتى الاستئجار بات مستحيلا على الجميع مع غلاء العقارات، وحين رمم منزلنا مؤخراً من قبل مؤسسة التعاون أصرت بدورها الحفاظ على معالم البيت الأصلية، فأبقته بلا نوافذ  فبقيت الرطوبة ويبدو أن قدري هو العيش بمنزل بلا نوافذ. ختمت دينا.

الإضافات العشوائية هي أكبر خطط يهدد بيئة وهوية البلدة القديمة


المزيد

الصحافة للصغار

كتبها ربى عنبتاوي ، في 6 كانون الثاني 2009 الساعة: 15:14 م

محو أمية الإعلام في فلسطين . مشروع يحفز النقد لدى طلبة المدارس

 

882ima

تقرير وتصوير: ربى عنبتاوي 

الإعلام ليس مجرد ضيف زائر بل عنصر مؤثر ومحرّك في الأراضي الفلسطينية، من هذا الواقع بدأت تظهر مشاريع  تهتم بتقريب الإعلام  من الجيل الصغير، عبر تحفيز السؤال لديهم حول مضمون الرسالة الإعلامية ومدى حياديتها. مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت يستكمل رسالة بدأت العديد من دول العالم تطبيقها في السنوات الأخيرة وهيمحو أمية الإعلام، ومع أن البداية خجولة إلا أنها تبشر بتجربة رائدة.

 

يعتبر مشروع محو الأمية الإعلامية حديثاً في الأراضي الفلسطينية، فقد كانت المنظمة العالمية للثقافة والعلوم اليونسكو بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ومؤسسات إعلامية أخرى قد أدخلت هذا المشروع إلى حيز التنفيذ، إلا أنه ما زال مشروعاً خاصاً تنقصه الأطر العامة وشمولية التنفيذ كما أنه يعتبر جديداً على الثقافة الفلسطينية التعليمية والتي تولي أهمية كبيرة على المنهاج الدراسي وتكرس ثقافة الحفظ والتلقين الأمر الذي ينعكس سلباً على تلقي المراهقين للمادة الإعلامية دون التفكر بمضمونها أو تحليل أهدافها.

 

مديرة مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت نبال ثوابتة تتحدث لموقع قنطرة عن الخطوات الحذرة لمشروع محو أمية الإعلام والذي يمهد في حال نجاحه إلى إيجاد أرضية إعلامية توعوية تستهدف المراهقين الشباب الفئة الأكثر تأثراً، حيث قالت: حداثة الفكرة على المجتمع الفلسطيني جعلتنا نبدأ المشروع بشكل تجريبي، عبر اختيار عدة مدارس فلسطينية موزعة بين المدارس الحكومية والخاصة وتلك التابعة لوكالة الغوث، يطبق المشروع على المدارس المختارة عبر توزيع حلقات نقاش أسبوعية تستهدف طلاب المرحلة المتوسطة، يستعرضون خلالها نماذج من الرسالة الإعلامية على مختلف أشكالها سواء التلفاز أو الإعلانات أو رسائل الجوالات في محاولة لتحفيز الشباب على نقد الإعلام وتحليل رسالته من حيث المحتوى والمضمون .

 

 dscn16

الإعلام دخل بيوتنا...والريموت كونترول بوابة للصالح والطالح

يهدف المشروع في خطوطه العريضة كما تقول ثوابتة إلى مساعدة الشباب الفلسطيني على فهم الإعلام وتطوير قدرته على نقد وتحليل الوسائل الإعلامية، بما فيها الفلسطينية التي يوجد إجماع على أنها تتجاهلهم  ولا تعطيهم المساحة الكافية،  كما توفر لهم حلقات النقاش الجماعية فرصة  للتعبير عن رؤيتهم الإعلامية لحياتهم وطموحاتهم واحتياجاتهم بحيث لا يكونون مجرد متلقين سلبيين بل ناقدين للرسالة الإعلامية. وستشرف خبيرة سويدية في الإعلام على تدريب معلمين أكفّاء لإدارة حلقات نقاش أسبوعية. كما سيخصص برنامج أسبوعي يبثّ على تلفزيون فلسطين يناقش في حلقاته مشاكل الشباب مع الإعلام. التعاون شمل وزارة التربية والتعليم ومركز الإعلام المجتمعي في جامعة بيت لحم.

 

هناك وعي جماعي فلسطيني  حول  تأثير الإعلام على المراهقين والشباب، لم يعد الإعلام بالنسبة لنا أمراً عابراً إن أتى فخيراً وان لم يأتِ فلا ضرر، الإعلام  دخل بيوتنا وشاركنا أكلنا وشربنا وكل حياتنا وجهاز التحكم عن بعد  أضحى في أيدي الجميع صغاراً وكباراً،  أستطيع القول أن هناك ترحيب بمثل هذه المشاريع وهناك إحاطة معرفية  حول الاهتمام العالمي بهذا المشروع.

جرائد التلاميذ في ألمانيا نموذج يحتذى به

 


المزيد

غزة تحت النار

كتبها ربى عنبتاوي ، في 29 كانون الأول 2008 الساعة: 16:48 م

هل هي جرأة إعلامية أم وقاحة يا قناة الجزيرة !

123056

كتبت: ربى عنبتاوي

أحداث غزة الدامية و سقوط ما يزيد عن 350 شهيد و1400جريح حتى اللحظة، وتوقعات تصاعد مرعب في عدد الشهداء هو هولوكستٌ جديد يضاف إلى سلسلة محارق واعتداءات صهيونية منذ نكبة فلسطين تعددت و لم تختلف في جوهرها الشرس و نزعتها الإجرامية. الضحية منذ أيام وحتى إشعار آخر هي غزة المحاصرة أمام مرأى العالم والمجتمع الدولي الذي تأرجح بين الشجب والاستنكار وإيجاد المبررات للمظلومة إسرائيل لمواصلة عدوانها وقتل المئات من الفلسطينيين خوفاً على أرق مستوطني سديروت.

ووسط هذه الأحداث يتخذ المواطن العربي المفجوع شاشة التلفاز بوصلة له  لمتابعة ما يجري بترقب وقلق، تخطف الشاشة حواسه وتهز المشاهد أحاسيسه، وكعادة المحطات الإخبارية العربية فإنها تتسابق في تغطية الحدث ونقل الفجائع وهي مشكورة على ذلك.

قناة الجزيرة الإخبارية اتخذت شعاراً لأحداث غزة الأخيرة بعنوان"غزة تحت النار" وما فتئت منذ بدء الهجوم الدموي وهي تنقل لنا بالصوت والصورة الوقائع، ووجهات النظر وردود الأفعال وأقوال الاستنكار والإدانة، عبر تغطية مكثفة ومتتابعة تذكرنا بوقفة الجزيرة مع الشعب اللبناني ضد العدوان الإسرائيلي إبان حرب تموز 2006، و تضامنها مع انتفاضة الشعب الفلسطيني وحصار غزة والكثير من المواقف الأخرى، فاستطاعت الجزيرة أن تكسب اهتمام الجماهير بتبنيها لقضايا المظلومين والضعفاء... ولكن!!!!.


المزيد

خمسون يوماً في كولونيا الالمانية (باللغة الانجليزية)

كتبها ربى عنبتاوي ، في 10 كانون الأول 2008 الساعة: 00:33 ص

50 days in Germany… mix of experiences and unforgettable memories

BY: Ruba Anabtawi
dscn06

Going to Deutsche Welle - Online (DW) and having a special training course, was a dream and after I had my internship there for about 50 days, I discovered that there is no impossible dream or hopeless ambition can’t be achieved in front of the strong will.


The training at DW was a rich experience focused on improving my skills in the media field, however the real experience and challenge was to live in Germany between the two cities Cologne and Bonn.
Now I’m writing the report at my home in Jerusalem, after a month since I left Germany and have finished 50 days filled of wealthy moments and special days. The most important lesson I have learned from that experience was: how to manage my life as a foreign woman in a country I visit for the first time. Well, after 50 days I can say: I have benefitted from every hour I spent there, and have got an exceptional experience which will help me in my own life.

dscn06


One month in DW: “I’m not  a trainee… I’m nearly an employee”
I can describe my experience at DW in a few words “member of a team”. From the beginning of my internship, my name was on DW-Online. Day after day I became more involved in the department in the following way: joining the weekly meetings, sitting with the team and discussing the weekly suggestions, translating news reports from different agencies, doing field reports, having special conversations and gathering in lunch breaks. All these little details beside the media work, made me feel that “I’m not only a trainee but I’m nearly an employee“

Another 18 days in Qantara.de
At  the first of September till  the 18th  of it,  I  started the second part of my Internship which had took place at Qantara.de , another department in DW institution. Qantara site considered  one of an  important intellectual electronic sites, opening a dialogue between the Muslim world and the Western countries.
Collecting experiences there helped me to understand different ways of thinking through reading, doing some interviews and editing articles which were written by academic authors from different regions.

The untouched experience

working in DW’s Arab section & Qantara online, opened a gate for me to know Arab peoples from different countries and cultures. Chatting with them added to my knowledge store many new things about their countries. In our conversations we actually have crossed cultures within the Arab World itself. I appreciated this gathering since such meetings are impossible in my country because of many political reasons.

In my last days of my internship at DW online, I have met the editor in chief for Arabic department Dr Ibrahim Mohammad who came back from his vacation, At that time I was in a process to finish my last report which titled “the Arabic countries in German eye”, he  suggested to me let him read the report  and thus to give me the feedback, I said sure, It sounds great, I put the report on the  online system in three pages, following  his advice to publish it in 3 episodes because of its big size, a day after I opened the link of DW Arabic, and saw the first episode of my report and the second episode follows in the next day and the third one in the day after, he furthermore has highlighted my report by putting it in a special block on the main page, It was an important step for me.

Hence, When I sat with Dr. Ibrahim to listen to his feedback, he just gave me the most encouraging words I ever wished to hear since I have started my career 5 years ago, He told me too, that he would welcome me anytime I wish to continue my training in DW, and gave me some souvenirs from DW store.

My report “the Arabic countries in German eye” has been published in Dw online and Qantara website, Kindly visit the link below in Qantara:

http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-367/_nr-509/i.html

The good people I met, Thank you

In my short stay in Cologne-Bonn, I have met unforgettable colleagues:  Dr Ibrahim and his kind words, Mr. Abed Autman my neighbor in Cologne who took me in a small tour around the city showing me places and milestones, Diana and her lovely Christians Palestinian family whom invited me to Ramadan Breakfast, Larissa and her generosity to celebrate with me in my Birthday away from my family, Miss, Petra whom I chatted with in many subjects and not to forget her kindness by borrowing me a bicycle. And The Iranian young woman Sherin ( Ifa- volunteer) who opened her phone for assisting me all the time and  answering my questions. and not to forget some colleagues in DW online whom I enjoyed working, chatting , and exchanging experiences with them.

dscn11


Visiting 4 cities: Cologne-Bonn, Stuttgart and Berlin…what a chance!

 

Between Cologne and Bonn: another tip of knowledge
Since the size of my country is small and the geographical landscape is narrow and not flat, there isn’t any comparable infrastructure to the one in Germany. Here, I also experienced a new tip of knowledge through my daily journey by the train No.16 from Cologne to Bonn and vice versa.
In the first two days, it was difficult for me to figure out all these numbers of trains, stations and gates, but after knowing the places with a help of some friends at the beginning, I started later to depend on myself, following the addresses and thus the trains.
During the stop points, watching the people dynamically getting on and off, I have the chance to notice the various ethics in Germany and s of people apart from the green landscape and the sparkling water of the river Rhine.

Small room in Cologne, fabulous garden and a bicycle
My room was very small with one big window and a wooden floor. In my first morning I was fond of the green leaves nearby the window, as well as the western modern in my room which gave me a fresh atmosphere. With my tiny room I felt that I have everything (privacy, quite moments and a sense of responsibility in managing myself alone within 50 days). Living there improved my skills in handling the expenditures and gave me time to read and meditate.

dscn09


In my neighborhood which I lived in, anything a person might need is available: (coffee shops, internet cafe, laundry shops, Kiosks, small shops, and supermarkets. These facilities with an amazing architecture and colored buildings made me feel comfortable all the time.
Next to my home I discovered a green garden called Hiroshima and Nagasaki park. I was fascinated of the green environment and infatuated of the square lake with dozens of ducks. The scenery and the fresh air tempt me every week-end to read and feed the ducks.
A friend I met during the Cross Culture workshop in Stuttgart helped me in finding a bicycle. It was important to me, since many people here use the bicycle. With it, I fill my free hours doing an interesting kind of sports for at least one hour per day.

The Dome
I was raised up in Jerusalem which is surrounded by historical and ancient places. Visiting the Dome in Cologne with the hundreds of tourists, took me back to the historical atmosphere in Jerusalem. I enjoyed my time at the Dome and I will keep a pleasant memory of it.


المزيد

*د.نظمي الجعبة في لقاء خاص مع أفاق البيئة والتنمية

كتبها ربى عنبتاوي ، في 4 كانون الأول 2008 الساعة: 08:49 ص

القدس تتحول إلى مدينة صفيح ومكرهة بيئية وصحية

أسر فلسطينية في البلدة القديمة تسكن أشباه الكهوف والمخازن والآبار والاصطبلات

مدينة الصلاة تغرق في مستنقع الفقر والمخدرات والعنف الأسري والاعتداءات الجنسية

 

حاورته:  ربى عنبتاوي

 

 

القدس تغرق بالطوب والمواطن المقدسي اعتاد منظر الحجر، كما أنه محاصر من عدة اتجاهات وبقاؤه مهدد، ربما أصبحت الحديقة المحيطة بالمنزل هدراً للمكان وجزءاً من الرفاهية، وربما تحولت المنازل السكنية إلى أشباه كهوف مع تزايد رطوبتها وانعدام النوافذ. هذه الحقائق الدرامية كفيلة بأن تحوّل المدينة المتحفيّة المسكونة في قلوب الملايين إلى كارثة إنسانية وبيئية وحضارية. حول واقع القدس تحدث المؤرخ الفلسطيني ومدير مركز رواق د. نظمي الجعبة بإيجاز عن التداعيات البيئية في القدس في لقاء مع مجلة أفاق البيئة والتنمية.    

 

القدس تغرق الآن في الحجر والطوب، مع التضييق عل المواطنين عبر سياسة تهويد ممنهجة، ما هي أضرار الامتداد العمراني العشوائي على البيئة  في القدس؟

بدايةً، لا يمكن الحديث عن القدس كمدينة عادية، فالقدس موضوعة على قائمة التراث العالمي وبناءً عليه فإنها تخضع لقوانين عالمية تحمي هذا التراث، فالبلدة القديمة تحتوي على كنوز عالمية تاريخية ولا يوجد مكان على وجه الأرض يضاهيها في مكانتها العالمية وسكنها في قلوب وعقول الناس، ولكن القدس تحت أسر الاحتلال الإسرائيلي منذ 41 عاما وتتعرض منذ ذلك الحين لسياسات أحادية الجانب هدفها بالأساس تهويد المدينة وتخفيف الوجود الفلسطيني فيها، وفي خضم هذه الظروف يعيش المواطن المقدسي يومياً تحت ضغط هائل، فهناك نموٌ سكانيٌ بينما لا توجد بنايات أو أراضٍ تستوعب هذه الزيادة داخل القدس العتيقة وخارجها؛ الأمر الذي أدّى إلى تحول القدس لمدينة صفيح ، وما زاد الطين بلّة  الاستيطان والجدار العنصري اللذان سيطرا على أحياء المدينة وفتتاها بعضها عن بعض وأضاعا إمكانيات توسعتها، وبالتالي ضمن الحيز الضيق أصبح المقدسي يحاول حل مشكلته والعيش تحت أشق الظروف. ومع الجدار، انتقل العديد من سكان  الأطراف كالرام  وضاحية البريد والعيزرية وأبو ديس خوفاً على حقوقهم إلى المدينة المقدسة فتعدت الزيادة السكانية طاقتها الاستيعابية، ففي البلدة القديمة على سبيل المثال تبلغ القدرة الاستيعابية لها 20 ألف نسمة إلا أن عدد القاطنين اليوم يتجاوز 38 ألف نسمة، هذا الواقع يعني: زيادة في الفقر من حيث الدخل وتدني الشروط البيئية للسكن. وأصبحت كثير من العائلات تعيش اليوم في غرفة واحدة،  وتضيف مطبخاً من التنك أو الطوب هنا أو حماماً هناك، وهذا تشويه للمظهر العام للبلدة القديمة، وسيفقدها جزءاً أساسياً من هويتها.

 في الحقيقة: لا يوجد حلول فعلية على أرض الواقع لمشكلة القدس إلا  الحل سياسي، فإذا لم يحل الصراع السياسي على القدس لن يوجد نظيره المعماري، ومع احترامي لكل المبادرات العظيمة الفردية أو المؤسساتية لحماية البلدة القديمة وتراثها الحضاري، إلا أنها لا تستطيع حل الإشكالية الأساسية وإنقاذ القدس من الانفجار على مختلف الصعد.  

 

 

هذا الازدحام السكاني وملء الفراغات، له الكثير من الأضرار البيئية، من خلال مشاهداتك للبيوت المقدسية حدثنا عن تداعيات ذلك؟

مع تزايد الضغط على المقدسيين، تحول  الكثير من المباني لمساكن لم تعدّ أصلاً لأن تكون كذلك، فعلى سبيل المثال زاوية خان السلطان، عبارة عن مجمع ضخم أعدّ تاريخياً ليكون مكاناً تجاريا، الآن أصبح كل دكان بمثابة غرفة  تحوي عائلة، هذا مثال على أن الناس أصبحت تحل مشاكلها بأي طريقة وتقدم  الخدمات لنفسها كلٌ حسب ثقافته ومعرفته وقدرته المالية، ولتوضيح الصورة أكثر فقد تم تحويل غرف أعدت لان تكون مخازن أو إسطبلات للحيوانات في العصور الوسطى عبر فتحها وإخراج الردم منها والسكن فيها، كما تم تحويل الفراغات المعدة أصلاً لأن تكون آباراً إلى غرف سكنية، هذا الازدحام يؤدي إلى ارتفاع الأضرار الفيزيائية على المباني ورفع نسبة الرطوبة لعدم إحكام عملية الصرف الصحي وتزويد البيوت في المياه، الأمر الذي يزيد من البيئة المضطربة والتي يتنفسها الصغار والكبار في هذه البيوت.

كما أن الضغط النفسي من احتلال، استيطان، كاميرات مراقبة، مشاكل فقر، وخدمات محدودة تقدمها بلدية الاحتلال ومساكن عبارة عن أشباه كهوف يؤثر بشكل ملحوظ على الصحة النفسية والبيئية للسكان، ويساهم في ظهور الآفات الاجتماعية كالفقر والمخدرات والعنف الأسري والاعتداءات الجنسية. فالقدس اليوم تغرق في مستنقع اجتماعي يصعب التعايش معه نتيجة للمشاكل البيئية الناجمة عن الضغط الذي يمارسه الاحتلال.

 

الكثير من المقدسيين مع تشديد الخناق عليهم وتهديد بقائهم في المدينة أصبحوا يفكرون باستبدال قطعة أرضهم المحيطة بمنزلهم ببناء سكنيّ، ما اثر تراجع قيمة الأرض الزراعية أو المساحة الواسعة الفاصلة بين البيوت على البيئة؟

وجود البيت المحاط  ببيئة جميلة وخضراء لم يعد له ذلك الوقع في القدس، الناس تريد أن تثبت وجودها في القدس بأي طريقة ؛ مما جعل المقدسيين ينتقلون إلى مرحلة ملء الفراغات والصعود عموديا بغض النظر عن وجود ترخيص أو عدمه، فقد أصبح على سبيل المثال بناء غرفة أو إضافة مرحاض أهم من بقاء الشجرة في ظل غلاء معيشي وبيوت تؤجر بأسعار باهظة. الجماليات أمر مهم ولكن كيف يتمتع بها إنسان ظروفه سيئة!  بالتأكيد إن تراجع المساحات الخضراء  وتدني القيمة الجمالية للمدينة سيحولها إلى مدينة صفيح مليئة بالمشاكل الاجتماعية،  لكن البيئة هي آخر ما يقلق المقدسيين الآن؛ وما يؤرقهم حالياً هو البقاء في المدينة وتأمين لقمة العيش والصمود أمام الاحتلال الذي يحاول التخلص منهم. فلا يمكن أن نناقش أي تخطيط حضري للقدس وسط هذه الظروف، بل لا بد من تغيير هذه الظروف سياسياً.

 

 

ما تأثير المستوطنات الإسرائيلية  والجدار الفاصل على البيئة المقدسية؟

تلقي إسرائيل العديد من نفاياتها القادمة من القدس الغربية وجميع المستوطنات المحيطة بالقدس في مكب نفايات ضخم في بلدة أبو ديس، هذا المكب  ليس معداً وفق المعايير العلمية أو شروط السلامة البيئية، والضرر منه هائل جدا لكل المناطق المحيطة بالقدس والمياه الجوفية. مكب أبو ديس الذي يقع على مساحة 3 ألاف دونم،  يلقى فيه يوميا  1500 طن من القمامة؛ ومع تكرار عملية الإلقاء والطمر وصل المكب لمرحلة الامتلاء الكامل وأصبح مكرهة رهيبة خاصة انه على مقربة  من التجمعات السكانية في أبو ديس والعيزرية .

 

كما أن غالبية المستوطنات  المحيطة بالقدس غير مربوطة بنظام صرف صحي يقوم بتنقية المجاري وفق المعايير الصحية. والمياه العادمة  تنزل في الوديان المحيطة في القدس، وكلما كبرت المستوطنات أصبحت تحدياً على البيئة عدا عن التحدي السياسي. ولكن الخطر البيئي على القدس لا يقتصر على الجانب الزراعي بل أيضا على خزان المياه الجوفية الذي يتعرض للتلوث المستمر، فإسرائيل لم تستطع حل مشكلة تصريف المياه العادمة خلال 41 سنة من الاحتلال، فبقيت مجاري القدس تصب جنوباً باتجاه البحر الميت؛ مما يعني المرور عبر العديد من المناطق وبث السموم في التربة والمياه الجوفية.


المزيد

مؤسسة النيزك في القدس

كتبها ربى عنبتاوي ، في 12 تشرين الثاني 2008 الساعة: 13:49 م

* براءات اختراع لمخترعين فلسطينيين احتضنتهم النيزك مؤسسة النيزك المقدسية جندت 2500 شاباً وشابة للأبحاث والمشاريع العلمية والبيئية عارف الحسيني:  التعليم الإبداعي والفكر المنتج بديلا لثقافة التلقين وتجميد العقل   ربى عنبتاوي / القدس
 
"قد نكون آخر المنتجين لكننا لن نكون أول المستهلكين" شعار مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي، التي تأسست في القدس قبل سبع سنوات، بمبادرة شبابية من أربعة زملاء فلسطينيين أجمعوا على امتعاضهم من كتب العلوم النظرية التي تسرق متعة التجربة من الطالب، معلنين الثورة على ثقافة الحفظ وتجميد العقل، عبر إنشاء مؤسسة أطلقوا عليها اسم" النيزك" متمنين أن تترك أثراً وتنشئ حقائق جديدة مثلما يفعل هذا الجرم المشتعل، وعلى الرغم من اعتراف النيزك بأنها ما زالت تخطو خطوات خجلة، إلا أنها  أضحت عنواناً للعقول الشابة الباحثة عمن يلتقط شرارة أفكارها في أولى مسيرة الإبداع.  "حان الوقت لاستثمار العقل ودعم الإبداع المنتج في وطننا"  هكذا قال عارف الحسيني مدير ومؤسس مؤسسة النيزك في لقاء خاص مع مجلة آفاق البيئة والتنمية، الحسيني الذي جاء من عالم الصناعة والعمل في مصانع وشركات منتجة، درس في الجامعة الهندسة الالكترونية والفيزياء واكتشف في أثناء دراسته للعلوم المتعة الحقيقية من معايشة خطوات نجاح التجربة العلمية واستخلاص النتائج الأمر الذي رغب بشده أن يشاطره الآخرين. ولأنه لا يملك تلك السلطة العليا ليغير المناهج التعليمية المغرقة بالنظريات وثقافة التلقين، قرر الحسيني وزملاؤه الثلاثة إيجاد نهج بديل، فكانت فكرة إنشاء مؤسسة علمية تشجع التعليم الإبداعي وتطور مهارات الفرد بواسطة آليات جديدة وخلاقة تعتمد على التشغيل والتسويق.  هي البداية، ولأن البدايات تكون دائماً محفوفة بالصعاب ومحبطة وبخاصةلأن العلم ليس على سلم اهتمامات الناس، اتجه الزملاء الآخرون إلى البحث عن وظائف حقيقية أكثر استقراراً مبتعدين عن حلم تحقيق النيزك، فبقي الحسيني وحده في المركب حاملاً على كتفيه مشروع مؤسسة علمية تصب إلى النجاح رغم منغصات الواقع.وقالالحسيني موضحا: "بدأت عملي أنا والزملاء عبر التطوع في المدارس الفلسطينية،  حيث حمل كل منا حقيبة يد تحوي معدات ووسائل علمية لتطبيق بعض تجارب الفيزياء والكيمياء وعرضها على التلاميذ، اكتشفنا من خلال مراقبتنا للطلاب أنهم يفتقرون لمهارات النجاح  الأساسية وهي الصبر والإصغاء وحب الاكتشاف، وهذا يعني أن لدينا إشكالية في الفكر المنتج سواءٌ أكان المناهج التعليمية في المدارس و الجامعات، أم في السوق الخاصة الفلسطينية التي يقتصر دورها على التجارة والخدمات، فاستنتجنا للأسف أنه لا توجد رؤية مستقبلية لتأسيس اقتصاد وطني مبني على صناعات محلية ترفع البلد لمستويات عليا".   النيزك  تسبح وحدها عكس التيار
 
  ما زالت تزعج الحسيني حقيقة أن أكثر الأمور متعة وهي العلوم تحفظ حفظاً في المدارس، معتبراً من انغماسه في عالم التجارب وجلوسه في مختبره يومياً أن العلوم هي فاكهة الحياة، والصناعة والفكر المنتج سببٌ رئيسٌ لرقي الشعوب، من هنا ألحّ عليه هاجس أن يفعل شيئاً، فلا يكفي أن نقنع بالعمل كموظفي خدمات بل على الفلسطينيين أن يخلقوا واقعاً جديداُ أكثر وعداُ وأملاُ .   النيزك مؤسسة تحمل بذور البقاء كما أكّد الحسيني، على الرغم من أن  فكرتها ما زالت جديدة من ناحية المضمون، فهي لا تتشابه كثيراً مع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية، وذلك يعود إلى الاستفادة من إمكانيات العلم والخبرة وتسويقها، فالنيزك يؤمن  60% من ميزانيته من مردود الدورات التدريبية والمعروضات العلمية لاختراعات تسوق في متاحف علمية داخل الوطن وخارجه، وهذا النموذج "الموديل" حسب رأي الحسيني هو الأسلم والأكثر أمناً في حال إغلاق حنفية الممول أو فرض شروط لا تتلاءم مع تطلعات المؤسسة. برامج ومشاريع النيزك  من خلال زيارات طاقم النيزك المتكررة للمدارس وملاحظة الضعف في أسس التفكير لدى الطلاب استنتج الحسيني ضرورة  تطوير آلية علمية كالتالي، أولاً: تعليم التفكير عبر إدخال برنامج "العب، فكّر وتعلم" عام 2003 وتطبيقه في عشر مدارس فلسطينية من خلال تدريب طلاب جامعات ومعلمين ليشرفوا على ألعاب وفعاليات لتطوير الفكر والذكاء. ثانياً برنامج تطوير تدريس العلوم في المدارس:" العلوم فاكهة الحياة" الذي يستهدف معلمي المدارس ويعطيهم أفكارا جديدة ومفيدة في التدريس ، وثالثاُ  تأهيل طلاب المدارس لإنجاز أبحاث علمية بمعدل 500-800 طالب وطالبة سنوياً ضمن مشروع الباحث الصغير، وأخيراً وليس آخراً مسابقة صُنِع في الوطن العربي لدعم ابتكارات المخترعين الشباب. التحديات التي واجهت النيزك لم تُفرش الأرض بالورود احتفاءً بميلاد مؤسسة النيزك، فكان نقد الكتب التعليمية أمام الجهات الرسمية أمراً غير مقبول وبخاصة لأنه صادر من قبل مؤسسة حديثة العهد يديرها شبان في مقتبل العمر، كما أن المدارس لم تتفاعل بالدرجة المتوقعة مع مثل هذه المشاريع. يقرّ الحسيني أن البيئة العلمية محلياً غير مشجعة،  لكن النيزك تصرّ على إيجادها، فإن لم تتوافر التربة الخصبة لنمو البذرة، توجد النيزك ألف طريقة لإيجادهما معاً (التربة والبذرة ). ويقول الحسيني في هذا الصدد : "أذكر أن الجميع قلّل من أهميتنا في البداية واستهزأ منا، ووضع عوائق السياسة وتحرير الوطن أمامنا ليقنعنا بعبثية مشاريعنا، إلا أن تميز المعرض العلمي الثالث والانجازات العلمية وبراءات الاختراع التي سجلت باسم فلسطين سلطت علينا الأضواء". تحولت النيزك  خلال السنوات السبع الماضية من فكرة مجنونة كما يصفها الحسيني إلى عنوان للشبان والمبدعين ففي اليوم الواحد تعرض خمس أفكار على الأقل، ومنها أفكار مشاريع مهمة مثل مشروع توليد طاقة كهربائية من أمواج بحر غزة و فكرة إنشاء غواصة نووية، ومع أن تنفيذ المشاريع مستحيل إلا أنها تنمّ عن عقول نيرة وتدلل على أن الشباب لا تنقصهم الفكرة إنما الأداة لتنفيذها. العلم والبيئة ....صديقان بشرط أن يتناغما مع بعضهما البعض
المزيد

التالي