الأحد، مارس 22، 2009
طاقة الحرمان عندما تنفجر ... 1
وكان الموقف التربوي الأول هو تذكر الموقف الأصلي وهو الموت وعدم العودة ، وها قد كتب لي العودة ، فكيف أغتنمها ... ؟
لما كان الحرمان من العمل خارج المعتقل أمرا منتهيا لفترة محدودة ، كان من الواجب أن أبدأ عملا جديدا في المجتمع الجديد الذي وجدت نفسي فيه ، وهي الفترة التي قضيتها مع الجنائيين في أماكن مختلفة ، وبالكاد لم أكن أعرف عن طبائع هؤلاء شيئا ، اللهم إلا بعض ما سمعناه في بعض البرامج والجرائد والأفلام وغيرها .
وكان لسان الحال غير لسان المقال فما كنت أعرفه عنهم شئ وما وجدته شيئا آخر ، وجدت أناساً لهم فلسفة خاصة في الحياة دفعتهم ظروفهم الاجتماعية والمادية والفقر والجهل والعزلة والتهميش السياسي إلي الجريمة والانحراف ، ليس هذا فحسب وإنما هناك من دفع دفعا للانحراف بفعل مخبر أو ضابط مباحث لعمل وتلفيق بعض القضايا ، لهم نوع خاص من الأدب الحزين في أشعارهم وغنائهم ، لم يجدوا من يدلهم علي الطريق .. فقط وجدوا من يدفعهم نحوه .
" محروس 7 سنوات مخدرات ، سامح عصعص 5 سنوات مخدرات ، أيمن ليمونة سنة 12 مخدرات ، وشيكولاته ومشرط والخفيف وبلحة ..... والقائمة طوييييلة جداً " لا أخفيكم سرا أنني فكرت وأنا في طريقي للزنزانة في طريقتين للتعامل بناء علي الخبرة المكتسبة من الروايات والأفلام ، اما الأولي فهي ان أدخل عليهم بقوة وعنف _ يعني أضرب كام واحد والباقي هيسمع الكلام _ والطريقة الثانية إني أدخل عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة وتهدئة النفوس .
ولما كنت قد قررت أن أسلك المنحي الأول فقد تجهزت نفسيا وبدنيا للحظة البداية ، فتح مأمور السجن باب الزنزانة وعلي صوتها الكئيب والضوء الخافت جدا المنبعث من داخلها وجدت نائما مغطيا جسده كله من شدة البرد ، ولم ألاحظ في البداية أن الباب لم يفتح بأكمله فقط ما يسمح لي بالمرور ودخول الزنزانة ، صاح المأمور " محروس " رفع محروس غطاء ه ناظرا إلينا ببلاهة _ في نفسي قلت مش مشكلة ده واحد بس ضربه هيكون سهل وهأعرف أسيطر علي المكان بسرعة _ تابع المأمور : فين باقي المساجين . أنا سمعت الكلمة ونظرت خلف الباب ما يقرب من اثني عشر واقفين علي أقدامهم _ هنا قلت في نفسي هو موقفهم كلهم أمال هيعمل في انا إيه _ أفقت علي كلام المأمور وهو يقول لمحروس الاستاذ حسن سياسي أمن دولة إخوان مسلمين .. وكانت المفاجأة .
كتبها صريح أوي at 01:53 ص 0 comments Links to this post
Labels: أيام الاعتقال
السبت، مارس 14، 2009
وتستمر الحياة ..
كتبها صريح أوي at 11:03 م 16 comments Links to this post
الأحد، ديسمبر 14، 2008
صورة وكشكول .. والثلاثية
في نهاية ديسمبر هذا العام تكون خطتي الثلاثية قد انتهت ، وبدأت أضع الخطة الثلاثية الجديدة ، وعند وضع الخطة الجديدة هناك طقوس معينة لا أخالفها إطلاقا علي الرغم من انخراطي في كثير من الأعمال إلا أنها عادة أحب أن أجد نفسي فيها كل ثلاث سنوات ، في البداية أطلق عدة تحذيرات ممنوع منعا باتا الاقتراب من غرفتي في هذه الليلة ، كل الإعدادت اللازمة موجودة ( الشاي – بسكوت عجوة ) لا وجود للعناصر التكنولوجية إطلاقا ( كمبيوتر أو كاسيت أو تليفون ... ) فقط مجموعة أوراق وعدة أقلام خاصة علي المكتب وفي ظل المكتبة التي تدور علي الحائط أجلس مستعينا بالله لأضع الخطة الجديدة لثلاث سنوات مستقبلية .
أهم ما في الموضوع هو وجود ألبوم صور وكشكول ولهما عندي أجمل الذكريات ، فالألبوم يرسم شريطا لمسارات حياتي المختلفة من مرحلة الأشبال فالثانوية فالجامعة ، أقلب صفحات الألبوم لينساب شريط الذكريات مع كل صورة ولكل مرحلة ذكريات خاصة وعبير يفوح جمالا تمر مرحلة الأشبال ونحن في أعمار الزهور لأجد أصدقاء لي لم يعودوا بيننا الآن فقط كانوا معي في المسجد في اليوم الرياضي في الرحلة أنظر لهم الآن فأحمد الله علي ما أنا فيه من نعمة الإخوان . وجدت أساتذة لي قد فارقوا الحياة تذكرت معهم كل كلمة كل فعلة كل حركة كيف كانوا قدوة لي ، لم أستطع أن أقاوم تلك العبرات علي هؤلاء العظام الذين كان لهم فضل علي في كل حياتي في شخصيتي في سلوكي في معاملاتي .
أساتذتي وإن لم تكونوا بيننا إلا أننا نتنسم خطاكم ، وكما عهدتمونا فنحن علي دربكم سائرون ، الشيخ عيد عبد السلام رحمه الله ، الشيخ أحمد عبد الله رحمه الله ، الدكتور حسن الحيوان رحمه الله ، الشيخ ماهر عقل رحمه الله ، الأستاذ جمال هنداوي رحمه الله كل منهم كانت له معي مواقف تربوية لا تنسي .
ليلة أعادت لي عبق زمن كنت قد فقدته في غمرة الحياة العملية ، فكما أنها كانت ليلة لتخطيط مرحلي مستقبلي إلا أنها كانت أيضا رابط لفترة منصرمة هامة من حياتي .. ولتكن تلك الليلة المشهودة علامة فارقة في حياتي كل ثلاث سنوات .
تتوزع الخطة الجديدة علي أربعة محاور الأول فهي الدعوة والثاني العمل والثالث الدراسة والرابع تكوين الأسرة المسلمة ، عن الدعوة فالأمر يكاد يكون منتهي بقرار تطوير عملي الدعوي وزيادة المساحة المخصصة من الوقت له ، أما عن العمل فيحتل الدخل السبق عن نوعية الوظيفة في العام الأول والثاني ليكون الاستقرار في وظيفة مناسبة هو هدف العام الثالث ، أما الدراسة تنهي الخطة بالحصول علي درجة الماجستير في العلوم التربوية والبكالوريوس في تخصص جديد ، أما تكوين الأسرة فتنتهي الخطة بتشريف عمر أو فاطمة .
كتبها صريح أوي at 06:01 ص 41 comments Links to this post
الجمعة، ديسمبر 05، 2008
وماذا بعد ؟!
دارت الأحاديث في مختلف القضايا الفكرية والسياسية والاقتصادية ، لكم كنا نحتاج إلي مثل هذا اللقاء منذ زمن ، انقسمنا إلي ثلاث فرق في عدة قضايا ، كانت أهم القضايا المطروحة للنقاش الأداء البرلماني للكتلة البرلمانية ، الخلافة الإسلامية ، الزواج ، ماهية المجتمع في عصرنا الحالي ، كل هذه القضايا ناقشناها في خلال تسع ساعات متقطعة ما بين طعام وترفيه وذكريات تفرض نفسها بحكم الواقع .
الخلافة الاسلامية
أهم موضوع تناولناه كان موضوع الخلافة .. وفيه انقسمنا إلي ثلاث آراء الأول وكان رأيي الشخصي وفيه شرحت الدوافع والظواهر التي تفيد بان الجيل الحالي هو جيل النصر المنشود وان الحكومة الإسلامية لن تلبث أن تقوم بين فينة وأخري وأن ما يحدث بيننا اليوم إنما هي من قبيل الإرهاصات لنصر مؤزر للأمة الإسلامية .
الرأي الثاني كان للاخوين الكريمين الحسيني ، وأحمد عبد الحميد وفيه أننا لا زلنا في مرحلة المجتمع وإنت بتحلم ، الناس لا تزال تعيش مرحلة لقمة العيش ، لا يدرون معني الخلافة أو حتي الحكومة الاسلامية ، من الآخر امامنا منا لا يقل عن ألف عام ممكن احفادنا يكونوا هم جيل النصر المنشود . أيضا كان الكلام موثقا بالأدلة والبراهين القاطعة التي تثبت وجهة نظرهم .
اما الرأي الثالث فكان للأخ ياسر مختار جاء فيه أننا بين هذه وتلك ، نعم المجتمع يمر بمرحلة ضعف وانحلال أخلاقي وانحدار نحو هوية ممسوخة وانتماء فاقد الهوية ، لكن ما تفعله الحركة الاسلامية إنما هو من سبيل التأصيل للفكرة في نفوس الناس وان مرحلة المجتمع لن تلبث أن تنقضي وحكومة إسلامية قادرة علي ضبط الأمور تحتاج فقط لسنتان ليس أكثر ، بمعني أن الحال يبقي كما هو عليه إلي أن يقضي الله امرا كان مفعولا .
المهم خرجنا من الموضوع بنتيجة اننا لا زلنا نحبو في خضم هائل من الصراعات تفرض نفسها بقوة علينا ورغم عنا من نظام فاسد عاجز ، من صهيونية عالمية تعمل علي قتل هويتنا وفرض قيدها علينا
الزواج
بناء الأسرة كان أحد الشروط الازمة لبناء مجتمع مسلم متماسك ، فرض الموضوع نفسه علينا لحديث أحمد عبد الحميد عن نفسه وعن أسرته الجديدة ، ذلك البيت الذي يبني اواصره علي الاسلام نسأل الله له أن يديم فرحته هذه وان يلحقنا به علي خير اللهم آمين ،
كان الحديث عن شروط الزوجة المناسبة لكل منا .. ( وكان فيه بقي حاجات عجيبة ) .. المهم كان أحمد بيحمس فينا لإنهاء الموضوع في أسرع وقت من أجل الاستقرار وراحة البال وطبعا الاعتقال . وعلي هذا كانت هناك قرارات فورية وعاقلة جدا لأننا اكتشفنا إننا متأخرين جدا في الموضوع وكانت قرارات بــــسرعة إنهاء الموضوع ... .
الأداء البرلماني للكتلة البرلمانية
كان حديثا شيقا ممتعا ، حول الأداء الإعلامي المتميز للإعلام المصري الذي أثار قضية الطبيبين المصريين في السعودية وقضية مقتل طالبة جامعية ابنة فنانة لا اعرفها وقضية هشام طلعت مصطفي رغم حظر النشر ... كل هذا في ظل تعتيم إعلامي تام علي أداء نواب مجلس الشعب الإخوان والطني والمستقلين في تساؤل بدا حائرا في أعيننا كيف سيحاسب الشعب نوابه .
أخيرا
السمك وصل بعد المغرب بساعة .. مش مشكلة .. الكشكلة إني مش بآكل سمك .. قشر بقي يا حسيني وخليك حلو ..
أسأل الله في هذه الايام المباركة أن لا يفرقنا أبدا ، وأن يحقق آمالنا وأحلامنا
اللهم آمين
تهنئة مبكرة
للاخ أحمد عبد الحميد علي الزواج اللي مش عارفين معاده امتي ؟
كتبها صريح أوي at 11:25 م 38 comments Links to this post