KRASSEEN
مع اقتراب إنتهاء شهر رمضان...حاسس إنى للإسف ما عيشتش رمضان من اساسه...اكيد طبعا علشان فى بلاد الغربة ما فيش إى مظاهر من رمضان...و لا فوانيس...و لا زحمه مرور... و لا خناقات الشوارع قبل المدفع...و لا مسلسلات رمضان...و لا خيم رمضان...و الا خلو شوارع المدينه من الناس وقت الفطار...و الا سماع المسحراتى و هو بيقول " اصحى يا نايم "...و الا جموع المصلين فى التراويح...و الا جدول عزومات رمضان عند الأهل و الاصدقاء...و الا النوم فى الشغل و الإسراع بالإنصراف بدرى بدرى علشان الدنيا صيام...و الا النوم فى نهار رمضان...و مشاهده الناس فى الاوتوبيسات و الميكروباصات و المترو ماسكين الكتاب الكريم و بيقرأوا القرآن بنهم...و الا البسبوسه و الكنافه و الشاى و غيبوبة النوم اللى بعد الفطار...إنى اعيش رمضان من غير كل ده لأول مره فى حياتى كان صدمه...و مازلت فى الصدمه...ال كا بوس...بووس...دووس
بدايه الاسبوع اللى قبل اللى فات كان تالت يوم رمضان...و كنت باسأل نفسى هل حاستحمل رمضان فى الظروف الصعبه دى...الكارثه إنى باشتغل فى اليوم تقريبا عشر ساعات...الناس هنا بجد بقه مجنونه شغل بصحيح...هبل...من الساعه تمانيه و نص الصبح لغايه الساعه سته إلا ربع...و شغل إيه...شغل على اصوله...مش شغل المصريين شغل البطاطس...دى الناس اللى باشتغل معاها لو لقت إيديها فاضيه تدور عالطول على حاجه تشغل بيها إيديها...و قال إيه فيه نص ساعه بريك...حتى فى البريك بيتكلموا فى الشغل...انا طبعا صايم و الا حد هنا...فى البريك بيروحوا ياكلوا فى الكافيتيريا المطعم اكل بقى من الاوبن بوفيه اللى فيه مكرونه و رز و بطاطس و لحمه و فراخ و خنزير و سمك و خضار الخ الخ الخ و طبعا الحلو فى الآخر...و انا ما باليد حيله...لازم اقعد معاهم على السفره و اتفرج عليهم و همه بياكلوا...تعذيب يعنى...كويس إنهم ما يعرفوش حاجه اسمها بيبص فى الأكل...لأنى بصراحه طول الوقت باصص فى الأكل و باتمنى اليوم يجرى فرووم فرووم و الساعه تيجى تمانيه و نص و أكل...و يسألوك بقى هو انت ما ينفعش تشرب...معقول تصوم شهر بحاله...ده كده خطر على الجسم...لو بتشتغل يبقى لازم تفطر...إنت مش سايب وطنك يبقى أنت كالمسافر يبقى ممكن تفطر...ما تفطر على مواعيد بلدك...بعد تلات تيام ما حدش بقى بيسأل انت صايم و الا فاطر...بصراحه باجى كل يوم على الساعه اربعه و مش عارف ليه عينيه بتقفل...الجسم بتاعى بيعمل اوتوماتيك شات داون...و افضل بقى من الساعه اربعه لحاااد الساعه سته إلا ربع ارفع فى جفون عينيه... لدرجه إنى حاسس إن جفون عينيه طلعلها عضلات...بقت منفوخه أكن حد ضربنى بوكس...و أنا اقول هو ليه الناس بتبصلى كده ...اصل مش معقول فى الاجتماع انام...عارف المنطقه اللى بين النوم و الصحيان...منطقه تحس انك ماشى على رصيف رفيع على الطريق السريع و حتقع منه فى أى لحظه...فعلا جسمى كله بيرفرف و بيتشنج و يعمل حركات غير اراديه...أكن ما فيش جاذبيه فى الأرض...أكنى باموت و روحى لسه بتطلع... فى الايام اللى فاتت بقيت مش قادر استحمل خلاص و باروح الحمام و اقفل على نفسى الباب و اقعد على الكابينيه و اناملى تلات إلى اربع دقايق...انا خايف يكونوا حاطين فى الحمام كاميرا خفيه و الا حاجه و اتفضح
و طبعا خلال الشغل بيحصلى مواقف ما باليد حيله...يعنى الستات اللى بيشتغلوا معايه مش لابسين حاجه و الا من تحت و الا من فوق...اكنهم قاعدين فى بورتو مارينا...و ستات ايه...مش زى اللى عندنا ذو الوزن الثقيل و لو بصيت فى وشها تكتأب و تلعن اليوم اللى خلاك تشتغل فى المنطقه الموبوءه دى...دول ستات ملكات جمال العالم...شعر اصفر...عيون زرقه...جسم ملبن...لدرجه انى بقيت مشتت ابص فين...فوق و الا تحت و الا الاتنين فى نفس الوقت...و احوليت و شكرا...و بعدين الاقينى و انا باكلم واحده و بعدين خلصنا الكلام و بتقول باى باى الاقيى ايديها التفت حوالين وسطى و بتضمنى ليها و بتضم صدرها لصدرى و قال ايه اكنى مش حاشوفها سنين و الوداع الأخير...ياوليه انا صايم..صااايم...ما بتفهميش...ابعدى عنى...اعوذ بالله من الشيطان الرجيم...بجم ما بيفهموش...و الله غفور رحيم
بارجع من الشغل فسيخه مايته و اروح اشترى بسرعه اكل من السوبر ماركت و اجرى على البيت اطبخ و بعدين أكل و بعدين المفروض اذاكر و بعدين ما عرفش إيه اللى بيحصل و ألاقى نفسى كل يوم باصحى الساعه اتنين الصبح و انا نايم فى الطبق و فى بقى أكل...هايل...فباروح اكمل أكل يعنى الزق الفطار مع السحور و اناملى ساعتين تلاته و اروح الشغل منمل تانى و شكلى أكن القطر فات عليه
فى بنتين من قطر بيشتغلوا فى الفرع اللى ادام الشغل بتاعى اتعرفت عليهم اول ما جيت هنا و شكلهم كانوا كل يوم بيتفرجوا على مسلسل المعاناه اللى انا عايشها فى رمضان و اتعذبوا معايه و جزاهم الله خيرا لقيت فى يوم الاتنين جايينى تحت البيت و بيكلمونى على الموبايل و بيقولولى إنى انزل تحت فنزلت فلاقيتهم جايبينى اكل و شرب من فراخ و صانيه مكرونه فى الفرن و كشرى و الحلو و اللى و اللى و لسانى اتشل و ما كنتش عارف اشكرهم ازاى...واحده قالت لى إنى امها من المنصوره و وصيتها انها تاخد بالها منى علشان الواد المصرى ده فى الغربه و مالوش غير ربنا...واحده منهم متجوزه و جوزها فى قطر و هى قاعده هنا بالعيال و الشغاله الفلبينيه و التانيه مش عارف متجوزه و الا لأ...و طبعا ما ينفعش يطلعولى البيت...و طبعا ما انفعش اعزمهم...و بقيت فى موقف محرج...المهم اخدت الأكل و شكرتهم لغايه الصبح و طلعت فوق و ابتديت اكل لقيت الولد و البت الاجنبيه اللى عايشين معايه اتسحبوا واحده واحده و انضموا إلى المائده و عزموا نفسهم عزومه مراكبيه و مش احنا عايشين مع بعض تحت سقف واحد يبقى لازم ناكل عيش و ملح مع بعض و هم يا جمل نسفوا ما فى الاطباق و الصوانى...و الغريبه إن الطرشى الحراق كلوه كمان...فجع اجنبى...و مش عارف جايبين الرفع ده منين...مش بيشتغلوا طول النهار...لازم يتغذوا كويس بقه...و بالهنا و الشفا
أمى عماله تزن عليه لغايه الوقتى إنى اروح اقول للريس انه يمشينى بدرى علشان انا صايم...و إن حقوق الإنسان عامة بتقول إن الواحد المفروض ما يشتغلش أكتر من تمن ساعات فى اليوم...قولتلها يا ماما شغل المصريين ده ما ينفعش هنا...الشغل يعنى شغل...و لو مستواك قل فى الشغل بسبب الصيام يبقى افطر أو مع السلامه...و ابقى روح عند ماما تفطمك و رمضان كريم و العيد فرحه