jump to navigation

3,054 عدد القراء

عالم الفكر ع4 م 35 أبريل يونيو 2007

29 أبريل 2007 مصنف في: عام , عدد التعليقات 19

وصلني هذا اليوم العدد الرابع  المجلد الخامس والثلاثون من مجلة عالم الفكر، وهو عدد متميز بلا شك، بالنظر إلى قيمة المقالات العلمية المتخصصة التي نشرت فيه، والحق أن عالم الفكر الكويتية هي من أرقى المجلات العربية المتخصصة في مجالها، وهي نموذج رائد في العالم العربي، بالإضافة إلى السعر الزهيد الذي تباع به في المغرب، مما يجعلها في متناول جميع المهتمين.

تناول هذا العدد مجموعة من المقالات المهمة، نبدؤها بمقال رائع للدكتور حفناوي بعلي، من جامعة عنابة بالجزائر حول آفاق الأدب المقارن العالمية في تصور الناقد إدوارد سعيد: يركز الباحث على أهمية إدوارد سعيد الثقافية والفكرية، باعتباره تجاوز الإعلام والسياسة إلى حقول معرفية أخرى من ضمنها الدراسات الأنثروبولوجية والأدب المقارن والدراسات النقدية وتاريخ الفن ودراسة خطاب ما بعد الاستعمار والنظرية الثقافية (يقصد النقد الثقافي =هذا التوضيح من عندي :) )، ليصل الكاتب الباحث بعد تحليل ووصف عميق خاصة حول “تفكيك المركزية الغربية” إلى نتائج مهمة:

288 عدد القراء

لغة المثقفين المعاصرين في المغرب!

26 أبريل 2007 مصنف في: عام , 3 تعليقات

3,808 عدد القراء

سارتر…لحظات مع رجل عظيم.

25 أبريل 2007 مصنف في: أفكار فلسفية , 7 تعليقات

جانجون-بول شارل ايمارد سارتر Jean-Paul Charles Aymard Sartre (1905 - 1980 م) هو فيلسوف وروائي ومؤلف مسرحي. بدأ حياته العملية أستاذاً. درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا، انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية.

بعد الحرب أصبح رائد مجموعة من المثقفين في فرنسا. وقد أثرت فلسفته الوجودية، التي نالت شعبية واسعة، على معظم أدباء تلك الفترة. منح جائزة نوبل للآداب عام 1964. تميزت شخصياته بالانفصال عنه وبدت وكأنها موضوعات جدال وحوار أكثر منها مخلوقات بشرية، غير أنه تميز بوضع أبطاله في عالم من ابتكاره.

لم يكن سارتر مؤلفاً مسرحياً محترفاً، وبالتالي فقد كانت علاقته بالمسرح عفوية طبيعية. وكان بوصفه مؤلفاً مسرحياً، يفتقر أيضاً إلى تلك القدرة التي يتمتع بها المحترف بالربط بين أبطاله وبين مبدعيهم. كما كان يفتقر إلى قوة التعبير الشاعري بالمعنى الذي يجعل المشاهد يلاحق العمق الدرامي في روح البطل الدرامي.

تميزت موضوعات سارتر الدرامية بالتركيز على حالة أقرب إلى المأزق أو الورطة. ومسرحياته ” الذباب” ” اللامخرج” “المنتصرون” تدور في غرف التـعذيب أو في غرفة في جهنم أو تحكي عن طاعون مصدره الذباب. وتدور معظمها حول الجهد الذي يبذله المرء ليختار حياته وأسلوبها كما يرغب والصراع الذي ينتج من القوى التقليدية في العالم التقليدي الذي يوقع البطل في مأزق ويحاول محاصرته والإيقاع به وتشويشه وتشويهه.

وإذا كان إدراك الحرية ووعيها هي الخطوة الأولى في الأخلاقية السارترية فإن اسـتخدامه لهذه الحرية وتصرفه بها - التزامه- هو الخطوة الثانية. فالإنسان قبل أن يعي حريته ويستثمر هذه الحرية هو عدم أو هو مجرد “مشـيئ” أي أنه أقرب إلى الأشـياء منه إلى الكائن الحي. إلا أنه بعد أن يعي حريته يمسي مشـروعاً له قيمته المميزة.

في مسرحيتيه الأخيرتين “نكيرازوف” (1956) و”سجناء التونا” (1959) يطرح سارتر مسائل سياسية بالغة الأهمية. غير أن مسرحياته تتضمن مسائل أخرى تجعلها أقرب إلى الميتافيزيقيا منها إلى السياسة. فهو يتناول مواضيع مثل: شرعية اسـتخدام العنف، نتائج الفعل، العلاقة بين الفرد والمجتمع، وبين الفرد والتاريخ. من مسرحياته أيضاً : “الشـيطان واللورد” و”رجـال بلا ظـلال”.

المصدر “http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D9%88%D9%84_%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D8%B1″

1- دور الطالب الجامعي: (تسجيل من التلفزيون البرتغالي).

الترجمة: هناك عملان يخصان الجامعي، الطالب الجامعي، الأول عمل نظري، يكون داخل الجامعة، وهناك العمل الحقيقي، الأقل تنظيرا ويكون خارج الجامعة.(أفهم يا الفاهم!)

2- سارتر يشرح مفهوم الالتزام:

3- سارتر يتحدث عن العنف في الفيتنام :)

هناك مشاكل كثيرة سهلة الحل، عليكم فقط أن تستمعوا للمفكرين.

2,885 عدد القراء

ميشيل فوكو مقاطع فيديو نادرة.

21 أبريل 2007 مصنف في: أفكار فلسفية , عدد التعليقات 14

هذه بعض الأفلام التي استمتعت بها هذا اليوم، أشارك بها القراء لروعتها، أرجو أن تتابعوها حتى النهاية.

ميشيل فوكو، هذا الرجل يسحرني، بصلعته الصقيلة التي تخفي من الأفكار ما أعجز عن وصفه في هذه السطور، صاحب أركيولوجيا المعرفة والحفر في الذاكرة، رجل كلما قرأته كشف لي عن عوالم جيدة، وأدركت من خلال كتاباته أن المعرفة التي لا تقبل أن تناقش هي مجرد مودة وشعارات زائلة. الرجل الذي أعطى لتحليل الخطاب بعدا متطرفا جعله يحظى باهتمام متزايد، رجل ساحر بمعنى الكلمة:”في الخطاب لا يهم المعنى، الذي يهم هي شروط تحقيق المعنى” كلمة يمكن أن ألخص بها فكر هذا الرجل رغم أن التلخيص لا يفي بالغرض، وكيف نلخص فكر هذا الرجل في كلمات تفي بالغرض ، لعمري هذا هو الحمق بعينه!

فوكو،  أعطى للحمق مفهوما آخر، لقدد مللنا من تاريخ العقل والعقلاء، وظننا للحظة أن الحضارات تبنى على العقل وحده في حين أثبت التاريخ أن المجانين هم الذين يصنعون التاريخ، رد الاعتبار لشروط إنتاج المعرفة الإنساية وتعمق في بحث أركيولوجيا الجنس البشري، بالغوص بعيدا في المعرفة ومسبباتها مرورا بتاريخ الجريمة،البعد الآخر للعنف الرمزي، إذا تساءلت عن الإرهاب بالمفهوم المتداول، فإن فوكو يشرحه كطبيب، لا يقدم الحلول وإنما يضع يدك على شروط إنتاجه، بقضائك على هذه الشروط المنتجة للعنف فأنت تقضي على العنف من منبعه.

أكتفي بهذه السطور الآن، يمكنكم متابعة الفيديو التالي، يتحدث فيه فوكو عن غاستون باشلار.

 وهذه مقابلة بين فوكو وتشومسكي أجراها التلفزيون الألماني. قضايا مهمة تناقشها هذه المقابلة نؤجل مناقشتها بعد مشاهدة التسجيل وتفاعل القراء. بعض القضايا المطروحة يمكن أن تعتبر لبنة أساسية لتطوير الفكر العربي المعاصر، على الأقل نحتاج إلى كثير من الجرأة لمناقشة بعض المواضيع التي لا يجرأ أحد اليوم على طرحها، ومنها النقاشات الدائرة الآن حول مفهوم العقل العربي إذا كان هناك عقل عربي، قضية المجتمع والمنظومة المعرفية، القضية الاجتماعية، اكتساب المعرفة وضعية الخطاب وغيرها من القضايا الرئيسية في الفكر المعاصر.

الجزء الأول: عنوان الجزء العدالة والقوة.

الجزء الثاني من مقابلة تشومسكي مع فوكو.


كتاب الكلمات والأشياء”les mots et les choses ” واحد من الكتب الأساسية لفهم طبيعة فكر ميشيل فوكو، وهو كتاب لا يمكن تجاوزه بسهولة ليس في فرنسا فحسب بل أيضا في الولايات المتحدة، هنا تجد فلما من جزءين يتحدث فيه فوكو عن بعض ما جاء في هذا الكتاب من أفكار.

فوكو يشرح بعض قضايا كتابه الرائع الكلمات والأشياء les mots et les choses الجزء الأول

 ملاحظة، من الصعب جدا ترجمة كلام فوكو للعربية، مشكلة المصطلحات الفرنسية وعمقها الدلالي والفلسفي، تجعلني في لاالكثير من الأحيان عاجزا عن ترجمتها للعربية، هذه الترجمة هي مساعدة فقط على تقريب المعاني: وإلا يمكنك أن تتعلم الفرنسية إذا أردت أن تفهم جيدا فكر هذا الرجل، أنبه القراء أيضا إلى أن قراءة فوكو بالفرنسية أكثر متعة من قراءته بالإنجليزية أو حتى بالعربية.

ترجمة الجزء الأول من الفيديو:

حسنا، أعتقد أن الإنسان -إذا لم يكن حلما مزعجا، أو كابوسا -، على الأقل هو صورة متفردة واستثنائية، تاريخيا هو جزء يكون ثقافتنا، نستطيع أن نقول بأن الإنسان لم يكن موجودا في نهاية القرن التاسع عشر، ما كان موجودا هو فقط مجموعة من الإشكاليات ومجموعة من أشكال المعرفة والنشاطات الذهنية، أسئلة حول الطبيعة والحقيقة، أسئلة حول الحركة (يشير فوكو هنا للفزياء والميكانيك!)، أسئلة حول النظام/النسق، أسئلة تتعلق بالخيال/ المخيال، ولكن ليس هناك -حقيقةً- سؤال حول /عن الإنسان.“

 

فوكو يشرح بعض قضايا كتابه الرائع الكلمات والأشياء les mots et les choses الجزء الثاني  

ترجمة معاني الجزء الثاني:

…يجب أن نعطي الأهمية لكل ما هو إنساني، تماما مثلما فعلت الماركسية والوجودية باعتبارهما شاهدين واضحين في الوقت الراهن، (يقصد هنا فكر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين! أو على أكبر تقدير فكر القرن الثامن عشر!)، ولكن أعتقد أن أن تطور المعرفة الإنسانية/العلوم الإنسانية، تقودنا الآن إلى تأكيد غياب الإنسان (لا حظ جيدا غياب الإنسان وليس موته= هذه الإضافة من عندي )،على سبيل المثال: إذا قمنا بدراسة بنية الأسرة وهو العمل الذي قام به من قبل ليفيس شتراوس، أو حينما ندرس الأساطير الكبرى، الأساطير الهندو-أوربية، التي قام بها دوميزيل، أو حينما ندرس تاريخ المعرفة نفسه، نشعر أننا ندرس الأنظمة الفكرية/بنيات التفكير/أنظمة التفكير الشكلية= الصورية، التي تصل في النهاية إلى نتيجة هي أن الفردانية/الفردية تختفي=تضمحل. التفكير المعاصر، التأمل المعاصر تغير واختلف عما كان عليه قبل سنوات، إذا نحن نعيش حاليا، أكبر قطيعة مع القرن التاسع عشر، مع فكر بدايات القرن العشرين، يبين لنا أن هناك كل ماهو فردي ، كل ما هو أحادي،ولكن من حيث الشكل فقط = من حيث المظهر فقط، في المنظومات الفكرية الكبرى، والتفكير الراهن يجب أن يتكون من أشكال حقيقية للوجود الإنساني.

1,062 عدد القراء

من أبواب النحو العربي.

19 أبريل 2007 مصنف في: عام , تعليق واحد

باب المبتدإ، نبدأ به لشرفه.

المبتدأ مرفوع دائما، لذلك فهو باب عظيم في النحو لا يمكن تجاوزه بسهولة، اعلم حفظك الله أن علماء العربية وفرسانها شرفوا المبتدأ بالرفع دائما ولم يشذ عن القاعدة إلا نفر قليل، وبناء على الرفع فإن المبتدأ لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون، يرفع كما يشاء دون تدخل من أحد، ولكي تفهمني جيدا- لأن دروس النحو العربي صعبة-تخيل أنك دولة عظمى تملك حق الفيتو في الأمم المتحدة، لا أحد يستطيع أن يعارضها، هذا هو حال المبتدإ، تقول العرب: “الرجال قادمون” وتقول “قدم الرجال” فالأولى أروع وأعظم لشرف المبتدإ. المبتدأ له دائما حق الصدارة، ولم يشذ عن القاعدة إلا قليل من النحاة، فقد ذهب بعضهم إلى أن المبتدأ قد يكون منصوبا إذا كثر حساده وأحاط به الأعداء من كل جانب، وهذا أمر معلوم عند القدماء والمحدثين على السواء

وليس من شك في أن المبتدأ أكثر تعبيرا عن اليقين من الفعل، خاصة إذا علمنا أن الشك والظن هما الغالبان على ثقافتنا المعاصرة، كل ما عليك فعله هو أن تتخذ لنفسك مكانا بجانب المبتدإ فهو وحده من يستطيع حمايتك.

باب الخبر

تقول العرب: “وليس الخبر كالمشاهدة”وهي في النحو العربي كلمة حق أريد بها باطل، فالخبر عندنا لا يحتاج إلى متعلق لا إلى مبتدإ ولا إلى ناسخ ينصبه أو يرفعه، إن الخبر عندنا ببساطة مخلوق هلامي لا تعرف من أين ينقض عليك إن لم تكن في حذر ممن حولك.

الخبر هو خبز العرب الأول، ولا يهم إن كان مرفوعا أو منصوبا أو حتى مجرورا مع أن الجر غير مسموح به لأنه من اختصاص السلطات العليا في الوطن العربي، حتى تقديم الخبر على المبتدإ كان منذ أمد بعيد لا يحدث إلا بشروط خاصة قننها النحويون وعلماء اللغة…آه لو كان سيبويه على قيد الحياة والله يصاب بالجنون

الخبر عندنا لا تحده حدود، ولا يعترف بخيوط الطول والعرض الوهمية، ولا يخشى المظاهرات ولا المكاتب السرية، إنه ببساطة هو الذي يصنع كل هذا

لست أدري لماذا نركز على خصوصيات الآخرين أكثر مما نركز على خصوصياتنا، ونراقب الآخرين وما يفعلون كأنهم جزء من أشيائنا الخاصة، نحاول عبثا أن نرى أنفسنا مقابل الآخر الذي هو دائما بالنسبة لنا مدارا للشك والتقليد في نفس الوقت، من جهة هو عدونا ومن جهة أخرى هو مثالنا …آه لو كنت حيا يا سيبويه لرأيت العجب العجاب في أرض العجائب

الخبر عندنا يسري بسرعة النار في الهشيم ،ترى هل يأت يوم تفتح فيه عينك على عالم لا يعبه بك فيه؟ لا أدري

باب الفاعل

وأما الفاعل فأمره عجيب، ومن أعجب ما رأيته فيه أنه مرفوع دائما، ورفعه أصلي ، فهو من هذا الجانب يتفوق على المبتدإ ، لأن المبتدأ قد يفقد في بعض المواضع حركة الضم إلى النصب إذا هجم عليه بعض المتسولين من أمثال النواسخ وغيرها، أما الفاعل فيقف شامخا وسط الجملة العربية، لا يحتاج مشورة أحد، ليس في حاجة إلى مساعدة من أحد، ويستوي في ذلك المعرف من الفواعل والنكرات، وهو شرف عظيم لم ينله حتى الفاتحون العظماء ولا المصلحون الاجتماعيون الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إصلاح مجتمعاتهم والنهوض بشعوبهم، ولا غرابة في ذلك، فالفاعل هو الذي يجسد الديموقراطية والحرية في أبهى صورها، هو قطب الرحى يدور الجميع في فلكه، ولا يحتاج إلى غيره.

ومن الغريب في الوطن العربي أنك تجد الفاعل مسيجا بأعتى الأسلاك الشائكة، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به، لكنه لا يدفنه في التراب وإنما يحاول أن يظهر بمظهر الضحية والآخرون هم الجلادون، ولولا الرفع الذي به يزهو ويفتخر ما كان له كل هذه السطوة وكل هذا الشأن.

ومع ذلك فإن بعض النحاة وهم على كل حال من الشواذ، والشاذ في عرفهم لا يقاس عليه، ذهبوا إلى أن الفاعل قد يكون في بعض الأحيان منصوبا…! واستشهدوا بقولهم : ثقب الثوب المسمار، فلا يخفى أن الثوب هو الفاعل وأن المسمار هو المفعول به على رواية أن الويلات الملتحدة الأفروكية هي المفعول به وأن الأنظمة العربية تدعم الإرهاب الدولي. ولكن لا شأن لنا نحن بهذا كله ما دام الوضع الراهن في الوطن العربي يتجه نحو المزيد من اتساع الهوة بين الفاعل والمفعول به، ويحتاج المفعول إلى عقود طويلة ليتأكد أنه مسلوب من أبسط صور الإنسانية.

باب الحال… وهو من المحال

اعلم حفظك الله ورعاك، أن الحال عند العرب على النصب دائما، شأنه في ذلك كالمفعول به، والنصب (بفتح الصاد) كالنصب (بتسكين الصاد) بل يكادان يكونان كلمة واحدة، وهما في اللغة التعب والإعياء، لقوله تعالى: (ولربك فانصب) ولقول الشافعي:

سافر تجد عوضا عمن تفارقه *** وانصب فإن لذيذ العيش في النصب.

 فإذا جمعنا بين الدلالتين نصب المفعول به ومعنى التعب، تأكد لنا بما لا يقبل الشك أن حال أمتنا دائما منصوب بما في الكلمة من معنى! والحق أن تجربتنا مع الحال لم تكن يسيرة، فقد جربنا الحال في فلسطين، و لحد الآن الحال هو المحال! وجربنا الحال في العراق. وجربناه في لبنان. وجربناه قبل هذا وذاك في حروب التحرير أو بلغة أصح حروب المصالح. جربناه في أكثر المناطق حساسية . وظل الحال جامدا لا يتحرك، الحال دائما منصوب، قالها النحاة وصدقوا. الحال نكرة، فضلة، ولكنه يذكر هيئة صاحبه… هيئة مريضة متخلفة، فإذا أضفت إلى هذا كله مقام صاحب الحال أصبت بخيبة أمل في الفهم، واتهمت عقلك بالتقصير عن لحاق أصحاب الذوق وسدنة الفكر من العلماء الراسخين. هذا هو الحال كما تصفه كتب القوم، وإنه والله نعم الوصف لقذارة الموصوف.!