Wednesday, April 29, 2009

نصف

أكتب بوفرة من سنتين. أنتقل بين الوحدة، والتكوينات، ولا تتغيَّر عَجَلَةْ الكتابة. ثلاث مرات، وقفت على أيقونة مسح المدونة، وانتقلت. أفكر، أوقاتًا، أكثر، أن أتوقف عن الكتابة فعليًا، في أي مكان، قبل بداية الطريق حتى. ليست كلها محاولات، أو حالات، اكتئاب، بل أحيانًا تكون بعد تفكير منتظم، أقْتَنِصَهُ.
أوقاتًا، أسأل أحدًا، عن فعل الكتابة، وما وراءه، فأجد، أن كثيرين يكتبون من أجل تغيير لا أؤمن به، وأحسُّ أنهم، كذلك، لا يؤمنون. أكتب، أنا، كتفريغ طاقة، محاولة تطَّهُر، مواجهة. أذكر أنني كنت أتردد في التصريح بأمرٍ في الحياة، قبل البدء في الكتابة، إلا أن التردد يصير أوهن، بعد أن أجدني قد كتبته، فأنتقل به نحو الحياة، بثقةٍ أكبر. استمر الأمر، حتى صار المكتوب، والمُقال، واحدًا بالتقريب. تلك فائدة الكتابة معي، الفائدة الأم، وهي تمت.

أوقاتًا، أفكر، أننا في ظرفٍ جمالي، لم يتوفر من قبل، ظرف تواجد " أدب الاعتراف". المفترض، أننا نعيش معًا حَيَواتْ مفتوحة، نكتبها، من أجل الوصول إلى كمالٍ في أكثر من رُكنٍ. التجارب، التي تَصُّب، في أمكنة مرئية للكل، يمكنها أن تصنع شيئًا مختلفًا.. لكن كل شيء يتحول إلى خَلاء. ثمة تزييف متواجد، مِنِّي، أو مِنكُم، يجعل النتائج، متوحدة مع الظروف المتواجدة بتزييف.

هناك قِطعان من كل الجهات، دخلت الحكاية، التي من المفترض أن تكون نقية، بلا تهجين. لا أعرف، لِمَ يأتي في البال، وقت ذِكر كلمة " قطيع"، العامة فقط، الجماعات السلفية، الحكوميين، المنافقين، التافهين.. فقط. المتواجدين في رُكن الثقافة، التثقيف، قِطعان بلون، لونين، هناك تهجينات، لابُد.

هناك أُمّْ أخرى، أشتاق لها، في الكتابة، تجعلني أكتب بتلك الوفرة. أتوقع، أن، في عشرين سنة مثلاً، سأبدأ في نسيان كل تفصيلات الحياة، التي أكتب منها الآن. بدأت منذ فترة، في نسيان تفاصيل، أظنها مهمة. أوقاتًا، أكوِّن رأيًا في شيءٍ، شخصٍ، بناءًا على نقاطٍ، وصلتُ إليها، بترتيب تفكيري.. وأجدني نسيتُ، تلك الأسباب فعلًا. تفاصيل كُتب قرأتها، الفكرة العامة أحيانًا، اسم الكُتَّاب، أفلام أحببتها، وشاهدتها أكثر من مرة، تفاصيل طفولة. أخاف، خصوصًا، من نسيان تفاصيل الطفولة؛ لذا أكتب عنها بوفرة.

أوقاتًا، يأتي الخوف من نسيان الحياة، بمحاولة عيش الحياة، مرتين مثلاً، بالدخول في تجريبات، ربما أندم عليها بعد ذلك، وربما لا أتذكرها، فتذهب مع الذاهبين.
أنا، كنت أخشى، أخشى، من الكتابة بوهن، لكن الشيء لم يعُد مهمًا جدًا لي. استهلاك طاقة في محاولة خلق توازن، مرئي، صوري، يأخذ جزءًا من طاقة، أحتاجها، كما أن التوازن، بالأصل، شيء مزيف، وأنا أحاول أن أكون حقيقيًا، أمام نفسي، على الأقل.

4 أنفاس:

Mo7ammad said...

أهه .. هنا .. ممكن أقول بجرأة " ممتع " ، للغاية

:)

Mo7ammad said...

أه و نسيت أقول .. "حقيقى" للغاية برضه :)

على باب الله said...

"أنا أحاول أن أكون حقيقيًا، أمام فسي، على الأقل."

انت من أكثر المدونين الحقيقيين اللي إتكعبلت فيهم على النت

أحياناً بشوف مدونين و أتخيلهم شخصيات كرتونية .. مرسومة غير مخلوقة

ممكن تكون خادع جداً .. أو حقيقي جداً
مش مهم

محمد خير said...

عرفت ذلك الخوف من قبل

عندما كنت طالبا جامعيا ، قررت فجأة - دون سبب منطقي- أن أكتب يومياتي ، لم أٍستمر لأكثر من أٍسبوعين ، ثم نسيت الموضوع حتى عثرت على تلك اليوميات قبل عامين أو ثلاثة أثناء عملية تنقيب منزلية في بيت أبي
قرأتها بفضول وأصابني الرعب : هذا شخص آخر تمامًا ، أما هذه الهواجس التي كنت أظنها جديدة فهي أقدم مما تصورت
،
الكتابة ظهرت أصلا كفعل ضد النسيان ، وللتأكد من الوجود

،
لا أعتقد أنك ستتوقف عن الكتابة فلا حيلة لك في ذلك
،،
محبتي