وعدت نفسي عددا ليس بالقليل من المرات أن لا أقرأ صحيفة محلية مرة أخرى إلا للضرورة القصىوى … القصوى جدا جدا نظرا لما يصيبني بعد قراءتها من إحساس بصعود مؤشر “الغثا” لمستويات خطيرة والإحساس بالكرونيكال إحباط طوال اليوم وغيرها من الأثار السلبية، لكن حيث أنها السبيل الوحيد لمعرفة ما يدور في أرض الوطن لمغتربة مثلي أجدني أفتح مواقع الصحف بين الحين والآخر فمن جهة نطمئن على حفاظ مراسلي أخبارهم على مستوياتهم في “قدرات الإنشاء والتعبير” و من جهة أخرى نتعرف على أي جهة من الحلقة المفرغة أصبح أو أمسى كتاب الأعمدة في ذلك اليوم.
ولله الحمد لم و لن يتغير أسلوب مراسلي الأخبار عن الخط الذي رسمه لهم “مجهول” فطريقة حصولهم على الأخبار و صياغتهم لها لا تتبدل و لا تتغير -و لله العزة والحكمة- فهي عبارة عن قصة أو حكاية سمعوا بها في أحد المجالس أو خطاب –وفي رواية رسالة إس إم إي - أوصله لهم أحد المواطنين مع صورة من بعض الأوراق الرسمية طالبا إيصال صوته للمسؤولين عن طريق ما يسمى في دول العالم المتحضرة “بالسلطة الرابعة” ظنا منه أن ذلك سيؤدي إلى حل مشكلته أو على القليل تسليط الضوء عليها. ، لكن لسوء حظ المواطن المسكين لا يعلم أن علاقة المراسل تنتهي به حين ينشر المراسل - و في رواية الصحفي- المشكلة كخبر مثير فيه الكثير من الإنشاء مع بعض المحسنات الصحفية من نوع: و “قد علمت الصحيفة” و “من جانب آخر أفاد فلان” مع أن كل المعلومات قد وردت للصحفي جاهزة للنشر! لتوضيح كلامي و بلغة الصحفيين “وتعقيبا على ما نشر في” المدونة بتاريخ قبل شوي، لماذا لم يقم مراسل الوطن في نجران والذي قام بتحرير الخبر بمقابلة أو التحدث هاتفيا مع أحد مسؤولي الوزارة هناك للاستفسار منه عن دقّة الخبر و إفادتنا عن الاجرءات أو القوانين اللتي تتبع في مثل هذه الحالات بدلا من نشر خبر كامل في صدر الصحيفة – الاليكترونية على الأقل- محتويا فقط على جمل من نوع “وقال أشقاء الزوجة” و “أفاد قريب الزوج”؟
أرجو أن يخبرنا “صحفيونا” - مع أنني أتحفظ على وصفهم بهذا اللقب- لأي مدرسة صحافية ينتمون؟ على حسب معلوماتي المحدودة في علم الصحافة أعتقد أن المدرسة الصحافية التي يتبعونها اسمها:
“مدرسة الهانم جلنار في نقل الأخبار” وفي رواية عند أهل الحجاز “طريقة خالتي سليمة في نقل النميمة“
ودمتم سالمين…بلغة المدونين
* رابط الكاريكاتير في موقع الفنان خالد