تفاجئنى هبة (اختى الصغيرة -6 ابتدائي) ان مدرسة اللغة الانجليزية (بمدرسة اللغات الخاصة الكبيرة) تتهم الكاتب الانجليزي الاشهر، ويليام شكسبير بكتابة " حاجات حرام"..وانه بيكتب "حاجات غلط.".. وبسؤالها بارتياب عن نوع تلك الحاجات الغلط التى يكتبها الاخ شكسبير(ربما تعرض لاحد الامور باباحة ولا حاجة) ، فكانت جملة في قصة "تاجر البندقية" المختصرة بين يدي التلاميذ الصغار بالمدرسة..والجملة تقول " اننا بتمسكنا بالرحمة نشبه الالهة"ه
by mercy we become like gods
وكان رد فعل المدرسة انها طلبت من التلميذات "شطب" وحذف تلك الجملة من متن الكتاب!ا
صدمت! تلك المدرسة والتى لابد لها انها تعرضت لدراسة الادب بمختلف فنونه وفروعه في كليتها، (وانا عارفة شكسبير واخواته كفاية انه مجال دراستى وشغلى )ونتعرض في مجالنا الى شتى انواع "الشطحات" في الادب عموما، "واللى جنبها يبقى شكسبير رحمة!" لكن لم نرفض ابدا قراءة كاتب معين او نحذف اشياء معينة من قصيدة او رواية او مسرحية او مقال لانه بلغته الجمالية يتعرض من قريب او بعيد للذات العليا!(لان القراءة تتعدى ما بين السطور اصلا، زائد فهمنا ووعينا وتفريقنا لما نقرأه ومعتقدنا)ه
وموقف المدرسة في الحقيقة فكرني بقناة ام بي سي او القنوات العربية السعودية التى تترجم الفيلم الاجنبي على هواها، فتحول لفظة الاله او الرب، الى القدر ، او العكس على حسب، ولا تترجم اسرائيل ولا اليهود، وتسقط من الترجمة اي شى قد يسبب اي حساسية من قريب او من بعيد! موقف استسهال، تستسهل الحكم والحذف والشطب والقراءة السطحية، بدل الفهم والشرح والتفرقة!ا
وبهذا المفهوم، يبقى كدة نزار قبانى وحش، وجبران خليل جبران ميتقريش، ونقرا الادب الاجنبي بكل ألوانه وصنوفه قراءة وهابية بقى، ونقطع منه ونشيل، لأننا مش شايفين ابعد من السطور المكتوبة!!ويبقى المثال بتاع فيلم "مواطن ومخبر وحرامي" وان شعبولا عايز يكتب كتاب من منظور ديني عن الحلال والحرام، واى نوع من الكتابات الخارجة مصيرها الحرق! وبمناسبة الحرق، اتذكر ايضا فيلم "المصير" ومشهد حرق كتب ابن رشد!ا كلها نفس الدايرة المغلقة!ا
من المضحك ان احد التعليقات التى قرأتها مؤخرا على مقال فاطمة ناعوت هنا، وفي المقالة تعرض الكاتبة الحقيقة المفجعة ان القارئ العربي لا يقرأ، بينما الامم المتقدمة، معدل قرائتها مرتفعة، فاسرائيل على سبيل المثال معدل القراءة فيها 4 كتب في الشهر! (وهي معلومة ليست بالجديدة ولم تكن المرة الاولى التي اعرفها من الكاتبة) فيأتى المعلق مذبهلا : نقرا اربع كتب في الشهر ليه ان شاء الله؟وان قراءة اي شئ اخر غير كتاب الله القران الكريم هو مضيعة للوقت! وانه ده العلم الذي لا ينفع!! وان حسبنا والقران الكريم!طب بالله عليك، ايوة القران كافي وشامل، ويشرع لنا الدنيا والاخرة، لكننا "أمة اقرأ" والقراءة لم تكن قاصرة ابدا على الكتب السماوية، ألم يطلب منا الرسول الكريم(صلوات الله عليه) : اطلبوا العلم ولو في الصين! طب ح اروح الصين ليه بقى لو كان الموضوع القران وبس! ا
اين هي التوعية والفصل بين معتقداتنا وثقافتنا وبين تذوقنا الادبى والجمالى لاعمال الاخرين،وفهم الحياة عن طريق الادب، مما يسهل علينا الحكم والنقد البناء وفهم الاخر ...؟
لم اتعجب كثيرا حين قالت لى هبة بعد ذلك ان مدرستها أعلنت في الفصل ان "النكت حرام"..وان قول "مرة واحد كذا كذا الى اخر النكتة" ما هى الا تحسب كذبة على الراوي..والكداب بيروح النار طبعا!ا
فالسيدة المعلمة، صاحبة رسالة العلم، لم تقتل فقط دراسة وتذوق الادب، وفهم الاخر واللغة وما وراء السطور، بل ايضا تقتل روح ثقافة مصرية عتيدة من فن ساخر اشتهرنا به كمصريين من أمد بعيد! مثلما قلل المعلق الظريف من شأن القراءة! يعني من الاخر الاتنين مش فاهمين في الدين ولا في القراية الصحيحة لا كطريقة ولا كمنهج!ا
يا رب ارحم عقول الاجيال القادمة من هؤلاء!ا
7 buried here!:
اعتقد ان ربنا مش هيرحمهم ابدا
العملية اصبحت اتجاه عام في التفكير و الحياة .. اتجاه عام للجمود و الحياة في مكعبات و قوالب متحجرة .. و المشي جنب الحيط حتي يدركنا الموت في امان و سلام برده جنب الحيط .. بلا تجربة و بلا معرفة و بلا تقدم او تطوير .. و كده بقي يبقي احنا رجعنا لهويتنا و حافظنا علي شخصيتنا الاصيلة .. كلها نفس القالب من التفكير او بالاصح عدم التفكير
توعية ايه اللي بتتكلمي فيها .. اعرف دكاترة و زملاء و حتي اصدقاء بيتكلموا زي مدرسة اختك لكني باتجنب تماما اي نقاش معاهم .. التجربة اثبتت ان نقاشنا زي المشهد دا بالظبط : واحد صيني و واحد اسباني مندمجين في حوار تفصيلي عن الازمة العالمية و اسبابها و نتايجها .. بس كل واحد بيتكلم بلغته بس .. مش بيعرف غيرها و كمان عاوز التاني يفهمه بالعافية و مفيش لغة وسيطة بيفهموها الاتنين
ربنا يرحم برده .. يمكن
!!!
يعنى هى جت على شكسبير والنكت ..
دى انت لو سمعتى للناس دى ..كل حاجه بنعملها هتودينا النار
واللى بيجننى فى موضوع القراءه دى ..ان الناس اللى بتدعى انها صاحبه ايمان وعقيده ..بيقولوا ان قراءه بعض الكتاب اللى انت ذكرتيهم هتأثر على ايمانا وعقائدنا
ازاى؟؟
هو مش معنى الايمان ان دى عقيده ثابته
يعنى لو مؤمن بجد مفيش حاجه هتغيرك لا شكسبير ولا نجيب محفوظ
يا صديقتى
احنا من ضمن الدول القليله فى العالم اللى لسه بتسجن الصحفيين وبتتهم الكتاب بالكفره
والخروج عن الآداب العامه
ونفسى اموت واعرف ايه الآداب العامه دى
مين قالك انها تعرف شيكسبير
دي اول مره تعرفه لما استلمت الطلبه التب ولقت القصه المقرره له
هي متعرفش اي شئ
وده نتاج تعليم من ابتدائي الي ان تخرجت
فلا تلومي عقلها الضيق والافاق المظلمه في تفكيرها
فهذا هو معظم حال الاساتذه بالمدارس
ملحوظه وممكن اعيط بعدها
لون البلوج كئيب جداً ومتعب للنظر جداً جداً
هو شكسبير بس؟
:):):)
..
عند أخويا أحمد في تانية اعدادي، المدرس بتاع القراءة قال لهم يشطبوا على صورة أحمد برادة بطل مصر في الإسكواش، لمجرد إن الأخير - الزنديق! - بيغني ويمثل.. والتمثيل والغنا حرام طبعا في رأي المدرس الموقر..
سألت أحمد - بغض النظر عن كل ده - : إنت شايف التمثيل والغنا حرام؟
سكت شوية وقال لي المدرس بيقول كده
قلت له إن شايف كده؟
قال لأ
ولما سألته شطبت ليه ما دمت مش مؤمن بكده؟ رد بإنه مش عايز العيال زمايله يتريقوا عليه!
حلاوتكو!
..
طالما استفزنى اسلوب ترجمه الافلام فى ام بى سى واعتبرته استخفاف بعقولنا و يسعدنى ان اجد من يشاركنى الرأى
اتفق معك فى كل ما قلتيه و اجد التدوينه مميزه للغايه
الناس لم تعد تفكر و لا تتناقش
و أصبح هذا هو العرف فى إصدار أى حكم
Post a Comment