كان مسجى فى الفراش.. صامتاً ..شفافاً..ضاماً أجنحته إلى جواره.. وملقياً بسهمه فى غير اعتناء.. مغمض الـ .. عينين..اقتربت منه فى هلع ووضعت رأساً ملؤها الأنين على شىء ما..ربما كان موضع القلب منه..لم تلتقط أذناها صوت النبضات..أعادت المحاولة يحدوها الأمل ..ولم يكن هناك مكان للأمل..إنه سكون الموتى
دارت حول الفراش ساهمة..وأضاءت مزيداً من الأنوار..ثم جلست إلى مرآتها تتزين كما لم تتزين من قبل..زادت من كحل عينيها حتى نال منهما الألم.. أغمضت عينيها وتذكرت وسامته..نثرت عطراً يحبه على جيدها..قامت من جلستها وتحركت محدثة جلبة قاصدة إيقاظ ذلك المسجى أمامها..وحارت طويلاً حتى انتقت ثوباً يحدد تفاصيلها بدقة
جلست على طرف الفراش تترقب الصحوة طويلاً طويلاً..وأغمضت عينيها مرة اخرى تستعيد وسامته..كانت تعلم انه سيفاجئها بعودته..وتأمل فى معجزة اعتذاره لها
هو لا يعتذر عادة لكنه يسمح لها بالإعتذار عن أخطائه التى لا يعترف بها..لكن لا بأس.. لا بأس من الاعتذار ..والانتظار
أعلن هاتفها عن وصول رسالة قصيرة..كانت تعلم أنها منه بكل تاكيد..ربما أنه سيسمح للمسجى أمامها بالحياة مرة أخرى ..ربما سيعيد لقلبه النبضات
كان اسمه يعلو الشاشة ..بينما يضم جسد الرسالة كلمتين فقط
ـ أنت طالق
بعد صمت طويل..وتأمل فى الكلمتين..أحست بكحل عينيها ينسال على خديها..فقامت ..وشدت الغطاء حتى غطى تماماً ذلك المسجى أمامها على الفراش
لم يكن الذي كان بينهما
إلا جمود
واستنكار
ورفض
استنفذت فيه كل محاولاتها
لكن
بلا جدوى
بلا روح
.............
تحياتي