2009/03/17

تعال نودّع الشتاء



ما وضعَك القدرُ يوماً بطريقي هباء
_______
**********


ربما تآكلني الصقيع يوماً فوقعت
لكنك آذرتني .. قلتَ : أنتِ قوية
أتمالك نفسي وأقاوم
أعاود النهوض
رغم البرد .. رغم لسعاته المتفرّقه علي جسدي
أقــــــاوم


لن أترك ذاك الشتاء يمضي منّي بذكري
لا .. لن أترك له ذكراك

فليجمّد الدمع في عيني جليد
ليدفن دمائي في عروقي ثلج
لكنني لن أتركك له
ذاك الشتاء حين جاء
أخرج من تحت عبائته كأساً معتقاً
قال هلمّوا إليّ
اجرعوا كأس الهوي
ازرعوا الحب في أرضي
وسأرويه وأرعاه من أجلكم



مدّ إلينا يداً مخلبية
كيف غفلنا عن قسوتها
عن تجاعيد الزمان عليها
كيف سيهبنا ذاك الشتاء المجعّد
زهرة حب رقيقة ؟؟
كيف امتدّت لنا كفه بالمُني ؟؟
كيف اليوم يجنينا مَنايا !!


كيف وثقنا بذا الشتاء ؟!!


عاش الشتاء ذلك الموسم قوياً
نثر أمنيات الحب علي عاشقيه
أمطر الأمنيات فوق رؤوس مُريديه
والآن كتاجر جشع
جاء يطلب الربا
جاء يجمع جزاء ما أعطي ومنح



كم من ليلةٍ قضيتها جزِعة
وأنا أراه يدور علي سابقينا
يجمع قصصهم .. ويترك لهم أشلاء
يُمنيهم بأنه بعدما يرحل
ستسطع الشمس كي تذيب دموعهم فيستطيعون البكاء
ثم تدوي ضحكة تهكمه بجوف الليل تزيدني فزعاً


حتي رحمة البكا يا شتاء منعته عن العيون
حجّرت الدمع بعيون من أمنوك علي أسرارهم
جمدت دماهم في عروقهم وبِتَ تُمنيهم بأن الدفء آت


لكن خوفي هزم بردك القارص
أذاب دمعي وبكيت قبل أن تأتيني تطلب ربحك من حكايتي
أتاني الليل يتلفّت بحذر .. همس لي : لا تبكِ يا فتاة
أُهديكي حيلة تُبطِل لعنته
قال : جرّبي مع الشتاء لعلكِ تهزميه


تعال اليوم نجرِّب شيئاً
سنجرِّب معه حيلة علّها تُفلح



تعال نحرق سويّاً شيئاً مما نقتني نودّع به الشتاء
ونستدفئ بتلك النار
ربما تغاضي عنّا .. ربما تخلّي عن إصراره



سأنتقي بعض أوراقي العزيزة
أو بعض هدايا ثمينة
افعل كما سأفعل
لم يعد أمامنا وقت
سيأتي إلينا سريعاً
اتبعني تلك المرة
ولن تندم

تعال نجرّب ولن نخسر شيئاً
تعال إلي تلك البقعه واشعل ناراً
تُلقي .. أو أُلقي أنا ؟


لا يهم
المهم أن نحرق له شيئاً يسد رمقه
كي لا يحترق ما بيننا



ستتصاعد أدخنه كثيفة
ترسم أشباحاً تُراقص ألسنة النار رقصة وداع
ثم تتلاشي تلك الأشباح بروح الشتاء .. فيشبع عنّا
أظنه الشتاء الجائع لحكايتنا .. سيكتفي ذاك الموسم
سيكفّ يده عنّا
لكنه الأن يرسل لنا نظرات ناريّة
تمتلأ حقداً وكراهيه
عداءً وغضب
:
كيف سيرحل بدون حكايتنا !!
كيف سيجني حصاده ناقصاً !!


لكنه سيرحل
لا تفقد إيمانك
لا تُفلِت يدي

تلك أصعب اللحظات
حين يمتص أشباحه سيعوي كثيراً كيف معاً خدعناه
سيُجنّ غضباً


سيثور محاولاً الهجوم
سيحاول الثأر



لا بأس
بعد قليل يدخل مرحلة الخدر
سيسري الوهن بجسده
سيدّب به الضعف
سوف يتهاوي قريباً



لا تخشَ وجهه الشرس
ولا نظراته القاتلة
ولا محاولاته العنيفة للهجوم


سيقترب كثيراً
ستمتد مخالبه لعناق كفّينا
لوجهينا
لقلبينا



سيحاول الظفر بأي شئ منا
ستفصل مخالبه عن النيل منا فقط ذرات هواء
تتردد بها أنفاسنا
لذا لا تدعه يستنشق خوفنا



سينفض عباءة الثلج علي النار محاولاً إخمادها
علي أجسادنا .. علّه يُعجِزنا
لينثر ثلوجه علي أعيننا .. لن يوقفنا شئ



لا تخف .. لا تتردد
فقط ثبّت نظرك علي عينيه
واجه نظراته بأقسي
لا تجفل لحظة فيشتد عوده علينا


سيرقص رقص الذبيح
سينتفض كثيراً .. لكنه لن يعود للحياة
فقط نظراتنا ستُعلِمه أننا ندرك أن تلك لحظات احتضاره
وذاك سيوهنه أكثر

سينهي تلك الرقصه أسرع
ربما أيضاً بكي غضباً وعجز


لحظات ويتهاوي تحت أقدامنا
سيزحف كي يرحل


هو كذلك الشتاء
يأتي بقوّة .. ويرحل زاحفاً

لكنه قبل زحفه يحاول الانتفاض بشراسه مرة واحدة
ستقتلها قوتنا .. سيقتلها يقيننا
لا تغرَّنك غضبته .. تلك غضبة احتضار

تعلم !!
سأهديه حين رحيله ابتسامة
وأقول وداعاً يا هذا
سأُعدّ من أجلك للعام المقبل هديّة
تعال بعد عام وتناول هديّتك
ثم مت عند قدمينا
لا بل تتلاشي وتذوب مطراً يا شتاء
ودّعنا بمطر وسوف نرقص طرباً
نحن ننتصر


بل الحب ينتصر




2009/03/13

ذات شتاء

كان يجب عليّ أن أفطن
يوم أضعتَ حريتك
وأشيائي الصغيرة
أنه حتماً سيأتي دوري


وأتي



____
******

أضعف من جناح بعوضة

أنت

وعزيمتك


وددت لو احتويت ضعفك
لو واريتُك وخوفَك عن عيون الناس
فرحلت بحزنك
وكشفتَ للناس عورة دمعي


____
******


عسي أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم


لماذا علي الدوام
كل ما أحببت كان به أذايَ وهمّي ؟؟


العيب بك يا قلبي
بك الخلل


____
******


سُئلت يوماً
ماذا تفعلين لنيل ما تريدين ؟


وأجبت
أقدم كل شئ


لكن اليوم
ما أدراني أن ما أردت به نفعي ؟؟

ما أريد .. لو لي سيأتيني علي ضعفي
وما ليس لي لن يأتيني علي قوتي


لن أدعّي قوة .. ولن أمدّ يدي لشئ
سأتعلم من الآن أن أقنع بما يأتي
أرضي .. لعل الله يرضيني


____
******


أتيتك طوعاً
وطعنتني كَرهاً


أرجوك

كن ثابت العزم
لا تدع أصابعك ترتعش
كي لا تحرك المقبض أكثر
فمؤشر الألم في تزايد


فقط تمسّك بمقبضك
حتي تتأكد من خلاص روحي
ثم اترك روحي لله يرحمها
ودع جسدي وخنجرك في عناق أبديّ


____
******


بعيني أنت بقعة دم
لا تغسلها دموع


____
******


كرهت الشتاء علي الدوام
وذات شتاء أحببتك

غضضتُ بصري عن أنه الشتاء
وملئ عيني فقط .. كان أنت

الآن أدرك جيداً
ما للأمنيات أن تزهر بفصل رحيل
ما للحب أن ينمو بأرض موت

برئٌ منا الشتاء

ذاك غبائي أنني أدركت متأخراً
ما كان يجب أن أفطنه في موعده


____
******


أعاني جفاف
فكل رطب بدمي
فقدته عليك بكاء


____
******


لم أملكك يوماً كي أخسرك
فقط حلمي بك
أطلقته نجماً يضئ لياليّ
نجماً يلمع بسمائي .. لي وحدي


لكن نجمي انطفأ


خسارتي في موت أحلامي فتيّة
ونجومي صغار


بكيت إذ لفظ آخر شعاع
احتضر بين يديّ
انطفأ نوره في كفي


وأنت

لكرمك جئت تعزيني
أنا لا أنتظر مواساتك

فقط قل لي
أين تُدفن النجوم ؟؟

أجبني

أين أدفن نجمنا ؟؟


____
******


مازالت بقلبي أمنية تحتضر
ما أقسي لحظات الاحتضار

إن لفظت أنفاسها
رحلنا معها كلٌ لطريقه


وإن أحياها الله بك
ستأتيني ولو وقفنا علي مفترق طرق
ولو سلكنا دربين متوازيين


أمري بيدك يارب
قدّر لي الخير

أرجو أن تحيي به تلك الأمنية
لكني لن أعترض علي مشيئتك لو قدّرت أفولها


رُحماك يارب

رُحماك


____
******


ما يقتلني حزناً
ليس فقط أفولك في حياتي
بقدر همّي .. أنك يوماً قد تصبح مجرد ذكري
فقط ذكري ألم


أني حين أذكرك
لن أستطيع الابتسام


الله يهوّن


____
******

2009/03/11

ترحل بدمي


بيني وبينك ياردات ثلاث .. والكثير من العصور ..
أحياناً يفصلنا فقط حرف .. وأميال من مسافات الوجع ..
تقف بيننا أطنان من الخوف ..
تحوم حولها فراشات الأمل


وأنا وأنت بعرض الطريق ..
تحارب .. وأقاوم .. ونكلّ .. ويهدنا التعب
تسقط أيدينا .. لكن لا نيأس


مازالت تلك الضعيفات تحوم برفق ..
ترسم لوحة لمستقبل نستحقه ؛ لكن .. هل نناله ؟؟
نستمد أملنا من خفق أجنحتها ..
تحطّ علي ملامح الخوف ..
تنبش بحذر ..
بدقة ..
كحبيبات الرمل تحملها رياح الصبر ..
تنحـت أوجــه الصخر فتحيـل الجبــال تــراب



أيعقل أن تنمو لتلك الأمنيات مخالب ؟؟

نعــم
دعنا نقلّم أظافرها ..
ولنسّن حواف الخطاطيف ..
لتحمل حصي الخوف وتلقي به بعيداً ..
بعيداً عن أعيننا ..
عن طريقنا ..



لنقوم وننفض الغبار عن وجهينا ..
ونعاود الكدّ والكفاح ..
نعدو كل المسافات ..
نهدم كل الفواصل ..
ولتفصلنا فقط ابتسامة ..

كما الجسر يفصل بين ضفّتين ليصل بينهما ..
يعبر الخنادق .. يخترق السدود ..
ويبقي أبداً جسر يمَنّي بالوصول ..
ولو للمستحيــــل




_____
*************


*2*
ترحل بدمي
حوار
....

رحّال زاده الخوف
كل ما أملكه خوفي وعينيكِ
دمعي وصبرك
قيدي ومفتاح صدئ



تختنق بحلقي صرخة
:
أريد الفكاك .. وأريدك

.......


تدوي بقلبي صدي صرختك
يرتجّ احتجاجك بدمي فيفور غضباً

لا أجد لكَ مخرجاً
لكني أسكنك وريدي
لترحل آمناً بدمي

رحيلك فقط لي
بي
و معي




ولنحرق من زاد خوفك حتي ينتهي
ليحترق الخوف
ليحترق القيد
وليحترق العالم

لا تخشَ شيئاً
أنت بي بمأمن


_____
************


*3*

ألملم أشلائي
ورغماً عني أرحل عن دماك
أزحف عبر شرايينك
فيجرفني دمعي نحو قلبك
كلما أُخذت بعيداً .. إليه أعود
لن أستطيع الرحيل .. لن أستطيع



تحتويني برفق
لكن لا يصلني دفؤك
يغلفني برد غربةٍ وشتاء
تتخلل مسامّي وحشة
أسكن قلبك .. وأتوحشك





تمتد كفّ غريبة تبحث عني بعزم
وأنا .. أجري هنا وهناك
أتخبّط بثناياك
إدفنّي فيك
لا تدعه يطولني
أرجوك

أسمع صدي وقع دمعك في نفسي
" أغلال يدي قوية "




يرتجّ قلبك بعنف
ووحدي فيه .. أتخبّط ذات يمين وذات شمال
أشعر غضبك المكتوم صرخات تصطدم ببعضها البعض
فلا تخرج عن حدود صوتك .. ووعيي



أرقد علي وجهي
أنكمش علي نفسي
ألتصق بقلبك بشدة
علّها لا تطولني تلك الكف


عجــــــز
عجز يلفّنا بعباءة مغبّرة
يكبّل سواعدنا
يكتم أنفاسنا
يخنق بكانا
يقتل رجاءنا
وليس سبيل للخلاص



إلهي
امدد لنا يد العون
مهّد لنا طريقاً للنجاة



2009/03/04

أنت دائماً بقلبي

أول نشر لتلك التدوينه كان
05- 03-2008
يعني حوالي من سنه
وكتبتها
يوليو 2003

قديمة .. صح ؟؟

:)


بس بحبها جداً وأتمني تعجبكوا

..

اضطريت أنشر حاجه من القديم
لأن ما تحتويه أوراقي حالياً أسود

فاعذروني

________________________________






أجول بعيني أبحث عنك بكل مكان ولا أجدك ..
لا أجد غير صورة بقلبي , أتمسك بها بشدة ..
إن ضاعت ضعت َ معها ..

هل تدري مدي معاناتي ؟!
وحدي أتمسك بك ..
وأنت أين ؟؟


تختبئ في ظلام قلبك بعيدا ً ..
تخاف العالم ..
تخاف الناس ..
تخاف الحب .. و تخافني .


أنا أيضا ً أخافك ..
إن أحببتك - وقد فعلت - خسرتك ..
فأنا لا أقوي علي النظر في عينيك بعيني حبيب
أجد الحزن والأسي والشقاء ..
أجد الظلام عميقا ً يمنعني ..
يزجرني ..
ينهاني ..
يحذرني من أن أستمر بحبك ..


لا أدري إلي متي سأظل أنظر إلي عينيك وفي قلبي الألم ؟؟
لكني سأظل أحمل الألم
طالما أنك ستظل تضخ الألم من قلبك إلي عينيك .


أنا أحبك ..
لكني أخشي منك الألم ..
ولا أدري إن كان ألمك قد منعك أن تشعر بي أو ترجو القرب مني ..



هل تدري كم مرة وددت وبقسوة - كمثل التي في عينيك قوية -
كم وددت أن أنحني إلي عينيك المتألمتين أقبلهما
لعلي أخفف ألمهما
أو لعلي أستطيع أن أجتر منهما دمعة تحمل بعض الأسي فتفيض ..


كم مرة وددت وبشدة - كمثل التي تنبض بعروقك - كم وددت
أن أمد يدي تلمس يديك ..
أربت عليهما لعلي أبثك بعض صبري ..


كم مرة وددت وبحب - كمثل الذي تحلم به أسمي من كل البشر -
كم وددت لو أفتح فمي بكلمة مواساة ..
تذوب علي شفتي فلا تخرج ..



كم مرة وددت أن أساعدك ..
أساندك ..
لكني ما فعلت مرة ً واحدة .
قد يكون خوفا ً من أن أنساق إلي حبك بغير وعي ..
أو حذرا ً من أن يخرج كلامي أحمقاً لا يشفي ألمك ..
أو لأني لم أجد حقا ً ما أفعله من أجلك ..
سوي أن أعود وحدي لعالمي الصغير ..
أغلق باب حجرتي ..
أطفئ الأنوار ..
أسدل الستائر وحولي الظلام دامس ..

ثم أبكي ..
أبكيك .. أبكي من أجلك ,
وأبكيني .. أبكي حالي .



أحتاج الظلام دوما ً يستر بكائي ..
فأنا لا أحب أن أري دموعي ..
لا أحب أن أشعر ضعفي ..
فأنا لم أستطع شيئا ً غير البكاء ..
فقط بعض الدموع أجهضها الألم ..


وأنت ..
بعيدا ً هناك لا تدري شيئا ً مما بي ..
فقط كلمة حمقاء .. أقولها فأهدم ما بنيت و تعتذر ..
وأعود وأبكي ..
وأرجو الوحدة وحدي .. وأقول هراء ..
كل ما شعرت هراء ..
وكل مابنيت هراء ..
وكل ماتقول هراء ..

وأبكي وأحاول نسيانك ..
لكن من أخدع ؟؟


أنت دائما ً بقلبي ..
لا يطمسك ألمك .. ولا تغرقك الدموع ..


____



(06-07-2003)
________________________
بوست جديد ع الهامش
عدّوا عليا هناك

2009/02/28

تسبقني إليك لهفتي




يسبقني شوقي إليك ..


ينتظرك في آخر المدي ..

يسبقني بخطوة ؛ خطوات ..


يجري إليك ..

يلقي بنفسه في أحضانك ..


حتي إذا وصلت إليك


لم أجد سوي يدي تمتد بسلام ..


ولسان حالي يقول :


" مرحباً بعودتك سالماً "




أيا لهفتي أمقتكِ ..

دوماً تسبقينني إليه ..


تستقبليه قبل أن تطوله عيني ..


أو تمتد يدي بسلام ..


لكنه يردك لي ابتسامة


وكلمة : " وحشتيني "


......


(04-07-2008)







للمهتمين بالصور .. صوره جديده :
http://mn-wa7y-alsorah.blogspot.com/2009/02/welcome-footsteps.html

2009/02/24

...

طبعاً ماحبيتش اتأخر عليكم أكتر من كده
عشان كده جيت بسرعة
بالطبع مش هاكتب ملخص
اللي عاوز يعرف ايه الحكاية يجيبها من الأول

( وش مطلّع لسانه )


هههههههه



................................
................................



** شحذت ما بقي بداخلها من قوة .. التقطت الهاتف .. قلّبته بين أصابعها .. توقفت عند إسمه لبعض الوقت .. ثم .. لا مفر .. هيّا .. ضغطت الزر .. صوت رنين يتصاعد مع دقات قلبها .. تشعره انتظار طويل رغم أنه لم تمر ثواني بعد علي اتصالها .. هل تتراجع ؟؟ تحبس أنفاسها قليلاً محاولةً أن تحتفظ ببعض الهدوء ..

صوته علي الطرف الآخر يغزوه القلق :

-انتي فين ؟؟ قتلتيني من القلق عليكي ..

= هنا .. لسه عـ .. عايشه

- انتي مابترديش عليا ليه لما باتصل بيكي ؟؟

= ولا حاجه .. انت عامل إيه ؟؟

- نعم ؟ إنت عامل إيه ؟؟ بس كده يعني ؟ باقولك قلقان عليكي .. تقوليلي ازيك وعامل إيه ؟؟ ده اسمه إيه بقي ؟

= وبعدين معاك ؟ وتقلق ليه ؟ أنا كويسه ..

- كنتي فين المدة اللي فاتت ؟ وليه مش بتردي علي تليفوناتي ؟

= كنت .. مش مهم .. أنا عاوزة أشوفك .. ممكن ؟

- هوا إيه اللي ممكن ؟ انتي بتتكلمي بجد ؟ أنا مش فاهم حاجه

عارفه ؟ أنا كنت زعلان منك أوي ولولا إني كنت بجد قلقان ماكنتش هاحاول أتكلم تاني ..بس أعمل إيه في قلبي بقي ؟ ماهونتيش عليا
( إبتسامه مرحة تطل عليها من صوته )

= .....

- أنا عارف إنك هاتضايقي .. بس معلش المرة دي وبس .. وحشتيني

=....

- إنتي ساكتة ليه ؟؟ هاتلغي الفكرة .. مش كده ؟؟

= لا أبداً .. أنا فعلاً محتاجة أقابلك وأتكلم معاك .

- في حاجة حصلت ؟

= لأ خير ..

- إنتي عارفة بخاف من الكلمة دي لما بتقوليها .. خييييييييير .

= .......

- مممممم طيب تحبي إمتي ؟؟

= بكرة كويس ؟

- كويس جداً

** تحدد موعداً ومكان للقاء .. تتعمد أن يكون مكاناً قريباً من المستشفي

- انتي متأكدة إنك هاتيجي ؟ يعني مش هاترجعي في كلامك ؟

= يا سيدي لأ .. هاجي إن شاء الله .. لو كان في عمر

( تضغط علي حروف الكلامت الأخيرة .. لو كان في عمر .. وتظل الكلمة تكبر بحروف مختلطة تتماوج .. لو كان في عمر )


- هاي .. إنتي رحتي فين ؟

= ها ؟ معاك .. خلاص بكرة إن شاء الله .

- ما تتأخريش عليا ..

= هاحاول .. أنا مضطرة أقفل بقي .. سلام دلوقتي ..

- طيب .. هاستناكي .. خلي بالك من نفسك ..

= أوك

- لا إله إلا الله

= سيدنا محمد رسول الله


تغلق الهاتف .. لازالت محتفظة بوقفتها الواهنة جوار الشرفة تلقي نظرها بعيداً .. تذكر كم هو شخص لطيف .. مهذب .. وكم هو .... لمَ تبحثين عن أسباب تجذبك نحوه ؟؟ لمَ التبرير ؟ ألا يكفي أن تعترفي بأنك تحبينه وكفي ؟

تعرف أنها تحبه كثيراً جداً .. لكنها لا تستطيع البوح بذلك .. لا تستطيع .. فكل ما حسبته وجدته .

لطالما طاردها وهربت منه .. هل استساغت المطارده ؟ لا ليست كذلك . ربما لم تعرف قط قواعد اللعبة .. لم تجربها قط .. كانت خائفة .. " لو حلمت به لانتهي من حياتي .. اتركيه خارج حدود أحلامك .. واختاري أن ينتهي من حياتك .. أو أن تنتهي حياتك .. كلاهما خيار أيسرهما قاتل "
كيف نصد الأحلام ؟ وكيف تصد هي قلبها دونه ؟ هي تحبه لكن لا سبيل .





** اليوم الثامن :

الساعه 03:15 م

اعتادت دوماً أن تظهر بكامل أناقتها .. فتاة مميزة كانت .. اليوم تقف أمام مرآتها بغرفتها الجديدة ترتدي ملابسها بلا اكتراث .. لم تنظر لوجهها بالمرآة .. فقط لمحته .. وجه شاحب جداً .. مهما حاولت لن تستطيع إخفاء تلك المعالم المحفورة به الآن .." كم أنت عميق أيها الألم .. تحفر بقسوة " قالت لنفسها .. وفكرت : " هذا ما أحتاجه بالضبط .. وجه مومياء " .


تسللت خارجة من المستشفي .. تعمدت أن تصل متأخرة .. لم تتأخر يوماً عن موعد .. اليوم كل ما تحتاجه أن تصل متأخرة .. لا تريد أن تنتظره .. تريده هو ينتظرها .. تريد أن تري تلك الملامح المتوترة .. عينيه المتلهفة تتنقل بين الوجوه بحثاً عنها .. تريد أن تري تلك الابتسامة تذوب وتحل محلها الدهشة .. هو ذا ما تريد .. أن ينتهي هذا الأمر سريعاً . كم هي قاسية علي نفسها .. وعليه .


وكان ما دار برأسها .. بمجرد دخولها المكان .. ركزت عينيها علي وجهه تماماً وابتسامه خافته لم تداري وهنها ترتسم برفق علي شفتيها .. رأت بعينيها عينيه المرحبتين تنطفئ فيهما الابتسامة .. يقف ببطء لاستقبالها والدهشه تغزو ملامحه .. ليست دهشة فقط .. إنما ممزوجه برعب . تقدمت ببطء .. وقفت أمامه بثبات استمدته من تلك النظرة المتألمة وكأنها تتحداه بنظراتها .. كانت تريد أن تبدو قوية رغم كل شئ .. أرادت أن تهزأ مما قدمه لها وأرادته .. أرادته يقتلها بسرعة .


= مش هاتقوللي اتفضلي ؟!

- اتفضلي .. لكن .. إيه اللي حصل ؟؟

( كانت لهفة حقيقية تسبق كلماته .. لكن .. ليس هذا ما تبحث عنه .. لن تلتفت الآن لمشاعره النبيلة )

لا ترّد .. فقط نظرة ثاقبة .

- مالك يابنتي ؟؟ طيب لما انتي تعبانه كده جيتي ليه ؟؟

= ...

- طيب قومي أوصلك ..

يهم بالتقاط مفاتيحه .. ويستعد للنهوض ؛ لكنها توقفه بكلمة

= توصلني فين ؟؟ المستشفي قريبة من هنا .

كلمات صادمة جدا .. يجلس مرة أخري كأنه يتهاوي .. وملامحه القلقة لا تجد جواباً يهدئ من روع ما يموج بعقله .. لا يفهم شيئاً مما يدور حوله

- مستشفي ؟؟!

= أنا في المستشفي من أسبوع

- يعني إيه ؟ إيه اللي بيحصل ؟! عشان كده مش بتردي عليا ؟؟ طيب ليه مستشفي ؟ طمنيني أرجوكي .. مالك ؟؟

تتنهد قليلاً..

= لا اطمن .. حاجه بسيطه .. باختصار .. مفيش قدامي وقت كبير .. بس الدكتور بيقول الطب بيتقدم

( ابتسامه متهكمة تلاعبت بها مع جملتها الأخيره )

غمامة يأس تغزو نظراته .. لا يصدق ما تقول .. عاجز عن النبس بكلمة واحدة .. الأمر فقط ... صدمة

هل كانت تبغي ذلك ؟

= باختصار .. أنا طلبت أقابلك مش عشان أقولك خليك جنبي .. مش عشان أبكي وأترمي في حضنك وتطبطب عليا وتقولي مش هاسيبك .. لو ليكي ساعة أحب أكون جنبك فيها .. مش جاية أشكي . ببساطة أنا جاية أشوف النظرة دي في عينيك . شفقة ؟؟ جايز .. نظرة مش قاسية لكنها ممزوجة بالأسي .. نظرة تقتل .. حاجه تسرّع الوقت شوية . هاجمّع النظرة دي من عيون كل الناس . أنا معدش ليا وجود هنا .. واللي لسه بيربطني بالأرض مجرد خيوط عنكبوت لازم أتخلص منها ..

كلمات قاسية تضغط عليها بشده .. تقذفها بوجهه بعنف .. لم تبغِ إيلامه .. لكنها كانت تبحث لنفسها عن الألم
ربما كانت تحاول أن تبدأ هي بفراق أو تستعد له حتي لا يلطمها به يوماً .

نفس المشهد يتكرر مرة أخري .. يوم كانت لدي الطبيب تسمع كلماته المشؤومة .. بكت .. لم تشعر بالدموع تنساب وهي تتحدث بكل القسوة .. صعب جداً أن تلقي كلمات قاسيه بوجه الآخرين معتقداً أنك قوي .. وتخذلك دموعك دون أن تدري .. مهين . تكلمت هي بكل ثبات .. بينما انهارت دموعها في خشوع دون أن تنتبه أنها تجري علي وجهها تشق طريقاً هنا وتحفر طريقاً هناك .

أتمت كلماتها ونهضت .. قالت :

= أنا ماشية .. أرجوك ياريت ما تتصلش بيا تاني .. "

أسرعت الخطا .. لاحقها بعينين زائغتين غير مصدق كل ما حدث .. متهاوياً علي مقعده لم يحرك ساكناً .. فقط ذهول .. كثير جداً ما ألقته بوجهه الآن .. كثير حد عدم التصديق .


** خوفها من أنه لن يفعلها مرةً أخري دفعها لطلبها منه مباشرةً " لا تتصل بي مرة أخري " .. يوماً ستقول " أنا المُلامة .. أنا طالبته بعدم الاتصال أو البحث عني " .. لكنها لن تحتمل أن تمضي الآن ثم في الغد يتوقف الرنين .. وتتوقف اللهفة .. وتنتهي من حياته رغم خيوط العنكبوت .

قرأت يوماً رسالة أرسلها جيفارا لزوجته قال فيها " تمسكي بخيوط العنكبوت عزيزتي ولا تستسلمي " .. كم كان باسل وقوي ذاك الرجل .. متماسك ..

" لو أنني أملك قلبك يا جيفارا !! " فكرت قليلاً : " هل يمد لي خيط عنكبوت ؟؟ "

ضحكت في نفسها من الفكرة .. الأمل .. أمل ؟؟؟؟

تصحو هي بداخلها .. " أفيقي يا غبية .. كم مرة أنبهك ؟! لن يأتي مرة أخري .. لن يبحث عنك .. أي خيط يحتمل أثقال ألمك ؟ أفيقي ودعي الأحلام جانباً .. ألم تتعلمي الدرس بعد ؟؟ كم أنتِ بلهاء "


** بخطي ثقيلة جداً تقطع الممر إلي غرفتها .. " إلهي .. الطريق طويل جداً إلي الغرفه .. طويل جداً الممر .. أم أنا يشدني ألمي للخلف ؟! "

تتحامل قليلاً علي نفسها .. تصل لغرفتها .. تلمحها ممرضه في نهاية الممر .. تلحق بها وقد لاحظت عدم اتزانها . بمجرد دخولها الحجرة تتهاوي دون مقدمات .. ترتطم بالأرض بلا صوت .. كل شئ حقيقي لكن بل صوت . تهرول الممرضه منادية زميلة لها .. ترفعاها للفراش وتستدعي إحداهما الطبيب . وهي .. بين يقظه وغفوة .. تتهاوي لقاع سحيق .. صوت ضعيف واهن جدا " خليك " .. تمتد الخراطيم .. تخترق الإبر جلدها الرقيق .. ألم .. ألم ممضّ .. لم تعد تشعر بشئ . فقط تحاول بعينها الزائغه التشبث بشئ ما لا وجود له " خليك .. ما .. تمـ .. ش ش .. يـ .. شششش " ثم تغيب عن الوعي .



** اليوم التاسع :


وقت متأخر من النهار .. تفتح عينيها ببطء .. ترفع جفنيها الثقيلين كأنما تزيح جلموداً من فوق فتحة كهف .. نعم .. عيناها اليوم كهفان عميقان .. معتمان للغاية . تمد يدها بتردد تبحث عن الهاتف .. تلقي نظرة .. لا اتصالات منذ الأمس . تخنقها دمعة تتمرد عليها ولا تُسقطها .. هي بداخلها تبتسم ابتسامه مهزومة " قلت لكِ انتبهي لأمرك قليلاً .. لا تنتظري منه شئ "

تهرب من تلك المشاكسه اللوامة .. تدفن وجهها بالوسادة .. تكتم الصوت داخلها .. تتقلب بفراشها بنفاذ صبر كي تُخرس الصوت قليلاً . تتجه ببصرها نحو الباب .. تلمح ظلاً يقف بالخارج ..

تصحو أمنية .. مازال بالقلب واحدة علي الأقل .. رغماً عنا تصحو الأماني .. مازال هناك متسع من الوقت ولو قصر للتمني .

يُفتح الباب ببطء .. تتشبث به عينيها أكثر .. يمر الوقت ببطء شديد .. ثم .. إنه هو .. يتقدم . بيده باقة من الأزهار .. أقحواناتها المفضلة .. ملامح خشنة .. أو .. ربما خائفة .. وجهه غير مصدق .. أو ربما هو فزع .. رآها مريضه واهنه .. لكنه لم يقتنع بعد بكل ما قالت .. تقتله صورتها ممدة بوهن في فراش أبيض , غطاء أبيض , حجرة بيضاء .. ووجه شاحب .. تلتقط من عينيه ما يدور برأسه .. تذكر أغنية كانت تحبها كثيراً .. تتردد بعقلها موسيقاها " أغطيتي بيضاء .. والوقت والساعات والأيام .. كلها بيضاء " تبتسم بوهن لتلك الخاطرة .. ابتسامة حزينة لم تخفِ شيئاً من أسي الوجه الذي يحملها .. يحاول هو الآخر الابتسام .. لكن نظرة عتاب تسبق الابتسامة . بيد مرتعشة يضع الأزهار بين يديها .. يمد يده الأخري يسحب مقعداً يقربّه من سريرها .. يجلس .. لم يرفع عنها عين قط منذ دخل الحجرة .. نظراته تشعرها بالذنب .. نعم مذنبة .. وقاسية . ما ذنبه هو في كل ما حدث ؟! ألا يكفيه ألمها وخوفه ؟ لكنها بقسوة حاولت طرده من حياتها .. فقط قالت " هات ألمي وابتعد " .


برفق يتدفق صوته هادئاً .. معاتباً :

- أنا مش قادر أستوعب كل اللي حصل .. ممكن تفهميني ليه بتعملي كل ده ؟؟

تحاول التغلب علي دموعها ..

= أنا قلتلك مش محتاجه شفقة ..

تخفض بصرها كي لا تواجه عينيه بعد كلماتها ..

- شفقة ؟؟ انتي متخيلة اللي جوايا ليكي شفقة ؟؟

= مهما كان اللي جواك .. معدش وقت لحاجة .. وأنا مش عاوزة حاجه تشدني للأرض تاني .. ماتصعّبش عليا الأمور أرجوك ..

تتساقط دموعها في رجاء وتوسل .. كأنها بشمالها تدفعه متوسله أن يرحل .. وتشد بيمينها علي يده كي لا يتركها متوسلة البقاء .. ممزقه هي .

- انتي اللي بتصعّبي الأمور .. من البداية وانتي شايفه كل حاجه صعبه .. كل حاجة مأساة . انتي قلتي كلام كتير صعب .. ليه ماحاسبتيش نفسك عليه ؟؟ بتدوّري في عنيا أنا عن اللي يقتلك ؟؟ كنتي عاوزة إيه ؟ متخيلاني وحش أوي كده ؟؟

= أنا ماقصدتش حاجه .. كل الأمر إني مش محتاجة شفقة .. وده كنت بادوّر عليه عند الناس كلها .. علشان مانتظرش منهم مسانده . مش عاوزة أصعب علي حد .

يصمت كلاهما قليلاً .. ثم يعادو بصوت حاني :

- يضرّك لو إن حدد بيحبك ؟!

ترفع بصرها إليه بدون كلمة واحده .. فقط نظرة خرساء .

- إنتي متأكدة إني بحبك .. بس خايفة .. صح ؟! طول الوقت كنتي خايفة .. خايفة كمان تعترفي لنفسك إنك بتبادليني شعوري ده . إيه ؟؟ صعب عليكي أوي تسمعي الحقيقة أو تعترفي بيها ؟! ساكته ليه ؟!

ودلوقتي بدل ما تحبي إني أكون جنبك بتقوليلي ابعد .. مش عاوزة أشوفك تاني .. مش عاوزة منك حاجه .. ومش جاية أشتكي .. أنا مش قادر ألاقيلك مبرر لكل اللي عملتيه .. بس برده مش قادر ماسامحكيش .. باقول لنفسي معذورة .. الصدمة .
انتي مش بتردي ليه ؟ قولي انه صح ..

ترخي بصرها إلي نقطة مجهولة تحاول التركيز عليها .. ينظر لها بعتاب رقيق ..

- أنا عارف إنه صح .. أنا مش قادر أفهم إزاي متخيله إنك ممكن تتخطي الأمر ده لوحدك ؟! إنتي ليه قاسية كده ؟! أنا مش هالومك إنك قاسية عليا لأني شفت واتأكدت إنك قاسية علي نفسك أكتر .. بس حتي لو انتي مش عاوزاني جنبك دلوقتي .. وحتي لو بعدتي أنا مش هابعد ..

= انت مش فاهم حاجه .. انت عندك حق .. كل اللي قلته صحيح .. بس كده الأمور هاتكون أصعب .. أنا مش عاوزة أتعلق بيك أكتر من كدة .. مش عاوزاك تحبني أكتر .. الأمور هاتبقي أسهل لو بعدت .. يمكن ساعتها تقدر تنسي .

نظرة غضب تكسو وجهه .. لكنه يتمالك نفسه للحظه قبل أن يرد :

- أنسي إيه ؟! بطلي بقي الكلام اللي بتقوليه ده .. انتي عارفه كويس ان مالوش أي معني .. ابعد وانسي والكلام السخيف ده . يسّري انتي الأمور علي نفسك شوية .

يعود ليخفض صوته بعدما لاحظ توترها وانكماشها علي ذاتها :

- مين يضمن عمره ؟ مش جايز أسبقك أنا ؟؟

يشتد بكاها وتهتز بعنف .. يزداد هو رقة بعد كلماته شديدة الوقع في نفسها .. يخفض صوته محاولاً تركيز نظرة إلي عينيها :

- لو أنا مكانك .. كنتي هاتسيبيني ؟! كنتي هاتبعدي ؟! يعني .. علشان الأمور تبقي أسهل .. لو قلتي أيوة هاخرج حالاً ومش هاتشوفي وشي تاني .. يمكن كلامك ونظريتك يكونوا صح وأنسي .


نظرة يعاتبها بها .. تعلم جيداً كم تحتاجه .. وكم هي أنانية إذ تستأثر بالألم وحدها .. لو كان يعاني أمراً لودت أن تحمله عنه كله .. كيف إذن تقصيه عن حياتها بتلك الطريقة !! لكن عذرها الوحيد أنها كانت تخشي عليه الألم .. تخشي لحظة ترحل بها .. كم سيكون نصيبه من الألم وقتها ؟! هو يفهم ذلك جيداً ويلتمس لها العذر .. لكنه لا يستطيع أن يبتعد لمجرد تحاشي الألم .


** يقترب قليلاً ليسمح ليده أن تطول تلك الدموع ..

- قولتيلي أنا مش جاية أقولك ماتسيبنيش .. ومش مستنية أقولِك لو ليكي ساعة أحب أكون جنبك فيها .. مش عاوزاك تطبطب عليا وتقول متخافيش أنا هنا .. بس أنا فعلاً مش هاسيبك .. وأنا هنا .. ولو ليكي ساعه أنا أولي بيها .. ماتبقيش بخيلة بقي .. كفاية إنك قاسية ..

يبتسم بصدق .. تريح رأسها برفق علي كتفه .. تتشبث بقميصه وتبكي ..

= ماتسيبنيش .. أنا خايفة .


دمعة تسقط من عينه .. يود لو قال " أنا خائف أكثر منك ألف مرة " لكنه يربت علي كتفها بحب :

- ماتاخفيش .. أنا هنا ..








تمــــــت


13-06-2008

2009/02/21

...

قبل العرض .. تنويه :
أخونا الكبير جداً .. الشنكوتي ..
معلش يا إيهاب .. عذراً ..
أنا وعدت في البوست اللي فات إني هاتخلي شويه عن الألوان الغامقة
بس معلش .. المرة دي وبس .. قصه قديمة شوية .. وهاعرضها
بس أنا قلت أحذّر الأول قبل العرض ان الألوان ممكن مش تعجبك !!
بس وعد وعد وعد بعد القصه دي هافتّح الألوان
:)
القصه مازالت بدون عنوان علي فكرة ..
..........
(11-06-2008)
====================
** اليوم الأول :
" آسف جداً .. لكن الوقت متأخر أوي .. ماعدش في إيدينا حاجه نعملها "


لا تزال تحتفظ بجلستها المتأهبة بمواجهته .. لا تزال متحفزة كأنها لم تسمع حرفاً مما قال .
بدا عليه الحرج إزاء صمتها الطويل .. يحاول أن يواري حرجه وربما أيضاً مواساتها .. " أنا آسف فعلاً .. لكن الطب كل يوم بيتقدم ........"


لم تعد الكلمات تأخذ طريقها إلي وعيها .. مجرد كلمات تتسرب داخلها ولا تدري عنها شئ .. فقط تقف محاولة إظهار بعض الثبات .. تشكر الطبيب بصوت خفيض .. ثم تنصرف بهدوء .


** لا تزال تحت تأثير الصدمة .. لم تحرك ساكناً .. لم يبدُ علي وجهها مايمكن أن تستشف من وراءه ما يدور بخلدها .. فقط هي تجدّ في السير .. إلي أين ؟؟ سؤال غير مهم .. عندما تُرهق سوف تجد مكاناً تستند إليه وترتاح قليلاً.
بجوار سياج لحديقة تتوقف قليلاً .. ثابتة أو ربما توهم نفسها بالثبات ..لا تفكر بشئ .. عينان معلقتان في الفراغ , كلمات كثيرة تائهة بداخلها تتضارب .. أشياء كثيرة مبعثرة هنا وهناك .. لا جدوي من التفكير .
فقط تشعر بالدموع الدافئة تنساب متدفقة علي وجهها .. ليست منهارة , لم تفقد أعصابها بعد .. لم تصرخ متضرعة لله , لم تشكو أو تعرض .. فقط عينان مفتوحتان علي اتساعهما ودموع تفيض مكتومة الصوت .
** صباح اليوم الثاني :
تجهز حقيبة صغيرة .. بعض أشياءها المهمة .. ثياب ملائمة للمبيت بالخارج .. تستعد للمغادرة .
تسألها أمها بقلق : " لكن انتي ماقلتيش الدكتور قال إيه بالضبط !! "
تجيب محاولةً أن تبدو طبيعية جداً : " ولا حاجة يا ماما .. طلب فحوصات وقال لازم أكون في المستشفي يومين .. ماتقلقيش"
الأم ومازال القلق يتقافز من كلماتها : " طيب آجي معاكي .. "
" صدقيني مفيش داعي .. الأمر مش مستاهل .. أنا مش هاتأخر كتير "
** تجاوزت الساعة الرابعة باثنين وعشرين دقيقة
تقف أمام باب حجرتها بالمستشفي .. قدماها ثقيلتان جداً ..خطوة للداخل .. تجول ببصرها داخل الغرفة ببطء .. حجرة بيضاء في كل شئ .. ربما فقط بقلب أسود .ترتب حاجياتها .. وتنتظر .
إنه الانتظار ما يجعل للوقت ألف معني .. ويُلبسه أكثر من وجه . لو أنك تنتظر خبراً سعيداً فالوقت يمر بطئ جداً . مرت بخاطرها صورة لسلحفاة تبتسم .. تذكر كيف كانت تداعب صديقاتها بتلك الصورة كلما انتظرن خبراً مهماً . لكنها اليوم تنتظر الموت .. فهل يأتي سريعاً .. تُراه يعدو الآن خلف الأبواب المغلقة ؟ تري في أي لحظة يفتح الباب ويلقي سلاماً سريعاً .. أم أنه سيكتفي بإيماءة من رأسه ويقول " هيا بنا " .. ربما لن يتحدث مطلقاً .. فالكلام تعبير ودود لا يليق بهيبة الموت . لسنا هنا لعقد الصداقات .
يالأفكارها القاتمة .. سوف تودي بها أسرع مما تتخيل .
يمر يومها دون أي أحداث مستجدة .. فقط الهاتف الذي لم يتوقف عن الرنين .. تدس هاتفها تحت الوسادة وتدفن رأسها فيها وتبكي ..بعنف تلك المرة .
كم هي مؤلمة الدموع العنيفة مكتومة الصوت .. طاقة قاسية جداً .. خانقة للغاية .
** مازالت تلتزم الصمت .. ربما رغم وعيها الكامل بالأحداث منذ الأمس حتي تلك الساعة .. إلا أنها لم تستطيع استيعابها علي أكمل وجه . ربما هو كابوس تفيق منه لتجد رأسها مندسة في صدر أمها تبسمل وتربت علي ظهرها .. لا تقلقي .. فقط كابوس . ربما ما يحدث الآن لا يحدث معها أبداً .. إنما تشاهده فقط وتتعايش مع من يعانيه
ربما ..
الصوت داخلها يخنق الأفكار .. أفيقي .. أنت تخادعين نفسك .. أفيقي .. إنه أنتِ والموت , وتلك الحجرة . تهرب من الصوت .. تتقلب كثيراً .. يعاندها النوم لكنه يستسلم لها آخر الأمر .. نوم قلق ؛ لكن بلا كوابيس ؛ لكنه قلق علي كل حال .
** اليوم الثالث والرابع والخامس ..
لا أحداث مميزة . تحاول اعتياد الغرفة .. ربما هي آخر شئ يخصها في ذلك العالم . تتحاشي الحديث مع الممرضات . لمَ صار الناس أكثر ثرثرة ؟ لمَ أصواتهم أعلي من ذي قبل ؟ تتوه بعقلها بعيداً عنهم .
لا .. لا أحداث أخري . تخابرها أمها كل نصف ساعة لتطمئن ... " رباه .. ارحمني "
محادثة قصيرة مع صديقة
تحاول سد أذنها عن أصوات الآخرين .. تغلق حجرتها لترتاح من الوجود .. فقط رنين الهاتف لا ينقطع .. اسمه مازال يلح عليها : " ردّي أرجوكِ " .
كما اعتادت في الأيام الماضية .. تدس الهاتف تحت الوساده .. وتبكي .
** اليوم السادس :
يوم جديد ككل يوم .. لكنه لا يمثل سوي صورة كربونية من اليوم السابق .. لن يميزه عنه سوي أنه قد يكون ناقصاً بضع ساعات إن هي غادرت مبكرة .. ولن يميزه عن اليوم التالي إن مر يوم آخر بهدوء دون أن يطرق الموت بابها .
نقرات خفيفة علي الباب .. يطل وجه الممرضة بابتسامه : " في ناس جايين يزوروكي "
توجه إلي الباب نظرة مندهشة .. لا تنتظر أحد .. لا أحد يعلم بوجودها هنا .
يندس وجه محبب من فتحة الباب وابتسامة مشرقة . رغم اشتياقها لوجه أمها إلا أنها شعرت بألم يغزوها .. لم تكن ترغب أن تراها أمها بهكذا حال . لحظات وتنهار كل مقاومتها التي حشدتها لفترة لا بأس بها . تعرف ذلك جيداً . إنه مجرد وقت .. ككل شئ تنتظره الآن .. الوقت فقط يفصل الأمور .
" ماما !! يعني ماقولتيش إنك جاية !! "
" يعني ماكنتش آجي ؟ وانتي وحشتيني أوي يا حبيبتي "
" انتي أكتر " .
تضغط علي الحرف الأخير لتمنع دمعة من الهرب .. ليس وقتاً مناسباً للدموع . عناق طويل .. كم تشعر بالراحة ؛ لكنها سوف تفتقد تلك الأحضان الدافئة ولمسة كف أمها علي شعرها ووجهها .. تُري أي أثر مُمض سوف تتركه بقلب أمها عندما تغادر . تدفن وجهها لتمسح دمعة في ملابس أمها قبل أن تدرك وتسألها .
** تغفو قليلاً .. تنسل الأم خارج الغرفة .. تجلس بالخارج قريباً من الباب ربما استيقظت ابنتها وطلبتها .
تشعر بشئ غير مريح .. لكنها لا تجرؤ علي مصارحة نفسها .. تلمح الممرضة خارجه من غرفة في نفس الممر .. تهرول إليها مسرعة . توقفها لبعض الوقت تسأل عن موعد انتهاء الفحوصات .. لكنها تتلقي كلمات ثقيلة لا تفهمها وتطلب مقابلة الطبيب ومنه تفهم كل ما أخفته ابنتها عنها .
** بخطوات مهزومة تتجه نحو حجرة ابنتها وتدخل .. مازالت في فراشها لكن مستيقظة . تري ملامح أمها وتفهم رغم الابتسامة أنها عرفت الحقيقة . الآن وقت الدموع .. لم يعد بالإمكان إخفاؤها أكثر من ذلك .
في أحضان أمها مازالت دموعها تسيل ..
" ماما أرجوكي سيبيني هنا .. أنا مش عاوزة أرجع معاكي .. إنتي ليه مش بتردي عليا ؟ مش هاقدر أرجع تاني . عشان خاطري سيبيني هنا .. هنا أفضل عشان العلاج .. وبعدين انتوا هاتزوروني ......... "
كلمات كثيرة بلا معني .. ودموع كثيرة اختلطت بكثير من الرجاء .
** اليوم السابع :
تصحو علي صوت الهاتف .. تمد يدها تحت الوسادة .. يطل اسمه منادياً ؛ لكنها لا تستجيب . لم تتخذ قراراً بعد . تترك الهاتف مكانه المعتاد وتتجه نحو الشرفة .. بعيداً لتنفرد بأفكارها .. لا تستطيع الصمت ولا الصمود لوقت أطول .. فالوقت يداهمها . تفكر .. هل عليها الآن مصارحته ؟؟ ولمَ ؟؟ لتستجدي عطفه ؟!
تذكر كم كان يلح عليها بطلب اللقاء .. لكنها كانت ترفض دوماً . لمَ كل تلك الحيطة ؟! هل كانت تخافه ؟!
لا .. هي تعرف جيداً جواباً مقنعاً تماماً .. تصحو كل مخاوفها القديمة .. كل كابوس معقّد يمر الآن أمام عينيها . كل الماضي يستيقظ الآن , مارداً يصحو من ألف عام .. ينفض الغبار . تذكر كم كانت في الماضي تحلم .. لكنها لم تر حلماً يتحقق .. تظل في عالمها الأحلام مجرد أحلام .. الكوابيس فقط تتحقق .
تذكر جيداً الآن كم كانت تخشي انزلاقها لهاوية الحب .
هاوية ؟؟ نعم هاوية .
كان يقين يطاردها " لا تحلمي يا غبية .. الأحلام فقط أحلام .. لن تنالي شيئاً " . لذا لم تجسر يوماً علي الاقتراب من تلك المملكة المهيبة .. لم تجسر يوماً علي البوح . وقف كثيراً أمام قلبها يرجو السماح بدخوله لكنها رفضته بتهذيب .. " لا مكان لك " .. كانت تعلم أنه لو كان له مكان اليوم .. فـ غداً يوم آخر .. لن تكون هنا .. ولن يكون قلبها هنا .. فقط ألم تتركه لكل من أحبها حين تغادر في صمت . هل كانت تتوقع كل ما يحدث الآن ؟؟
لا .. لم يجل بخاطرها قط ولا في أبشع كوابيسها ما يحدث الآن ؛ لكنها كانت تشعر ذلك فقط .. أنها لن تعيش طويلاً .. لن تحصد ما تمنت يوماً .. شعور طاردها وهربت منه .. لكنها امتثلت في النهاية .
** عليها اليوم أن تخبره .. لا يستحق منها كل هذا الإهمال . شحذت ما بقي بداخلها من قوة .. التقطت الهاتف .. قلبته بين أصابعها .. توقفت عند اسمه لبعض الوقت .....
يتبـــــــــــــع

2009/02/19

قوس مقلوب

الفاضل هيثم مكارم
استطعت في التدوينتين الأخيرتين أن تلتقط خيط خفي بينهما
ووضحت أني أكتب بالفعل أكتر من موضوع مع بعض
لذلك تظل هناك صلة بين الكلمات
اليوم هاجرّب حاجه جديده
هاكتب إنتاج يوم كامل

:)

.... أبدأ ؟؟ ....
*********



*1*



عُدتِ يا نظرتي القاسية علي نفسي قبل الأشياء
تحتلين عيني .. ومساحة واسعة من روحي
..
حبيبي
أعتذر لكل الآخرين سواكَ
فوحدك استأثرت بوجه الفرح
ولهم بقي بؤسي وانحساري عنهم


من أجلك فارقت دمعي واستعرت ابتسامة

ومن أجلي .. عادت الدموع تواسيني

تطيب جرح اعتقدته يوماً ابتسامة

لكنها أبت إلا أن تكون قوساً مقلوب

كلما رسمته لأعلي ..
سقط منحدراً علي شفتي

لي الله يا قسوتي ..
لي الله ..



(17-02-2009)
07:39 ص

...................

*2*

وحدُك لم تسعك سطور

خفت عليك عالم أحلامي والورق

أما عالم أحلامي فاقتحمته

ولم أستطع / لم أُرد ردك

وأما أوراقي

فكنت أغار عليك منها

لم أضمّنك في سطر

تري أيكون ذلك أيسر للرحيل

أيكون له وقع غير مؤذي ؟؟ غير مهين ؟؟


لن أضطر لتصفح أوراقي كي أجدك

لأنك لم تسكنها

لن أفتش عنك بذاكرتي بعد الآن


لكنها الأنقاض حول قصري

الأطلال بمدينتي

الخراب الذي حلَّ بحدائقي
كلها تصرخ باسمك ..


قــــاتل


كيف إذن لا أذكرك

وإن واريت جرحي بك ؟؟






(17-02-2009)
07:43ص

......................


*3*

حين جئتني أول مرة ..

لم تكن بحاجة لأوراق مرور لقلبي

تخطيت كل حاجز

الآن تجمع أشياءك وترحل

انتظر .. هاك ذكري لك هناك لا تنسها

وانتظر .. تلك كلمة أحبــك ..لا تتركها هنا بعد الآن

وانتظر .. ذاك صوتك .. هذا دفئك ..

انتظر أرجوك .. اجمع كل شئ

لا تترك لك أثراً هنا

...

ينشغل بلملمة بقاياه من قلبي ..
سوف يجمع كل ما لـــه / ما بـــي
سيجمعه ويرحل ..
لكن أين مفتاحي الآن ؟



أذكر أنني حين سمحت له بالدخول

لم يكن لباب قلبي حينها مفاتيح ( وذاك خطأي )


أرجوك

لا تتجول كثيراً بقلبي

لا توترني

دعني فقط أتذكر
أيـــن .. أين ذاك اللعين


انظر ..
تلك دموعي هناك

اذهب والهُ بها قليلاً

حتي أجد لك سبيلاً للخروج

أقول لك !! .. احملها معك
فعلي سطور أخري سوف تحتاج منها الكثير

احمل زادك من دموعي ..

واحمل زادي منــك
وارحـــل


دعني لفقري دونك
الله يغـنينـــي

الله يغنيني


(17-02-2009)
07:56ص

2009/02/16

ذات حلـــم



ذات حلم ..

قطعت مسافات الوجع ..

وانتظرتك علي حافة الألم ..

جئتني بخطي حثيثة واثقة ..

محوت شكّي بيقينك ..

ومحوت خوفي بابتسامتك ..
أضفت لوناً جديداً لحياتي ..

لون الضوء

وهل للضوء لون ؟!

...


عذراً سيدي ..

فأحلامي قبلك مظلمة ..
لم تعرف سوي انعكاسات الألوان القاتمة ..
أحلام أحادية اللون ..
لم ترَ مطلقاً شمس الواقع ..
لم تدرك أبداً سوي الظلال ..
الظلال الأكبر من حجمي ..
حجم ألمي ..

وحجم انتظاري ..


فبتُ حتي بأحلامي أري الألم عملاق

والانتظار مارد ..


أنت بكفك أشعت بحياتي النور ..

لأري كل شئ علي حقيقته ..

لأري كل ما خفت ذرات غبار ..

نفضتها عني بابتسامتك



.*.

شكراً لك ..
بعينيك أنت ..

أري حياتي الآن كما أحببت دوماً أن أراها



وكما خفتُ أن أفتح عيني


كي لا أري واقعها الذي عشته دوماً مغمضة


معك أفتح عيني ..

ثم أعود لأغمضهما ..

فما حاجتي لعيني ..

وأنت بعدُ دليلي بالحياة ..








( 04-02-2009 )

2009/02/11

دع أمنياتي بعينيك تزهر

1
...




تكسب الرهان ..

أحبك حد الموت .. وأخسر حباً حد الحياة

وما حد الحياة ؟؟

ككل زائل .. مصيرها إلي نهاية

تهانئي


*******


2
...


ليتك قتلتني , وما تركتني أتنفس وجعي بك / ألمي منك
انتظرتك تكون بلورة بظلمة كهفي
فكنت نصلاً حزَّ عنقي

وقبلت برضا

...
يحول بيني وبين موتي خيط دماء

يفصل بيني وبين راحتي كفك



*******

3
...


أعزف لك لحناً أحاول استبقائك

تأبي إلا أن ترحل

أكسر نغماتي .. وأرجوك
انتظر نَفَسي الأخير .. بك
انتظر ما أتيت لأجله ..

موتي عنك



******


4
...


أحمل مظلتي التي أتلفها مطر الانتظار


أمشي طريقي الطويل وحدي


طريقي الذي ماعاد يقودني إليك


يحفر المطر خطوطاً علي وجهي


ماعادت هناك فواصل بين خطوط المطر وخيوط الدموع




******


5
...


أرتدي ثوبي الأحمر

أدير تلك الأغنية مرة أخري


I've never seen you looking so lovely


as you did tonight

I've never seen you shine so bright



أدور معها في خطوات رشيقة ..



I've never seen that dress you're wearing


Or that highlights in your hair


That catch your eyes


I have been blind
The lady in red is dancing with me



There's nobody here


It's just you and me



...



عيناك قالتا الكثير رغم طريق الصمت الطويل بيننا




I'll never forget the way you look tonight




ولا أنا ..


لن أنسي كيف كنتُ / كنا يومها





*******


6
...



أقف علي بعد خطوات منك


يشدنا الرحيل إلي طرفيه



تتشبث عيني بوجهك



يتشبث نظرك بالغروب

أجفل ..
أخطو خطوتين ..



نظرة تجاهك ..



أرحل .. بلا وداع




*******



7
...


مظلة ووجهان ..

وابتسامة تلهو بين ثغري وثغرك ..

حبات المطر تداعبنا .. ونضحك


طريقي يشكر خطاك ..

ومطر الأمنيات يرحب بك .. وبي

دع أمنياتي بعينيك تزهر ..

أحبك




******



(04-02-2009)



2009/02/08

انزع عن وجهي القناع




ألم التناسي
كم هو مؤذي ..
يخترق .. يعتصر .. يدمي

عندما بتُّ ليلاتي بغير صوتك تمسيني بالخير
وعندما أفتح عيني كل صباح أبحث عن هاتفي
ربما فاتني منك اتصال لتُصبحني بالخير

كم تفتقدك أيامي وساعاتي
أبعثر الأشياء حولي بحثاً عنك ..
مازالت ورقاتي تحمل رسمك ..
أختلس إليها النظر رغم غضبي ..
أنظر ملياً لخطوطك علي الورق ..
وتذييل بإسمك ..
أنظر ملياً حتي تختفي الصورة خلف الدموع
تتكوّر أمام مقلتي دمعة ..
تتباعد الصورة ..
وأذكرك ..
كم كنت قريب ..
أبكيتني ..
فتباعدت أمام دمعي ..
رأيتك تحاول الاقتراب مرةً أخري
لكن صدقني
كنت تتباعد

واحترفت أنا فن التناسي
تماديتُ بشدة .. أعترف


لكن أنت ..
علمتني كيف أكون قوية
قاسيه ..
أحتمل البعد ..
علمتني فن التظاهر


وليلي وحده يعرف سرّي

يرسم ضعفي علي الوسادة دمع




أفتقـدك بشدة

أفتقدك بحق


كم كنتُ حمقاء

وأعلم جيداً أني أستحق اللوم
لكنك لم تحاول أبداً أن تنزع القناع عن وجهي

وذاك خطؤك أنت

فخلفه يكمن لك كل حب

كل كلمة ابتلعتها ..

حرمتك إياها كي لا تهينني كلماتي

فأهنتني أنت




وبرغم كل شئ

مازال بقلبي لك اعتذار
مازال يرجوك علي الدوام




عُد

لكن قبل أي شئ

انزع عن وجهي القناع








.............


(20-07-2008)





2009/02/04

أنا , ظل .. وانعكاس


" أحاول عدم التظاهر بالقوة ..

حان الوقت كي أكون قوية بحق ..

أواجه الحياة والموت ..

أواجه الدنيا وألطمها ..

أشد عودي ..

أفتح صدري للهواء وللشموس وللنصال البارقات ..

أمنع عن نفسي الألم .. وأحرّم علي عيني الدموع

أقف بصلابة فوق كل حجر ألقتني به الدنيا ..

وأري بكل وضوح من أين يأتي الغدر ..

وأصدُّ عن نفسي العداء ..

وبعيني أكشف كل الاتجاهات وكل مواطن الفتن ..

قوية أنا في وجه الصروف "


أقول لانعكاسي في زجاج النافذة

لكني لم أجرؤ بعد علي فتح نافذتي علي العالم

وأعود أقول : " قوية أنا .. لكن من خلف الزجاج "


........


حريٌّ بك يا انعكاسي أن تقود ..

حريٌّ بك أن تكون أنت أنا .. وأنا أنت

أن نتبادل الأدوار ..

أن أكون أنا ظلك ولست أنت انعكاسي



قويٌّ يا انعكاسي ..


وأنا ..


أنا هشة كظل ..

تكسره الزوايا وتشتته الأضواء

يطول ويقصر ..

يتضخم وينكمش ..

عملاق للحظة ..


وفجأة يندس بالظلام يواري ضعفي



أما أنت يا أنعكاسي ..


يا صورتي بمرآتي وفي الزجاج



أنت ..




لا تبتسم بسخرية



ساعدني ..


انتشلني من ضعفي ..

أو قُد أنت المسيرة ..

سأنام يا صورتي هنا ..

واخرجي أنتِ لمعاداة الحياة ..

ومحاربة الزمن ..

سأختبئ هنا ..

وعودي لي بانتصار



..................

(20-07-2008)








2009/01/30

سنواتي علي قارعة الطريق



ملقاة في شارع عاري من البشر ..من الأشجار ..من الأضواء ..من كل الملامح . كل ما يربطني بعالمي فقط رطوبة الأسفلت .

دخان يلف المكان .. أشباح تتحرك من كل اتجاه صوب نقطة واحدة .. نحوي أنا .وأنا منهكة القوي .. لا أبالي بشئ .. لا أحرك ساكناً .. يسقط جفني .. ينغلق .. لم أعد أرَ شيئاً .. ولا أقوي علي رفعه ثانيةً ..

كم أنا متعبة يا طريق الحياة ..
لا يهمني إن طلت أو قصرت ..
لكني لم أتضح معالمك يوماً ..
وهذا ما أجهدت عمري أطلبه ..

أن أفهم ..

ولست أدرك ما تمنيته ..

كم تسوءني سنواتي علي قارعتك لا أدري إلام تأخذني ..
ولن أبالي بعد الآن ..
تعبت ..
كل خلايايَ منهكة ..
دمي يستعصي علي الأوردة ..
يحتَّـج : " إلام أستمر في التدفق ؟ "
كل جوارحي تطلب هدنة ..
تصرخ : " ارتاحي يافتاة
منذ زمن وأنا ملقاة هنا ..
لن يضرُّك المزيد من الوقت في العراء ..
أغمضي عينيكِ كثيراً أو قليلاً ..
للأبد أو ربما فقط للغد ..
لكن اهدئي .. وارتاحي قليلا "





إلهي وأنت ربٌ كريم

عليمٌ بما به لا أبوح

لم أزل صابراً وفيك رجائي

هل كثيرٌ يارب أن أستريح ؟؟

منقول




هل كثيرٌ يارب ؟؟ كثير ؟؟



..........................


(08-06-2008)

2009/01/22

زي امبارح من سنة ( عيد الميلاد الأول للمدونة )


قُلت لي يوماً ستحبينني حد الموت ..
.....................................


وراهنت نفسي بأني سوف أحبك حد الحياة ..
...........................................



تُراك كلمة سرّي كي تفتح لي الحياة أبوابها !!
.............................................

*********




21-01-2008



أول يوم تشوفي فيه النور

أول يوم تخرج للحياة

أول يوم أبدأ معاها خطواتي هنا

زي امبارح كان يوم ميلادك

وبقالك معايا سنة

ويارب دايماً تكوني معايا

غيرتي فيّا كتير

ومعايا شفتي كتير

يارب الجاي ليّا وليكي خير



============

هام

ع الهامش تدوينة محتاجة فيها رأي
حلم غريب محتاج تفسير