20/11/2008

العـــــَّرافــة


وبتقرا الفنجان بالطول
وتوشوش ودع الكورنيش
وتفتش على وجع الخلق
وليلاتي
تتهجى الفجر ..
ناسية الشباك المفتوح
والتوب الملفوف بالطول
وبتنسى الشارع والناس
والبياع الـ صاحي ينادي
والبرد الهربان مـالشمس
وبتنسانـي الـ مرمي هناك
وتـميل تطمن عالكون
وتبوس صبار البلكون
فـأوشوش جدران الشيش
واهمس لعنيكي ..
" مـاتمشيش " ..
إستني !!
وهاتيلي معاكي
حبة صبح .. وحبة نور
وأيدي الشمس عشان بردان ..
واسقيلي الصبار من تاني
واسقيني .. من نفس التوب
هينوبك فى الفجر ثواب
وهيدعيلك كل أدان ..
ياما نفسي .. منك أتعلم
أقرا البن بكل سهولة
فـ الفنجان ..
واتعلم أتهجى الدنيا
واعرف إمتى وفين القاكي
واعرف ممكن ؟؟
ولا الشوق مبيعرفكيش ؟؟
ولا حقيقي مبتشوفينيش
وعيونك لساها حقيقي
طول الفجر معرفتنيش ..
واما هنتقابل من تاني
بعد شوية تحت الشمس
تحت الزحمة وتحت الناس ..
جوة محطة فـ حضن الشارع
شايلة الدنيا مع الكراس ..
والشعر المشنوق على عقدة
لاجل ما تهدى الريح والخلق ..
واستغرب إحساس الغربة
وانا جمبك بقرا الجرنان
وبتقراني عنيكي بقسوة
زي عيون كل الواقفين ..
فـ أخاف انظرلك من تاني
بردو عنيكي مايلمحونيش
وأدور عالشيش يواريني
مـا يوارينيش ..
فـ استناكي لفجر جديد
لما يطير شعرك مـ العقدة
واما تطلي بنفس التوب
ناسية الشباك المفتوح
والبياع إياه والناس
والمتعبِّد ضل سمارك
لما خيالك منه يقارب
والمتنهِّد مع صبارك
جمب الشيش الـ نص موارب
لـما تميلي على البلكون
لاجل ما تطمني عالكون ..

12/10/2008

حلم الـبـنـية .... والــجدع


يستنى صوت الشمس لما يعلنه
عصفور وساكن من زمان شجر الزتون
يفرد دراعاتة الصغار عالدنيا يحضنها
ويردد العصفور نشيد الكون :
" الصبح خد إفراج من تهمة الضلمة "
" والليل هرب فـ سكون واتغمت العتمة "
تفرح عنين صاحيين مـ الفجر منتظرة
والدقة جواه ترتجف مـ النشوة والبشرى
ضي النهار ساند على الشباك بكل ثبات
ده الصبح صبَّح عالغلام
ابن الخمس سنوات
************************
كانت تملى تشتكيه امه لابوه
إبنك شقي .!!
إبنك لعوب .!!

ومتـزَّعم عيال الحيْ
يطمنها الجدع بشويش
يقول ده وحيد
متظلمهوش
تزوم شفايفها وتمتم كما الدراويش
ماعـادش حدانــا غيره حـيْ
فيتـنهد
ويتذكر
ويترحم على الأموات
فتتخض البنية زيادة
ويموت الحديت لسكات
************************
مـ الفجر كان صاحي الصبي
بتلف جواه دنيتة مع عقرب الساعة الطويل
مـ الفجر ولحد الجرس
اليوم طابور المدرسة هيكون محاوطينه الحرس
اليوم صباحة مختلف
غنوة عصافير الزتون متغيره
ساحب وراه سرب العيال مـ الحي مجتمعين
الواد شقي
الواد لعوب
، وكلنا عارفين
وأديله حبة مـ السنين فـي لعبته بارع
وقبل سور المدرسة
قايض كتـابه والعيال بحجـارة الشارع
والتفوا وبخفة وبشقاوة يحاوطوا طوابير الحرس
وصرخ فـ وش الجند فجأة
لـمَّا لجِّمها الخَرس :
" الله أكبر "
وانتشى فـ إديه غبار أول حجر
**********************
الحلم كان صافي النوايا
مش تجبُّر أو طمع
حلم الخلايق كلها
من سيدنا آدم وانت طالع
لمَّـا تمزيق البنية توبها على صِدر الجدع
بس الجدع كان منتشي ..
ابن الخمس سنوات بالمريلة
وكتابه ، كان بيشن غارة !! ..
الواد حقيقي
كان شقي
وكان لعوب
لكنه فعلا
حقق الحلم
بجدارة ..
دمعة أبوه مـ الفرح كـانت مش قليلة ..
الحلم أكبر من مجرد ضحك عيل مـ العيال
الحلم عيشة مهيش ذليلة ..
الحلم إحساس بالونس
على أرض خضرا وبيت وشجره
وجار سهامه
تؤتمن ..
وبرغم ان الواد ده يمكن
كان قصير القامة جداً
لاجل ما يطول
الكفن ..
وبرغم انه كان يدوب بيـحبي قلمه عالكراس ..
وضروري تتكعبل على لسانه الحروف
فـ الكلمة لو قالها
بحماس ..
وبرغم إنه لسه مانتسبش لفتح ولا يعرف حماس ..
حدف الحجر من إيده وبصدره بفرح
لقف الرصاص مـ
البندقية ..
وسقت دماه بذره لأحلام كام جدع
مع كام
بنية ..
أما اختزل حدوتة الستين سنة
فـ خمسة صوابعـه المحضونين فيها الـحجر
واتبسطت بيها
القضية ..
وثبت لكل الناس بإنه
كان شقي
وكان لعوب
وكان فلسطيني الهوية ..

14/08/2008

حدوتـة الخـــايب حسن

ريحة الجوافة المتحنية حنية
ونسايم الصيف اللي هابة عالخدود في المغربية
اتقابلو صدفة جوة مني بالوجع
وانا كنت مرمي عالطريق
بعزَّي قلبي من سكاته
وأمنياته المحبطة
ودقته المحدودة ..
هايم وسرحان في العدم
فـ ضفاير الحلوة
والفلسفة المعهودة ..
لم تقصد النِسمة اللي هبت جوة مني
يصحى حرماني ..
وضفاير الحلوة الطوال الـ غصب عني حفظتها
من كتر سرحاني ..
ويـَّا الجوافة الطالـَّة يـاخدوني لزمنْ
- ولذكريات أنا جوة مني دفنتها -
يرموني من تاني ...
*******
الأولة :

يا نسمة الصيف اللِّي كانت
غصب عن جبروتك القادر يا دنيا - يوم هنا
فات كــام سنة ؟؟
هربوا من العمر اللِّـي غصب عني
ماحسبتوش ..
أيام شقاوة وعفرتة ، والشَعر طول اليوم منكوش ..
أيام ما كنت ولد صبي ..
أيام حواديت جدتي و ( صلوا بينا عالنبي ) ..
وألف ليلة ، وشهرزاد
وكل رحلة أخدني فيها معاه صديقي السندباد
والنوم تملي وقبل آخر الحدوتة كالمعتاد
وفرك عيني مـ النعاس ويا الغضب
لـمَّا أقوم الصبح بدري
وعالطبور اما أطلع اجري
قبل ما يحيو العلم ..
والزمزمية الملونة
والمسطرة ويـَّا القلم ..
واللعب ويـَّا شلتي المعتادة
وعمايل الواجب غلط ، والضرب بسعادة
وكدبنا الحلو البريء ، والضحك اللـِّي اتنسى
والبُعد عن جر الشكل مع بلطجي المدرسة
وضفاير البنت الطوال
وحكاوي شـارعنا القديم أيام ما كان موجود ..
وانا ليه كبرت على النسيم إياه
عدي زمان ولم جاني ، لمَّـا صبح مفقود ..
*******
والتـانية :

يا طعم فاكهة ندية متحنية حنية
رماها من زمن طمي البلد الاسود
قبيل السد والفيضان
وقبل المعركة الخسرانة لاجل العشرة والخلاَّن
وقبل الوكسة والنكسة وحرب ٤۸
وتمزيق العرب ذاتـهم شمال ويمين
وقبل البعترة الجماعية ( لبنان سورياوفلسطين )
وقبل القبل من كام قبل
مكنتش عايش الدنيا صحيح ساعتها لـٰكني
بدوق الدنيا بذر جوافة حلاوتها تمد الجدر جوة الأرض
لاجلن يلتقي ده القبل
بـعزة وبعض جبروت
وناس عترة ما كان يفهم لغاها الموت
ما كان يدخل ما بينهم خوف
ولا جوفهم خيـانـة تطوف
ولا كان شيء بيشغلهم
سوى مسح الدِمـا بالسيف
على غصن الزتون الاخضر
وطعم التمر في جزيرة العرب بـالشعر والمواويل
وري سنابل القمح اللي طارِح فـَرح وادي النيل
ومر العمر يـا بلدي ، وعدى الليل وراه الليل
لا شفت ايام لنا عزة ، ولا صايبنا غير الذل والتنكيل
ولا باتت لنا كرامة
ولا عيني رأت مـ الدنيا غير دم الزتون ساقية ودوامة
وطعم التمر في جزيرة العرب أصبح
بدال الشعر مصبوغ لونه بالـجازولين ..
تبات سكرانه من قوته
تحاول تنسى ضي سيوف صلاح الدين ..
وأما السنبلة الباقية في وادي النيل
فيوم تغرق مع العبارة في المية
وبالألوفات
ويوم تنهد فوقها عمارة مبنية
بقالها ساعات
ولو محظوظة في الموتة ، يكون الجوع كما الملاييـن
ولا صعبة ولا عويصة
ما أصل السنبلة رخيصة
فشرع بديهي تنداس بالنعال من كل كلب لعين ..
*******
والتالتة :

يا ضفاير البنت - الطوال - أم العنين والغمازات
يا ضحكة الدنيا الوحيدة في سكتي قبل الممات
يا قلب لما انشرخ بالعجز قدامك
ياللِّي جمال الفجر قاصد يبقى خدامك
إن يوم طويت الحُسن في الدنيا على كفوفي
حداكي مهر
ما يكفيش ..
وان يوم قصدت البدر لاعتر فيه على ضيك
ومهما اسأل
يقوللي مافيش ..
يا ست حُسن الدنيا بيكفيكي من حُسنك
مانيش ساحر ولا جنـي ..
ولا إنسان وسيع الحيلة والأرزاق ولـٰكني
لا انا عايش ولا مقتول
ولا قادر أراضيكي
وارد واقول :
جايلك أوام ، جايلك هوا
هنكون معَ بعض وسوا
جايلك يا حلوة فـ غمضة عين
راكبلك ( المرسيدس ) السودة الشبح
أم العنين
حَـكِم الحصان الابيض أبو الجناحين
بنـزينه شاحح في البلد من كام سنة
وانا للأسف لسايا انا
خيبان حكاوي زمان
ألفين وألف خسارة
يا معشر الفرسان
يا ست الحُسن بين الخلق أنا إسمي الخايب حَسَنْ
محلتيش غير شوية عشق لعيونك
ولترابي اللي لسه باقي من أرضي
وتربة جد منسية في وادي النيل
وحبة ذكريات تايهة بقالها سنين ما ليها دليل
وده مهري
يا دوب عاشق قليل الحال
فخلِّـي للكلام صمته
ما عاد باقي كلام ينقال
فلا شِعري طوفان يقدر
يصَّلح لاجل أنال عشقك حطام الكون
ولا عشقي فـي بنك الدنيا يسوى مـ القروش مليون
ولا حدايا مقام حُسنك دهب وياقوت
ولا بنكنوت
فـ على حظي وعلى عجزي
يا ريت في سكوت ما تعتبنيش ..
وفي صمت ارفضي مهري الرخيص جداً
وأرجوكي
ماتقبلنيش ..

04/07/2008

فتـــــاة القــــطار الـمعــتـادة

دخل القطار محطة الوصول بمنتهى البساطة ، وكأن شيئاً لم يكن ، وكأنها قد أتت مثلما انتظرتها ، ساعتان انقضـتا منذ تحرك القطار ، وأنا منتظر في مقعدي جوار النافذة ، يجاورني مقعدُُ خالٍ طيلة الطريق .
لم تأتني تلك الفتاة التي اعتدت على انتظار قدومها كل مرة أسافر فيها لتلك الرحلة ، لم تأتني كما توقعت ولم تستأذنني الجلوس جواري في المقعد الذي ظل خاليا طيلة الرحلة ، لم تأتني بثوبها الوردى الطويل وشعرها الليلـي القصير ، وعينيها الكحيـلتين تطلبا مني الجلوس في دلالٍ آمر بفروض التلبية والطاعة ، تجلس جواري في خجل وتضم ساقيها قليلا في حذر بعيدا عني ، أدعى اللامبالاة في إتقان ، فأنا أحفظ تقاليد اللقاء جيدا ، ثوانٍ ستمضي قبل أن اسألها إن كانت ترغب في الجلوس جوار
النافذة ، فترحب في سرور .
لم تأتني تلك الفتاة ولم تنظر من خلال النافذة - فور تبديل المقعد معي - إلى الحقول التي تتسابق أمام نافذة القطار على خلفية من انعكاس وجهها القمري نهارا فوق الزجاج فأحسد الزجاج والحقول التي تداعب إنعكاس وجهها معا ، كيف يمكن لأنثى أن تكون بهذا الجمال وهذه الرقة وتجلس هكذا ببساطة ؟ ، لا أعلم ، تلتفت إلي فجأة فلا أرتبك ، ستستأذنني في الجريدة كما أعرف مسبقا ، ستقرأ عنوانا أو عنوانين ثم تلقي بالجريدة إلي في حركة هي الى التودد اقرب ، وتمازحني قائلة :
نفس الكلام بتاع كل يوم .
لا أرد ، أبتسم رغما عني ، كم هي جميلة تلك البساطة التي ترتديها ، تغمض عينيها في إرهاق وتمط عنقها الرفيع ثم تضَّجع وتغوص في المقعد أكثر فتصبح خلف مستوى الرؤية لدي ، أستأذنها في النهوض ، توميء دون رد ، فأنهض .
لم تأتني تلك الفتاة كما كنت انتظر طيلة الرحلة ، لقد بدأ القطار يتهادى أمام الرصيف المعد للنزول ، على كتفي أحمل حقيبتي اليتيمة وأقف خلف باب القطار ، خلف ذاك الباب كان عليها أن تأتني عندما تركتها وقمت لأقف بين عربتي القطار عند مكان التدخين ، لم تمض دقائق على تركي أياها إلا وقد أتت تسألني عن العربة التي يوجد بها كافيتيريا القطار ، أنوي أن أعرض عليها البحث سويا ، لكني أجده عرض شديد الابتذال ، آمرها بصيغة شبه رجائية :
خليكي طيب وهو هيعدي حالا اطلبي اللي عاوزاه وانتي فـ مكانك .
تنظر إلى لفافة تبغي التي شارفت على الإنتهاء بخلسة ، اتظاهر بأني لم ألحظ نظرتها وألقها أرضا ، أسألها أن نعود ، تبتسم وتدخل العربة في طاعة ، يدور بخلدي خاطر ما بأنها ستكون زوجة مطيعة جداً يوما ما لأحدهم .
نجلس ثانية ، تعدل من وضع مقعدها فور الجلوس لتصير قبالة نظري مرة أخرى ، إنه التعارف لا مفر ، تفلت منى ابتسامة ، ومنها أيضاً ، ثم تتسع ابتسامتها ، و تضحك عيناها ، أشعر وكأن الدنيا نفسها تبتسم ، لا يوجد أجمل من هذا المنظر في الحياة ، لم أر شبيهه إلى الآن ، بإصبعيها وبرفق تصفف خصائل شعرها التى تتراقص أمام عينيها ، ثم تنظر إلى .
الآن يتوقف القطار
تماماً ، أنزل وحيدا من عربته وأنظر ناحية بابها ، لم يخرج من هذا الباب أحدُُ غيري ، فلا أعجب .
لم تأتني تلك الفتاه ولم تناولني يديها حين تهبط من عربة القطار في دلالٍ مثير ، تشرق الشمس على وجهها الصبوح فتبرق خلاياها كالزجاج ، ويضيء ما بين خصلات شعرها كخيوط الذهب المغزول في تلك القصة القديمة ، أعرض عليها حمل حقيبتها فتمانع في إصرار ، أنزعها منها برفق فتلين وتبتسم مرة أخري ثم تميل برأسها للوراء ، يخفق قلبي لمرآها ساحرة كذلك ، أقسم أن هذه هي أجمل انثى على وجه الأرض تبتسم تحت الشمس ، نسير متقاربين في طريق الخروج من المحطة ، يلامس كتفها كتفي بين خطوة وأخرى فلا تبتعد ، يتزاحم المسافرون حول أحد القطارات المتحركة ، أترك الحقيبة وأدفعها من خصرها برفق لتصير أمامي ، فتطيعني في استسلام إلى أن ينفض الزحام ، تزفر الهواء من ثغرها الرفيع في ضيق خفيف ، فأتبسم لها مخففا من حدتها الزائفة الجميلة ، تفلت منها ابتسامتها التي صرت أحفظها وتوقيتها تماماً . ثم يخالجني خاطر ما أننا زواجان جدد يقضيان رحلتهما الأولى معا .
أخرج من المحطة حاملا حقيبتي في يميني ووحدتي في يساري وأنظر إلى العربات المتراصة في مشهد كئيب يوحي بغربة لا نهائية ، فأسير بينهم وحيدا .
لم تأتني تلك الفتاة ولم تخرج معي من المحطة لنقف سوياً أمام العربات المتراصة ، طريقانا مختلفان تماماً ولكل منا ج
هة بعيدة عن الأخرى ، لكن لكل منا أيضاً عنوان وهاتف يعلمه الآخر ويحفظه ، أهرب من عينيها وأنا أضع حقيبتها بالشنطة الخلفية لسيارة الأجرة ، لا أحب أن أراى عينيها حزينة فأزداد هما ، وأخشى أن أجدها غير مبالية فأحبط ، وبالطبع سأرتبك إن وجدتها متماسكة ، أهرب من عينيها وأنا أسلم عليها ، تنام أصابعها في كفي قليلا فيخالجني خاطر ما أنني أعرفها منذ مولدي .
لم تأتني تلك الفتاه بعد والقطار يعدو تلو القطار ، أعبر الطريق إلى الناحية الأخرى حاملا حقيبتي على كتفي و يميني وملقيا بيسراي في جيبي ، تعبر جواري في طريقي الطويل عشراتُُ من الفتيات بأثوابهن الوردية الطويلة وشعورهن الليلـيٍة القصيرة ، وأعينهن الكحيـلات ، أنظر إليهن فلا يعرفنني ولا أعرفهن ، تغزوني قشعريرةُ غـُربة باردة قد اعتدت عليها في كل رحلة أقضيها معهن لا يأتين فيها فلا نلتقي أبداً .