Sunday, February 01, 2009

خاتمة

كم أعز السنين التي قضيتها معكم , أكلنا معا عيش وملح وهذا القسم كان بيتنا الصغير , كنا عائلة وسنبقى مع أنني سأرحل عنكم , ربما كنت أضعكم دائما في مقدمة المعارك وأتركتكم هناك وحيدين , تواجهون التحديات وأزمات العمل , صحيح أنني كنت دائما في الخلفية أدعمكم وأساندكم ولكنكم كنتم أنتم الأبطال الحقيقيين وأنا فخورة بكم
أتمنى أن أكون قد وفقت في أن أضع كل منكم في مكانة المناسب , المكان الذي بة سيجد نفسة ومنه سيهتدي الى الطريق الذي سيقودة الى قمة النجاح في حياتة المهنية وانا أريد أن أشكركم لانني من خلالكم استطعت أن أرى من أنا , حقيقة من أنا , وبكم حققت ذاتي , أنتم ميراثي الغالي في هذا المكان

بهذة الكلمات ودعت طاقمي العمل
وقفوا على باب المكتب دامعين ,الشاب الذي حدثتكم عنة في مدونة انفصام الشخصية العربية وغربتي , سألني ان كان يستطيع أن يودعني وداعا غير عادي , فهمت قصدة ولكنني ابتسمت وسألتة كيف يكون الوداع الغير عادي , مومئة لة بالأمان تقدم وطبع على وجنتي قبلتين وفعل زملاؤة مثلة
أما أمين الذي كتبت عنة في مدونة نهايات وبدايات والذي الأن كبرت زبيبتة وطالت لحيتة , فعندما وقفت لالقي كلمة الوداع على العمال في قسمة , وقف وجهة الى الحائط وذرف دمعتين وعندما تفرق العمال لم يطلب اذنا ليحتضنني ويطبع قبلة على جبيني
عدت الى شقتي بعدما وضعت الخاتمة لاثنتي عشرة سنة من عمري , ولم أذرف دمعتين ولا دمعة في وداع كان من الأصعب في حياتي
السنة التي مضت صفعتني بقسوة , ابتدءتها مدغدغة باحساس من الترقب اللذيذ فانتهت بي باليتم والفقدان
معاناة ابي استهلكت كل طاقاتي , كل ما كان بي من عنفوان حسي , من أحاسيس, من مشاعر , من براكين, كل أنهار الدموع انصبت في الطريق الذي قاد أبي الى موتة ولم تعد هنالك ولا دمعة واحدة
مفرغة من كل هذة الشحنات , من كل العواطف التي كانت دائما تنسكب مني لتلحمني بالمكان والزمان , عدت الى مصر وقد اتخذت قرارا جليديا بأن أقفل صفحات كثيرة في حياتي أولها عملي
فمنذ سنتين وأنا في حالة شديدة من الملل , مكان العمل ضاق بي , روحي لم تعد تجد لها مكانا هناك , أجدني أجلس أنا في مكتبي وتحلق هي في مجرات بعيدة
قلت لكم دائما أن الوحدة محفورة في صميم تكويني , وتحتل في داخلي ركنا عبثا حاولت أن أطرق بابة بالأصدقاء , بالأقارب والزملاء , حتى بمن مر في حياتي من رجال , إلا أن قلة هم الذين إستطاعوا التغلغل الية , الى أعمق غياهب روحي و قلة هم الذين استطاعوا أن يسمعوا هدير العواصف في صمتي أو إستغاثتي للسكينة في عز صخبي , وربما لهذا أجدني دائما بحاجة للبوح لهذة الصفحات , لكن المهم أن وحدتي تلك عودتني على التأمل في كل ما حولي وأحيانا كثيرة أشعرني وكأنني أراقب هذة الدنيا كشاهدة من غربتي من مكاني في عزلتي وكنت أرى فيها , وما زلت , عوالم تثيرني وتغريني وبي توق للانطلاق اليها وبي رغبة للمعرفة ,ونهم لأن أطور ذاتي وتحرق لتفريغ طاقاتي خارج كل القوالب التي لم تعد تتسع لفوران روحي ولا لأحلامي
لكنني كنت عاجزة عن المضي من حيث أنا , فبقيت أقدامي غائصة في روتين حياتي , نحن ندع أنفسنا نغرق في الروتين بدون أن نرى كم أنه يحجب عنا كل تلك الافاق اللا محدودة , نحن ندعة يطوقنا ويكبلنا ويقفل أمامنا الأبواب عن كل ما في هذا العالم من مساحات للانطلاق ومن مسارات للترحال , لأن من اسهل الأشياء في هذة الحياة هو التسليم بة والاستسلام الية , اذ أن البحث عن السعادة مغامرة قد تنتزعنا خارج أسوارة وبعيدا عن أمانة الزائف
والأن واذ استطعت أن أختم ذاك الفصل من سيناريو حياتي , أجدني أقف أمام عتبة جديدة أبحث عن ألوان أخط بها مساراتي
حزني ما زال عظيم الا أنني أحاول أن أفتح الأبواب للحياة لتجتاح شراييني وتعود لتنبض في عروقي وتحييني من جديد

4 Comments:

Blogger الطائر الحزين said...

اعتذر بشدة عن عدم المتابعة من فترة
وفقك الله فى كل خطوة تخطى بها على اعتاب الايام المقبلة وبقدر ما غرست فى نفوسهم من حب بقدر ما تكون لوعة الفراق

2/02/2009 07:26:00 AM  
Blogger عشتار said...

الطائر الحزين
لا داعي للاعتذار , سعيدة بمرورك في أي وقت وشكرا على دعائك
تحياتي

2/02/2009 04:43:00 PM  
Blogger lastknight said...

خلقت من العدم أسره , عائله , نظام ناجح .. مقاتلين يعلمون كيف يخوضوا معارك الحياه .. نظام عمل خلاق
ربة أنت يا عشتار .. فستخلقين من العدم كا ما تشائين أينما وجدت
تذكرى ماقلته لك من قبل .. كثيرون يحبون مصر .. لكن قليلون من تحبهم مصر .. و مصر يا غاليه تحبك .. كونى على أرضها ربه من الزمن العتيق .. تخلق من العدم ماتراه عمارا و نورا و خيرا .. ابق يا عشتار فى مصر .. ففيها تمارسين ربوبيتك و أمومتك .. بحريه تامه

2/06/2009 03:34:00 AM  
Blogger عشتار said...

عزيزي الفارس
أصدقاء كمثلك هم من غرسوا لي جذورا يصعب اقتلاعها في هذة البلد
سلام

2/06/2009 06:03:00 PM  

Post a Comment

Links to this post:

Create a Link

<< Home