Saturday, March 14, 2009

كوافيرة

استيقظت هي على نداء الواجب الذي لا ينتهي...فتحت عينيها المتعبتين وإذا هي الخامسة والنصف صباحاً...يوم إجازة إلا أنها لا تعرف الإجازات فمهتمها تتطلب دوام كامل دون راحة.

تحركت متثاقلة ...قامت بما عليها أن تقوم به...حاولت أن تنام مجدداً...كالعادة لم تستطع وصوت بشار بن برد يزن في أذنها كنحلة مؤذية
وكأن الهم شخصٌ ماثلٌ
كلما أبصره النوم نفر

نفر يا بشار ...ودين النبي نفر...أتعرف سأقوم من فراشي...يبدو أنني الجزء الثاني من فيلم فاتن حمامة لا أنام...قامت متثاقلة ..غسلت أسنانها ..شطفت وجهها ...مشطت شعرها ..رمقت بنظرة خاطفة انعكاس وجهها الذابل في المرآة...بصقت..ثم ضحكت...فإلتمعت دمعة متمردة في زاوية عينها...نظرت للسقف في محاولة لإدخالها من حيث أتت وبعد صراع..انتصرت الدمعة وحفرت طريقها في الوجه الذي بصقت عليه للتو

جلست على مائدة الإفطار تناولت المعتاد بلا شهية ..قرأت الأخبار بلا اهتمام...نظرت عبر النافذة بلا اكتراث...وتمتمت كاذبة: أنه يوم جميل....كل ما بداخلها يقول أنها لا تستشعر كل هذا الجمال وأنها غارقة في حزن يائس

في محاولة منها للانتصار على البؤس...ذهبت لصالونها النسائي ...استقبلتها االكوافيرة بترحاب...زمااان ما شفناكِ...اشتقنا لك...ردت: وأنا كذلك..وبصوت خفيض أكملت أنا كذلك أشتقت لنفسي
أكملت الكوافيرة: ماذا تريدين مني اليوم؟...ردت: أن تعيدينني للوراء....ضحكت وقالت: أنت صغيرة وزي القمر....قالت في نفسها :كاذبة وددت لو بصقت في وجهها ذات البصقة التي بصقتها في وجهي اليوم...تسللت دمعة من جديد...وبدل من ان تصارعها ...مثّلت نوبة سعال ومسحت دموعها تمالكت نفسها وقالت: قصي لي شعري قصير جداً كما كان قبل أكثر من عشر سنوات وهذه صورة لي


أجابتها: ولكن هذا يحتاج لعناية كبيرة ...فيما مضى كنتِ تمشطين شعرك بشكل دائم في الصالون فهل لديك الوقت لذلك الآن؟...هزت رأسها وأشارت بعينيها غامزة : قومي بما طلبته منكِ


إرتجفت يد الكوافيرة وهي تقص خصلات شعرها الذي طال مع الزمن...وكلما تساقطت خصلاتها على الأرض ...كلما انتشت وكأن جزء مما يثقل صدرها قد وقع بالضربة القاضية..كانت الخصلات تنزل على أرض الصالون بخفة...وحدها كانت تسمع لتلك الخصلات دوي تفجيرات..لم تثرثر كعادتها مع كوافيرتها المفضلة ...بل اكتفت بالصمت وعيناها جامدتان ترقبان ما يحدث في المرآة وقلبها يدق
آه لو استعارت مقص الكوافيرة وبدأت تقص خصلات الهم الملتفة في ثنايا الروح...آه لو تستطيع أن تقص أجزاء من شريط فيلم حياتها الأكثر إثارة من أفلام جيمس بوند والأكثر رومانسية من أفلام جوليا روبرتس والأكثر حزناً من الأفلام الهندية...يا ليت باستطاعتها أن تقص من هذا الشريط ما تشاء وتعيد مونتاجه ليكون كما تمنت ان يكون
كيف أفلتت حياتها منها بهذا الشكل هي التي كانت تكتب سيناريو حياتها وتخرجه بكل حرفية؟ كيف ...وهنا قطعت الكوافيرة سلسلة الكيفيات التي غاصت بها وقالت: شو رأيك؟قصة جريئة بتجنن؟
نظرت في المرآة وابتسمت ها قد أحالت الكوافيرة شعرها جميلاً جريئاً كما كانت هي ذاتها يوماً لا يبدو بعيد...تمتت
آه من يأخذ عمـــــري كلــه
ويعيد الطفل والجهل القديما
أجابت الكوافيرة: نعم..ردت هي: أقصد شكراً تسلم إيدك

26 comments:

chandal/danchal!! said...

صباح التغير يا ولادة

بصراحة ما قريت القصة عدل


عندي موعد عند نينا ... بقص شعري

!!!!!!!!!

شالسالفة

فيج عرج سادة؟؟
:))))


بس شكلي بكنسله

اليوم... متيمعين المدرسة بحديقة الشعب

y dont u join...

and have some fun with ur son!

:)))

Mok said...

قصة خيال؟

ولاّدة said...

جندل

صباح الجمال

بانتظار تعليقك بعد أن تقرئي القصة عدل

وإذا أنا ماني غلطانة أنتِ اللي فيك عرج سادة
:)

وعلى حديقة الشعب زوجي ما له خلق صيحة ولوية...وأنا موديلي ما أروح إلا معاه.. طبيب ..مدرسة ..محل ألعاب..شالية ..مزرعة...سفر
بالكويتي : أنا لزقة

وولدي ما كبر للدرجة اللي يحن ويبي يروح..أصلاً ما يدري شالسالفة

ولاّدة said...

موك

الحد الفاصل بين الصبح وبين الليل
نجمة صبح تلمع نور مثل سهيل

والحد الفاصل بين الحقيقة والخيال...لحظة سارحة بتجلي


جواباً على سؤالك: لا أدري

........


سلامته صالح الملا...قرأت في القبس أنه صابته جلطة..مسكين شاب مو مال جلطة...الله يشافيه...طمنا عليه

ma6goog said...

نعيما

:)

ولاّدة said...

مطقوق

:)

أحمد الحيدر said...

كلمن بقلبه شقا الليلة ..

جميلة صياغة القصة المبسطة ..

تحياتي ..

ولاّدة said...

أحمد الحيدر

اسمح لي أن أصحح العبارة التي أوردتها
كلمن في قلبه شقى اللي له بمعني الذي له

ويضرب المثل للتدليل على أن الكل يفكر بمشاغله الخاصة والهموم التي تمسه



شكراً لمرورك واهتمامك

nikon 8 said...

فعلا قص الشعر يونس
:)
ما أدري ليش ؟
زعلت على بطلة القصة ليش تبصق على وجهها ؟
خليها دائما تحب نفسها .... ما في شي أغلى من الذات
!!!
الله يفري على بطلة القصة ويفك عوقها
آمين

مركبنا said...

كلما ارت عن اغير من نفسيتي اعطي
لنفسي لحظات في الصالون

يعطي شعور التجديد والحيويه

==

احسست ان المراءة لالقصة غير متوازنه
نعمل احيانا بلا حياة
ولكنها تكره ذاتها ولا ترتضيها ولذلك بصقت على نفسها

ولاّدة said...

nikon8

الحنين إلى الماضي يأتي على عدة أشكال ..أحياناً يختار الناس أن يأكلوا طبق كانوا يتلذذون به قديماً..أو أن يتعطروا بعطر له ذكرى سالفة ..أو أن يسافروا لمكان كانوا قد زاروه في الصبا أو أن تختار إمرأة تسريحة قديمة لها

الإشكالية أن لا الطبق ولا العطر ولا المكان ولا التسريحة سيكون لهم ذات التأثير بسبب عامل الزمن

خرّبت القصة!!!!

Fahad Al Askr said...

أنا ودي اكتب جذي لما أروح الحلاق بس الله يهداه ما يوهل، مسرع ما يخلص، تحسونة مكينة وانقز

بس عموما نص ممتع، ورائق في هذا الجو المعتفس، ونعيما

ولاّدة said...

مركبنا

الصالون اختراع رائع وهو أحد متع الدنيا المرفهة

بطلة القصة نموذج يتكرر لردة فعل المرأة في مواجهة ضغوط الحياة

nanonano said...

نعيما
=====

سبقتيني؟؟؟؟!!!؟

أنا قايله..راح أقرع قريبا جدا

AyyA said...

برينسيس
لا اعلم ما هو السر بين المرأه و الصالون، و لكنها حتما علاقه روحانيه، علي الاقل بالنسبه لي، فالمينيكير و البديكير بالنسبه لي لحضات استرخاء و تأمل
اما بالنسبه لقص الشعر فانا و لمده طويله افكر بحش شعري بالكامل و لكن لا اتجرأ مع انه اصبح طويل جدا و كله مربوط. المشكله اني تعوت عليه و يمكن يمثل لي مركز امان!٠
لا اعلم و لكنك شجعتيني
قصتك واقعيه حتي لو كانت خيال
و جوليا رابرتس قمه الرومانس و خصوصا عندما مثلت مع هيو جرانت في نوتنك هيل
و بالمناسبه
اهديك هذه الاغنيه و التي هي من الاغاني المفضله لدي

http://www.youtube.com/watch?v=maCYmH_bG6o

سبات said...

إذا اسْتَشْفَيْتَ مِنْ داءٍ بِداءٍ
فأقتَلُ مَاأعَلّكَ ما شَفَاكَا

إذا اشْتَبَهَتْ دُموعٌ في خُدودٍ
تَبَيّنَ مَنْ بَكَى مِمّنْ تَباكَى

um_alzain said...

للاسف
في طاقه سلبيه
وهاله سوداء
وحزن
وكره للنفس والذات وخيبة امل
ونظره متشائمه
لن اجامل وامدح الروايه
فسمحي لي وعذريني

بنت الشامية said...

وصف رائع لروح تعبت من حمل الهموم
ولكنها الحياة ..لانستطيع ان نكتبها
كماااااا نبتغي ونحب
فلنعشهااااا كما هي
لاتصير اهى والهمووووم علينااا
===
واذا لقيتى المقص اللى تبينه...ودورينه
قوليناااااا ...كلنا نبيه

نعيما....وكل فص شعر وانت بخير

Q8i Knight said...

سلامات
سلامات
تعور القلب

متى التكمله ؟؟؟؟؟
اتمنى نهايه سعيده بالجزء الثاني

ولاّدة said...

فهد العسكر


من غيرك أيها الصديق باستطاعته تحويل لحظات حلاقة بالماكينة إلى قصة مشوقة
بانتظار يوميات حلاق شباب كيفان
:)

ولاّدة said...

نانو

بطلة القصة سبقتك
أما أنا فبانتظارك
تقريعة !!! يبدو أن أحوال السوق صعبة

ولاّدة said...

أيا سيدة الحكمة


هي حتماً علاقة روحانية بالنسبة لي أيضاً...كما أنها رفاهية متاحة وممتعة

تغيير المظهر الخارجي يجبر الداخل في الاحيان على مجاراته...كما شعرك الجميل طويل دوماً...فشعري أسود لم يمسه التلوين أبداً
ومن هنا فما أفكر فيه هو التلوين...وصدقيني أنا مترددة بقدر ترددك في قص شعرك


شكراً على الأغنية الرقيقة...والفيلم من أجمل أدوار جوليا..ومن بعده أصبحت حريصة في كل زيارة إلى لندن على المرور بمنطقة نوتنغ هيل ..أجلس في أحد المقاهي واستحضر بعض لقطاته كما اعتدت التسوق هناك

ولاّدة said...

سبات

المنظر السياسي العام في البلاد يجعل الغالبية العظمى تندرج تحت بند تباكى


وفي الأحبــاب مختص بوجدٍ
وآخر يدعيّ معه اشتراكا

ولاّدة said...

أم الزين

لا يجب أن تعتذري عزيزتي...كما ليس مطلوب منك أي مدح بأي شكل
لم تعجبك القصة وسوداويتها..فليكن


كثيراً ما أمتنع شخصياً في ظروف معينة عن مشاهدة الأفلام الحزينة أو قراءة الروايات القاتمة

ولاّدة said...

بنت الشامية

سأبحث في السالمية العتيقة وفي القيصرية القديمة تحديداً عن المقص المنشود
وإن وجدته سأبتاع كل الكمية ومقصك محفوظ

:)

ولاّدة said...

Q80 knight

بودي أيها الفارس أن يكون الجزء القادم -إن كان- سعيد كما تتمنى