أخفق في مقاومة رغبتي في الكتابة عن الشتاء
اعترف اني لا استطيع ان افعل شيئا جيدا في هذا الفصل
حتى الكتابة تتورط في مراقبة الغيوم والليل الذي يجئ مبكرا
فيدفعني للعودة لبيتي والإختفاء وسط أوراقي وأشيائي
الشتاء الذي يشعرني بالحصار
بزخم الذكريات حد صعوبة التنفس
بالبرد الذي يحير مراكز الأعصاب لديّ
فلا أعرف كيف اقاومه
أنا لا أحب ملمس ملابس الشتاء على بشرتي ،
ولا أحب ألوانه الداكنة التي تغزو أجساد البشر
وأزياءه القاتمة الموحشة التي تغزو فاتيرنات المحلات فتمنعني من التسكع هناك .
البرد الذي يورطني في الإختفاء تحت الغطاء الخفيف لاني لا أحتمل الدفء الكامل
كيف اشرح ذلك !
للأمر علاقة بخوفي من الدفء التام
لظني أن الموت دافئ كالجلوس أمام مدفئة والتدثر بلفافات من الملابس الثقيله
ليس للأمر علاقة بالخوف من الموت
هي تركيز فكرة الدفء المضادة عندي للحياة
في الصيف يبدو كل شئ منسجم
حرارة الجسد وسخونة الجو ودرجة حرارة سوائل الجسم الدم / الماء / اللبن / الدموع
التناغم بين الكون كله يجئ في الصيف / الشمس البرتقالية تكون هناك ترتدي خيوطها وتمدها نحو الأرض والبحر والهواء والجسد
الشتاء يكسر نوته التناغم
العزف النشاز المنفرد لأدوات الكون يرهبني
يشعرني بهشاشة قلمي الرصاص ... يبعثر أوراقي .... يدمغ في قلبي أوجاع العمر
يقتلني بالحنين والفقد
الشتاء الذي يورطني في الجنون فلا أستطيع إنهاء الفصل الذي أعمل عليه منذ عشرة أيام
لأن اجهزة استقبالي مشتتة
ولأن روحي تقشعر من ما يصدره لي الليل والبرد والجنون
أقف على اطراف اصابعي خلف باب الشمس أنتظر عودة الصيف ،
ومن حين لآخر أتحسس نصل السكين الحاد
الذي أنوي تسديده لقلب الشتاء لو عاد باحزان جديدة تصبغ الأيام القادمة .