وَبَرًّا بِوَالِدَتِي

السيدة مريم سيدة نساء العالمين ,,أصبحت أماً رغما عنها ولكنها أصبحت أماً لنبي وجوده معجزة وولادته معجزة وطفولته معجزة سيدنا عيسى عليه السلام قال عنه الله تعالى في سورة آل عمران :
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)

فهذه البشرى لم تعيها وقتها السيدة مريم عندما وجدت نفسها تحمل ولداً وهي الطاهرة العابدة التي لم يمسسها بشر !!

ففي سورة مريم قال الله تعالى :

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18)
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)
قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)
قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)
فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22)
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23)
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24)
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27)
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)
ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)
صدق الله العظيم

سورة مريم وهي من أكثر سور القرآن الكريم التي تبكيني عند سماعها أو قراءتها لسببين ,, السبب الأول أنه كلام الله فما أبدع وصف الله بنغم شجي لا بد أن يسيل دمعك رغما عنك وأنت تعيش القصة من خلال هذا الوصف البديع

والسبب الثاني : أن أمي رحمة الله عليها كانت تحب هذه السورة أيضا وسبحان الله العظيم فأمي علمت نفسها بنفسها فقد أخرجها جدي رحمة الله عليه من المدرسة وهي صغيرة لأن ناظر المدرسة أرسل خطابا بإسمها على منزلها لكثرة تغيبها وهذا وقتها كان معيبا ً وخاصة في الأرياف فكيف يرسل لها أحد خطاباً !!!! كنا نتندر بهذه الواقعة ونضحك لها كثيراً وأنا أراها تتعلم من برامج محو الأمية في التليفزيون أو من الراديو( عن طريق الأستاذ حماسة وله الفضل في تعليم أمي ) وأرى سرعة تعلمها فأقول لها ضاحكة : لو مكنش جواب الناظر كان زمانك دكتورة يا ماما
فترد متحسرة وضاحكة أيضا : أه والله دا أنا كنت شاطرة أوي

كانت أمنية أمي أن تقرأ الجريدة فآلت على نفسها أن تتعلم بعد أن تخطت الخمسين من عمرها ! وكنا بالطبع نساعدها ولكن إصرارها هو من جعلها في النهاية تقرأ الجريدة دون تلعثم ودون صوت كما كانت ترانا نفعل وتحققت أمنيتها
وكانت تجلس ومن حولها كانت تطوقها شهاداتها الجامعية السبع فكنا نلتف حولها سبعة أبناء كلهم يحملون شهادات عليا فهذه دكتورة وهذه مهندسة و هذا ضابط وهؤلاء محاسبون ولم نكن يوما ً لنصل إلى ما نحن فيه لولا ذكائها وحكمتها وتدبيرها ,,رحمة الله عليك يا ست الحبايب وأغلى الناس

إلى كل أم : أقول كل عام وأنت بألف خير وإلى كل أم رحلت أقول أيضا كل عام وأنت بخير لأنك لم ولن تغيبي وإلى كل من حُرِمت من الأمومة أقول أن الله أعد لها في الجنة قصراً مليئاً بأولادها المخلدين لصبرها واحتسابها وتعويضاً لحرمانها من كلمة أمي في الدنيا ولن تجد تعباً ولا نصبا ًفي تربيتهم ولا نكداً ولا عقوقا ً منهم وأقول لكل من يعق أمه أو وضعها في دار المسنين ليتخلص من رعايتها لقد حرمت ريح الجنة فاتق الله وصل رحمك ولكل من حُرِم من أمه وهو صغير أقول أن نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أحسن الخلق أجمعين كان يتيم الأبوين وهو لم يتعد السادسة من عمره ,,فالله رحيم وما نراه بلوى هو بشرى لأن موعدنا معهم في الجنة إن شاء الله فاعملوا لهذا لكي يتم اللقاء هناك حيث لا فراق ولا بكاء

كلمات لحسين بيكار أحفظها منذ سنين طويلة وأرددها دائما

بحبك يا أمي حب كتير وياما
وحافضل أحبك لحد يوم القيامة
ولو كنت عايزة دليل أو علامة
أديكي روحي وفوق منها ابتسامة