:: وجب التنويه ::

إن الاطلاع على المدونات (بفتح الواو!) ، والتواصل مع المدونين (بكسرها!) ، أمر ممتع جميل مفيد .. لكنه أمر يتطلب الكثير والكثير من المجهود ، والأكثر والأكثر من الوقت .. وهو أمر أرجو أن أعذر (بضم الألف!) فيه ، وأن أسامح في "اقتصاري" على وضع التدوينات ، و"تقصيري" في الرد على التعليقات .. وألا يُظن (ليه استخدمت التشكيل هنا؟) الأمر إهمالا أو عدم اهتمام ..
معذرة

29 ديسمبر، 2008

بين نار القصف ، وبرد الأجواء ..


بين نار القصف ، وبرد الأجواء ..
الموت في غزة .. يأتي من السماء !

***

مثل هذه المواقف هي التي تفضح ..
وتعري ..
وإذا اختلط المؤمن بالمنافق في ساعة الرخاء ، فإن ساعة الشدة كفيلة بالتمييز بينهما ..
وليبدون العاجز عاجزا وإن ادعى القدرة في وقت سابق ..
وليبدون العميل عميلا وإن ادعى الولاء في وقت سابق ..
وليبدون الجبان جبانا وإن ادعى الشجاعة في وقت سابق .. أو لاحق !

***

أما الصهاينة ..
فهذه رسالتهم ، وهذا هدفهم ، وحقهم علينا بغضهم في الله ، واليقين أنهم عدونا الأول ، وجعل جهادنا لهم في سبيل الله غاية كبرى تحيا من أجلها النفوس - بعض النفوس - وتزهق في سبيلها الأرواح ، بانتظار وعد الله الحق ..
وأما الحكام ..
فهذه حياتهم التي اختاروها وباعوا الآخرة بها ..
ولأنها صارت حياتهم الوحيدة ، فلا ينتظر عاقل منهم أن يضحوا بها لوجه الله أو أن يأبهوا لأمر من أوامره ، أو حتى أن تأخذهم بمن سواهم شفقة أو رحمة !

***

وأما شعب غزة ..
فقد اختارهم الله ليبتليهم ، ولعمري إن المرء ليبتلى على قدر إيمانه ..
اختارهم ليبتليهم بكل هذا الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، ليبتلهم بهذا الحصار وهذا الذبح البطئ منذ أكثر من عام وبضعة أشهر ..
ولأنهم وثقوا بوعد الله ، وبشراه للصابرين .. ما جزعوا ، وما استكانوا ، وما تراجعوا في اختيارهم الذي اختاروه بأنفسهم الحرة ، فما سمعنا أنهم طالبوا حماسا بالاستقالة أو خرجوا عليها أو حتى تبرأوا منها !
وأما حماس ..
فإنهم من البقية الحرة القليلة الباقية في هذا العالم السجين .. هذا العالم الذي استعبده الصهاينة والصليبيون من أقصاه إلى أقصاه ، ولم يسلم المسلمون منه ، بل لعل كثيرا منهم رحب به واستعذبه !
إنهم الشوكة التي جعلها الله في جسد عدوه - وعدو الله خاسر لا محالة - وأبى أن يأذن لها أن تنتزع لا بغارات ولا بدبابات ولا حتى بصياح عربي ناعق ..

***

وأما نحن !
واحسرتاه علينا !
لا نحن اخترنا حلف الشيطان فقاتلنا معه وأخذنا حظا من الدنيا بانتظار عذاب الله يوم يجمع الناس ..
ولا نحن واتتا الشجاعة والإيمان الكافي لننصر دينه نصرة ينصرنا بها !
بل رضينا !
رضينا أن نقف ليلعبوا بعقولنا ، وليقنعونا أن المصري مصره كافية له ، وليذهب المسلمون والإسلام إلى حيث يشاء !
رضينا أن نقف ليقنعونا أننا على الحياد ، لا معهم ولا عليهم ، وأننا نبذل ونبذل ونبذل ، وأننا تكرمنا عليهم وتعطفنا وأدينا أكثر من المطلوب ..
ووالله إنني أتعجب ! أي دور هذا الذي أديناه ؟
أغلقنا المعبر في وجوههم ، فلا نحن أدخلنا لهم شيئا ، وتركناهم لجوعهم وبردهم ومرضهم ، ولا نحن تركناهم يعبرون إلى هنا فينال المريض علاجه ويستجير الخائف من عدوه ..
صدرنا الغاز لذابحيهم بلا أي ثمن ، وتركناهم يغرقون في ظلامهم ، وفتحنا أحضاننا للصهاينة وأغلقنا نوافذنا في وجوههم ..
أي دور ؟؟؟

***

الناس تصدق ما تريد أن تصدقه ، ولا ينخدع إلا الذي يريد أن ينخدع ..
هذا الذي يريد أن يظل بمنزله ، منشغلا بحياته وطلباته ، مستمسكا بزجاجة "البيبسي" ، لا يريد غزة ولا غيرها "لتوجع دماغه"
وذلك الجبان الذي يخاف على نفسه إن هو قال قولة حق ، لا يريد أن يضطر أن يقولها ..
لكن هذا أو ذاك لا يستطيعان أن يبوحا بأسبابهما الحقيقية ، إلا أنهما على استعداد للإيمان بأي مبرر واه يدفعهما إلى التخاذل والقعود ، وحينها لا يعود هناك ضير من أن يؤمن أن "الفلسطينين هما اللي باعوا الأرض" و"هما اللي اختاروا حماس" و"هما اللي رفضوا التهدئة"
وحينها يصبح الصهاينة أقرب إلى قلبه ، وأهون على عقله من إخوانه الغزيين ..

***

نحن أجبن وأكثر سلبية من أن نعمل..
كل الذي كتبته أعلاه كلام ، لا شئ سوى بعض الكلمات ، لا عمل هنالك ..
كلمات لا هدف لها سوى أن تفرج عن بعض ما بصدري ، ولأنني - لأنني عربي - لا أحسن إلا الكلام !

***

هذه قضيتي ، وقضيتكم ..
لا تحتاج استعجالا للنتائج ، فما انهدم في سنوات لا يمكن أن يبنى في أيام ..
لكن سنوات البناء ، لا بد لها من بداية ، فلعلنا نتخلى عن نظرتنا التي لا تغادر تحت أرجلنا ، وننظر إلى أبعد من ذلك ، ربما إلى تربية أمة تستطيع أن تقف في وجه ابن صهيون حقا ..
وحتى يأتي ذلك الوقت ، فلنكتف بهزيل دعائنا وهزيل مقاطعتنا وهزيل تبرعنا ..
ولنحرص أن يسمع من لا زال يصم أذنيه ، ولنحرص أن يفهم من لا زال يضع غشاوة على عقله ، ولنحرص على أن يعمل من لا يزال يتذرع بضعفه وعجزه ..

ولنكن على ثقة تامة .. أن الله محقق وعده ، وناصر دينه .. بنا أو بغيرنا !

24 ديسمبر، 2008

فك الله أسرك

فك الله أسرك يا حبيبي ..

شرقاوى أون لاين - 23/12/2008 م

اختطفت عناصر من أمن الدولة مساء الاثنين 22/12/2008 م الطالب حسن خضري – دراسات عليا بكلية التربية وسكرتير الاتحاد الحر والمنسق العام للاتحاد الحر وأمين اتحاد كلية التربية 2007 م – أثناء سيرة في الشارع بمدينة الزقازيق.

وكانت قوات الأمن قد داهمت فجر الخميس الماضي منزله ولم يكن متواجداً بالمنزل وقت المداهمة ، واستولت الأجهزة الأمنية علي مكتبته الخاصة التي تحوي آلاف الكتب في العلوم التربوية والجغرافيا والإعلام مجالات دراسته .



11 نوفمبر، 2008

اجازة الشتاء


لماذا لا يتبع المصريون اى سلوك ما دام لم يتم ربطه بالدين

اعرف اصدقاء متدينين واعلم بالدين منى ولكنهم يلقون بعلب العصير او الشيبسى فى الشارع وكأنه تصرف طبيعى

ويتحجج بأن الدولة لا توفر سلة مهملات وانها بلد قذرة اصلا

ونفس الأشخاص لا يحترمون قواعد المرور ويفعل الاعاجيب فى قيادته ويخلط بين ذلك وكراهيتة لرجال الشرطة

و فى نفس الوقت هم اشخاص طيبون و متفوقون فى دراستهم و

علاقتهم ممتازة بمن حولهم

فقط اردت القول ان المسلم بسلوكه ايضا و كون شىء ليس حرام لا يبيح لى فعله بدون تفكير..

طبعا كلنا تابعنا الانتخابات الامريكية وقرأنا الكثير عن اوباما وماكين و اختلفت الاراء عن الابتهاج بفوز اوباما او ان زية زى غيره

هذا ليس موضوعى ولكن لفت نظرى ان العالم كله مرتبط بامريكا حتى وان كان يكرهها فيوجد فى داخله شىء يدفعة للانبهار بهذة الدولة المتناقضة

فحتى انتخاباتهم مليئة بالاثارة كأفلامهم

قد يكونوا السبب فى العديد من مصائب العالم و لكن هذا خطئنا ايضا ,فأنت لا قيمة تذكر لك كى يوادوك ولو كنا مكانهم لفعلنا نفس الشىء...

"إذا اراد فليحضر إلى هنا واذا لم يرد فليذهب إلى الجحيم"

هذه كلمات عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان موجهه الى الرئيس مبارك

هذا الرجل لبق حقا!

نعم اسرائيل هى سبب الشر فى العالم و لو كان هذا فيلما فقد استحقت الاوسكار بلا منافس.


اعتذر ان كان العنوان لا علاقة له بالموضوع ولكنه يعبر عن فرحتى بالاجازة اخيرا

20 أكتوبر، 2008

عن الرأسمالية وما بعدها


الان وبعد الأزمة الاقتصادية العالمية التى لم تتضح معالمها الحقيقية بعد ,تعالت الاصوات المنتقدة للرأسمالية بين انه نظام ملىء بالثغرات,
او انه قائم على سندات وهمية حيث لا يوجد ما يمثل
قيمة للبنكنوت المطبوع غير ثقة الدول والبنوك فى هذه القيمة و ليس الذهب
وهناك من يرى ايضا انه قائم على الربا فهو حرام اصلا
قد تكون هذه الاتهامات صادقة او لا ولكن اى نظام عرضة للسقوط فلا نظام خالد ولا حكم او امبراطورية خالدة
قد يكون ملىء باثغرات ولكن هذا لا يجعله فاشل فلا شىء كامل الا الله سبحانه وتعالى وبالمحاولة يمكن تقليل الأخطاء
اما بالنسبة للربا فهذه نقطة محورية
ان كان ربا فهذا يعنى ان جميع موظفى الحكومة رواتبهم من الربا فهى ودائع بنكية من الحكومة فى البنوك ومن فضلك لا تقل لى وانا مالى فنحن نحاول اصلاح نظام بأكملة وليس فقط ذنوب اشخاص,فهو نظام دولة بأكملها .
ان كان ربا فما البديل؟ لا يوجد بدي حتى الان غيره فانا لا اصدر احكام بدون النظر للنتائج
رأى شيخنا الجليل د.يوسف القرضاوى انه ربا
انا لا اساوى شعرة فى علمه ولكن ماذا بعد
شاهدت بعض مقتطفات حديث د.القرضاوى فى الجزيرة و حين قال عن لسان ارسطو "النقود لا تلد نقود" فى اشارة لفوائد البنوك
لا ادرى ولكن هذا القول لن يقدم او يوخر بالنسبة لى فى اقناعى ان فوائد البنوك حرام
بالطبع الاحاديث والايات القرانية واضحة عن الربا
ولكن عندما يأخذ رجل قرض مليون جنيه لمشروع ما فهذا الرجل ليس فى حاجة اساسية له وايضا البنك ليس مشروع خيرى كى يعيد الرجل القرض مليون كما هو
هناك من سوف يقول هو نظام خاطىء من الأساس وهذا رأى د.القرضاوى قى ان النظام يجعل الانسان مستدين طول حياته
فتكون الاجابة هى ما البديل اذن؟
فى النهاية انا لا احاول تحريم او تحليل شىء ما, فقط اتسائل ما الحل؟!

01 أكتوبر، 2008

أحب العيد !




كم أحب العيد :)

إنه واحد من تلك اللحظات التي تصيبني فيها قشعريرة حلوة ..
قشعريرة تقول لي : ما أعظم الإسلام !
كم أحب دينا يأبى أن يترك المرء فريسة لهموم الدنيا ، أو يترك الأمة فريسة لأحزانها ونكباتها
كم أحب دينا يدفع الناس إلى الفرح دفعا ، وإن أبوا ! وإن قنعوا - بفكر ضيق - بأحزانهم وهمومهم وركنوا إليها واستلذوا حياة الهم !

***

إن الإسلام الذي قال الله عنه : "اليوم أكملت لكم دينكم ..." يبهرني كل حين بتشريعاته وعناصره .. العظيم منها والدقيق .. يبهرني بابتعاده عن النظرية المحضة ، وإغراقه في الواقعية والقابلية للتطبيق ، ليصبح بحق المنهج الأعظم لهذه البشرية بين كل المناهج التي وضعها البشر أنفسهم لأنفسهم على مدار التاريخ

وهو إذ يتسم بذلك ..
تقترن قيمه النظرية التي يريد غرسها في الناس ، بشعائر وتصرفات يأمر بها ويحض عليها ، لتعود الناس على هذه القيم ، أو تجبرهم عليها إن لزم الأمر !
إن الإسلام حين يهتم - مثلا - بغرس قيمة المجتمع في نفوس المسلمين ، فإنه يقرن ذلك بجعل شعائرهم - من أول الصلاة والصيام والحج وحتى القتال في سبيل الله - جماعية الأداء ، أو موحدة المكان أو الزمان أو كليهما .. ليتعود المسلمون ويروا بأم أعينهم أن الإسلام دين جماعة ومجموع قبل أن يكون دين أفراد

والعيد هو طريقة الإسلام العملية ليقول للناس : افرحوا !

أتعجب وأنبهر حين أرى كيف أن الله سبحانه وتعالى خالق النفس البشرية ، ويعلم ركونها إلى الحزن والجزع في المصائب وحبها له !
" إن الانسان خلق هلوعا اذا مسّه الشر جزوعا ..."
يشرع لها تشريعات تنتزعها من الحزن انتزاعا ، وتفرض عليها الرضا بقضاء الله وقدره ، وتدفعه إلى السعادة والسلام النفسي دفعا !
لا غرو والإسلام كله خير للبشرية .. وأي خير أكبر من إنقاذ الناس من هموم دنياهم ؟ وحمايتهم من إقعاد الحزن لهمتهم وإلصاقه لهم بالأرض .. إذ أي خير يرجى ممن سلم روحه للحزن والجزع على مصائب الله ؟

ألا ترى الإسلام يحرم على المرأة أن تحتد لرجل فوق ثلاث ليال ؟ إلا زوجها أربعة أشهر وعشرا ؟ ألا تراه يجعل العزاء أول يوم ، ثم يحض أهل الميت بعد ذلك على الانشغال في أمور دنياهم ؟ ألا تراه يجعل الرضا بقضاء الله وقدره حلوه ومره ركنا من أركان الإيمان ؟ لا يقوم إيمان بغير "الحمد لله على كل حال" ! ألا تراه يأمرهم : "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ..." ؟

***

ألا تراه ..
يجعل لهم : عيدا ؟

يجعل لهم عيدا يتجمعون في أوله في سنة مؤكدة رائعة في الساحات ليصلوا لله شكرا على ما أنعم به عليهم من سعادة !
سبحان الله ! وهذه نقطة أخرى .. في الإسلام : الفرح بطاعة وصلاة ، والحزن بطاعة وصلاة ، والشكر بطاعة وصلاة ...
كل المشاعر في الإسلام يُحتفى بها بالطاعات والصلوات !

نعود لنقطتنا ..
ويجعل لهم عيدا يصل فيه كل قاطع رحم رحمه ! ناهيك عن واصله .. وكأنه - الإسلام - يقول لهم : "ستصلون أرحامكم لا محالة ! سأجبركم على ذلك برضاكم ! هذا الذي لم ير عمه طوال العام ، وتلك التي لا تعرف شيئا عن خالها .. استعدا ، فقد أقبل العيد ! هذا الذي يخاصم أخاه ، وتلك التي تتجاهل أمها .. جهزا حلواكما وتعاليا ! إنه العيد !" يجعل لهم خيطا أخيرا يحفظ روابط هذا المجتمع التي أوشكت على الانهيار لولاه ! ويحلو لي أن أتخيل منزلة يوم العيد من صلة الرحم كمنزلة صلاة الجمعة من الصلوات كلها ! بمثل هذا يجبر الإسلام أتباعه على اعتناق قيمه !

ويجعل لهم - كذلك - مناسبة يزرع بيها قيمة مهمة للغاية : "إدخال السرور على قلب المسلم"
هذا الطفل الذي ينتظر العيد بلهفة ، وينتظر زيارة أقربائه أو زيارتهم له لأجل جنيهات قليلة يحصل عليها ..
وهؤلاء الأقرباء والأصدقاء الذين سيسعدون ببعض الكحك أو كوب من المياه الغازية أو حتى بعض الحكاوي المرحة ..
وهؤلاء الفقراء الذين سينتظرون ما تمتد به يدك إليهم في العلن أو في السر ..

***

حقا .. أحب العيد وأحب الإسلام وأحب الله

***

كل عام وأنتم بخير

27 سبتمبر، 2008

ونظلم التاريخ أحيانا !



كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ

يقول الله عز وجل في كتابه أن أمة الإسلام - بأكملها - خير أمة أخرجت للناس والخيرية مشروطة بأخذهم بلب الإسلام وجوهره : إيمانهم بالله إلها واحدا لا شريك له ، وما يترتب على هذا الإيمان من عمل والأمر بالصواب والصحيح والخير والموافق للفطرة من الأمور والنهي عن كل ما عارض الفطرة وتسبب في إفساد أو تخريب أو هدد استقرار المجتمع وسلامته

حينها تصبح هذه الأمة ..
خير أمة .. أخرجت للناس
أي أنها ليست خير أمة في روحانياتها وصلتها بالله واستعدادها للآخرة فحسب
بل خير أمة أخرجت للناس ، لتقيم أمر دنياهم كله ، وتحسن أوضاعهم كلها ، وتبني لهم حضارة متكاملة بعلمها واقتصادها ونظامها الاجتماعي والعسكري والصحي
كل هذا داخل ضمن معنى الخيرية قبل أن يكون معناه إعداد الناس لآخرتهم فحسب ، فإننا - مثلا - كخير أمة ، لا نجبر الناس على دخول الإسلام ، فمنهم من تضيع آخرته ، ورغم ذلك تبقى أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس

وما أقره القرآن ، يقره التاريخ كذلك إقرارا بينا ساطعا فطوال قرون طويلة كانت الدولة الإسلامية - أي التي تأخذ حكومتها بمنهج الإسلام تشريعا ويأخذ أهلها بمنهج الإسلام نظاما أخلاقيا واجتماعيا - كيانا قائما بذاته ، أثبتت للعالم أنه لم يوجد - ولا يوجد حتى هذه اللحظة - حضارة تماثل حضارتها :
- لا في علومها : إذ يقر الغربيون أنفسهم أن المسلمين هم الذين اخترعوا العلم ذاته ! إذ لم يعرف أحد قبلهم منهج التجريب أو المنهج العلمي في التفكير ! وكان الأمر قبلهم قائما على الاستنباط النظري والتخيلي

- ولا في نظامها الصحي : إذ لم يسمع أحد عن مستشفى في العالم تفتح أبوابها لكل مرضى الفقراء ليبقوا فيها حتى يبرأوا ، فلا يطالبهم أحد بشئ ، ثم يعطون - حين يخرجون - ثيابا جديدة ، وأموالا لئلا يضطروا إلى العمل مباشرة فتنتكس حالتهم
وكل هذا فرض فرضته الأمة على نفسها لا تطوع من بعض أفرادها !!

- ولا في تسامحها الديني : إذ أي حضارة - وراقب الآن اضطهاد المسلمين وذبحهم في العالم كله وفي أكبر معاقل الحضارة الزائفة - تقوم على : "من آذى ذميا فقد آذاني" ؟
أي حضارة يحكم لغير المسلم - أو إن شئت فقل لغير أصحاب ديانة الأغلبية - على الخليفة ؟!! خليفة المسلمين !
أي حضارة يتقلد فيها غير المسلمين أرفع المناصب ؟ ثم يمشون بأمان في الطرقات ؟ ويسمع لهم ويطاعون ؟

- ولا في نظامها الاجتماعي : إذ لم تعرف حضارة أخرى في الكون كله ، أوقافا وصدقات وزكوات لأوجه الخير مثلما عرفت حضارة الإسلام منذ قيام الخلافة الإسلامية في عهد أبي بكر الصديق ، وحتى سقوطها منذ أعوام قلائل من عمر البشرية
أي حضارة أخرى فرضت على نفسها إطعام الجائع ؟ وكسوة العريان ؟ وإسكان المشرد ؟ وعلاج المريض المحتاج ؟ وتزويج الشباب ؟
أي حضارة أخرى كانت تخرج فيها الصدقات فلا تجد من يحتاجها ؟
أي حضارة أخرى كانت تخصص أوقافا للطيور المهاجرة ؟ وللحيوانات المشردة ؟ وللعبيد الذين يقسو عليهم أصحابهم ؟
أي حضارة أخرى يحكم فيها القاضي للحمار على صاحبه لأنه لا يطعمه ؟ او يعذبه ؟

هذا كله لم يسبق به أحد المسلمين .. بل ابتدعوه للعالم من واقع شرائعهم
كل ما تعلمته الحضارة الغربية اليوم هو من تعليم المسلمين لهم ، بشهادتهم أنفسهم
لكن الفارق :
أن حضارة المسلمين الدنيوية لم تكن منفصلة أبدا عن آخرتهم ، بل كانت بدافع منها ، وليدة لأخلاقهم ، ورحمتهم المتأصلة في نفوسهم ، ورغبتهم في الاستجابة لأمر الله تعالى .. والدليل على ذلك : أنه لم يكن مرتبطا بأشخاص محسنين أو متبرعين أسخياء بل الأمة كلها على هذه الشاكلة ، مات من مات وأتى من أتى .. لذلك استقر اقتصاد الأمة الإسلامية ومجتمعها قرونا طويلة ، لا تستأصله المشكلات العابرة من جذوره ولا تفت في عضده

وحقا ، تاريخ المسلمين في دولة الخلافة يعج بالأخطاء ..
لكن أي تاريخ بشري لا يفعل ؟ أي تاريخ بشري ليس فيه بعض الطغاة بل كثير منهم ؟ أو بعض الزلات بل الكثير منها ؟ أو الانحراف قليلا عن منهج الإسلام في الحكم القائم على العدل والمساواة ؟
إن "خير" اسم تفضيل يستخدم للمقارنة
وهذه الأمة - إذا قارنتها بكل الأمم قبلها وبعدها - خير أمة أخرجت للناس
بفارق شاسع جدا !

ولذلك كله .. أعتذر
أعتذر عن خطأ ارتكبته قديما .. حينما ظننت - مخطئا - أن تطبيق الإسلام لم يوجد إلا أيام الفاروق عمر بن الخطاب ، وضقت ذرعا بالتاريخ الإسلامي كله بما فيه من طغاة وحروب أهلية وانقلابات لقد كنت أحسب - مخطئا - أن تطبيق الإسلام يعني تحويل الأرض إلى جنة قبل جنة الآخرة ، بحيث لا يكون هناك كاذب واحد أو سارق واحد أو متآمر واحد .. لكن الأمر لم يكن كذلك ، الأمر كله حضارة شاملة : تكفل للفرد أشياء محددة واضحة : حريته وأمنه ومساواته ومعاملته بالعدل ، وحقه في عيش حياة كريمة يكفل فيها عياله وهذا - لعمري - لم يجتمع كله ولن يجتمع كله مثلما اجتمع في حضارة المسلمين يوم طبقوا الإسلام حكومة وشعبا

والجميل .. أن هذا كله .. سهل التطبيق ، يشهد التاريخ الطويل على ذلك

***

لمزيد من المعلومات حول تاريخ الحضارة الإسلامية وعظمته
أنصحكم بقراءة بحث الدكتور يوسف القرضاوي : تاريخنا المفترى عليه - دار الشروق

***

هل سمعتم عن شجرة الربح Pyramid scheme ؟
عن هذا المشروع الذي تشترون فيه شيئا ما
ثم تبيعونه لأربعة فتحصلون على نسبة معينة
ثم يبيعه كل واحد منهم لأربعة آخرين فيحصلون هم على نسبة ، وتحصلون أنتم على نسبة إضافية
وهكذا ؟
هذا الأمر حرام
ومعنى كونه حراما .. أي أن المال الآتي من ورائه سحت لا يحل أكله
فتريثوا ولا تجذبكم شهوة المال ، فإن الرزق محدد معلوم ، فلا تستعجلوه بالحرام
تفاصيل الفتوى هنا
وهنا تحذر المواقع الأجنبية نفسها منه

***

أطلت عليكم كثيرا ، لكنني أردت أن أقول كل كلمة مما سبق ادعوا لي ، فامتحاناتي قد اقتربت كثيرا

10 سبتمبر، 2008

الباطنة (*) وسنينها


من إبداعات أخي المبدع : كريم

نسألكم الدعاء

-----

(*) الباطنة : تاني أكبر حاجة في العالم بعد المجرات

 

blogger templates 3 columns | Make Money Online