6.9.09

الغضب

د
ليس شعورى بالغضب هو ما يزعجنى ... اعتدت تلون المزاج بدرجة أحلك من السواد المعتاد حين يتحول المزاج الى الغضب و هذا ليس بالشىء الجديد علىّ
د
د
ولكن ما يزعجنى حقا هو عدم قدرتى على التراجع عن الغضب الآن حتى مع انتفاء جزء كبير من مسبباته و مع وجود الدافع على التعاطف مع من فجر ذلك الغضب بداخلى!د
د
د
هل حقا أتى الغضب على كل ما هو طيب بداخلى حتى ان ما يصدر عنى فى هدوئى قد يكون محض ادعاء؟!
د
د
لا مزاج لى الآن لفلسفة أى شىء .. فقط أرغب فى التحطيم و الصراخ!د
د
د

3.9.09

طيف

د
جالسة وحدى فى المكتب البارد الخالى من الروح .. اقاوم النعاس و الأهم انى اقاوم التلهى بما لا قيمة له كالعادة و احاول جاهدة ان انتبه و اصب كل تفكيرى فى العمل المسند لى على تفاهته و سخفه .. بمعنى اشمل احاول ان اقنع نفسى انى مهمة... د
د
اتحدث فى تليفونى لدقائق .. اتحدث مع صديقتى على الهاتف الداخلى .. نتبادل الـ"تشات" انا وصديقتى الأخرى نتحدث عن كل شىء و عن لا شىء ..د
د
تتزاحم الأفكار فى رأسى مع الفراغ .. بالأحرى مع رغبة فى افراغ عقلى مما فيه من ضوضاء أفكار و خطط و مشاريع و اشخاص و و و و ... د
د
د
و فجأة يدهمنى احساس أنه هنا! د
د
لا لا .. بل "كان" هنا .. "كان" معى ... هل شاركنى احلامى ليلا؟! د
د
لا أذكر انى حلمت به .. و لا حلمت أصلا بأى شىء .. ليلة أخرى خالية من الأحلام كالعادة
د
و لكن تلك الراحة ... ذلك السلام .. تلك الطمأنينة التى دوما استشعرتها معه .. و لما حملهم جميعا و رحل، ترك فقط بردا و خوفا و فراغا .. فى اعمق نقطة من روحى .. د
د
تلك النقطة التى احاول فى كل لحظات يقظتى اخفائها ... تلك الهوة السحيقة التى خلفها انهيار جبل الأمان بداخلى .. د
د
هوة احاول - من يوم رحيله - ان املأها بشتى اشكال الأشياء و الأشخاص و لم تمتلىء يوما و لا حتى يبدو لها من امتلاء يوما ..د
د
تلك الهوة التى بنيت حولها سورا منيعا عاليا .. حتى لا أهوى بداخلها بحثا عنه .. د
د
و بحثا عن أمانى المفقود ..غمرنى مجددا ذلك الهدوء الذى طالما شمل حديثنا مهما صخب بنا الحديث .. ذلك الهدوء الذى منحنى اياه بنظرات تحادثنى اكثر مما تحادثنى الكلمات .. نظراته التى طالما أشعرتنى بقربه .. بارتباطنا الذى لا انفصام له ...د
د
د
فكرت .. هل كنت أحلم به ليلا و نسيت تفاصيل الحلم و لكن بقى معى بعض من أمان؟
د
كذكرى صوته الحبيب .. او ضحكته .. كبقايا من حضوره يوما و وجوده فى حياته .. ربما ... ربما تحادثنا طوال ليلة امس فيما يشغلنى هذه الأيام من شتى المفزعات ..د
د
و لكن هذا الهدوء و الاطمئنان اللذين غمرانى فجأة لم يكن ليمنحنى اياهما مجرد الحديث .. لابد انه ضمنى اليه تلك الضمة التى افتقدها كافتقاد الغريق لأنفاسه ..د
د
لاشعر بهذا الهدوء و هذا الأمان، لابد انه ربت على رأسى كما اعتاد ان يفعل لمينحنى بدفء راحته الطمأنينة
د
تحملنى تلك الأفكار الى تفاصيل ملامحه .. و تحملنى على التفكير فى خاطرة واحدة: د
د
لماذا افتقده كل هذا الافتقاد؟ ولماذا افتقد ما ملأ حياتى به من امان و سكينة و دفء رغم انى امتلك اليوم من الأشياء والأشخاص أكثر مما كان ليمنحنى هو إن استمر وجوده فى حياتى بكثير؟ لماذا لم يأت من بعده شىء ما او شخص ما ليملأ و لو جزء من ما تركه فى روحى من فراغ؟
د
د
احتضن ملامحه الغائبة و ابتسامته المنسية فى مقلتىّ .. احاول التشبث ببقايا شعورى بالأمان و الطمأنينة المتسللان هربا مع بقايا حلم لا أذكره ..د
د
د
اسأله ... يا أبى .... هل حقا كنت معى بالأمس تمنحنى أمانا لم اشعر به منذ غبت؟
د
د
ارجوه .. يا أبى ... أرجوك .. زد من زياراتك لى .. لشدّ احتياجى اليك و الى دفء صدرك احتمى فيه حتى من نفسى .. فما بالك بأيامى! د
د
د
أضمه .. يا أبى .. اضمك كذكرى دائمة لصديق رحل و لم يملأ مكانه وطن من أصدقاء... د
د
د
اتشبث به .. يا أبى .. كنت أمان و سند لى لم يعوضنى عنه سواك حين تزورنى كطيف ملائكى يغمرنى بنور روحه ليهدىء من روعاتى
د
د
أعتذر له .. يا أبى .. اغفر لى ان لم أذكر حلماً حمل لى بسمتك و حديثك و ربتة يدك على رأسى .. و اغفر لى عدم ادراك عقلى المتلهى بالدنيا لوجودك حولى دوماً .. وجودك الذى لما يشتد الكرب بى يغمرنى سكينة و دفئاً فأقوى على المواصلة
د
د
أنتظره ... يا أبى .. سأظل انتظرك .. طيفا كنت او ذكرى او شعاع من نور ربى ينير بصيرتى فيكفينى شرور الدنيا .. و سأظل انتظر يوما - من فضل و رحمة ربى - يجمعنى بك مجددا
د
د
الى ان القاك مجددا ... رحمك الله يا أبى
د
د

30.7.09

هو

د
ألقاه بعد غياب ... د
د
د
فى حضرة زحام من ناس، يتلاشى بطلّته تدريجيا حتى تختفى الارض و الموجودات من حولنا ... د
د
د
أرقبه مقتربا .. أفكر .. هل أظهر نفسى من بين الزحام، أم انتظر ان يرانى هو من تلقاء نفسه .. اختار الانتظار ... أمضيه فى ترقب حركاته و سكناته و ابتسامه و سلامه .. انخطف مع كل التفاتة له منتظرة التلاقى
د
د
تتلاقى العيون ... فتنكشف الابتسامات .. و تختفى الشخوص والاصوات تماما .. د
د
د
د" كل ده غياب؟" ... "بس الودّ موجود"د
د
د
أهنأ بوجود الود .. و اتصاله اليوم فى مفاجأة حياتية صغيرة لنا
د
د
يمضى به الكلام و النقاش مع هؤلاء الذين لم يعودوا موجودين بالنسبة لى ... أتامل قسماته و خلجاته و ضحكاته و قفشاته التى تضحكنى دائما .. ابتسم لملاحظة عدم اتساق لون حذائه مع ألوان ملابسه المتناسقة ... و تتسع ابتسامتى للكيلوجرامات الجديدة المكتسبة التى مازالت لم تجعله بدينا غير متناسق ... أفكر فى ممازحته فى هذا الأمر .. ثم تتلاشى الافكار من رأسى مجددا و تضيع بين حروف كلماته .. فأصغى
د
د
تتجسد نظراتى و تذهب اليه تتلمس وجوده .. فيلتفت الى مبتسماً
د
د
يقاطع نفسه ليحدثنى ... يتجاهل مُريد ما ليمازحنى و يطمئن على أخبارى .. يتهرب من مُحدث ما ليخبرنى عن أخباره .. د
د
د
تغلب شجاعتنا كثرة المتعاركين على لحظاته و وقته .. فأتسلل هاربة بغنيمتى من بقايا عطره التى سكنت باطن يدى من سلام مرتبك
د
د
أخبأ العطر فى صدرى .. اتنشقه كاملا لأخفيه فى رئتىّ .. لا أريد لأى شىء قد ألمسه ان يسرق و لو جزء مما ترك لى من عطر ستحمله ذاكرتى أبدا مرتبطا بسلامه .. به
د
د
أحاول أن اسرق نظرات أخيرة من خلال مرآة السيارة قبل أن أرحل تماما .. د
د
د
يحاول حزن الرحيل عنه أن يغلب سعادتى برؤياه فلا يستطع ... فتقهره ابتسامتى الآخذة فى الاتساع .. أطرب بلا غناء .. و أحلق بلا جناحين .. و أصير أخف من هواء و كأنى روح بلا جسد
د
د
و استيقظت لاجد ابتسامتى مازالت هناك تغمر روحى سعادة .. كلقياه التى غمرت قلبى و يومى بشمس ربيعية الدفء .. و نسائم صيفية مهدهدة .. و رقصات فراشات و أحلام صبايا .. و ورود و حدائق ... و نجوم اضائت لما اضاء وجهه بابتسامة تحمل اسمى
د
د
د

26.7.09

مرور

الجو خانق بكل ما فى الكلمة من معان! لا توجد نسمة هواء ولو ضئيلة كما ان الرطوبة تكاد تصل الى مئة بالمئة و ربما أكثر لو أن شيئا كهذا موجود فى الطبيعة! د
د
د
تشعر بحرارة محرك السيارة تكاد تحرق قدميها رغم ان مكيف الهواء يدور منذ مدة وبشكل اعجازى ما تمكن من اخراج واء بارد من فتحات التهوية .. كيف؟ لا تعلم! ولكن تلك الحرارة المتسللة من المحرك تنبئها كم تبذل السيارة الصغيرة من جهد كى تبقيها فى درجة حرارة جيدة تميل الى المنعشة
د
د
تفكر ... مسكينة يا سيارتى! أعذرينى على هذا المجهود .. لا اطيق مجرد فكرة اغلاق المكيف .. لن أتحمل حرارة الجو مع هذا المرور السلحفى القاتل كما الحرّ ... تحملينى يا صغيرتى كما أتحمل نفقاتك و أقساطك .. د"يا ستى اعتبرينا خالصين" د
د
هكذا تحادث سيارتها سراً و تطيعها الصغيرة تفهماً وحبا بلا شكوى سوى حرارة المحرك الصادرة رغما عنها
د
د
و لأنها تحاول الوصول الى وسط المدينة .. أو الى اى مكان تسمح به حالة المرور - ان سمحت أبدا - ولأن المرور سُلحفى البطء .. تجد لديها الفرصة لتأمل ما حولها من سيارات و بشر و وسائل مواصلات مكتظة بأجساد قد لا يُرى منها سوى أذرع و ربما ساق هنا او هناك لا تدرى لمن تعود و كيف صارت الى هذه الحال .. لكنها تنبئك بحال صاحب تلك الساق و كيف يؤدى فقرته البهلوانية الآن محاولا الاحتفاظ بمكانه فى تلك الحافلة او ذلك الميكروباص
د
د
ترى حولها بضعة سيارت مغلقة زجاج النوافذ ايضا مثلها مما يدل على مكيف هواء يؤدى ايضا فقرة بهلوانية لابقاء جو السيارة محتملا لركابها بشكل ما فى هذا الجو .. و ايضا كثير من سيارات صُنعت فى سنوات كان فيها مكيف هواء السيارة درب من دروب الخيال العلمى فبقيت نوافذها مفتوحة فى بؤس ليمر خلالها عادم السيارت المحيطة مع ما يجود به هواء العاصمة من خيرات تلوثية متعددة الاصناف
د
د
تلتفت فترى ركاب الميكروباص المجاور الملاصقين لتلك النوافذ التى لا ينفتح معظمها اصلا فيزيد من سوء الحال اضعاف ... تراهم يتأملونها .. يطلون من نوافذهم المغلقة رغما عنهم مؤدية عمل صوبة زجاجية بجدارة تتبدى واضحة على جباههم على شكل أخاديد من عرق تكاد تشمه أو من خلال شعيرات انتثرت مبللة هنا او هناك على جبهة هذا أو من تحت "تحجيبة" تلك و تبدت ملتصقة على جبهتها
د
د
تدير رأسها عنهم بعد التفاتة قصيرة و تشعر رغما عنها بالعيون تحرق جانب وجهها .. تنفض عن نفسها الشعور بالتفاتة الى الجانب الآخر من الطريق .. تجد حافلة متهالكة تخص احدى الشركات .. تدلى من نوافذها ركابها طلبا لاى شذر من هواء يبقيهم على قيد الحياة حتى وان كان ملوثا و يتطلع بعضهم اليها .. أقول بعضهم لان البعض الآخر راح فى نعاس ما على هذا الوضع او انشغل بحوار مع جاره فى الحافلة ايضا من خلال التدلى من نوافذها
د
د
تتحرك السيارات قيد أنملة فتجد لنفسها منفذا يبعدها عن مرمى النظرات .. تحاول ان تغنى مع صوت الراديو متلهية .. ولكن تتزاحم فى رأسها الصور الحية الحالية فتمنعها من فعل اى شىء سوى الترقب والانتظار
د
د
لماذا هذا الشعور بالذنب؟! تتساءل ... ألم تمر عليكِ سنوات من نفس رحلات التعذيب ما بين ثلاث وسائل مواصلات نزولا لاى مكان و اربعة للعودة من هذا المكان الى البيت؟! عشت نفس الظروف غالبا فى ذات الحافلات و الميكروباصات بعينها .. فقط لو استطعتِ تبين السائق لاكتشفتى انك تعرفين ملامحه من كثرة ما ارتدتِ سيارته كـ "كعب عالى طالع" أو "جنيه هناك أهو .. هاته"!!دد
د
كم من مرات تسبب نفس الزحام بنفس العوادم و نفس الوجوه فى تأخيرك عن العمل؟! و اضطروك للجرى مسافة وراء سيارة العمل لتلحقيها والا ضاع عليك تعب شهر من العمل بسبب يوم واحد!! كم من مرات تشاجرت مع راكب يتشابه مع عدد من تلك الوجوه المحدقة بزجاج عزيزتك الصغيرة لانه يحتاج أن "يتربى من أول و جديد" أو " مش هشيل الشنطة اللى جنبى" لانها "مضايقاه فى القعدة" و مطلوب منك ان تسمحى له أن "يرتاح فى القعدة" و يميل عليكِ لـ"ياخد راحته شوية"!! كم من مرات بالله عليك؟! د
د
د
تتذكر .. فلا يسعها الا ان ترفع الدعاء عاليا الى الله ان يحفظ لها صغيرتها التى طال انتظارها لها عشر سنوات طوال مروا بشتى صنوف المواصلات و ما يتبعها من أذى و عذاب وامتهان لانسانيتها و الأنكى أنوثتها .. "يارب ما تحوجنيش تانى .. يارب وحياة حبيبك محمد ما تذلنى تانى بعد ما أعزتنى" د
د
د
تحملها أفكارها للأقساط ... آه لو تعلمون أيها المحدّقين أنى لم أملكها بعد .. و انى مازلت أضع سيف بنك مرابٍ على رقبتى فقط لانى لم اعد احتمل مزيد من امتهان .. آه لو تعلموا انى فى يوم لم يتبقى لى بعد عناء شهر كامل من عمل سوى عشرون جنيها بعد دفع الديون فقط لاحصل على مساحة خاصة بى تكفل لى أن احمل صفة الانسانية فى شوارع العاصمة .. آه لو .. ولكنكم لا تعلمون و لن تعلموا .. فلكم أفكاركم و لى أحوالى
د
د
د
تصفًّ سيارتها فى موقف الميدان المزدحم دوماً و تمشى متجهة الى المركز التجارى الكبير .. تلفحها حرارة الجو فور ترجلها من السيارة تشعر لحظيا بأثر الرطوبة على وجهها و كأن أحدهم القى على وجهها بدلو غراء .. تحث الخطى فى اتجاه المركز التجارى لكى تهرب من الحرارة سريعا .. تمر خلال موقف الحافلات فى طريقها رغما عنها.. و رغما عنها ايضى لا يبدو عليها فعل الحر والرطوبة كما يبدو على كل مخلوق متواجد الآن فى الشارع و بخاصة رواد الموقف الذين لابد وانهم منتظرين منذ الأبد حافلات تبدو مع الحر وكانها لا تأتى أبدا .. تلتفت اليها بضعة اعين هنا وتدور مع حركتها بضعة رقاب هناك .. فقط استغرابا لكونها مهندمة على الرغم من الحر الذى يقضى على اى هندام .. تزيد من حثها لخطواتها حتى تمر....د
د
د
تتذكر ساعات قضتها فى نفس الموقف أحيانا تصل لاربعة .. تشعر بما يشبه الحنين تجاه أخوتها فى العذاب ... تبتسم لدى رؤية رقم 32 على جانب احدى الحافلات .. ترى نفسها و هى تجرى ورائها من مخرج الموقف وحتى منتصف الشارع الذى يليه لتلحقه حتى لا تضطر للانتظار ساعتين لحين مجىء الحافلة الأخرى التى تحمل نفس الرقم
د
د
تحث الخطى مجددا محاولة مداراة الابتسامة التى علت وجهها مع رؤية الرقم .. تتجاهل متابعة النظرات لشكلها الذى لا يبدو عليه الحرً .. و الأهم ... أنها تقاوم رغبة ملحة قهرية .. تكاد تكون خبيثة .. فى ان تخرج مفتاح السيارة من الحقيبة لتمسكه بيدها مزهوة ... و ربما ادارته فى تلذذ امام نافذة الحافلة التى تحمل الرقم 32 فقط لتخبرها انها لم تعد فى حاجة لانتظارها مرة أخرى .. و لتشرح للناظرين لماذا لا يبدو عليها المعاناة تحت وطأة الحر مثلهم .. و ...
د
د
لكنها تذكرت مكانها فى وسط نفس الجموع يوماً ما .. فتلاشت الابتسامة من على وجهها و طأطأت رأسها ... د
د
قهراً .... د
د
د
د

2.7.09

يوميات

د
د السبت: د
د
د نجتمع على حب .. أصدقاء يحتفلون بميلاد صديقتهم .. جماعة صغيرة بكلمات بسيطة يقدمونها بين يدى الصديقة الغالية الطيبة الحبيبة ... ضحكات صافية تغلف الجماعة بروح من السلام .. نتناسى ما خلفناه ورائنا على عتبات الحياة من مشاكل .. هاربين من الباب الخلفى للدنيا الى الصالة المظلمة .. نختبىء .. نبكى .. نضحك .. نخرج من باب خلفى آخر شارعين فى مزيد من الهرب .. نجلس .. نأكل .. نتحدث .. نضحك .. نحتفل .. و تتسلل الينا الحياة برغمنا من الباب الخلفى لعقولنا .. فتنضح هموما وافكاراً من بين الضحكات المسروقة
د
د الأحد: د
د
د تحملنا الحياة قسراً ما بين ابواب و بوابات كثيرة دخولاً و خروجاً بغير ترتيب منا او انتظار .. حملتنا من عالم الرحمة الواسع عبر باب ضيق تصعّدت منه روحنا لنخرج الى وجهها - الدنيا - المجهول .. و تمر بنا ايامها و سنينها فتحملنا بين ابواب مدرسة الصغار و الكبار .. بين بوابات الجامعة و العالم الواسع الغامض النهايات و المترامى الأطراف .. بين باب الرزق و باب مصدره نسعى محملين بالآمال العريضة و الطموحات الكبيرة ... باذلين كل ما نملك من طاقة و جهد ... د
د
قد ترد - الدنيا - باباً فى وجهنا .. و لكنها - برحمة أمّ صارمة - تفتح فى مقابله باب آخر .. قد يكون أصغر أو أضيق من ما سبق و أغلقته على احلام موؤدة .. قد يكون باب مؤقت .. و لكن يكفينا - مؤقتا - ان هناك بصيص من أمل و انفراجة
د
د الاثنين:د
د
د يحل الملل - شقيق الدنيا - ضيفا ثقيلا على وجودك و كل ما حولك .. سخيفا سمجا .. يذكرك بما حملت يوما من خطط و احلام تنكيلا بك وبما آل اليه حالك .. تستعذ بالله .. تجتر مخزونك من الصبر و الرضا بما قدره الله .. تستزيد من اليقين الذى لا تحمل سواه فى قلبك/يدك/جيبك/فمك/عيونك و روحك ليكون سندك فى مواجهة الحرب الصبيانية اليومية للدنيا و اشقائها
د
د الثلاثاء:د
د
د تستزيد المعارك من دمك الذى يحمل لها مزيدا من طاقة تزيدها عزما و تفوقا عليك ... تجلس هامدا معدوم الحيلة فى نهاية المعركة اليومية .. يائسا مستسلما .. فتلمسك يد القادر الرحيم بغشاوة من رحمة و سَكينة تحملهما اليك ابتسامة صديق مخبّرا بانباء مفرحات .. فتنسى جروح الطعنات .. القديم منها و الجديد .. و يبدو لك و كأن الجديد منها قد توقف عن النزف .. تسعد و تلمح فى الأفق - من جديد - بصيص امل وانفراجة .. تتجسد على ملامحك فى شكل ابتسامة و تسرى فى شرايينك عودة للروح
د
د الأربعاء:د
د
د تتلقى زيارة من شقيق الدنيا الآخر .. التغيير ..د
د
بلّى .. لا تعجب من ان يكون كلاً من الملل و التغيير شقيقان لدنيا واحدة .. بل فى ظنى أنهما توأم، ولكنهما يخفيان تلك الحقيقة .. ربما خوفا من حسد قد يؤثر على ادائهما و على أثرهما فى نفوسنا و حيواتنا بحملهم كل شىء الى تغير وانقضاء ... د
د
و كضيف فاهم لأصول الزيارة ياتى حاملا هدية .. لا تفرح .. ليست كل الهدايا بجميلة ولا مفرحة .. هى بالأحرى تذكار .. لتضعه نصب عينيك فتظل ذاكرا متذكرا لحقيقة ان كل شىء الى تغير و انقضاء .. د
د
تذكار بسيط .. يكاد يكون تافها .. لا يحمل مغزى ما سوى الرسالة الخفية التى يقصدها التغيير القادم على مهل و اصرار .. ان كل شىء الى تغير وانقضاء ... د
د
يقبع امام عينيك .. مستجلبا كل ما مر عليك من" تذكارات" و مواقف مشابهة كانت يوما منذرة ثم صارت مؤكدة للحقيقة المتكررة " إن كل شىء الى تغير و انقضاء" ... د
د
تذكر كل من مروا .. كل ما مر معهم و بهم .. كل الأماكن .. كل الحكايات .. كل ما فات .. تتصور كل ما هو "الآن" و سيصير بعد قليل "كان" .. و لا يسعك الا ان تتنهد و تردد فى صمت مغلوب على أمره: د
د د"كل شىء الى تغير وانقضاء"د
د
د الخميس: .... و الجمعة والسبت
د
د مازال ينتظرك .. ينتظرنى .. ينتظرنا .. ان كان فى العمر بقية من انتظار .. قابعا فى "مستقبله" الذى سرعان ما يصير "حاضرك" - لو فى العمر مزيد من حاضر - و عاجلا متعجلا سيمضى بصفته "ماضيك" .. متحديا فى صمت كل ما قد تسول لك نفسك حمله من مشاريع أحلام/آمال/طموح/فرح او حتى تفاؤل .. محمّلا بكل صنوف المفاجآت القديمة الجديدة التى تزود بها من معلميه و آباءه الذين يتنوعون ما بين الملل والتغيير .. يحمل من ملامحهم سمات اليأس والقهر و القسوة .. و لولا شعبة من رحمة ربى على الأرض لقام ففتك بك من فوره الآن و حالا ... د
د و تعرف انك ستسير بملء ارادتك -او بدونها - نحو هذا التحدى .. مدفوعا او مختارا .. عاريا من كل سلاح الا ما تحمله - او مازلت تحمله - من يقين يملأ قلبك/يدك/جيبك/فمك/عيونك و روحك كسند ... و بصيص أمل و انفراجة فى حرب كثيرا ما خضتها من قبل ... و كثيرا ما ستخوضها من بعد ... د
د
د
د ملحوظة قد لاتكون الأخيرة من يوم الاربعاء:د
د
د تصلك من يومك هذا رسالة صغيرة تؤكد على ما وصلك من تذكار من "التغيير" .. يؤكد و يصر على ان التذكار "الرمز" قد صار الى حقيقة اكيدة جلية... كجلاء الشمس التى تتمشى الآن متسلية بشوى وجوه و عقول و نفوس البشر بالخارج .. فتبتسم لتعلن انتصار التغيير .. صارخاً بكل مافيك من صمت عاجز: د
د
د د "كل شىء الى تغير و انقضاء" د
د
د