ارحم دماغك!

13 أكتوبر 2009

العار

ضمن تصنيف: أحداث سياسية — Ahmed Nasr في 6:13 م

بعد سلسلة الفشل الذريع الذي منيت به الحكومة المصرية في التوسط بين الفرقاء الفلسطينيين، وكان فشلا طبيعيا ومبررا للغاية بسبب انحيازها السافر وسعيها لفرض إرادتها الخاصة على الشعب الفلسطيني، نجد أن مناقشة المسؤولية الأخلاقية اليوم قد أصبحت أمرا لازما بعد أن زادت من سقوطها الأخلاقي مؤخرا..

فمقتل يوسف أبو زهري، شقيق الناطق باسم حركة حماس، في معتقلات مصر، رغم أنه ليس أول قتيل من قتلى الجهاز الأمني المصري، ورغم أننا -بوصفنا مصريين- ربما نكون قد اعتدنا على هذه الـ”حوادث” الـ”فردية”، إلا أن هذا يوضّح لنا ماهية ونوعية أوراق الضغط التي تسعى الحكومة المصرية أن تساوم بها قادة حماس..بعد أن علمنا بشأن (سيديهات الضغط) التي يستخدمها الصهاينة ضد سلطة عباس..

تعتقل السلطة المصرية في معتقلاتها العديد من كوادر حماس، مثل أيمن نوفل وكذا المعتقل السابق “والشهيد الحالي باذن الله” يوسف أبو زهري..وبعد أن فشلت حكومة مصر في فرض رؤاها الخاصة وما تريده على حماس بالحصار واغلاق المعابر ودعم الحرس الرئاسي، هي اليوم تسعى بنفس أسلوب العصابات واللصوص، إلى اتخاذ رهائن من كوادر وأقارب قادة الحركة وتهديد أمنهم وسلامتهم مقابل انتزاع مواقف سياسية..

لقد صدّعنا البعض من كتاب السلطة المصرية  والمؤيدين لسياساتها الخرقاء بالحديث عن قوة مصر الناعمة، ومدى ثقلها على المستوى الدولي ووزن رأي ساستها..يؤسفني أن أخيّب ظن كل من صدّق هذا الهراء، إن القوّة الناعمة أيها السادة والسيدات القراء، ماهي إلا ضرب من الاحترام وتقدير الذات قبل كل شئ، قيمة تضاف إلى الانسان بسبب ممارساته الأخلاقية السويّة واستقامته ومصداقيته، وليس لأنه من قبيلة بني فلان، أو لأن اسمه “مجرّدا” هو اسم كبير، ولا لأن أباه وجدّه كانوا من العظماء!!

وبالمشاهدة الواقعية، يتأكد لكم جميعا ما أقول، فتسمّي النظام المصري باسم مصر، لم يغن عنه شيئا على الصعيد الدولي اليوم، فلا مصداقية ولا هيبة ولا ثقل ولا نجاح يذكر من أي نوع..فشل في الحوار الفلسطيني، فشل مهين في انتخابات اليونسكو بعد أن نال الوعود بالترشيح ثم عومل كما يعامل طفل صغير، وأعتقد أنني لست مضطرا لاجترار سلسلة الفشل الطويلة التي تابعناها لسنوات ليتضح لنا كم تراجعت الدبلوماسية المصرية واختفت قوتها الناعمة اليوم، وما ذلك كله إلا من فقد المصداقيّة، هذه المصداقيّة لا تقوم إلا على ركيزتين: القوّة والأخلاق..فالدولة القوية قادرة على الوفاء بوعودها، والقائد صاحب الخلق هو من يفي بالتزاماته..ولأسفي فالنظام القائم في مصر لا يملك -جديا- أيا منهما..

إن مقتل يوسف أبو زهري لا يجب أن يمر بلا عقاب، وهذا العقاب يجب أن يوقّعه القضاء المصري لانقاذ ما يمكن انقاذه من اسم مصر، لا يجب أن ننتظر سامي أبو زهري كي يحرّك الدعوى، بل إنني أدعو كل حقوقي مصري أن يسعى للاتصال به واقناعه بتوكيله لتحريك الدعوى أمام القضاء..نحن من نحتاج اليوم لأن يقاضي سامي أبو زهري الحكومة المصرية وليس سامي أبو زهري هو من يحتاج إلى حكم القضاء..لو أردنا انقاذ ما تبقى من اسم مصر..

Update me when site is updated

2 عدد التعليقات »

  1. السلام عليكم

    رأيي أن مصر ألعن من إسرائيل على الأقل اليهود خونة ومجرمين وبيقولوا احنا يهود
    أما المصريين…………
    فجهود المصالحة طمعا في أن ينال مبارك نوبل للسلام…

    تعليق بواسطة ست البنات — 14 أكتوبر 2009 في 12:19 م

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تخبطنا كعرب هو نتاج تخبط السياسة المصرية التي يدور في فلكها أغلب العرب.
    رحم الله الأخ أبو زهري .. وتقبله الله في الشهداء

    تعليق بواسطة احمد — 22 أكتوبر 2009 في 10:23 م

خلاصات RSS تعقيب رابط

أضف تعليق