ارحم دماغك!

28 أغسطس 2009

مصر والمصريون..

ضمن تصنيف: فكري وثقافي — Ahmed Nasr في 3:28 ص

مواقف سريعة لاحظتها فيما مضى من أيام، لكنها ليست خارج السياق العام لتصرفات قطاع عريض من الشعب المصري:

-1-

عندما استضيف اثنان من الصيادين المصريين العائدين من الصومال، على قناة المحور، سأل الاعلامي معتز الدمرداش سؤالا: ما الذي اضطر الصيادين إلى الذهاب إلى قرب الصومال لصيد السمك في حين تتمتع مصر بمسطحات مائية واسعة؟

كانت اجابة الصياد عبارة عن سرد لأحواله الشخصية ووصف لأسباب حاجته للمال..

-2-

عندما تم، في حلقة أخرى من نفس البرنامج، استطلاع آراء مستخدمي انترنت المصريين، حول ما يسمى بسياسة الاستخدام العادل لانترنت، التي قررتها وزارة الاتصالات فجأة، كانت الردود في نطاق مدى حاجة كل طالب لانترنت، لتحميل الأبحاث والاستفادة منها في العمل والبحث العلمي الجاد..

بالطبع، كان الكلام محاولة لنفي اتهام مسبق من الدكتور عمر بدوي لمستخدمي الانترنت بأنهم من هواة الداونلود (والعياذ بالله)..

-3-

في حادثة غرق الشباب المصريين الهاربين إلى إيطاليا، نذكر كيف وصموا بـ(الطماعين)، وبغض النظر عن ملابسات ذلك فكان واضحا أنه رأي موجود لدى تيار لا بأس به على الاطلاق..

-4-

لا يشعر المصري اليوم بأن من حقه أن يحيا ككل البشر في كل العالم، انه يشعر دائما بالحاجة لتبرير طلبه للمال بالحاجة الماسة، هو لا يشعر بحقه في أن يكون غنيا كفلان من الناس أو أن يملك مثل ما يملكه آحاد الناس في بلاد أخرى..

لا يشعر المصري أن من حقه أن ينال خدمة مناظرة لما يحصل عليه الناس في كل الدنيا طالما دفع ثمنها تماما كما دفعوا (أو ربما أكثر)، بل عليه أن يبرر حاجته للخدمة تبريرا محترما يقبله السيد مقدم الخدمة ليتعطّف مانحا إياه هذه الخدمة..

وفي حين أن السفر طلبا للرزق والغنى، ولتحصيل الثروة والعلم، هي قيم محمودة في كل العالم، يحترم صاحبها ويقدّر كفاحه، فإن المصري مطالب بتبرير سفره تبريرا أخلاقيا، تماما كما انه مطالب باستصدار تصريح من السلطة الحاكمة لتسمح له بهذا الفعل (الممنوع في الأصل)..

إن الفقر وضيق ذات اليد ومستوى الدخل المتردّي لأغلب المصريين -حقيقة- ليستا أبدا ما يجعلان الحياة في وطني، حياة لا تطاق..لم أر ذلك أبدا ولا أظن أن أحدا قد يقول به..

لكن نكد الحياة بلا ريب، أن أضطر لتبرير طلبي لحقي..حقي الطبيعي الذي يقوم به الانسان في كل مكان في هذا العالم، يصبح طلبي له تهمة في الأصل، سواء كانت تهمة بالطمع أو التفاهة أو الدلع أو الداونلود..

إن هذه الثقافة التي زرعت بفضل إعلام مداهن للسلطة دائما، ينظر إلى أن كل أدواء مجتمعنا هي في طمع الشعب الذي لا تنتهي مطالبه، المبالغ فيها وإن لم تبلغ عشر ما يناله كل الناس في كل الأرض (كما يعلم ذلك جيدا كل من سافر خارج الحدود)، هذه الثقافة أتاحت للسلطة الركوب على ظهر هذا الشعب وفعل ما شاءت به، أما كل من يعترض، فهو يعترض إما لأنه (طمّاع) أو لأنه يريد تحميل الأفلام من الانترنت، وطبعا لأنه الحكومة ولي أمره وهي أدرى بما ينفعه وما يضره، فهي تقرر له إن كان مسموحا له بالسفر لطلب الرزق أم لا، دون أن تكون مطالبة بتوفير بديل محترم له إن رفضت، وهي تقرر ما يجب عليه تحميله من انترنت وفي حدود كم من وحدات البيانات، وهي تقرر أيضا متى يسافر لآداء العمرة والحج ومتى لا يسافر..وأكثر من هذا، أنها تقرر أيضا أنه لا يحق له تملّك بيتا أغلى مما ترى أنه مقام المصري ومستواه، فإذا فعل فهي تجبي منه إيجار بيته بدعوى أنها ضرائب..و(طز) في شاب مكافح ربما وفّر ثمن بيته بشق الأنفس، أو أسرة ربما لا تملك إلا بيتا تسكنه ورثته عن عائلها، وفي سكان يدفعون قيمة ضرائب بيوتهم المستأجرة لصاحب العقار فوق الإيجارات، فهم جميعا لا يحق لهم، حتى لو دفعوا ثمن هذا البيت، أن يملكوه أو يسكنوه كما يملك الناس بيوتهم في كل العالم!!

كان ثم اعتراضات ساخنة في مصر منذ فترة، على نظام “الكفيل” السعودي، بعد مشاكل تعرّض لها بعض المصريين في السعودية، أود أن أخبر شعبي بحقيقة: العامل الفلبيني ذو الأجر البسيط والخبير الأمريكي ذو الأجر الفلكي (وكل الأمريكيين خبراء بالطبع)، يدخلان إلى السعودية على السواء بنفس النظام، لكن (الكفيل) أبدا لا يستطيع هضم حقوق الأمريكي، ولا الفلبيني على السواء..هل يستطيع المصري أن يدرك، لماذا هو وحده المعرّض لانتهاك أي أحد في كل العالم؟!

Update me when site is updated

18 أغسطس 2009

لفتة 5

ضمن تصنيف: لفتات وفلتات — Ahmed Nasr في 10:53 م

قال الريس حسن ما معناه في اتصال مع قناة المحور: رجالة مصر حرروا نفسهم ووقفوا وقفة رجالة، لأنه سيادة الريس علمنا كدة..

الظاهر يا ريس حسن المناهج اتغيرت من زمان..وكما قال الشاعر: الريس مدرسة إذا أعددتها..

مع تحياتي للبحارة وموقفهم البطولي (دي بجد مش هزار)

Update me when site is updated

15 أغسطس 2009

جرس إنذار لدول الجوار

ضمن تصنيف: أحداث سياسية — Ahmed Nasr في 5:32 م

قلت سابقا:

أو كما قلت في معرض حديثي عن القرصنة في البحر الأحمر، إذا كانت حماس بكل انضباطها والتزامها وأسلوبها في قتال العدو، وعدم تصديرها للقتال إلى خارج أرض المعركة، وتهذيبها في التعامل مع (الأشقاء)، لا تعجب أشقاء الندامة..

فالمؤكد أن الخيار الآخر المطروح هو القاعدة، وسوف يكون القتال على كل أرض بلا ضابط ولا رابط..

ان نتيجة كل هذا الظلم لن تكون تركيع شعب فلسطين كما يظن المغرورون، انما ستكون النتيجة هي أن يتخلى المظلوم عن كل ما يمارسه من ضبط للنفس منفجرا في كل اتجاه بعد أن لم نترك له ما يخشى من خسارته، وخاصة بالنسبة لنا، نحن الذين لم نترك له سببا ليعتبرنا حلفاء له (حلفاء شؤم وندامة، معرفة والله جرت ندما وأعقبت سدما كما قال علي كرم الله وجهه)..

هؤلاء الشباب الذين التفوا حول حماس وناصروها، لو فشلت حماس بكل انضباطها وتحملها في تحقيق مرادهم فسيجدون طريقا آخر، ولن يروق هذا الطريق الآخر لأي أحد لا من الظلمة وأزواجهم، ولا من الشياطين الخرس..

وكنت قد قلت قبلها:

ذات الأمر ينطبق على المحاكم الاسلامية الصومالية، وبشكل واضح اليوم، وأكاد أكون متأكدا أنه لو سقطت الحكومة الفلسطينية الشرعية غدا، سنجد كارثة أخرى تحل بهذا العالم، لا يبدو لي إلا أن تكون انفجار الشعب الفلسطيني المقهور في كل بلاد العالم، فنحن نعلم جيدا أن انعدام وجود القاعدة في فلسطين جاء من التفاف الشباب الثائر حول نظام مقاوم، لو انهار فسوف تصبح مقاومة بلا نظام، تسمى مجازا بالارهاب..

قد يكون مملا أن تسير الأحداث دائما على نحو ما تتوقع..

حسنا، ها هي التحولات تلوح نذرها في الأفق، الشباب اليائس والمحبط، فئات معروفة، هي ذات الفئات المشكّلة للخلايا المتعاطفة مع القاعدة في كل مكان، بدأت تظهر أخيرا في فلسطين، لم تظهر أيام سيطرة فتح على غزة لأنها كانت ترى في حماس الأمل، فلما طال عليهم أمد المقاومة في ظل فكر وسطي يعرف العدو ويحدده دائما بالعدو الصهيوني، بدأوا بالبحث عن بديل أكثر ثورية دون تمحيص لصحة أطروحاته أم لا، وبعد مناشدات حماس لأشقائها في العروبة والاسلام، أن يعاملوها بشكل أفضل، صرنا نقرأ البيانات المتحدية لـ”لحكومة المصرية المرتدة”، والتي صدرت عن هذه الفئة..

تحول طبيعي، لا شئ غريب على الاطلاق، ولا يمكن التقليل من أثر وأهمية وخطورة هذا التحول، سواء على أمن دول الجوار، أو على النظم السياسية؛ فمهما كان عدد هذه الفئات قليلا اليوم، فهي في النهاية تعبر عن وجود نواة فكرية وجدت لنفسها أرضا، ولو استمرت ظروف غزة على هذا النحو، واستمر تعامل الحكومات العربية مع غزة على هذا النحو، فسوف يتكرر الأمر مرارا..ولنا أن نتوقع وقتها كل شئ؛ مصر التي كانت “لن تسمح بإقامة إمارة اسلامية على حدودها الشرقية”، هي اليوم تصنع إمارة طالبانية ذات طموحات توسعية على حدودها الشرقية بكل ما للكلمة من معنى، عبر تيئيس الفلسطينيين من منهج المقاومة المنضبطة، ودفعهم في المقابل إلى مناهج أكثر ثورية لا تعرف في تعاملها مع الأغيار إلا التحدي والقوة دون هوادة، ومهما ضعفت إمكاناتها أو اختلف وضع خصمها فهي لا ترى في خصومها ودولهم ومواطنيهم وحتى مؤيديهم باللسان إلا أهدافا مشروعة لهم..

لا زالت الفرصة متاحة أمام الحكومات العربية لتفادي عواصف الطائرات على قصور حكمهم، لا زالت الفرصة متاحة أمامهم للانخراط في برنامج المقاومة المطروح، وأن يعودوا إلى نفس خنادق شعوبهم، وإلا فالخطأ سوف يجلب المزيد من الخطأ، وإذا كان الحكام العرب قد أمنوا على أنفسهم ومناطق نفوذهم من أي قلاقل قد تصيبهم بها حماس (كخصم نبيل)، فعليهم أن يعلموا أن هذا ربما لا يستمر طويلا، ولن ينظر الفلسطينيون وراءهم، فإذا انهارت حماس، لن يعودوا إلى فتح كما يظن السفهاء، لكنهم سوف يهربون إلى الأمام..

سئمت سير الأحداث على نحو ما أتوقع، لكنني أفكر “كم سيكون جميلا أن يفعلوا شيئا ولو على سبيل التغيير”..

Update me when site is updated